رد: ** إتحاف الإخوان بشرح ما عَسُر فهمه من آي القرآن ** متجدد بحول الله
{ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }
{ أن يغلَّ } : أي يأخذ من الغنيمة خفية، إذ الغلُّ والغلول بمعنى السرقة من الغنائم قبل قسمتها.
معنى الآية :
الغل و الغلول و الاغلال بمعنى واحد و هو أخذ المرء شيئاً من الغنائم قبل قسمتها وما دام السياق في غزوة أحد فالمناسبة قائمة بين الآيات السابقة و هذه ، ففي الآية الأولى (161) ينفى تعالى أن يكون من شأن الأنبياء أو مما يتأتى صدوره عنه الإِغلال و ضمن تلك أن أتباع الأنبياء يحرم عليهم أن يغلوا، و لذا قرىء في السبع أن يُغَل بضم الياء و فتح الغين أي يفعله اتباعه بأخذهم من الغنائم بدون إذنه. هذا معنى قوله تعالى: وما كان لنبيّ أن يغل } ثم ذكر تعالى جزاء و عقوبة من يفعل و قال: { و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس بما كسبت و هم لا يظلمون } فأخبرهم تعالى أن من أغل شيئاً يأت به يوم القيامة يحمله حتى البقرة والشاة كما يُبِينَ ذلك في الحديث، ثم يحاسب عليه كغيره ويجزى به، كما تجزى كل نفس بما كسبت من خير أو شر و لا تظل نفس شيئاً لغنى الرب تعالى عن الظلم و عدله . اهـ
تفسير الشيخ العلامة أبي بكر الجزائري