- 16 مايو 2008
- 12,244
- 855
- 113
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- عبد الله المطرود
- علم البلد
-
رد: *//* وَصَــــاياَ وَ حـَــكَــايَا *//* متجـــددة ومتنوعة *//*
>> ثلاثة وصايا .. يالها من وصيايا<<
"عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله، عِظْني وأوجز. فقال: إذا قمت في صلاتك
فصل صلاة مودِّع، ولا تَكَلم بكلام تعذر منه غداً، واجمع اليأس مما في أيدي
الناس" رواه أحمد.
هذه الوصايا الثلاث يا لها من وصايا، إذا أخذ بها العبد: تمت أموره وأفلح.
فالوصية الأولى:
تتضمن تكميل الصلاة، والاجتهاد في إيقاعها على أحسن الأحوال. وذلك
بأن يحاسب نفسه على كل صلاة يصليها، وأنه سيتم جميع ما فيها
وأن يقوم إليها مستحضراً وقوفه بين يدي ربه، وأنه يناجيه بما يقوله،
ويعينه على هذا المقصد الجليل: توطين نفسه على ذلك من غير تردد ولا
كسل قلبي، ويعتبرها أنها صلاة مودِّع، ومعلوم أن المودع، يجتهد اجتهاداً
يبذل فيه كل وسعه.
وأما الوصية الثانية:
فهي حفظ اللسان ومراقبته؛ فإن حفظ اللسان مِلاك أمر
العبد. فمتى ملك العبد لسانه ملك جميع أعضائه. ومتى ملكه لسانه
فإن أمره يختل في دينه ودنياه. فلا يتكلم بكلام، إلا قد
عرف نفعه في دينه أو دنياه. وكل كلام يحتمل أن يكون فيه انتقاد أو اعتذار
فليدعه، فإنه إذا تكلم به ملكه الكلام، وصار أسيراً له. وربما أحدث عليه
ضرراً لا يتمكن من تلافيه.
وأما الوصية الثالثة:
فهي توطين النفس على التعلق بالله وحده، في أمور معاشه ومعاده، فلا
يسأل إلا الله، ولا يطمع إلا في فضله. ويوطن نفسه على اليأس مما في أيدي
الناس؛ فإن اليأس عصمة. ومن أيس من شيء استغنى عنه.
ولا يعلق قلبه إلا بالله. فيبقى عبداً لله حقيقة، سالماً من عبودية
الخلق. واكتسب بذلك العز والشرف؛ فإن المتعلق بالخلق
يكتسب الذل والسقوط بحسب تعلقه بهم.
والله أعلم."
من كتاب الشيخ العلامة الإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي-رحمه الله-
بعنوان: " بهجة قُلوب الأبرار"
م//ن

>> ثلاثة وصايا .. يالها من وصيايا<<
"عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله، عِظْني وأوجز. فقال: إذا قمت في صلاتك
فصل صلاة مودِّع، ولا تَكَلم بكلام تعذر منه غداً، واجمع اليأس مما في أيدي
الناس" رواه أحمد.
هذه الوصايا الثلاث يا لها من وصايا، إذا أخذ بها العبد: تمت أموره وأفلح.

فالوصية الأولى:
تتضمن تكميل الصلاة، والاجتهاد في إيقاعها على أحسن الأحوال. وذلك
بأن يحاسب نفسه على كل صلاة يصليها، وأنه سيتم جميع ما فيها
وأن يقوم إليها مستحضراً وقوفه بين يدي ربه، وأنه يناجيه بما يقوله،
ويعينه على هذا المقصد الجليل: توطين نفسه على ذلك من غير تردد ولا
كسل قلبي، ويعتبرها أنها صلاة مودِّع، ومعلوم أن المودع، يجتهد اجتهاداً
يبذل فيه كل وسعه.

وأما الوصية الثانية:
فهي حفظ اللسان ومراقبته؛ فإن حفظ اللسان مِلاك أمر
العبد. فمتى ملك العبد لسانه ملك جميع أعضائه. ومتى ملكه لسانه
فإن أمره يختل في دينه ودنياه. فلا يتكلم بكلام، إلا قد
عرف نفعه في دينه أو دنياه. وكل كلام يحتمل أن يكون فيه انتقاد أو اعتذار
فليدعه، فإنه إذا تكلم به ملكه الكلام، وصار أسيراً له. وربما أحدث عليه
ضرراً لا يتمكن من تلافيه.

وأما الوصية الثالثة:
فهي توطين النفس على التعلق بالله وحده، في أمور معاشه ومعاده، فلا
يسأل إلا الله، ولا يطمع إلا في فضله. ويوطن نفسه على اليأس مما في أيدي
الناس؛ فإن اليأس عصمة. ومن أيس من شيء استغنى عنه.
ولا يعلق قلبه إلا بالله. فيبقى عبداً لله حقيقة، سالماً من عبودية
الخلق. واكتسب بذلك العز والشرف؛ فإن المتعلق بالخلق
يكتسب الذل والسقوط بحسب تعلقه بهم.
والله أعلم."
من كتاب الشيخ العلامة الإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي-رحمه الله-
بعنوان: " بهجة قُلوب الأبرار"

م//ن