- 8 ديسمبر 2006
- 8,690
- 58
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمود خليل الحصري
القصيدة العمرية من روائع الشعر العربي |
|
حافظ إبراهيم |
عمر بن الخطاب حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديها لاهم هب لي بيانا أستعين به **** على قضاء حقوق نام قاضـيها قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس في طوق مثلي أن يوفيها فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيف الحال واهيها (مقتل عمر) مولى المغيرة لا جادتك غادية **** من رحمة الله ما جادت غواديها مزقت منه أديما حشوه همم **** في ذمة الله عاليها و ماضيها طعنت خاصرة الفاروق منتقما **** من الحنيفة في أعلى مجاليها فأصبحت دولة الإسلام حائرة **** تشكو الوجيعة لما مات آسيها مضى و خلـّفها كالطود راسخة **** و زان بالعدل و التقوى مغانيها تنبو المعاول عنها و هي قائمة **** و الهادمون كثير في نواحيها حتى إذا ما تولاها مهدمها **** صاح الزوال بها فاندك عاليها واها على دولة بالأمس قد ملأت **** جوانب الشرق رغدا في أياديها كم ظللتها و حاطتها بأجنحة **** عن أعين الدهر قد كانت تواريها من العناية قد ريشت قوادمها **** و من صميم التقى ريشت خوافيها و الله ما غالها قدما و كاد لها **** و اجتـث دوحتها إلا مواليـها لو أنها في صميم العرب ما بقيت **** لما نعاها على الأيام ناعيها ياليتهم سمعوا ما قاله عمـر **** و الروح قد بلغت منه تراقيـها لا تكثروا من مواليكم فإن لهم **** مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها (إسلام عمر ) رأيت في الدين آراء موفقـة **** فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها و كنت أول من قرت بصحبته **** عين الحنيفة و اجتازت أمانيها قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنا من أعاديها خرجت تبغي أذاها في محمدها **** و للحنيـفة جبـار يواليـها فلم تكد تسمع الايات بالغة **** حتى انكفأت تناوي من يناويـها سمعت سورة طه من مرتلها **** فزلزلت نية قد كنت تنويـها و قلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الذي قد بات يطريها و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت **** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها و صاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبت أمر باريها فأنت في زمن المختار منجدها **** و أنت في زمن الصديق منجيها كم استراك رسـول الله مغتبطا **** بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها (عمر و بيعة أبي بكر ) و موقف لك بعد المصطفى افترقت **** فيه الصحابة لما غاب هاديها بايعت فيـه أبا بكر فبايعـه **** على الخلافة قاصـيها و دانـيها و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت **** بين القبائل و انسابت أفاعيـها بات النبي مسجا في حظـيرته **** و أنت مستعـر الاحشـاء دامـيها تهيم بين عجيج الناس في دهش **** من نبأة قد سرى في الأرض ساريها تصيح : من قال نفس المصطفى قبضت **** علوت هامته بالسيف أبريها أنسـاك حبك طـه أنه بشـر **** يجري عليه شـؤون الكون مجـريها و أنـه وارد لابـد موردهـا **** مـن المنـية لا يعفـيه ساقيـها نسيت في حق طه آية نزلت **** و قد يذكـّـر بالايـات ناسـيها ذهلت يوما فكانت فتنة عـمم **** وثاب رشدك فانجابت دياجيـها فللسقيفـة يوم أنت صاحـبه **** فيه الخلافة قد شيدت أواسيـها مدت لها الأوس كفا كي تناوله **** فمدت الخزرج الايدي تباريها و ظـن كل فريـق أن صاحبهم **** أولى بها و أتى الشحناء آتيها حتى انبريت لهم فارتد طامعهم **** عنها وآخى أبو بكر أواخيها ( عمر و علي ) و قولـة لعلـي قالـهـا عـمر **** أكرم بسامعها أعظم بملقيـها حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها **** إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها ما كان غير أبى حفص يفوه بها**** أمام فارس عدنـان وحامـيها كلاهما في سبيل الحق عزمته **** لا تـنثـني أو يكون الحق ثانيـها فاذكرهما وترحم كلما ذكروا **** أعاظما ألِّهوا في الكون تأليـها ( عمر و جبله بن الايهم ) كم خفت في الله مضعوفا دعاك به **** و كم أخفت قويـا ينثنـي تيها و في حديث فتى غسان موعظة **** لكــل ذي نعـرة يأبى تناسيـها فما القوي قويا رغم عزته **** عند الخصومة و الفـاروق قاضـيها وما الضعيف ضعيفا بعد حجته **** و إن تخاصم واليها و راعيها ( عمر و أبو سفيان ) و ما أقلت أبا سفيان حين طوى**** عنك الهدية معتزا بمهديها لم يغن عنه و قد حاسبته حسب **** و لا معاوية بالشام يجبيها قيدت منه جليلا شاب مفرقه **** في عزة ليس من عز يدانيها قد نوهوا باسمه في جاهليته **** و زاده سيد الكونين تنويها في فتح مكة كانت داره حرما **** قد أمّن الله بعد البيت غاشيها و كل ذلك لم يشفع لدى عمر **** في هفوة لأبي سفيان يأتيها تالله لو فعل الخطاب فعلته **** لما ترخص فيها أو يجازيها فلا الحسابة في حق يجاملها **** و لا القرابة في بطل يحابيها و تلك قوة نفس لو أراد بها **** شم الجبال لما قرت رواسيها |