- 26 يونيو 2015
- 111
- 164
- 43
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- محمود خليل الحصري
- علم البلد
سقطتْْ من يديْه مع كثير من الحَب و بقيَت تراقبه ينثر البِذار قُربانا للخريف ، كان جرابه المملوء بُرّا يناغم إيقاع المسير و طيور الضّيعة تتعقّبه أسرابا تنقر الأرض ثم تعرج إلى السّماء مُرفرفة مع موجة من أثير فيجيبها الصّفصاف السّامق من هناك بحفيف الأوراق السّندسية و رعشة الأغصان .
كانت تنظر إلى عثرات متنه و إلى انسدال عمامته، إلى خشونة يديه و بريق عينيه، إلى سمرة خديه و احتراق شفتيه... إلى لآلئ جبينه و ضربات قلبه...
تنظر إلى الشّمس المتعلّقة بسواري الأفق تستأذنه بالمغيب و سرايا اللّيل قد بانت قوافلها ترفع رايات الأرجوان. أمّا هو فمستمرّ يشقّ أثلامه ثلما بعد آخر لا يهدأ و لا يتوقّف حتى ينطفئ عند الصّوى وقعُ الخطوات.
تمنّت حبّة القمح لو أنّها لم تهوِ من حفنة في كفّيه و لم تتسرّب مشاعا لجحافل النّمل على حافّة بيدر، ودّت لو أنها تدحرجت إلى رحم الأرض مثل الأخريات لتُسقى من عيون الغيم طلًّا فتمدّ جذورها نسيجا يجمع رقاع المكان، من ظلمات من فوق ظلمات تمتطي جناح الفطرة لتُحيّي تنهيدات الفجر ذات صباح و لتخرج إلى النّور سنابل مائجات في بحر لجيّ من نعيم رغم مصير الهشيم ... أغمضت أحاسيسها تنتظر في كل لحظة نملة عنيدة تحملها و إذ بنقرات الغيث تأتي مع أعتاب النّهار فيجرفها السّيل إلى ساقية على راحة الثّرى ... ساقية ترمي بها إلى أثلام البيدر .
و هوت إلى رحم الأرض لتنبت رسولا ينبئ عمّي سويلم بالخير العظيم...
كانت تنظر إلى عثرات متنه و إلى انسدال عمامته، إلى خشونة يديه و بريق عينيه، إلى سمرة خديه و احتراق شفتيه... إلى لآلئ جبينه و ضربات قلبه...
تنظر إلى الشّمس المتعلّقة بسواري الأفق تستأذنه بالمغيب و سرايا اللّيل قد بانت قوافلها ترفع رايات الأرجوان. أمّا هو فمستمرّ يشقّ أثلامه ثلما بعد آخر لا يهدأ و لا يتوقّف حتى ينطفئ عند الصّوى وقعُ الخطوات.
تمنّت حبّة القمح لو أنّها لم تهوِ من حفنة في كفّيه و لم تتسرّب مشاعا لجحافل النّمل على حافّة بيدر، ودّت لو أنها تدحرجت إلى رحم الأرض مثل الأخريات لتُسقى من عيون الغيم طلًّا فتمدّ جذورها نسيجا يجمع رقاع المكان، من ظلمات من فوق ظلمات تمتطي جناح الفطرة لتُحيّي تنهيدات الفجر ذات صباح و لتخرج إلى النّور سنابل مائجات في بحر لجيّ من نعيم رغم مصير الهشيم ... أغمضت أحاسيسها تنتظر في كل لحظة نملة عنيدة تحملها و إذ بنقرات الغيث تأتي مع أعتاب النّهار فيجرفها السّيل إلى ساقية على راحة الثّرى ... ساقية ترمي بها إلى أثلام البيدر .
و هوت إلى رحم الأرض لتنبت رسولا ينبئ عمّي سويلم بالخير العظيم...