- 27 أغسطس 2009
- 62,790
- 4,710
- 113
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أحد المواضيع رد الآخ شبام على كاتب الموضوع ( لاعطر بعد عروس ) :think:
وفي موضوع آخر تم الرد من قبل الأخت أبنة اليم (لاعطر بعد عروس ) :think:
لما تقرأ المثل وين تفكيرك يرووح وأي تفسير ؟
هنا نأتيكم بالقصة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أحد المواضيع رد الآخ شبام على كاتب الموضوع ( لاعطر بعد عروس ) :think:
وفي موضوع آخر تم الرد من قبل الأخت أبنة اليم (لاعطر بعد عروس ) :think:
لما تقرأ المثل وين تفكيرك يرووح وأي تفسير ؟
هنا نأتيكم بالقصة :
عُرف العرب قبل الرسالة المحمدية وبعدها بسحر الحديث, وفصاحة البيان, وبلاغة التعبير, لهذا كانت رسالة رب العالمين إليهم – قبل غيرهم – من جنس سحرهم وإبداعهم, فكانت رسالة "القرآن الكريم" على لسان سيد المرسلين صلى الله عليه وآله أجمعين.
ومن دلائل تلك الفصاحة وذلك البيان الذي عرف بها العرب هي استخدامهم للعبارات القصيرة الموجزة التي تحمل الفكرة ولا تخل بالمعنى.
فقد تكون تلك العبارة بيتا شعريا, كقول الفرزدق وهو يهجو جريرا ويحاول أن يحط من قدره دون أن يكلف نفسه عناء الدخول في تفاصيل قد تطيش بالفكرة وتفقدها قيمتها الأصلية:
ولو كان عبدالله مولى هجوته *** لكن عبدالله مولى المواليا
أو كقول جرير وهو يرد الصاع للفرزدق ويتهمه بالجبن دون الخوض في شرح و إثبات الشواهد على "ثرثرة" الفرزدق وكذب إدعاءه :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا *** ابشر بطول سلامة يا مربع
وقد تكون العبارة البلاغية نثرا , كقول حاتم الطائي (لو ذات سوار لطمتني) متحسرا على زمن يهان فيه وهو العزيز على يدي " امة " لطمته وهو في الأسر , لأن الأمة عند العرب لا تلبس الحلي, وليس يعني بالضرورة أن حاتما يتلذذ بلطم ذوات الأسورة له بقدر ما هي إشارة إلى
تردي وانحطاط مكانة "الأمة" وقدرها عنده.
والعبارة محل البحث (لا عطر بعد عروس), هي من العبارات النثرية البليغة الضافية التي قيلت في زمن كانت الأمثال تلعب دورها في رسم ملامح الأدب العربي خلال تلك الفترة وإلى يومنا هذا.
قيل أن سبب هذه القصة هو أن امرأة توفي عنها زوج يقال له "عروس" وكانت به متعلقة وله محبه, فكان الزوج البديل له رجلا آخرا أقل منه شأنا وقيمة ومنزلة, فلما أرادها للرحيل معه وذكرها بعطرها المطروح على الأرض, قالت له :لا عطر بعد عروس" تعريضا به, لأنها ترى أن كل شيء يهون مقارنة بفقيدها "عروس"
وقيل في سبب القصة غير ذلك وفي التسمية (لا مخبأ لعطر بعد عروس).
وتتضح بلاغة هذا المثال وجماله وقوة بيانه في أنه يحوي بداخله على مضمون خفي قوي يوصل الفكرة دون أن يخل بالمعنى ودون أن يُحتاج معه إلى زيادة في الإطراء والمديح, وإذا ختمت بها مقالة كانت من أجمل ما يختم به قول.
وكتب ومؤلفات المتقدمين من الفقهاء وغيرهم تحتوي على العديد من الإشارات إلى هذا المثال الذي استخدموه كثيرا في رسائلهم الفقهية والأدبية, بعكس المتأخرين الذين يبدو أنهم لم يجدوا فيه - أي المثال – ضالتهم حيث لا "عروسا" في حياتهم يستحق أن يذكر بخير.
ومن الإشارات التي وردت في بعض كتب المتقدمين, رسالة طويلة في (صبح الأعشى ) كتبها الصاحب فخر الدين عبد الرحمن بن إلى الشيخ بدر الدين البشتكي عندما زاد النيل زيادة مفرطة في سنة أربع وثمانين وسبعمائة قال فيها معاتبا:
ما تأخير مولانا بحر العلم وشيخه عن رؤية هذا الماء وما قعادة عن زرقة هذا النيل, من قاسكم بسواكم قاس البحار إلى الثماد !, أعلى الأنام في العلوم قدرا وإمام النحاة من عهد سيبويه وهلم جرّا, وشيخ العروضيين على الحقيقة برّاّ وبحرا, وشيخ سيحون والنيل والفرات ودجلة وشيخ جيحون أيضاً, وشيخ نهر الأبلة!,
أي والله: أقولها لو بلغت ما عسى: الطّبل لا يضرب تحت الكسا, (لا مخبأ لعطر بعد عروس).
وفي كناب (فيض القدير شرح الجامع الصغير)
أن (أفضل الصدقة سقي الماء) لمعصوم محتاج، وفسره في رواية الطبراني بأن يحمله إليهم إذا غابوا ويكفيهم إياه إذا حضروا، وقال الهيثمي: إن رجال هذه الرواية رجال الصحيح، ولا عطر بعد عروس ...
... ( أي سند الرواية).
وفيه ايضا:
ومن هذا التقرير استبان اندفاع اعتراض القرطبي بأن الأولوية (ألنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) قد تولى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم تفسيرها بقوله (فمن توفي من المؤمنين وترك دينا فعلي قضاؤه، ومن ترك مالا فهو لورثته). ولا عطر بعد عروس. .
..( أي لا قول بعد قوله صلى الله عليه وسلم)
وفيه ايضا:
(وسجن اللّه في الأرض) هذا قد تولى النبي شرحه في الحديث (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) ولا عطر بعد عروس…
...( أي شرحه صلى الله عليه وسلم)
وفي الجامع لأحكام القرآن
قوله تعالى(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} هذه الآية أزال الله تعالى بها أحكاما كانت في صدر الإسلام؛ منها: أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي على ميت عليه دين، فلما فتح الله عليه الفتوح قال: (أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي وعليه دين فعلّي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته) أخرجه الصحيحان. قال ابن العربّي: فانقلبت الآن الحال بالذنوب، فإن تركوا مالا ضويق العصبة فيه، وإن تركوا ضياعا أسلموا إليه؛ فهذا تفسير الولاية المذكورة في هذه الآية بتفسير النبّي صلى الله عليه وسلم وتنبيهه؛ ( ولا عطر بعد عروس ).
...( أي تفسيره صلى الله عليه وسلم)
وفيه ايضا:
وارتباط النفس على الصلوات كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم؛ رواه أبو هريرة وجابر, ولا عطر بعد عروس......
( أي سند الرواية).
وفي كتاب - التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخر
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مقابلاً له في حديث زيد بن أسلم في حديث الوادي : يا أيها الناس إن الله قبض أرواحنا و لو شاء ردها إلينا في حيز غير هذا و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الروح إذا قبض تبعه البصر و قال : فذلك حين يتبع بصره نفسه و هذا غاية في البيان ولا عطر بعد عروس. .
..( أي بيانه صلى الله عليه وسلم )
ومن دلائل تلك الفصاحة وذلك البيان الذي عرف بها العرب هي استخدامهم للعبارات القصيرة الموجزة التي تحمل الفكرة ولا تخل بالمعنى.
فقد تكون تلك العبارة بيتا شعريا, كقول الفرزدق وهو يهجو جريرا ويحاول أن يحط من قدره دون أن يكلف نفسه عناء الدخول في تفاصيل قد تطيش بالفكرة وتفقدها قيمتها الأصلية:
ولو كان عبدالله مولى هجوته *** لكن عبدالله مولى المواليا
أو كقول جرير وهو يرد الصاع للفرزدق ويتهمه بالجبن دون الخوض في شرح و إثبات الشواهد على "ثرثرة" الفرزدق وكذب إدعاءه :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا *** ابشر بطول سلامة يا مربع
وقد تكون العبارة البلاغية نثرا , كقول حاتم الطائي (لو ذات سوار لطمتني) متحسرا على زمن يهان فيه وهو العزيز على يدي " امة " لطمته وهو في الأسر , لأن الأمة عند العرب لا تلبس الحلي, وليس يعني بالضرورة أن حاتما يتلذذ بلطم ذوات الأسورة له بقدر ما هي إشارة إلى
تردي وانحطاط مكانة "الأمة" وقدرها عنده.
والعبارة محل البحث (لا عطر بعد عروس), هي من العبارات النثرية البليغة الضافية التي قيلت في زمن كانت الأمثال تلعب دورها في رسم ملامح الأدب العربي خلال تلك الفترة وإلى يومنا هذا.
قيل أن سبب هذه القصة هو أن امرأة توفي عنها زوج يقال له "عروس" وكانت به متعلقة وله محبه, فكان الزوج البديل له رجلا آخرا أقل منه شأنا وقيمة ومنزلة, فلما أرادها للرحيل معه وذكرها بعطرها المطروح على الأرض, قالت له :لا عطر بعد عروس" تعريضا به, لأنها ترى أن كل شيء يهون مقارنة بفقيدها "عروس"
وقيل في سبب القصة غير ذلك وفي التسمية (لا مخبأ لعطر بعد عروس).
وتتضح بلاغة هذا المثال وجماله وقوة بيانه في أنه يحوي بداخله على مضمون خفي قوي يوصل الفكرة دون أن يخل بالمعنى ودون أن يُحتاج معه إلى زيادة في الإطراء والمديح, وإذا ختمت بها مقالة كانت من أجمل ما يختم به قول.
وكتب ومؤلفات المتقدمين من الفقهاء وغيرهم تحتوي على العديد من الإشارات إلى هذا المثال الذي استخدموه كثيرا في رسائلهم الفقهية والأدبية, بعكس المتأخرين الذين يبدو أنهم لم يجدوا فيه - أي المثال – ضالتهم حيث لا "عروسا" في حياتهم يستحق أن يذكر بخير.
ومن الإشارات التي وردت في بعض كتب المتقدمين, رسالة طويلة في (صبح الأعشى ) كتبها الصاحب فخر الدين عبد الرحمن بن إلى الشيخ بدر الدين البشتكي عندما زاد النيل زيادة مفرطة في سنة أربع وثمانين وسبعمائة قال فيها معاتبا:
ما تأخير مولانا بحر العلم وشيخه عن رؤية هذا الماء وما قعادة عن زرقة هذا النيل, من قاسكم بسواكم قاس البحار إلى الثماد !, أعلى الأنام في العلوم قدرا وإمام النحاة من عهد سيبويه وهلم جرّا, وشيخ العروضيين على الحقيقة برّاّ وبحرا, وشيخ سيحون والنيل والفرات ودجلة وشيخ جيحون أيضاً, وشيخ نهر الأبلة!,
أي والله: أقولها لو بلغت ما عسى: الطّبل لا يضرب تحت الكسا, (لا مخبأ لعطر بعد عروس).
وفي كناب (فيض القدير شرح الجامع الصغير)
أن (أفضل الصدقة سقي الماء) لمعصوم محتاج، وفسره في رواية الطبراني بأن يحمله إليهم إذا غابوا ويكفيهم إياه إذا حضروا، وقال الهيثمي: إن رجال هذه الرواية رجال الصحيح، ولا عطر بعد عروس ...
... ( أي سند الرواية).
وفيه ايضا:
ومن هذا التقرير استبان اندفاع اعتراض القرطبي بأن الأولوية (ألنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) قد تولى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم تفسيرها بقوله (فمن توفي من المؤمنين وترك دينا فعلي قضاؤه، ومن ترك مالا فهو لورثته). ولا عطر بعد عروس. .
..( أي لا قول بعد قوله صلى الله عليه وسلم)
وفيه ايضا:
(وسجن اللّه في الأرض) هذا قد تولى النبي شرحه في الحديث (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) ولا عطر بعد عروس…
...( أي شرحه صلى الله عليه وسلم)
وفي الجامع لأحكام القرآن
قوله تعالى(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} هذه الآية أزال الله تعالى بها أحكاما كانت في صدر الإسلام؛ منها: أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي على ميت عليه دين، فلما فتح الله عليه الفتوح قال: (أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي وعليه دين فعلّي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته) أخرجه الصحيحان. قال ابن العربّي: فانقلبت الآن الحال بالذنوب، فإن تركوا مالا ضويق العصبة فيه، وإن تركوا ضياعا أسلموا إليه؛ فهذا تفسير الولاية المذكورة في هذه الآية بتفسير النبّي صلى الله عليه وسلم وتنبيهه؛ ( ولا عطر بعد عروس ).
...( أي تفسيره صلى الله عليه وسلم)
وفيه ايضا:
وارتباط النفس على الصلوات كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم؛ رواه أبو هريرة وجابر, ولا عطر بعد عروس......
( أي سند الرواية).
وفي كتاب - التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخر
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مقابلاً له في حديث زيد بن أسلم في حديث الوادي : يا أيها الناس إن الله قبض أرواحنا و لو شاء ردها إلينا في حيز غير هذا و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الروح إذا قبض تبعه البصر و قال : فذلك حين يتبع بصره نفسه و هذا غاية في البيان ولا عطر بعد عروس. .
..( أي بيانه صلى الله عليه وسلم )
واخيرا فلنقل (لا عطر بعد عروس ) لكل قول أو عمل يقوم به غيرنا عندما تعجز الكلمات عن الثناء, ولنجعله شعارا لنا.
التعديل الأخير: