- 28 مايو 2007
- 5,869
- 35
- 0
- الجنس
- ذكر
ما حدث في فلسطين كان على نفس (عبد الله) هول مفاجأة واضطراب يقين... فاختلت الذات وضلت... واعتزل عبد الله الناس وانعزل، وانقطع عن صلته وصَلاته في الحرم الشريف، ولن دموعه لم تنقطع من مآقيها، فهطلت حروفاً تنطق بسؤال جريح:
لم كل هذا بالمؤمنين يا الله...؟!
وبينا هو قابع في صمته وشروده، وصل الى سمعه من مذياع جاره آية يتلوها قارىء:
"أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ"
فانتفض عبد الله وأصغى الى ما غفل عنه في كتاب الله... وعاد إليه ليقرأ المزيد، فقرأ وفكّر وندم فاستغفر، وهلّل ثم كبّر، وهام على وجهه الى وداد الله.. كعبة الله.. ليصلي ويطوف.. وراح في غيبوبة عن الدنيا الغَرور، وتماهى في رحاب الله منادياً:
وَدود .. وَدود ... يا ذا الرحمة والجود .. إني الى الذات أعود..
وَدود ...
وَدود ...
ذكرتكِ يا (وداد) بلا صِلاتِ
فلا وصلٌ تـُـواصله صلاتي
شَيَّـعتُ بعدكِ خفقَ قلبٍ
فهل ندمٌ سيُحيي خافقاتي؟
مُـنّي يا وداد بطيبِ عفوٍ
فإنّ العفوَ.. روحٌ في رُفاتي
ذكرتكِ كعبةً أرنو إليها
إذا ما الفجرُ أيقظ حالماتي
فألثمُ فيكِ ثغراً حاتمياً
تفتـَّـحَ وَردةً لذوي الصِّـلاتِ
وأسكُبُ أدمُعي في خيرِ بابٍ
لعلّ الدمع يَغسِـلُ نائباتي
وأزرع قبلتي في طُـهرِ حِـجْرٍ
لعلَّ الطـُـهْـرَ يُطهِـرُ سيئاتي
ذكرتـُـكِ بعدما الدنيا ابتلتني
بإحباطٍ يجوسُ مُـحَـرَّماتي
فإن اليأسَ حطمني فـُـتاتـاً
ولم ترحَم أظافِرُهُ فـُـتاتي
فَـروّي العَـزمَ من وِردٍ رويٍّ
شفـاهٍ سـاقياتٍ شـافياتِ
لعلَّ اليأسَ يَبسُمُ إنْ ترَوّى
فزَمزمُ رحمةٌ في نابعاتِ
سأُبحرُ في محيطِكِ يا ودادي
طَوافـاً تستنيرُ بهِ حَياتي
وأسعى (سبعةً) مسعى اْعتمارٍ
لمروة والصفـا حِبِّ السُّـعاةِ
فما الدنيا سوى أطيافِ وهمٍ
كوهمِ الحُلمِ في عينِ الغـُـفاةِ
فرِفقـاً يا ملاذي بالمُـعَنّى
فإن الهَجرَ فـجَّـرَ دامِعـاتي
فها قد عُدتُ من تيهِ المآسي
وعَودي قد أعادَ إليَّ ذاتي
وها قد عدت مُرتجيـاً وِصالا
إذا ما الفرضُ أذّن للصلاةِ
شعر: عبد المنعم محمد خير إسبير
t7
لم كل هذا بالمؤمنين يا الله...؟!
وبينا هو قابع في صمته وشروده، وصل الى سمعه من مذياع جاره آية يتلوها قارىء:
"أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ"
فانتفض عبد الله وأصغى الى ما غفل عنه في كتاب الله... وعاد إليه ليقرأ المزيد، فقرأ وفكّر وندم فاستغفر، وهلّل ثم كبّر، وهام على وجهه الى وداد الله.. كعبة الله.. ليصلي ويطوف.. وراح في غيبوبة عن الدنيا الغَرور، وتماهى في رحاب الله منادياً:
وَدود .. وَدود ... يا ذا الرحمة والجود .. إني الى الذات أعود..
وَدود ...
وَدود ...
ذكرتكِ يا (وداد) بلا صِلاتِ
فلا وصلٌ تـُـواصله صلاتي
شَيَّـعتُ بعدكِ خفقَ قلبٍ
فهل ندمٌ سيُحيي خافقاتي؟
مُـنّي يا وداد بطيبِ عفوٍ
فإنّ العفوَ.. روحٌ في رُفاتي
ذكرتكِ كعبةً أرنو إليها
إذا ما الفجرُ أيقظ حالماتي
فألثمُ فيكِ ثغراً حاتمياً
تفتـَّـحَ وَردةً لذوي الصِّـلاتِ
وأسكُبُ أدمُعي في خيرِ بابٍ
لعلّ الدمع يَغسِـلُ نائباتي
وأزرع قبلتي في طُـهرِ حِـجْرٍ
لعلَّ الطـُـهْـرَ يُطهِـرُ سيئاتي
ذكرتـُـكِ بعدما الدنيا ابتلتني
بإحباطٍ يجوسُ مُـحَـرَّماتي
فإن اليأسَ حطمني فـُـتاتـاً
ولم ترحَم أظافِرُهُ فـُـتاتي
فَـروّي العَـزمَ من وِردٍ رويٍّ
شفـاهٍ سـاقياتٍ شـافياتِ
لعلَّ اليأسَ يَبسُمُ إنْ ترَوّى
فزَمزمُ رحمةٌ في نابعاتِ
سأُبحرُ في محيطِكِ يا ودادي
طَوافـاً تستنيرُ بهِ حَياتي
وأسعى (سبعةً) مسعى اْعتمارٍ
لمروة والصفـا حِبِّ السُّـعاةِ
فما الدنيا سوى أطيافِ وهمٍ
كوهمِ الحُلمِ في عينِ الغـُـفاةِ
فرِفقـاً يا ملاذي بالمُـعَنّى
فإن الهَجرَ فـجَّـرَ دامِعـاتي
فها قد عُدتُ من تيهِ المآسي
وعَودي قد أعادَ إليَّ ذاتي
وها قد عدت مُرتجيـاً وِصالا
إذا ما الفرضُ أذّن للصلاةِ
شعر: عبد المنعم محمد خير إسبير
t7

ــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر يعرف بنفسه:
1ـ سوريّ من مواليد حلب/سورية في العام1931م مقيم في مكّة المكرّمة منذ أوائل العام1991م .
2ـ ملازمة الدراسة منذ نعومة أظفاري في مدرسة والدي النّموذجيّة ذات الشهرة الواسعة آنئذ، والتي يدرَّس فيها اللغة العربيّة وقواعدها ، وعلوم الشريعة الإسلاميّة، وأصول المحاسبة .
3ـ دراسة غير مكتملة في المدرسة الخسرويّة الأهليّة التي سمّيت بعدئذ (الكليّة الشرعيّة).
4ـ أمارس مهنتي الأساس في مكتبي المحاسبي منذ العام 1950م . وفي العام 1955 أعتمِدْتُ من قبل وزارة العدل كخبير حسابي محلّف لدى محاكم حلب ، وحتّى العام 1978.
5ـ ألّفت كتاباً في مبادئ أصول المحاسبة التجاريّة ، تمّ اعتماده من قبل وزارة الثقافة في كلٍّ من سورية والعراق ، لمكتباتهما العامة .
6ـ هواياتي في سنّ الشباب :
كتابة وإخراج البرامج والتمثيليات الإجتماعية في إذاعة حلب من العام 1954 إلى العام1965م على ماأعتقد ، منها : البرنامجان المشهوران حينها ( من ملفّات القضاء) و(من المسئول ) ، وأيضاً كتابة وإخراج المسرحيات الوطنيّة السياسيّة .
وقد منحتني وزارة الثقافة في العام 1957 في ذلك المجال ميدالية وبراة تقدير.
7ـ في العام 1960 تم اختياري مخرجاً للتلفزيون السوري قبيل إنشائه ، وسافرت على نفقتي الخاصة إلى ألمانيا الغربية لإنجاز دورة تدريبية على أعمال الدراما ، وللكنني عند العودة لم ألتحق بوظيفتي في التلفزيون ، لرغبتي في عدم التخلّي عن عملي المحاسبيّ الأساس . 8 ـ في العام 1963م تعاقدت معي (رعاية الشباب) في جامعة حلب على قيامي بمهمّة الإشراف والتدريب والإخراج لنشاطات مسرح الجامعة .
9ـ في العام 1965 م أوقفت جميع نشاطاتي الفنيّة نهائياً . 10ـ في أوائل العام 1991 سافرت إلى السعوديّة للعمل فيها ، ومازلت فيها حتّى تاريخ كتابة هذه السيرة .
11ـ عند تقاعدي عن العمل بسبب أمراضٍ ابتلاني الله بها والحمد لله ، تفرّغت لنظمِ القريض ، الذي كنت أمارسه في شبابي بين الحين والآخر وفي مناسبا اجتماعية وعائلية
أنهيتُ خلال التقاعد ديوانين : (من ذاكرة أيامي )و ( جاهليّة بعد الإسلام ) لم يُطبعا بعد، لسبب أنّ الأول كان ديواناً شخصيّاً ضمّ تقلّباتِ أيامي في قصائد باسمة ضاحكة ، وقصائد عائلية وإخوانيّة ، وأمّا الثاني فكان يضمّ قصائد وطنيّة سياسيّة رصدت حال الأمّتين العربيّة والإسلاميّة ، تحت مطرقةِ أعدائها الخارجين ، وأعدائها الكامنين في الذّاتِ العربيّ الإسلاميّة، ولم يتمّ نشره بعد لسببين:
آـ لحساسية مواضيعه .
ب ـ لكوني شاعراً مغموراً لم أحصل على القدر الكافي من الشهرة . ولكن تمّ قبل سنوات نشر القليل منه في المجلاّت الآتية : ـ مجلّتي الفيصل والعربية اللّتين تصدران من الرياض في السعودية، وفي مجلّة النّور الكويتيّة ، وأيضاً في صحيفة رابطة العالم الإسلامي التي تصدر من مكة المكرّمة .
كما تمّ نشر غالبيّة الديوانين على بعض المواقع العربية في بعض البلاد العربيّة وفي المملكة المتحدة . وقد اعتمدت منذ سنوات لدى موقع ( الحقائق) اللندنيّ كواحد من الكتّاب فيه .
12ـ_ منذ العام المنصرم 2005م أصبحت عضواً في رابطة الأدب الإسلامي العالميّة القائمة في مدينة الرياض/ السعودية .
وأخيراً وللعلْم ، فإنني غير متحزّبٍ سياسيّاً منذ شبابي والحمد لله .
مكّة المكرّمة في 19 محرّم من العام 1427هـ
الموافق 18 شباط /فبراير من العام 2006م
ــــــ
التعديل الأخير: