بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد :
في مثل هذا اليوم العاشر من ربيع الآخر قبل خمسة أعوام كنت مستعدا للخروج لأداء صلاة الجمعة في الحرم ، ولما هممت بالخروج سمعت جرس الهاتف يرن ، أحسست بشعور غريب لم أشعر به من قبل
كأنني أسمع الجرس على مقام الصبا ، يبدو أن هناك أمر ما
رفعت السماعة : السلام عليكم
وعليكم السلام
عبد الباسط أبغى أقلك شي بس أمسك نفسك
خير يا راجل أقلقتني
عظم الله أجرك يا عبد الباسط
فِ مين ؟
الشيخ حسان أعطاك عمره
روح ياشيخ بس قول كلام غيردا
والله ما أقول إلا الحق
إنت مين قال لك
وصلني الخبر قبل شوي
لا لا الكلام دا مو صحيح
والله يا عبد الباسط أنا متأكد
والصلاة على الشيخ بعد صلاة الجمعة ، اللهم بلغت اللهم فاشهد مع السلامة
طبعا أنا مازلت غير مصدق للخبر
بعدما وضعت السماعة
خرجت من البيت
وفي طريقي أشعر بأن ضربات قلبي تزداد
شعرت بالضيق وعدم ارتياح
وصلت إلى الحرم
واقتربت من المكبرية
ورأيت جنائز كثيرة
ازداد خفقان قلبي
قابلني صاحبي المتصل وأشار إلى جنازة الشيخ وقال هذي جنازة الشيخ
مع ذلك كان لدي شك بالموضوع
وفي نفس الوقت لم أكن على ما يرام
ذهبت إلى مكاني لأداء الصلاة
وطول الوقت أفكر في الموضوع
حتى الأذانين والخطبتين لم أركز فيهم
لا أعلم من أذن ولا أعلم من خطب فينا ولا أعلم ماذا قال ولا أعلم ماذا قرأ في الصلاة
طوال هذا الوقت بالي مشغول وحالتي سيئة
بعد صلاة الجمعة
رجعت إلى مكان الجنائز
الشيخ نايف نادى على الأموات بطريقة خلعت قلبي من مكانه
أيقنت بأن الأمر حق
ولا تسألوني ماذا حدث بعد ذلك
.......................
لا تسألوني ماذا حدث في المعلاة
لا تسألوني كيف ودعت أستاذي وشيخي الأول في الأذان والمقامات
لقد ودعناه الوداع الأخير
يصبرني صاحبي ويقول لحق الشيخ حسان بربه ، ونبيه ، والصالحين فيا حظه ارتاح من هذه الدنيا الفانية المليئة بالمصائب والمشاكل
بعد الوداع قرأنا سورتي الفاتحة ويس على روح المرحوم ودعينا له بالثبات
ثم قدمنا واجب العزاء لذوي المرحوم
مضت الأيام سريعة
وها نحن في الذكرى الخامسة على فقد الشيخ الجليل
وكأني به بالأمس وهو يوجهني ويعلمني ويرشدني ويبتسم ويمزح معي
كأني أسمع ذلك الأذان الذي تعرفون وصفه جيدا
اللـــــــــــــــــــــــــــــه ,,, ماذا أقول ؟
اللهم لطفك يا ربي بعبدك
اللهم صبرني واجبر كسري
اللهم ارحم الشيخ حسان واجعل قبره روضة من رياض الجنة
اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم آمين
آسف لكل من جرحته بكلامي وقلبت عليه المواجع
كلمات خلجت في صدري اليوم كتبها لنتذكر ذلك الرجل العظيم حسيا ومعنويا
نعم لقد كان عظيما في بنيته الجسمانية
كان طويلا وعريضا
إذا وقفت أمامه كأنك تقف أمام عملاق
كنت أسلم عليه وأصافحه وكأن يدي اصبعا من أصابع يديه
وهو عظيم في صوته
الصوت القوي الجهوري الذي يدخل القلب بلا استئذان
وهو عظيم في أدائه لشعائر دينه وخشوعه وخوفه من الله
كانت عيناه تذرفان من خشية الله
وهو عظيم في خلقه وتعامله مع الناس
كان يمازحنا ويضحك معنا
حتى عمال النظافة كانوا يمازحونه ويمازحهم
يقول لي أحدهم : الشيخ حسان ينطبق عليه حديث (( لو أقسم على الله لأبره ))
حيث يذكر لي سيدي الشيخ علي ملا أن الشيخ كان مرافقا معه في إحدى النوبات لصلاة العصر
وكانت السماء مغيمة قبل الصلاة
وبلغ الشيخ حسان بمقام العشاق ، ولم نكاد أن ننتهي من الصلاة حتى أمطرت السماء
بعد الصلاة قال الشيخ حسان للشيخ علي : (( شفت العشاق إيش يسوي ! ))
هذا الأمر حصل معي أيضا فقد كنا في عام 1426هـ نعيش أياما حارة في الصيف
وقبل صلاة العشاء كان الجو رطبا وحارا
صلى بنا الشيخ سعود الشريم وبلغ معه الشيخ حسان بالعشاق
فو الله بعد الصلاة تطايرت أشمغتنا من قوة الهواء وتلطف الجو سبحان الله
دعوني أترككم الآن تعيشون هذه الأجواء والروحانيات ، التسجيل من داخل الحرم لا يوصف
استعموا واحكموا بأنفسكم ، واسمعوا الشيخ حسان ماذا يقول لي بعد الصلاة
للسماع مباشرة
http://uploads3.mp3songurls.com/1289635.mp3
للتحميل
عشاق.mp3
وبهذه المناسبة أيضا أهديكم مادة حصرية أعتقد لم تسمعوها من قبل
وأيضا تكبيرات العيد عام 1425هـ
دققوا في (( وسبحان الله بكرة وأصيلا ))
للسماع مباشرة
http://uploads3.mp3songurls.com/1289636.mp3
للتحميل
تكبيرات العيد.mp3
إخواني لا تنسوني والمرحوم من دعائكم الصالح
وصلى الله على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
للسماع مباشرة
http://uploads3.mp3songurls.com/1289636.mp3
للتحميل
تكبيرات العيد.mp3
رحمك الله يا والدي وأستاذي وشيخي
إخواني لا تنسوني والمرحوم من دعائكم الصالح
وصلى الله على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
