- 6 يونيو 2008
- 2,850
- 27
- 0
- الجنس
- ذكر
جلس أبو قدامه في المسجد
يتذكر القصص الجميلة والمشاهد الرائعة ،
فبينما هو كذلك ألقى عليه رجلاً السلام ،
فرد التحية ، ورأى حاجة الرجل في الجلوس
بجانبه فأذن له .قال له الرجل : ياأبا قدامه
أنت شهدت حروباً كثيرة وغزوات ، لا تكاد
تسمع عن غزوة إلا كنت أول من يسارع
إليها حدثني عن أعجب ما رأيت .
رفع ابو قدامه رأسه وكأنه يشاهد ما يرويه للرجل
، وقال : خرجت ذات يوم لجمع المال لتجهيز
الجيوش لمحاربة الصليبين ، ثم ذهبت الى
دار استأجرتها لجمع أموال الجهاد، فإذا بالباب يطرق ،
وإذا بامرأة متحصنة ، تقول لي : أنت ابو قدامه
، أنت ابو قدامه ،
قلت : نعم
قالت : انت ناديت بجمع المال لخيل الله ؟
قال : نعم
قالت : لا أجد في بيتي مالا فنحن فقراء خذ هذه الوديعة
قال : وما هذه الوديعة ؟
قالت : ضفائري قصصتها لتكون في سبيل الله فأنا لا أجد غيرها ؟قال: وما نفعل بها؟
قالت : اجعلها لجاما لفرس يقاتل في سبيل الله
تعجب ابا قدامه وأمام إلحاحها وافق وانصرفت
وتجهز ابو قدامه للرحيل على فرسه ،
فإذا بغلام من خلفه يصيح ، يا أبا قدامه
يا أبا قدامه التفت ابو قدامه فإذا بفارس ملثم يخفي وجهه
قال ابو قدامه : ماذا تريد؟
قال : اريد أن أقاتل في سبيل الله
قال ابو قدامه : لا بأس فك لثامك فإذا وجدناك كبيرا أجزناك وإن وجدناك صغيرا رددناك
فكان وجهه كالقمر قد نبت شاربه غير أنه لم تنبت لحيته لصغر سنه ،
فقال له : مازلت صغيراً
انتفض الغلام وقال : لا يا أبا قدامه لا
قال ابو قدامه : اين اباك ؟
قال الغلام : ابي قتله الصليبين وأريد الثأر له منهم
قال ابو قدامه : وأين أمك ؟
قال : أمي هي التي طلبت مني الجهاد ، وقالت انا اقدمك هدية لله رب العالمين فإذا لاقيته فاشفع لي عنده
تعجب أبو قدامه وقال : أمك التي حثتك على الجهاد ؟
قال : نعم ياابا قدامه ألا تعرفها؟
قال : لا
قال : ما أسرع نسيانك يا أبا قدامه ... أمي صاحبة الوديعة
قال : وما الوديعة ؟
قال : أمي صاحبة اللجام
قال : أي لجام ؟
قال: ألم تأتي إليك امرأة ليلة البارحة وأعطتك لجاماً لفرس يقاتل في سبيل الله
قال : نعم
قال: إنها أمي
فتعجب أبا قدامه وسمح له
ففرح الغلام وقال : ياأبا قدامه دعني أطبخ لكم وأغسل ملابسكم ، وأقوم على خدمتكم فأنا أصغركم سناً
فقال ابو قدامه لا بأس
وكان الغلام نشيطاً يقوم بخدمة المجاهدين في سبيل الله ،
وعندما حضر وقت الفطور قال الغلام سأقوم بعمل الفطور لكم قال ابو قدامه : حسناً ولكن ابتعد عنا قليلا حتى لا نتأذى بالدخان فابتعد الغلام عنهم ، ومن شدة التعب وضع رأسه على صخرة فغلبه النوم وعندما شعر المجاهدين بتأخر الغلام طلبوا من أبا قدامه أن يذهب ليتفقد صاحبه
فقال ابو قدامه حسنا ، فإذا به يجد الغلام نائماً ،
فقال : سأقوم أنا بتجهيز الفطور فالغلام قد اتعبناه وأخذ يجهز في الفطور وينظر الى الغلام متعجباً من حاله ، وإذا به يرى الغلام يبتسم وهو نائم فاقترب منه فإذا بابتسامته تزداد ،
ثم انتفض قائما وهو يقول : هل تأخرت عليكم ياعماه قال ابو قدامه : لا ولكن سألتك بالله لماذا كنت تبتسم وأنت نائم ؟قال : لرؤيا رأيتها يا أبا قدامه دعني سأجهز الفطور
قال ابو قدامه : سألتك بالله قل لي ماذا رأيت؟
قال الغلام : رأيت أنني قد دخلت الجنة ، وإذا هي كما عرفها لنا ربنا عز وجل ، وإذا بقصر لبنه منه من ذهب ولبنه من فضة ، وفي شرفة القصر جاريتان كأحسن ما رأيت ، فأشاروا إلي : هذا زوج المرضية قلت : وما المرضية ؟قالتا: أدخل القصر هي بداخل القصر فدخلت : فإذا بحورية لم أر مثلها قط ولولا أن الله ثبت عقلي لطار عقلي من حسنها ، فقالت : أهلا ياحبيبي
فمددت يدي إليها فقالت : ليس الآن يا حبيبي
يبقى لك في الحياة يوم موعدنا غداً بعد الظهر ،
فتبسمت وقمت ،
قال ابو قتادة : حسناً رأيت خيراً إن شاء الله
وفي اليوم التالي نادى منادى ياخيل الله الجهاد الجهاد
، فقاتل الغلام أحسن قتال ثم استشهد بعد صلاة الظهر
.أرأيتم كيف كانت بيوت السلف الأب شهيد والإبن شهيد والأم تقص شعرها لتجعله لجاما لخيل الله وتقدم ابنها الوحيد هديه لله ولا تفتخر بل تطلب من ابنها اذا لقي الله عز وجل أن يطلب منه ان تدخل أمه الجنة ، لقد ابتعدنا كثيراً عن هذا العالم ، ويكاد التنافس في الحياة يقضي علىنا ، وإنه لخير لنا أن نعودالى هذه الأصول وأن تكون بيوتنا مثل هذه البيوت ، أو أشبه لها ، حتى نفوز ونجد عند الله القبول .
====================
في الختام ....أجمل كلام
كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه ، والله لأزاحمنهم عليه ، حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالا !! ثم يصلي إلى الفجر .
يتذكر القصص الجميلة والمشاهد الرائعة ،
فبينما هو كذلك ألقى عليه رجلاً السلام ،
فرد التحية ، ورأى حاجة الرجل في الجلوس
بجانبه فأذن له .قال له الرجل : ياأبا قدامه
أنت شهدت حروباً كثيرة وغزوات ، لا تكاد
تسمع عن غزوة إلا كنت أول من يسارع
إليها حدثني عن أعجب ما رأيت .
رفع ابو قدامه رأسه وكأنه يشاهد ما يرويه للرجل
، وقال : خرجت ذات يوم لجمع المال لتجهيز
الجيوش لمحاربة الصليبين ، ثم ذهبت الى
دار استأجرتها لجمع أموال الجهاد، فإذا بالباب يطرق ،
وإذا بامرأة متحصنة ، تقول لي : أنت ابو قدامه
، أنت ابو قدامه ،
قلت : نعم
قالت : انت ناديت بجمع المال لخيل الله ؟
قال : نعم
قالت : لا أجد في بيتي مالا فنحن فقراء خذ هذه الوديعة
قال : وما هذه الوديعة ؟
قالت : ضفائري قصصتها لتكون في سبيل الله فأنا لا أجد غيرها ؟قال: وما نفعل بها؟
قالت : اجعلها لجاما لفرس يقاتل في سبيل الله
تعجب ابا قدامه وأمام إلحاحها وافق وانصرفت
وتجهز ابو قدامه للرحيل على فرسه ،
فإذا بغلام من خلفه يصيح ، يا أبا قدامه
يا أبا قدامه التفت ابو قدامه فإذا بفارس ملثم يخفي وجهه
قال ابو قدامه : ماذا تريد؟
قال : اريد أن أقاتل في سبيل الله
قال ابو قدامه : لا بأس فك لثامك فإذا وجدناك كبيرا أجزناك وإن وجدناك صغيرا رددناك
فكان وجهه كالقمر قد نبت شاربه غير أنه لم تنبت لحيته لصغر سنه ،
فقال له : مازلت صغيراً
انتفض الغلام وقال : لا يا أبا قدامه لا
قال ابو قدامه : اين اباك ؟
قال الغلام : ابي قتله الصليبين وأريد الثأر له منهم
قال ابو قدامه : وأين أمك ؟
قال : أمي هي التي طلبت مني الجهاد ، وقالت انا اقدمك هدية لله رب العالمين فإذا لاقيته فاشفع لي عنده
تعجب أبو قدامه وقال : أمك التي حثتك على الجهاد ؟
قال : نعم ياابا قدامه ألا تعرفها؟
قال : لا
قال : ما أسرع نسيانك يا أبا قدامه ... أمي صاحبة الوديعة
قال : وما الوديعة ؟
قال : أمي صاحبة اللجام
قال : أي لجام ؟
قال: ألم تأتي إليك امرأة ليلة البارحة وأعطتك لجاماً لفرس يقاتل في سبيل الله
قال : نعم
قال: إنها أمي
فتعجب أبا قدامه وسمح له
ففرح الغلام وقال : ياأبا قدامه دعني أطبخ لكم وأغسل ملابسكم ، وأقوم على خدمتكم فأنا أصغركم سناً
فقال ابو قدامه لا بأس
وكان الغلام نشيطاً يقوم بخدمة المجاهدين في سبيل الله ،
وعندما حضر وقت الفطور قال الغلام سأقوم بعمل الفطور لكم قال ابو قدامه : حسناً ولكن ابتعد عنا قليلا حتى لا نتأذى بالدخان فابتعد الغلام عنهم ، ومن شدة التعب وضع رأسه على صخرة فغلبه النوم وعندما شعر المجاهدين بتأخر الغلام طلبوا من أبا قدامه أن يذهب ليتفقد صاحبه
فقال ابو قدامه حسنا ، فإذا به يجد الغلام نائماً ،
فقال : سأقوم أنا بتجهيز الفطور فالغلام قد اتعبناه وأخذ يجهز في الفطور وينظر الى الغلام متعجباً من حاله ، وإذا به يرى الغلام يبتسم وهو نائم فاقترب منه فإذا بابتسامته تزداد ،
ثم انتفض قائما وهو يقول : هل تأخرت عليكم ياعماه قال ابو قدامه : لا ولكن سألتك بالله لماذا كنت تبتسم وأنت نائم ؟قال : لرؤيا رأيتها يا أبا قدامه دعني سأجهز الفطور
قال ابو قدامه : سألتك بالله قل لي ماذا رأيت؟
قال الغلام : رأيت أنني قد دخلت الجنة ، وإذا هي كما عرفها لنا ربنا عز وجل ، وإذا بقصر لبنه منه من ذهب ولبنه من فضة ، وفي شرفة القصر جاريتان كأحسن ما رأيت ، فأشاروا إلي : هذا زوج المرضية قلت : وما المرضية ؟قالتا: أدخل القصر هي بداخل القصر فدخلت : فإذا بحورية لم أر مثلها قط ولولا أن الله ثبت عقلي لطار عقلي من حسنها ، فقالت : أهلا ياحبيبي
فمددت يدي إليها فقالت : ليس الآن يا حبيبي
يبقى لك في الحياة يوم موعدنا غداً بعد الظهر ،
فتبسمت وقمت ،
قال ابو قتادة : حسناً رأيت خيراً إن شاء الله
وفي اليوم التالي نادى منادى ياخيل الله الجهاد الجهاد
، فقاتل الغلام أحسن قتال ثم استشهد بعد صلاة الظهر
.أرأيتم كيف كانت بيوت السلف الأب شهيد والإبن شهيد والأم تقص شعرها لتجعله لجاما لخيل الله وتقدم ابنها الوحيد هديه لله ولا تفتخر بل تطلب من ابنها اذا لقي الله عز وجل أن يطلب منه ان تدخل أمه الجنة ، لقد ابتعدنا كثيراً عن هذا العالم ، ويكاد التنافس في الحياة يقضي علىنا ، وإنه لخير لنا أن نعودالى هذه الأصول وأن تكون بيوتنا مثل هذه البيوت ، أو أشبه لها ، حتى نفوز ونجد عند الله القبول .
====================
في الختام ....أجمل كلام
كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه ، والله لأزاحمنهم عليه ، حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالا !! ثم يصلي إلى الفجر .