رد: سؤال في الوقف و الابتداء
من فضلك مثال واحد حتى افهم
بارك الله فيك ، مثلا قوله تعالى : "
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " .
فقوله : " إن الله وعدكم وعد الحق " هذا من قول الشيطان ، لكن الآية الكريمة من كلام الله ، فالقرآن كله كلام الله ، لكن الجملة السابقة من قول الشيطان فهذا يسمونه مقول القول ، يعني الآية من قول الله بلا شك ، والجملة من مقول الشيطان ، أظن الأمر قد وصل .
مثالا آخر ، قوله تعالى : "
وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ " .
لو وقف أحدهم على " جهنم " وابتدأ بـ " ادعوا ربكم " يكون قد ابتدأ بمقول أهل النار .
فقال الرعشي بحرمة من يبدأ بمقول القول ، يعني بمقول أهل النار أو الكفار أو المشركين إن كان رأس آية ، وذلك نحو : "قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ @ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ "
فعند الوقف على رأس الآية وهي ( بمؤمنين ) يبتدئ القارئ بمقول الكفار وهو " إن نقول إلا اعتراك " .
فقال الرمعشي إن هذا الابتداء حرام ، وقال ينبغي أن يصل الآية بما بعدها حتى لا يبدأ بمقول الكفار إلا في حالة واحدة : إن كان نفسه ضيقا ولا يستطيع أن يكمل الآيتين .
والأصح هو الابتداء بمقول القول _ سواء مقول الكافرين أو المشركين أو أهل النار أو المؤمنين أو مقول المولى سبحانه وتعالى _ مادام رأس آية والله أعلم .