إعلانات المنتدى


[ آيه فَقَطْ ~ الجزء الأول ],!

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

شمس الحقيقة

مزمار داوُدي
9 أكتوبر 2009
3,100
44
0
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76)

هؤلاء اليهود إذا لقوا الذين آمنوا قالوا بلسانهم: آمنَّا بدينكم ورسولكم المبشَّر به في التوراة, وإذا خلا بعض هؤلاء المنافقين من اليهود إلى بعض قالوا في إنكار: أتحدِّثون المؤمنين بما بيَّن الله لكم في التوراة من أمر محمد; لتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة؟ أفلا تفقهون فتحذروا؟

 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!



أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)

أيفعلون كلَّ هذه الجرائم, ولا يعلمون أن الله يعلم جميع ما يخفونه وما يظهرونه؟

 

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون"78")
الله سبحانه وتعالى لازال يتحدث عن أهل الكتاب .. فبعد أن بين لنا الذين يقول: "أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم" .. انتقل سبحانه وتعالى إلي طائفة أخرى وهم من أسماهم بالأميين .. وأصح قول في الأمي هو أنه كما ولدته أمه. أي لم يعلم شيئاً من ثقافة وعلم في الوجود منذ لحظة نزوله من بطن أمه. ولذلك فإن الأمي على إطلاقه هو الذي لا يكتسب شيئاً من ثقافة الوجود حوله، بصرف النظر عن أن يقال كما ولدته أمه .. لأن الشائع في المجتمعات أن الذي يعلم هم الخاصة لا العامة .. وعلى أية حال فالمعاني كلها ملتقية في تعريف الأمي.
قوله تعالى: "ومنهم أميون" .. تلاحظ أن هناك معسكرات من الأميين واجهت الدعوة الإسلامية .. فالمعسكر الأول كان المشركون في مكة، والمعسكر الثاني كان أهل الكتاب في المدينة. وأهل الكتاب تطلق على أتباع موسى وأتباع المسيح .. ولكن في الجزيرة العربية كان هناك عدد لا يذكر من النصارى .. وكان هناك مجتمع. والمقصود من قوله تعالى: "ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني" هم اليهود الذين كان لهم مجتمع في المدينة .. ومادام الحق سبحانه وتعالى قال: "ومنهم أميون" .. معنى هذا أنه لابد أن يكون هناك منهم غير أميين .. وهؤلاء هم الذين سيأتي قول الله تعالى عنهم في الآية التالية:

{فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم }
(من الآية 79 سورة البقرة)


هنا قسم الله تبارك وتعالى اليهود إلي أقسام .. منهم قسم أمي لا يعرفون الكتاب وما يقوله لهم أحبارهم هو الذي يعرفونه فقط .. وهؤلاء ربما لو كانوا يعلمون ما في التوراة .. من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم لآمنوا به .. والكتاب هنا يقصد به التوراة .. والله سبحانه وتعالى لم ينف عنهم مطلق العلم .. ولكنه نفى خصوصية العلم، لأنه قال لا يعلمون إلا أماني .. فكأن الأماني يعلمونها من الكتاب. ولكن ما الأماني؟ .. إنها تطلق مرة بدون تشديد الياء ومرة بتشديد الياء .. فإن كانت التخفيف تكون جمع أمنية .. وإن كانت بالتشديد تكون جمع أمنية بالتشديد على الياء .. الأمنية تجدها في القرآن الكريم في قوله تعالى:

{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به }
(من الآية 123 سورة النساء)


هذه بالنسبة للجمع. أما بالنسبة للمفردة .. في قوله تعالى:

{وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍ إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته }
(من الآية 52 سورة الحج)


ما هي الأمنية؟ .. الأمنية هي الشيء الذي يحب الإنسان أن يحدث ولكن حدوثه مستحيل .. إذن لن يحدث ولن يكون له وجود .. ولذلك قالوا إن من معاني التمني اختلاق الأشياء .. الشاعر الذي قال:
ألا ليـت الشـباب يـعـود يـومـاً
فأخـبره بـمـأ فـعـل المشـيـب
هل الشباب يمكن أن يعود؟ .. طبعاً مستحيل .. هذا شيء لن يحدث .. والشاعر الذي قال:
ليـت الكـواكب تـدنو لي فأنظمـها
عقـود مـدحٍ فـما أرضي لـكم كـلم
هل النجوم ستنزل من السماء وتأتي إلي هذا الشاعر .. ينظمها أبيات شعر إلي حبيبته .. إذن من معاني التمني الكذب والاختلاق. ولقد فسر بعض المستشرقين قول الله تبارك وتعالى: "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى (أي قرأ): "ألقى الشيطان في أمنيته" (أي في قراءته) .. وطبعا الشيطان لن يلقي في قراءة الرسول إلا كذبا وافتراء وكفرا .. اقرأ قوله سبحانه:

{أفرأيتم اللات والعزى "19" ومناة الثالثة الأخرى "20" ألكم الذكر وله الأنثى "21" تلك إذا قسمة ضيزى }
(سورة النجم)


قال أعداء الإسلام مادام قد ذكر في القرآن أسماء الغرانيق .. وهي الأصنام التي كان يعبدها الكفار .. ومنها اللات والعزى قال أعداء الإسلام مادام قد ذكر في القرآن الغرانيق .. وهي الأصنام التي كان يعبدها الكفار .. ومنها اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى .. إذن فشفاعة هذه الأصنام ترتجي في الآخرة .. وهذا كلام لا ينسجم مع منطق الدين كله يدعو لعبادة الله وحده .. وخرج المستشرقون من ذلك بأن الدين فعلا يدعو لعبادة الله وحده .. إذن فيكون الشيطان قد ألقى في أمنيته فيما يقوله رسول الله .. ثم أحكم الله سبحانه آياته فقال تعالى:

{إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان}
(من الآية 23 سورة النجم)

وهم يريدون بذلك أن يشككوا .. في أنه من الممكن أن يلقي الشيطان بعض أفكاره في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولكن الله سبحانه ينسخ ما يلقي الشيطان ويحكم آياته. إن الله جل جلاله لم يترك وحيه لعبث الشيطان .. ولذلك سنبحث الآية بعيداً عن كل ما قيل .. نقول لو أنك تنبهت إلي قول الله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى) لو قلنا تمنى بمعنى قرأ، ثم أن الله ينسخ ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته .. إذن هو سبحانه لن يترك رسوله يخطئ .. وبذلك ضمنا أن كل ما ينتهي إليه الرسول صواب .. وأن كل ما وصلنا عن الرسول محكم .. فنطمئن إلي أنه ليس هناك شيء يمكن أن يلقيه الشيطان في تمني الرسول ويصلنا دون أن ينسخ.
فإذا قلنا: إن الله ينسخ ما يلقي الشيطان فما الذي جعلكم تعرفون ما ألقاه الشيطان مادام رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل لكم إلا المحكم .. ثم م هو الرسول؟ بشر أوحى إليه بمنهج من السماء وأمر بتبليغه .. ومن هو النبي؟ .. بشر أوحى إليه بمنهج. ولم يؤمر بتبليغه .. ومادام لم يؤمر بتبليغه يكون خاصا بهذا النبي .. ويكون النبي قدوة سلوكية .. لأنه يطبق منهج الرسول الذي قبله فهو لم يأت بجديد.
الآية الكريمة جاءت بكلمتي رسول أو نبي .. إذا كان معنى أمنية الشيطان مستقيما بالنسبة للرسول فهو غير مستقيم بالنسبة للنبي .. لأن النبي لا يقرأ شيئاً، ومادام النبي ذكر في الآية الكريمة فلابد أن يكون للتمني معنى آخر غير القراءة .. لأن النبي لم يأت بكلام يقرؤه على الناس .. فكأنه سيقرأ كلاما محكما ليس فيه أمنية الشيطان أي قراءته. إن التمني لا يأتي بمعنى قراءة الشيطان .. وأمنية الرسول والنبي أن ينجحا في مهمتهما .. فالرسول كمبلغ لمنهج الله، النبي كأسوة سلوكية .. المعنى هنا يختلف .. الرسول أمنيته أن يبلغ منهج الله .. والشيطان يحاول أن ينزع المنهج من قلوب الناس .. وهذا هو المعنى .. والله سبحانه وتعالى حين يحكم آياته ينصر الإيمان ليسود منهج الله في الأرض وتنتظم حركة الناس .. هذا هو المعنى.
وكلمة تمني في هذه الآية الكريمة بمعنى أن الرسول أو النبي يحب أن يسود منهجه الأرض .. والشيطان يلقي العراقيل والله يحكم آياته وينصر الحق. ويجب أن نفهم الآية على هذا المعنى .. وبهذا ينتفي تماما ما يدعيه المستشرقون من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كان يقرأ ما يوحي إليه يستطيع الشيطان أن يتدخل ويضع كلاما في الوحي .. مستحيل. وقوله تعالى: "ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني" .. معناها أنه يأتي قوم لا يعرفون شيئاً عن الكتاب إلا ظنا .. فيصدقهم هؤلاء الأميون دون علم .. وكان الله سبحانه يريد أن يلفتنا إلي أن كثيرا من المذاهب الدينية في الأرض ينشأ عن المبلغين لها .. فهناك أناس يأتمنون آخرين ليقولوا لهم ما انتهت إليه الأحكام الدينية .. فيأتي الأمي أو غير المثقف يسأل عالما عن حكم من الأحكام الشرعية .. ثم يأخذ منه الحكم ويطبقه دون أن يناقشه .. لأن علمه قد انتهى عند السؤال عن الفتوى .. والحق سبحانه وتعالى ما يقول:
{ولا تزر وازرة وزر أخرى}
(من الآية 164 سورة الأنعام)


أي لا يحمل أحد ذنب أحد يوم القيامة .. فيقول تعالى:

{ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علمٍ}
(من الآية 25 سورة النحل)


بعض الناس يظن أن الآيتين بينهما تعارض .. نقول لا .. ومن يرتكب إثما يحاسب عليه .. ومن يضل غيره بفتوى غير صحيحة يحل له بها ما حرم الله .. فإنه يحمل معاصيه ومعاصي من أضل .. فيكون له وزر لأنه ضل، ووزر لأنه أضل غيره .. بل وأكثر من ذلك ..

<فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من دعا إلي هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلي ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً">

ولابد أن نتنبه إلي خطورة الفتوى في الدين بغير علم .. الفتوى في الدنيا أقصى ما يمكن أن تؤدي إليه هو أن تجعلك تخسر صفقة .. لكن الفتوى في الدين ستدوم عمرا طويلا .. الحق تبارك وتعالى يقول: "إن هم إلا يظنون" والظن كما قلنا هو نسبة راجحة ولكن غير مؤكدة .. وإذا كان التمني كما ورد في اللغة هو القراءة .. فهؤلاء الأميون لا يعلمون الكتاب إلا قراءة لسان بلا فهم .. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى عن اليهود:

{مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفار }
(من الآية 5 سورة الحج)


وهكذا نرى أن هناك صنفا يحمل التوراة وهو لا يعرف عنها شيئا .. والله جل جلاله قال إن مثله كالحمار .. ولكن أقل من الحمار، لأن الحمار مهمته أن يحمل الأثقال .. ولكن الإنسان ليست مهمته أن يحمل ما يجهل .. ولكن لابد أن يقرأ الكتاب ويعلم المطلوب منه.
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)

فهلاك ووعيد شديد لأحبار السوء من اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم, ثم يقولون: هذا من عند الله وهو مخالف لما أنزل الله على نبيِّه موسى عليه الصلاة والسلام; ليأخذوا في مقابل هذا عرض الدنيا. فلهم عقوبة مهلكة بسبب كتابتهم هذا الباطل بأيديهم, ولهم عقوبة مهلكة بسبب ما يأخذونه في المقابل من المال الحرام, كالرشوة وغيرها.


 

عيش المشتاقين

مشرفة سابقة
3 ديسمبر 2010
2,186
86
48
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

يا حبذا لمن لم تذكر المصدر ، أن تذكره في آخر المشاركة للأهمية :zhr:
 

عيش المشتاقين

مشرفة سابقة
3 ديسمبر 2010
2,186
86
48
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

b2.gif
وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ
b1.gif
( 80 )


وقال بنو إسرائيل: لن تصيبنا النار في الآخرة إلا أيامًا قليلة العدد. قل لهم -أيها الرسول مبطلا دعواهم-: أعندكم عهد من الله بهذا,


فإن الله لا يخلف عهده؟ بل إنكم تقولون على الله ما لا تعلمون بافترائكم الكذب.


( تفسير الميسر )
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

يا حبذا لمن لم تذكر المصدر ، أن تذكره في آخر المشاركة للأهمية :zhr:


عني أنا جميع الآيات اللي أنزلها (تفسير الميسر)..وبكتب المصدر نهاية كل آيه إن شاءالله
شــاكره لك:zhr:
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)

فحُكْمُ الله ثابت: أن من ارتكب الآثام حتى جَرَّته إلى الكفر, واستولت عليه ذنوبه مِن جميع جوانبه وهذا لا يكون إلا فيمن أشرك بالله, فالمشركون والكفار هم الذين يلازمون نار جهنم ملازمة دائمةً لا تنقطع.

(تفسير الميسر)
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)

وحكم الله الثابتُ في مقابل هذا: أنَّ الذين صدَّقوا بالله ورسله تصديقًا خالصًا, وعملوا الأعمال المتفقة مع شريعة الله التي أوحاها إلى رسله, هؤلاء يلازمون الجنة في الآخرة ملازمةً دائمةً لا تنقطع.
(تفسير الميسر)
 

شمس الحقيقة

مزمار داوُدي
9 أكتوبر 2009
3,100
44
0
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

عني أنا جميع الآيات اللي أنزلها (تفسير الميسر)..وبكتب المصدر نهاية كل آيه إن شاءالله
شــاكره لك:zhr:
وانا كذلك..
جزيتِ الجنة عيش المشتاقين على التنبيه
جزى الله الجنة كل من وضع بصمة هنا..
جعلنا الله وإياكم من اهل القران..
 

شمس الحقيقة

مزمار داوُدي
9 أكتوبر 2009
3,100
44
0
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

[‏83‏]‏ ‏{‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ‏}
وهذه الشرائع من أصول الدين‏,‏ التي أمر الله بها في كل شريعة‏,‏ لاشتمالها على المصالح العامة‏,‏ في كل زمان ومكان‏,‏ فلا يدخلها نسخ‏,‏ كأصل الدين، ولهذا أمرنا بها في قوله‏:‏{‏وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شيئًا‏} إلى آخر الآية‏.‏
فقوله‏:‏ {‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ‏} هذا من قسوتهم أن كل أمر أمروا به‏,‏ استعصوا؛ فلا يقبلونه إلا بالأيمان الغليظة‏,‏ والعهود الموثقة ‏{‏لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ‏} هذا أمر بعبادة الله وحده‏,‏ ونهى عن الشرك به، وهذا أصل الدين‏,‏ فلا تقبل الأعمال كلها إن لم يكن هذا أساسها‏,‏ فهذا حق الله تعالى على عباده‏,‏ ثم قال‏:‏ ‏{‏وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا‏}‏ أي‏:‏ أحسنوا بالوالدين إحسانا، وهذا يعم كل إحسان قولي وفعلي مما هو إحسان إليهم، وفيه النهي عن الإساءة إلى الوالدين‏,‏ أو عدم الإحسان والإساءة، لأن الواجب الإحسان‏,‏ والأمر بالشيء نهي عن ضده‏.‏
وللإحسان ضدان‏:‏ الإساءة‏,‏ وهي أعظم جرما، وترك الإحسان بدون إساءة‏,‏ وهذا محرم‏,‏ لكن لا يجب أن يلحق بالأول، وكذا يقال في صلة الأقارب واليتامى‏,‏ والمساكين، وتفاصيل الإحسان لا تنحصر بالعد‏,‏ بل تكون بالحد‏,‏ كما تقدم‏.‏
ثم أمر بالإحسان إلى الناس عمومًا فقال‏:‏ ‏{‏وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا‏} ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف‏,‏ ونهيهم عن المنكر‏,‏ وتعليمهم العلم‏,‏ وبذل السلام‏,‏ والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب‏.‏
ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله‏,‏ أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق‏,‏ وهو الإحسان بالقول‏,‏ فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار‏,‏ ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏}
ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده‏,‏ أن يكون الإنسان نزيها في أقواله وأفعاله‏,‏ غير فاحش ولا بذيء‏,‏ ولا شاتم‏,‏ ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق‏,‏ واسع الحلم‏,‏ مجاملا لكل أحد‏,‏ صبورا على ما يناله من أذى الخلق‏,‏ امتثالا لأمر الله‏,‏ ورجاء لثوابه‏.‏
ثم أمرهم بإقامة الصلاة‏,‏ وإيتاء الزكاة‏,‏ لما تقدم أن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود‏,‏ والزكاة متضمنة للإحسان إلى العبيد‏.‏
{‏ثُمَّ‏}‏ بعد هذا الأمر لكم بهذه الأوامر الحسنة التي إذا نظر إليها البصير العاقل‏,‏ عرف أن من إحسان الله على عباده أن أمرهم بها‏,‏‏,‏ وتفضل بها عليهم وأخذ المواثيق عليكم ‏{‏تَوَلَّيْتُمْ‏}‏ على وجه الإعراض، لأن المتولي قد يتولى‏,‏ وله نية رجوع إلى ما تولى عنه، وهؤلاء ليس لهم رغبة ولا رجوع في هذه الأوامر، فنعوذ بالله من الخذلان‏.‏
وقوله‏:‏ ‏{‏إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ‏} هذا استثناء‏,‏ لئلا يوهم أنهم تولوا كلهم، فأخبر أن قليلا منهم‏,‏ عصمهم الله وثبتهم‏.‏

تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ..
 

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

(وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون "84")
قلنا ساعة تسمع "إذا" فأعلم أن معناها أذكر .. وقلنا إن الميثاق هو العهد الموثق .. وقوله تعالى: "لا تسفكون دماءكم" .. والله تبارك وتعالى ذكر قبل ذلك في الميثاق عبادة الله وحده .. وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين .. وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة إلي آخر ما جاء في الآية الكريمة .. وكلها أوامر أي وكلها افعل .. استكمالا للميثاق .. يقول الله في هذه الآية الكريمة ما لا تفعل .. فالعبادة كما قلنا هي إطاعة الأمر والامتناع عن النواهي .. أو ما نهى عنه الميثاق:
"لا تسفكون دماءكم" ومعناها لا يسفك كل واحد منكم دم أخيه .. لا يسفك بعضكم دم بعض. ولكن لماذا قال الله: "دماءكم"؟ لأنه بعد ذلك يقول: "ولا تخرجون أنفسكم من دياركم" .. الحكم الإيماني يخاطب الجماعة الإيمانية على أنها وحدة واحدة ..

<لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى">

فكأن المجتمع الإيماني وحدة واحدة .. والله سبحانه وتعالى يقول:

{فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبةً}
(من الآية 61 سورة النور)


ولكن إذا كنت أنا الداخل فكيف أسلم على نفسي؟ كأن الله يخاطب المؤمنين على أساس أنهم وحده واحدة .. وعلى هذا الأساس يقول سبحانه: "لا تسفكون دماءكم" .. أي لا تقتلوا أنفسكم .. السفك معناه حب الدم .. "ودماءكم" هو السائل الموجود في الجسم اللازم للحياة .. وقوله تعالى: "ولا تخرجوا أنفسكم من دياركم" يعني لا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم .. ثم ربط المؤمنين من بني إسرائيل بقوله تعالى: "ثم أقررتم وأنتم تشهدون" .. أقررتم أي اعترفتم: "وأنتم تشهدون" الشهادة هي الإخبار بمشاهد .. والقاضي يسأل الشهود لأنهم رأوا الحادث فيروون ما شاهدوا .. وأنت حين تروي ما شاهدت .. فكأن الذين سمعوا أصبح ما وقع مشهودا وواقعا لديهم وشاهد الزور يغير المواقع.
الحق سبحانه وتعالى يخاطب اليهود المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ويذكرهم بما كان من آبائهم الأولين .. وموقفهم من أخذ الميثاق حين رفع فوقهم جبل الطور وهي مسألة معروفة .. والقرآن يريد أن يقول لهم إنكم غيرتم وبدلتم فيما تعرفون .. فالذي جاء على هواكم طبقتموه .. والذي لم يأت على هواكم لم تطبقوه.
 

طموحـة

مشرفة سابقة
31 أكتوبر 2010
4,028
154
63
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَـٰرِهِمْ تَظَـٰهَرُونَ عَلَيْهِم بِٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَ‌ٰنِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَـٰرَىٰ تُفَـٰدُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَـٰبِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَ‌ٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْىٌ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلْعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٨٥﴾
ثم أنتم يا هؤلاء يقتل بعضكم بعضًا, ويُخرج بعضكم بعضًا من ديارهم, ويَتَقَوَّى كل فريق منكم على إخوانه بالأعداء بغيًا وعدوانًا. وأن يأتوكم أسارى في يد الأعداء سعيتم في تحريرهم من الأسر, بدفع الفدية, مع أنه محرم عليكم إخراجهم من ديارهم. ما أقبح ما تفعلون حين تؤمنون ببعض أحكام التوراة وتكفرون ببعضها! فليس جزاء مَن يفعل ذلك منكم إلا ذُلا وفضيحة في الدنيا. ويوم القيامة يردُّهم الله إلى أفظع العذاب في النار. وما الله بغافل عما تعملون.

*
تفسير الميسر *
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

وانا كذلك..
جزيتِ الجنة عيش المشتاقين على التنبيه
جزى الله الجنة كل من وضع بصمة هنا..
جعلنا الله وإياكم من اهل القران..

آمين وجزاك الله خيرا أنتِ صااحبة الموضوع لولا الله ثم أنتي لما كانت لنا بصمة هنا
وأسأل الله لنا الإخلاص والثبات وأن يجعلنا ممن يتعلمون القرآن ويعملون به
بارك الله فيك
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86)

أولئك هم الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة, فلا يخفف عنهم العذاب, وليس لهم ناصر ينصرهم مِن عذاب الله.
 

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

(ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون "87")
وبعد أن بين الحق سبحانه وتعالى لنا ما فعله اليهود مع نبيهم موسى عليه السلام .. أراد أن يبين لنا ما فعله بنو إسرائيل بعد نبيهم موسى .. وأراد أن يبين لنا موقفهم من رسول جاءهم منهم .. ولقد جاء لبني إسرائيل رسل كثيرون لأن مخالفاتهم للمنهج كانت كثيرة .. ولكن الآية الكريمة ذكرت عيسى عليه السلام .. لأن الديانتين الكبيرتين اللتين سبقتا الإسلام هما اليهودية والنصرانية .. ولكن لابد أن نعرف أنه قبل مجيء عيسى .. وبين رسالة موسى ورسالة عيسى عليهما السلام رسل كثيرون .. منهم داود وسليمان وزكريا ويحيى وغيرهم .. فكأنه في كل فترة كان بنو إسرائيل يبتعدون عن الدين .. ويرتكبون المخالفات وتنتشر بينهم المعصية .. فيرسل الله رسولا يعدل ميزان حركة حياتهم .. ومع ذلك يعودون مرة أخرى إلي معصيتهم وفسقهم .. فيبعث الله رسولا جديداً .. ليزيل الباطل وهوى النفس من المجتمع ويطبق شرع الله .. ولكنهم بعده يعودون مرة أخرى إلي المعصية والكفر.
وقال الله سبحانه وتعالى: "لقد أتينا موسى الكتاب" والقائل هو الله جل جلاله .. والكتاب هو التوراة: "وقفينا من بعده بالرسل" .. والله تبارك وتعالى بين لنا موقف بني إسرائيل من موسى .. وموقفهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين .. ولكنه لم يبين لنا موقفهم من الرسل الذين جاءوا بعد موسى حتى عيسى ابن مريم. الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا .. إلي أنه لم يترك الأمر لبني إسرائيل بعد موسى .. أن يعملوا بالكتاب الذي أرسل معه فقط .. ولكنه أتبع ذلك بالرسل حين تسمع "قفينا" .. أي اتبعنا بعضهم بعضا .. كل يخلف الذي سبقه "وقفينا" مشتقة من قفا .. وقفا الشيء خلفه .. وتقول قفوت فلاناً أي سرت خلفه قريباً منه.
إن الحق يريد أن يلفتنا إلي أن رسالة موسى لم تقف عند موسى وكتابه .. ولكنه سبحانه أرسل رسلاً وأنبياء ليذكروا وينبهوا .. ولقد قلنا إن كثرة الأنبياء لبني إسرائيل ليست شهادة لهم ولكنها شهادة عليهم .. إنهم يتفاخرون أنهم أكثر الأمم أنبياءً .. ويعتبون ذلك ميزة لهم ولكنهم لم يفهموا .. فكثرة الأنبياء والرسل دلالة على كثرة فساد الأمة، لأن الرسل إنما يجيئون لتخليص البشرية من فساد وأمراض وإنقاذها من الشقاء .. وكلما كثر الرسل والأنبياء دل ذلك على أن القوم قد انحرفوا بمجرد ذهاب الرسول عنهم، ولذلك كان لابد من رسول جديد .. تماما كما يكون المريض في حالةٍ خطرةٍ فيكثر أطباؤه بلا فائدةٍ .. وليقطع الله سبحانه وتعالى عليهم الحجة يوم القيامة .. لم يترك لهم فترة من غفلةٍ .. بل كانت الرسل تأتيهم واحدا بعد الآخر على فتراتٍ قريبةٍ.
وإذا نظرنا إلي يوشع وأشمويه وشمعون. وداود وسليمان وشعيب وأرميا. وحزقيل وإلياس واليسع ويونس وزكريا ويحيى .. نرى موكبا طويلاً جاء بعد موسى .. حتى إنه لم تمر فترة ليس فيها نبي أو رسول .. وحتى نفرق بين النبي والرسول .. نقول النبي مرسل والرسول مرسل .. كلاهما مرسل من الله ولكن النبي لا يأتي بتشريع جديد .. وإنما هو مرسل على منهج الرسل الذي سبقه .. واقرأ قوله سبحانه:

{وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبيٍ}
(من الآية 52 سورة الحج)


إذن فالنبي مرسل أيضاً .. ولكنه أسوة سلوكية لتطبيق منهج الرسول الذي سبقه. وهل الله سبحانه وتعالى قص علينا قصص كل الرسل والأنبياء الذين أرسلهم؟ اقرأ قوله تبارك وتعالى:

{ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليماً "164" }
(سورة النساء)


إذن هناك رسل وأنبياء أرسلوا إلي بني إسرائيل لم نعرفهم .. لأن الله لم يقصص علينا نبأهم .. ولكن الآية الكريمة التي نحن بصددها لم تذكر إلا عيسى عليه السلام .. باعتباره من أكثر الرسل أتباعا .. والله تبارك وتعالى حينما أرسل عيسى أيده بالآيات والبينات التي تثبت صدق بلاغه عن الله .. ولذلك قال جل جلاله: "وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس" .. وعيسى ابن مريم عليه السلام جاء ليرد على المادية التي سيطرت على بني إسرائيل .. وجعلتهم لا يعترفون إلا بالشيء المادي المحسوس .. فعقولهم وقلوبهم أغلقت من ناحية الغيب .. حتى إنهم قالوا لموسى: "أرنا الله جهرة" .. وحين جاءهم المن والسلوى رزقاً من الله .. خافوا أن ينقطع عنهم لأنه رزق غيبي فطلبوا نبات الأرض .. لذلك كان لابد أن يأتي رسول كل حياته ومنهجه أمور غيبية .. مولده أمر غيبي، وموته أمر غيبي ورفعه أمر غيبي ومعجزاته أمور غيبية حتى ينقلهم من طغيان المادية إلي صفاء الروحانية.
لقد كان أول أمره أن يأتي عن غير طريق التكاثر المادي .. أي الذي يتم بين الناس عن طريق رجل وأنثى وحيوان منوي .. والله سبحانه وتعالى أراد أن يخلع من أذهان بني إسرائيل أن الأسباب المادية تحكمه .. وإنما هو الذي يحكم السبب. هو الذي يخلق الأسباب ومتى قال: "كن" كان .. بصرف النظر عن المادية المألوفة في الكون .. وفي قضية الخلق أراد الله جل جلاله للعقول أن تفهم أن مشيته هي السبب وهي الفاعلة .. واقرأ قوله سبحانه:

{لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور "49" أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير "50"}
(سورة الشوى)


فكأن الله سبحانه وتعالى جعل الذكورة والأنوثة هما السبب في الإنجاب .. ولكنه جعل طلاقة القدرة مهيمنة على الأسباب .. فيأتي رجل وامرأة ويتزوجان ولكنهما لا ينجبان .. فكأن الأسباب نفسها عاجزة عن أن تفعل شيئا إلا بإرادة المسبب. والله سبحانه وتعالى يقول: "وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس" .. لماذا قال الحق تبارك وتعالى: "وأيدناه بروح القدس" .. ألم يكن باقي الرسل والأنبياء مؤيدين بروح القدس؟
نقول: لقد ذكر هنا تأييد عيسى بروح القدس لأن الروح ستشيع في كل أمر له .. ميلاداً ومعجزة وموتاً .. والروح القدس هو جبريل عليه السلام لم يكن يفارقه أبدا .. لقد جاء عيسى عليه السلام على غير مألوف الناس وطبيعة البشر مما جعله معرضاً دائما للهجوم .. ولذلك لابد أن يكون الوحي في صحبته لا يفارقه .. ليجعل من مهابته على القوم ما يرد الناس عنه .. وعندما يتحدث القرآن أنه رفع إلي السماء .. اختلف العلماء هل رفع إلي السماء حيا؟ أو مات ثم رفع إلي السماء؟ نقول:
 

شذى الروح

مزمار داوُدي
7 مايو 2008
3,503
46
0
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

^^
يتبع تفسير الآية "87"
لو أننا عرفنا أنه رفع حيا أو مات فما الذي يتغير في منهجنا؟ لا شيء. وعندما يقال إنه شيء عجيب أن يرفع إنسان إلي السماء، ويظل هذه الفترة ثم يموت .. نقول إن عيسى ابن مريم لم يتبرأ من الوفاة .. إنه سيتوفى كما يتوفى سائر البشر .. ولكن هل كان ميلاده طبيعياً؟ الإجابة لا .. إذن فلماذا تتعجب إذا كانت وفاته غير طبيعية؟ لقد خلق من أم بدون أب .. فإذا حدث أنه رفع إلي السماء حياً وسينزل إلي الأرض فما العجب في ذلك؟ ألم يصعد رسولنا صلى الله عليه وسلم إلي السماء حيا؟ ثم نزل لنا بعد ذلك إلي الأرض حياً؟ لقد حدث هذا لمحمدٍ عليه الصلاة والسلام .. إذن فالمبدأ موجود .. فلماذا تستبعد صعود عيسى ثم نزوله في آخر الزمان؟ والفرق بين محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى هو أن محمداً لم يمكث طويلاً في السماء، بينما عيسى بقى .. والخلاف على الفترة لا ينقض المبدأ.

<عن ابن المسيب أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم صلى الله عليه وسلم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد">

وهذا الحديث موجود في صحيح البخاري .. فقد جعله الله مثلا لبني إسرائيل .. واقرأ قوله سبحانه:

{إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل "59" }
(سورة الزخرف)


قوله تعالى: "وأتينا عيسى ابن مريم البينات" .. البينات هي المعجزات مثل إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله وغير ذلك من المعجزات .. وهي الأمور البينة الواضحة على صدق رسالته. لكننا إذا تأملنا في هذه المعجزات .. نجد أن بعضها نسبت لقدرة الله كإحياء الموتى جاء بعدها بإذن الله .. وبعضها نسبها إلي معجزته كرسول .. ومعروف إنه كرسول يؤيده الله بمعجزات تخرق قوانين الكون .. ولكن هناك فرق بين معجزة تعطي كشفاً للرسول .. وبين معجزة لابد أن تتم كل مرة من الله مباشرة .. واقرأ الآية الكريمة:

{ورسولاً إلي بني إسرائيل أني قد جئتكم بآيةٍ من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين "49"}
(سورة آل عمران)


وهكذا نرى في الآية الكريمة أنه بينما كان إخبار عيسى لما يأكل الناس وما يدخرون في بيوتهم كشفاً من الله .. كان إحياء الموتى في كل مرة بإذن الله .. وليس كشفا ولا معجزة ذاتية لعيسى عليه السلام .. إن كل رسول كان مؤيداً بروح القدس وهو جبريل عليه السلام .. ولكن الله أيد عيسى بروح القدس دائما معه .. وهذا معنى قوله تعالى: "وأيدناه بروح القدس" .. وأيدناه مشتقة من القوة ومعناها قويناه بروح القدس في كل أمر من الأمور .. وكلمة روح تأتي على معنيين .. المعنى الأول ما يدخل الجسم فيعطيه الحركة والحياة .. وهناك روح أخرى هي روح القيم تجعل الحركة نافعة ومفيدة .. ولذلك سمى الحق سبحانه وتعالى القرآن بالروح .. واقرأ قوله تعالى:

{وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا }
(من الآية 52 سورة الشورى)


والقرآن روح .. من لا يعمل به تكون حركة حياته بلا قيم .. إذن كل ما يتصل بالمنهج فهو روح .. والقدس هذه الكلمة تأتي مرة بضم القاف وتسكين الدال .. ومرة بضم القاف وضم الدال .. وكلا اللفظيين صحيح وهي تفيد الطهر والتنزه عن كل ما يعيب ويشين .. والقدس يعني عن كل شائبة. قوله تبارك وتعالى: أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم .. أي إن اليهود جعلوا أنفسهم مشرعين من دون الله .. وهم يريدون أن يشرعوا لرسلهم .. فإذا جاء الرسول بما يخالف هواهم كذبوه أو قتلوه.
وقوله تعالى: "بما لا تهوى أنفسكم" .. هناك هوى بالفتحة على الواو وهوى بالكسرة على الواو .. هوى بالفتحة على الواو بمعنى سقط إلي أسفل .. وهوى بالكسرة على الواو معناه أحب وأشتهى .. اللفظان ملتقيان .. الأول معناه الهبوط، والثاني حب الشهوة والهوى يؤدي إلي الهبوط .. ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى حينما يشرع يقول (تعالوا) ومعناها ارتفعوا من موقعكم الهابط .. إذن فالمنهج جاء ليعصمنا من السقوط ..

<ورسول الله صلى الله عليه وسلم .. يعطينا هذا المعنى، وكيف أن الدين يعصمنا من أن نهوى ونسقط في جهنم يقول: "إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد ناراً فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه فأنا آخذ بحجزكم وأنتم موحمون فيه">

ومعنى آخذ بحجزكم أي آخذ بكم .. وكأننا نقبل على النار ونحن نشتهيها باتباعنا شهوتنا .. ورسول الله بمنهج الله يحاول أن ينقذنا منها .. ولكن رب نفسٍ عشقت مصرعها .. والحق تبارك وتعالى يقول:

{استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون}
(من الآية 87 سورة البقرة)


معنى استكبرتم أي أعطيتم لأنفسكم كبرا لستم أهلا له .. ادعيتم أنكم كبار ولستم كباراً .. ولكن هل المشروع مساو لك حتى تتكبر على منهجه؟ طبعا لا .. قوله تعالى: "ففريقا كذبتم" .. والكذب كلام يخالف الواقع .. أي أنكم اتهمتم الرسل بأنهم يقولون كلاما يخالف الواقع. لأنه يخالف ما تشتهيه أنفسكم .. وقوله تعالى: "وفريقا تقتلون" .. التكذيب مسألة منكرة .. ولكن القتل أمر بشع .. وحين ترى إنسانا يتخلص من خصمه بالقتل فاعلم أنها شهادة بضعفه أمام خصمه .. وإن طاقته وحياته لا تطيق وجود الخصم .. ولو أنه رجل مكتمل الرجولة لما تأثر بوجود خصمه .. ولكن لأنه ضعيف أمامه قتله .. قوله تعالى: "وفريقا تقتلون" .. مثل نبي الله يحيى ونبي الله زكريا .. وهناك قصص وروايات تناولت قصة سالومي .. وهي قصة راقصة جميلة أرادت إغراء يحيى عليه السلام فرفض أن يخضع لإغرائها .. فجعلت مهرها أن يأتوها برأسه .. وفعلا قتلوه وجاءوها برأسه على صينية من الفضة.
 

طموحـة

مشرفة سابقة
31 أكتوبر 2010
4,028
154
63
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ ﴿٨٨﴾
وقال بنو إسرائيل لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا مغطاة, لا يَنْفُذ إليها قولك. وليس الأمر كما ادَّعَوْا, بل قلوبهم ملعونة, مطبوع عليها, وهم مطرودون من رحمة الله بسبب جحودهم, فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلا لا ينفعهم.

(تفسير الميسر )
 

عيش المشتاقين

مشرفة سابقة
3 ديسمبر 2010
2,186
86
48
الجنس
أنثى
رد: [ آيه فَقَطْ ],!

b2.gif
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ

كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ
b1.gif
(89)



وحين جاءهم القرأن من عند الله مصدقا لما معهم من التوراة جحدوه, وأنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم,


وكانوا قبل بعثته يستنصرون به على مشركي العرب, ويقولون: قَرُبَ مبعث نبيِّ آخرِ الزمان,


وسنتبعه ونقاتلكم معه ، فلمَّا جاءهم الرسول الذي عرفوا صفاتِه وصِدْقَه كفروا به وكذبوه.


فلعنةُ الله على كل مَن كفر بنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وكتابه الذي أوحاه الله إليه .



" تفسير الميسر "
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع