إعلانات المنتدى


تفسير الإسلام [0020]: ابن تيمية: من فهم حكمة الشارع كان هو الفقيه حقًا..

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى مركز تفسير الإسلام [0020]: ابن تيمية: من فهم حكمة الشارع كان هو الفقيه حقًا.. مما يُقضى منه العجب أن الذين ينتسبون إلى القياس واستنباط معاني الأحكام والفقه من أهل الحيل هم أبعد الناس عن رعاية مقصود الشارع.. أما أهل العلم بالله وبأمره فعلمهم متلقى عن النبوة إما نصًا أو استنباطًا، فلا يحتاجون إلى أن يضيفوه إلى أنفسهم، وإنما لهم فيه الإتباع، فمن فهم حكمة الشارع منهم كان هو الفقيه حقًا..

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي المادة التالية من منشورات مركز تفسير الإسلام - تفسير الإسلام: من فهم حكمة الشارع كان هو الفقيه حقًا:

من فهم حكمة الشارع كان هو الفقيه حقًا
مما يُقضى منه العجب أن الذين ينتسبون إلى القياس واستنباط معاني الأحكام والفقه من أهل الحيل هم أبعد الناس عن رعاية مقصود الشارع وعن معرفة العلل والمعاني وعن الفقه في الدين، فإنك تجدهم يقطعون عن الإلحاق بالأصل ما لم يعلم بالقطع أن معنى الأصل موجود فيه، ويهدرون اعتبار تلك المعاني، ثم يربطون الأحكام بمعاني لم يومئ إليها شرع ولم يستحسنها عقل ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور: 40] وإنما سبب نسبة بعض الناس لهم إلى الفقه والقياس ما انفردوا به من الفقه، وليس له أصل في كتاب ولا سنة، وإنما هو رأي محض صدر عن فطنة وذكاء كفطنة أهل الدنيا في تحصيل أغراضهم، فسموا بأشرف صفاتهم، وهو الفهم الذي هو مشترك في الأصل بين فهم طرق الخير وفهم طرق الشر، إذ أحسنُ ما فيهم من هذا الوجه فهمهم لطرق تلك الأغراض والتوصل إليها بالرأي.
فأما أهل العلم بالله وبأمره فعلمهم متلقى عن النبوة إما نصًا أو استنباطًا، فلا يحتاجون إلى أن يضيفوه إلى أنفسهم، وإنما لهم فيه الإتباع، فمن فهم حكمة الشارع منهم كان هو الفقيه حقًا، ومن اكتفى بالإتباع لم يضره أن لا يتكلف علم ما لا يلزمه إذا كان على بصيرة من أمره، مع أنه هو الفقه الحقيقي والرأي السديد والقياس المستقيم، والله سبحانه أعلم.
شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728) رحمه الله، بيان الدليل في إبطال التحليل (ص253). ط. المكتب الإسلامي.

«منصة تفسير الإسلام»:

* تلغرام :

والله ولي التوفيق.

مركز دراسات تفسير الإسلام

 

رشيد التلمساني

مشرف ركن مزامير المغرب الإسلامي
المشرفون
5 أبريل 2020
10,806
2,318
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
بارك الله فيك وأحسن إليك
 

سليم0

مزمار فعّال
18 ديسمبر 2019
121
25
28
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
إبراهيم الجبرين
علم البلد
سلسلة فوائد وفتاوى مركز تفسير الإسلام [0020]: ابن تيمية: من فهم حكمة الشارع كان هو الفقيه حقًا.. مما



خبر عن عيسى عليه السلام وايضا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم(صنف فيه الناس على حسب انتفاعهم بالعلم)

*وكذلك أبو الحسن علي بن هذيل روى مثل السيد المسيح للزراع الذي وقع في الطريق وبين الأشواك وعلى الصخور وفي الأرض الجيدة (لوقا ف8) ونسبه إلى بعض الحكماء قال: "وقد ضب بعض الحكماء مثل الحكمة والحكيم الذي يلقيها إلى القلوب قال: أن الباذر خرج ببذره الطيب ليبذره فنثره فوقع بعضه في أرض محجرة بل في جنبات الطريق فلم يلبث أن اختطفه الطير فذهب به ووقع بعضه في أرض محجرة إلا أن عليها نجىً وطيناً فرسخ البذر في ذلك الندى والطين ونبت شيئاً حتى إذا وصلت عروقه إلى الحجر لم يجد سماعاً ينفذ فيه فتلف وفسد ويبس، ووقع بعضه في أرض رخوة إلا أن فيها شوكاً نابتاً فنبت حتى إذا كان عند الإثمار حنة الشوك فلم يأت بثمره، ووقع بعضه في أرض طيبة نقية ليست على ظهر طريق ولا على حجر ولا فيهات شوط فنما وطاب وزكا ونبت وأثمر فجاءت الحبة بأضعاف مضاعفة، ثم فسره فقال: فالباذر هو الحكيم الزارع الحكمة في القلوب وبذره الطيب هو حكمته وموعظته الحسنة التي يلقيها إلى القلوب وهي في تلقاء ذلك منقسمة إلى الأقسام الأربعة المذكورة فمنها القاسي الذي إذا سمع الحكمة لم يعقد لقساوته فلم تلبث فيه، ومنها قلبٌ ظاهره رقة وباطنه قساوة فهو في أول سماع الحكمة يرق لها ويلذ بسماعها ويحن إلى ذلك بتلك الرقة الظاهرة على قلبه ولا يعقد عليها بعزم لقساوته، ومنها قلب يسمع الحكمة ويحبها ويحب العمل بها إلا أنه قلب قد امتحن بلصوق الشهوات به حتى صارت له طباعاً فإذا عزم على العمل بما سمع اعترضت له تلك الشهوات فمنعته من إقامة وظائفها وأفسدت عليه ما سمع اختلط عليه مره ولم يتم له مراده، ومنها القلب النقي الصافي العالم بفضل الحكمة المؤثر لها الذي لا همة له في غيرها ولا شغل له إلا بها ولم تعلق به شهوة تناقضها ولا داء يقطع عنها فهذا القلب الذي تنمي فيه الحكمة إيماناً وفماً وحفظاً وعلماً وقولاً وعملاً وتبلغ بع أفضل العواقب وأعلى المراتب".
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع