- 23 أبريل 2011
- 1,986
- 17
- 0
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
معرفتي بالشيخ صلاح الدين فخري* لا ترجع الى عهد بعيد ولا تتعدى الشهرين على ما أعتقد. رأيته أول مرة عندما قررت تغيير طريقي الى المنزل بعد انتهاء عملي وأداء صلاة المغرب في مسجد الخلية السعودية في بيروت. في أحد الأيام حضرت الى المسجد مبكرا قبيل الصلاة وكان الشيخ حفظه الله متصدرا حلقة طيبة يعطي درسا في التفسير يحيط به شباب تعرف في وجوههم الطيبة الود وحب العلم والتعلم. كانت طريقة الشيخ في الشرح مميزة وكنت كأنني أصغي الى أحد الأئمة الكبار الذين قرأت تصانيفهم أو كحلت عيوني بقراءة تراجمهم، فكتب تراجم الرجال ـ ولسبب أجهله ـ استهوتني منذ الصغر. وجلس الشيخ بالسن يستمع الى شيخ العلم بعد أن تحرى مواعيد الدروس وهي ثلاثة بالأسبوع.
في أحد الأمسيات وبينما كنت جالسا في أحدى زوايا المسجد الفسيح انتظر ابتداء الدرس رأيت الشيخ فخري يمشي باتجاهي حاملا رزمة من بضعة كتب قدمها لي هدية قائلا: "هذه بعض مؤلفاتي اتمنى أن تقبلها هدية مني". الحقيقة لم اتفاجأ! فسمات الشيخ لا تتطلب خبيرا بالفراسة لكي يعرف من يراه أنه يشرق بنور الإيمان والمحبة والعطاء والكرم. كانت هدية الشيخ رائعة ولكن الهدية الأروع كانت ابتسامته الطيبة المباركة.
الى الآن قرأت معظم هذه الكتب، ولكن الكتاب الذي قرأته مرتين (الى الآن) هو الذي بين أيدينا اليوم: قرة العيون في ترجمة حياة الشيخ محمود بعيون (المشهور بالرنكوسي). على رفوف مكتبتي المتواضعة عشرات المجلدات في السير والتراجم قرأت الكثير منها ولكن لأول مرة أقرأ كتاب تحولت فيه الترجمة الى مناجاة! مناجاة روحانية بين تلميذ وأستاذه حُملت كلماتها على أجنحة المحبة والصفاء؛ كل ذلك دون أن يفقد الكتاب مقصوده الأساسي الذي اتخذه المؤلف عنوانا له. نعم، هذه هي العبقرية في التأليف.
رحم الله رجل القرآن الشيخ المحدث المربي الولي الطاهر محمود، وحفظ لنا الأخ الإمام العلامة الجليل صلاح الدين.
* المدير العام لأزهر لبنان وفروعه
خطيب وإمام مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه (الخلية السعودية)
بيروت
لقراءة وتحميل الكتاب كاملا:
قرة العيون
.
معرفتي بالشيخ صلاح الدين فخري* لا ترجع الى عهد بعيد ولا تتعدى الشهرين على ما أعتقد. رأيته أول مرة عندما قررت تغيير طريقي الى المنزل بعد انتهاء عملي وأداء صلاة المغرب في مسجد الخلية السعودية في بيروت. في أحد الأيام حضرت الى المسجد مبكرا قبيل الصلاة وكان الشيخ حفظه الله متصدرا حلقة طيبة يعطي درسا في التفسير يحيط به شباب تعرف في وجوههم الطيبة الود وحب العلم والتعلم. كانت طريقة الشيخ في الشرح مميزة وكنت كأنني أصغي الى أحد الأئمة الكبار الذين قرأت تصانيفهم أو كحلت عيوني بقراءة تراجمهم، فكتب تراجم الرجال ـ ولسبب أجهله ـ استهوتني منذ الصغر. وجلس الشيخ بالسن يستمع الى شيخ العلم بعد أن تحرى مواعيد الدروس وهي ثلاثة بالأسبوع.
في أحد الأمسيات وبينما كنت جالسا في أحدى زوايا المسجد الفسيح انتظر ابتداء الدرس رأيت الشيخ فخري يمشي باتجاهي حاملا رزمة من بضعة كتب قدمها لي هدية قائلا: "هذه بعض مؤلفاتي اتمنى أن تقبلها هدية مني". الحقيقة لم اتفاجأ! فسمات الشيخ لا تتطلب خبيرا بالفراسة لكي يعرف من يراه أنه يشرق بنور الإيمان والمحبة والعطاء والكرم. كانت هدية الشيخ رائعة ولكن الهدية الأروع كانت ابتسامته الطيبة المباركة.
الى الآن قرأت معظم هذه الكتب، ولكن الكتاب الذي قرأته مرتين (الى الآن) هو الذي بين أيدينا اليوم: قرة العيون في ترجمة حياة الشيخ محمود بعيون (المشهور بالرنكوسي). على رفوف مكتبتي المتواضعة عشرات المجلدات في السير والتراجم قرأت الكثير منها ولكن لأول مرة أقرأ كتاب تحولت فيه الترجمة الى مناجاة! مناجاة روحانية بين تلميذ وأستاذه حُملت كلماتها على أجنحة المحبة والصفاء؛ كل ذلك دون أن يفقد الكتاب مقصوده الأساسي الذي اتخذه المؤلف عنوانا له. نعم، هذه هي العبقرية في التأليف.
رحم الله رجل القرآن الشيخ المحدث المربي الولي الطاهر محمود، وحفظ لنا الأخ الإمام العلامة الجليل صلاح الدين.
* المدير العام لأزهر لبنان وفروعه
خطيب وإمام مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه (الخلية السعودية)
بيروت
لقراءة وتحميل الكتاب كاملا:
قرة العيون
.