لا يوجد اي دليل او نص من المتقدمين يثبت ان مقدار الغنة حركتين كما يقول المتاخرون
بل ان بن الجزري ذكر في آخر باب احكام النون الساكنة والتنوين في كتاب التمهيد في علم التجويد ما يلي
"واحذر إذا أتيت بالغنة أن تمد عليها، فلذلك قبيح."
اي ان الغنة لا يجب ان يصاحبها مد فالاصل فيها حركة واحدة وليس حركتين والا اصبحت مدا مكروها
أخي الحبيب خالد..
أحب أن أزيد على كلامك عدة أمور:
أولها: أنه إن عُدِم الدليل والنصّ فلا إشكال لأن مدار العلم والعمل فيها على النقل المتواتر من أفواه المشايخ عن أشياخهم إلى منتهى السند.
ثانيها: أن مصطلح (حركة) هو من حيث قياس المدة الزمنية مصطلحٌ فضفاض أريد به الإشارة إلى ما هو معلوم بالنقل المتواتر، وإلا فكم مقدار الحركة بالثانية والدقيقة إن كان ذلك صحيخًا؟ ثم؛ أليس مقدار الحركة يتغير مع تغيُّرِ مرتبة القراءة من الحدر إلى التدوير إلى التجويد؟
ثالثًا: على وجه التحقيق؛ فإن مصطلح (الحركة) يشير إلى حركة الفتحة أو الضمة أو الكسرة، بمعنى أن مقدار الحركة زمنيًّا يماثلُ تماما زمن حرفٍ مُحَرَّكٍ بفتحة أو ضمة أو كسرة، وبالتالي فباختلاف زمن الحرف المحركِ تنقُّلًا بين مراتب القراءة؛ اختلف مقدار الغنة، مع استقراره على مقدار حركتين.
رابعًا: المتفق عليه بين أهل الأداء أن الغنةَ تُقدَّرُ بحركتين على هذا المعنى:
- فيكون مقدار الغنة في الحدر مماثلا لزمن حرفين محرّكين في الحدر أيضًا.
- ومقدار الغنة في التدوير (أو التوسط) كزمن حرفين محركين في التدوير.
- وقل مثل ذلك في مرتبة التجويد.
والله أعلى وأعلم وأحكم.