- 1 أبريل 2010
- 4
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام في هذا المنتدى المبارك الذي يعنى بخدمة كلام الله العزيز الحميد, إرتأيت أن تكون أول مشاركة لي في هذا المنتدى الجميل بموضوع يخص علم المقامات الذي صار يفرض نفسة في الآونة الأخيرة بسبب الكلام الكثير الذي قيل والحبر الذي أسيل في الحديث عن هذا العلم الذي ما هو في الواقع الى أداة ووسيلة لاسماع كلام ربنا عزوجل.
مقدمة
التغني بالقران الكريم فن قديم, بدأ منذ انزل القران وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم, وأخذه الصحابة الكرام عنه صلى الله عليه وسلم فخالط قلوبهم وامتزجت به أرواحهم وكان بعضهم ندي الصوت عذب النغم جميل الأداء يؤثر ترتيله للقران في النفس ويطرب الأذن ويريح الأفئدة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القران من هؤلاء الأفذاذ ويثني عليهم فيقول عن سالم مولى حذيفة وكان قارئا مجيدا الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا, ويقول عن أبي موسى الأشعري انه أوتي مزمارا من مزامير آل داوود لفرط جمال صوته وحسن أدائه, وجعل أبي بن كعب في ذروة دنيا التلاوة إذ يصفه بأن أقرأ أمته للقرآن الكريم.
إذن فما هي المقامات ولماذا وجدت؟
[font="]قبل التطرق إلى المقصود بالمقامات وجب الإشارة إلى أن أي قارئ للقرآن الكريم سواء أكان محترفا أو مبتدءا أثناء تلاوته للقرآن فهو يقرأ بمقام معين سواء علم أم لم يعلم. بل إننا نستعمل المقامات في حياتنا اليومية العادية ومن خلال تعاملاتنا مع غيرنا فالمقامات تمثل الحالة النفسية التي يعيشها الشخص وتتجسد عبر نبرة صوته,فمثلا نبرة الخطاب الذي نصدره عند تعزيتنا لشخص فقد عزيزا عليه تختلف عن نبرة خطابنا عند تهنئة شخص ما في حفل زفافه,فهذه النبرة في حد ذاتها تعد مقاما.[/font]
لا شك أن هناك الكثير ممن يستمتعون بل ويطربون بالقرآن الكريم وخاصة أولئك الذين تعودوا على سماعه عبر الأشرطة المختلفة الموجودة في أيامنا هذه وهي متنوعة بتنوع القراء, بل وإن هناك من اختار لنفسه قارئا مفضلا واحدا لا يبدله لأنه يأنس بصوته الجميل, ولكن في حقيقة الأمر أن الأمر في روعة القراءة لا يرجع فقط لجمال وحسن صوت القارئ بل الأهم هو أن هذا القارئ الفذ يجيد التحكم في المقامات وهو السر الكامن وراء الشجن والطرب.
فالمقامات إذن هي تلك الطبقات الصوتية الموسيقية (النغمة) التي يحدثها وينتقل عبرها القارئ وهي تتغير حسب تغير المواقف الذي تصوره الآية القرآنية, فالقرآن يتراوح بين ترغيب وترهيب وتشريع وزجر وشكر...الخ. والمبدع والفذ هو من ينجح في التوفيق بين المشاهد القرآنية ونوع المقام الذي يناسب المشهد, لأنه وكما يوجد في القرآن مواقف ومشاهد حزينة وبكائية كالتي تذكر بالآخرة وعذاب جهنم...الخ, يوجد كذلك مقامات حزينة تناسب هذا الموقف ومن غير المعقول قراءة آيات ذات مشاهد بكائية بمقامات تناسب الفرح والابتهاج.
وبمعنى آخر [font="]المقامات هي تتابع درجات السلم الصوتي (درجات صوتية) بمسافات وأبعاد لحنية معينة[/font], [font="]وباختلاف هذه المسافات والأبعاد يختلف الإحساس بالصوت فيختلف مسمى المقام إذن المقام هو إحساس الصوت.[/font][font="][/font]
ومن الناحية العلمية أكد المختصون في علم النفس والطب أن الأذن تمل وتسأم بعد ربع ساعة إلى عشرين دقيقة من الكلام إذا كان على وتيرة واحدة, ولو كان الكلام هو القرآن لذلك تجد الناس في بحث مستمر عن من يتغنى بالقرآن وينوع قي قراءته وينتقل بين مختلف المقامات.
يقول الحافظ ابن حجر في كتابه "فتح الباري" في وجوب تحسين الصوت أثناء التلاوة[font="]
(ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسنا, وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه,وغير الحسن ربما انجبر صوته بمراعاتها مالم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات))[/font]
يعتبر علم المقامات وسيلة جليلة لخدمة القرآن الكريم فهي ليست إلا طريقة لتقريب الناس من سماع كلام الله عز وجل فهي تجعل القلوب تميل لاستماعه وتدبره والخشوع فيه إلى جانب الطرب والتذوق السمعي وصدق من قال
(والأذن تعشق قبل العين أحيانا)).
ومما لا شك فيه أن النفوس تميل لسماع القران بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم لأن للتطريب أثرا في ترقيق القلب وإجراء الدموع وإثارة الخشية وإقبال النفوس على استماعه كما يقول العسقلاني ولكن بشرط أن لا يحيد القارئ بشيء من الحروف عن مخارجها وصفاتها.
يقول الحافظ ابن حجر في وجوب تحسين الصوت أثناء التلاوة[font="]
(ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسنا وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه,وغير الحسن ربما انجبر صوته بمراعاتها مالم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات))[/font][font="] [/font]
مشروعية علم المقامات:[font="][/font]
نكتفي هنا بإيراد بعض الأحاديث النبوية وبعض آثار السلف الصالح لبيان مشروعية علم المقامات
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» رواه مسلم
وقال عليه الصلاة والسلام «زينو القرآن بأصواتكم» أخرجه أبوداوود والنسائي
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم: « ما أذن الله لشيء؛ ما أذن لنبيٍّ حسنِ الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به », وأَذِنَ هنا بمعنى استمع, وفيه بيان على أن الله تعالى يستمع لمن حَسُن صوتُه بالقرآن لأنه يحب الصوت الحسن, وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بأبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن فاستمع إليه؛ فلما جاءه قال له: « لو رأيتني وأنا استمع لقراءتك البارحة, لقد أوتيتَ مزماراً من مزامير آل داود »؛ يعني: لقد أُعْطِيت صوتاً حسناً كصوت آل داود, لأنَّ داود عليه السلام كان حسنَ الصوت؛ فإذا قرأ جاوبته الجبال والطير ورجَّعت معه كما قال تعالى: ( يا جبالُ أوّبي معه والطيرُ ) ولذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: « لو رأيتني وأنا استمع لقراءتك البارحة؛ قال أبو موسى: لو علمتُ مكانكَ لحبَّرتُ لك تحبيراً »؛ أي: لحسنته وزينته أحسن ما يكون.
وجاء في الأثر الذي أخرجه ابن أبي داوود من طريق أبي عثمان النهدي قال
( دخلت دار أبي موسى الأشعري فما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا ناي أحسن من صوته)) وقال الصنج هو آلة تتخذ من نحاس كالطبقين,والبربط هو آلة تشبه العود والناي معروف وهو المزمار.
وسأتطرق في المرة القادمة الى أنواع المقامات الرئيسية وفروعهاان شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام في هذا المنتدى المبارك الذي يعنى بخدمة كلام الله العزيز الحميد, إرتأيت أن تكون أول مشاركة لي في هذا المنتدى الجميل بموضوع يخص علم المقامات الذي صار يفرض نفسة في الآونة الأخيرة بسبب الكلام الكثير الذي قيل والحبر الذي أسيل في الحديث عن هذا العلم الذي ما هو في الواقع الى أداة ووسيلة لاسماع كلام ربنا عزوجل.
مقدمة
التغني بالقران الكريم فن قديم, بدأ منذ انزل القران وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم, وأخذه الصحابة الكرام عنه صلى الله عليه وسلم فخالط قلوبهم وامتزجت به أرواحهم وكان بعضهم ندي الصوت عذب النغم جميل الأداء يؤثر ترتيله للقران في النفس ويطرب الأذن ويريح الأفئدة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب سماع القران من هؤلاء الأفذاذ ويثني عليهم فيقول عن سالم مولى حذيفة وكان قارئا مجيدا الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا, ويقول عن أبي موسى الأشعري انه أوتي مزمارا من مزامير آل داوود لفرط جمال صوته وحسن أدائه, وجعل أبي بن كعب في ذروة دنيا التلاوة إذ يصفه بأن أقرأ أمته للقرآن الكريم.
إذن فما هي المقامات ولماذا وجدت؟
[font="]قبل التطرق إلى المقصود بالمقامات وجب الإشارة إلى أن أي قارئ للقرآن الكريم سواء أكان محترفا أو مبتدءا أثناء تلاوته للقرآن فهو يقرأ بمقام معين سواء علم أم لم يعلم. بل إننا نستعمل المقامات في حياتنا اليومية العادية ومن خلال تعاملاتنا مع غيرنا فالمقامات تمثل الحالة النفسية التي يعيشها الشخص وتتجسد عبر نبرة صوته,فمثلا نبرة الخطاب الذي نصدره عند تعزيتنا لشخص فقد عزيزا عليه تختلف عن نبرة خطابنا عند تهنئة شخص ما في حفل زفافه,فهذه النبرة في حد ذاتها تعد مقاما.[/font]
لا شك أن هناك الكثير ممن يستمتعون بل ويطربون بالقرآن الكريم وخاصة أولئك الذين تعودوا على سماعه عبر الأشرطة المختلفة الموجودة في أيامنا هذه وهي متنوعة بتنوع القراء, بل وإن هناك من اختار لنفسه قارئا مفضلا واحدا لا يبدله لأنه يأنس بصوته الجميل, ولكن في حقيقة الأمر أن الأمر في روعة القراءة لا يرجع فقط لجمال وحسن صوت القارئ بل الأهم هو أن هذا القارئ الفذ يجيد التحكم في المقامات وهو السر الكامن وراء الشجن والطرب.
فالمقامات إذن هي تلك الطبقات الصوتية الموسيقية (النغمة) التي يحدثها وينتقل عبرها القارئ وهي تتغير حسب تغير المواقف الذي تصوره الآية القرآنية, فالقرآن يتراوح بين ترغيب وترهيب وتشريع وزجر وشكر...الخ. والمبدع والفذ هو من ينجح في التوفيق بين المشاهد القرآنية ونوع المقام الذي يناسب المشهد, لأنه وكما يوجد في القرآن مواقف ومشاهد حزينة وبكائية كالتي تذكر بالآخرة وعذاب جهنم...الخ, يوجد كذلك مقامات حزينة تناسب هذا الموقف ومن غير المعقول قراءة آيات ذات مشاهد بكائية بمقامات تناسب الفرح والابتهاج.
وبمعنى آخر [font="]المقامات هي تتابع درجات السلم الصوتي (درجات صوتية) بمسافات وأبعاد لحنية معينة[/font], [font="]وباختلاف هذه المسافات والأبعاد يختلف الإحساس بالصوت فيختلف مسمى المقام إذن المقام هو إحساس الصوت.[/font][font="][/font]
ومن الناحية العلمية أكد المختصون في علم النفس والطب أن الأذن تمل وتسأم بعد ربع ساعة إلى عشرين دقيقة من الكلام إذا كان على وتيرة واحدة, ولو كان الكلام هو القرآن لذلك تجد الناس في بحث مستمر عن من يتغنى بالقرآن وينوع قي قراءته وينتقل بين مختلف المقامات.
يقول الحافظ ابن حجر في كتابه "فتح الباري" في وجوب تحسين الصوت أثناء التلاوة[font="]
يعتبر علم المقامات وسيلة جليلة لخدمة القرآن الكريم فهي ليست إلا طريقة لتقريب الناس من سماع كلام الله عز وجل فهي تجعل القلوب تميل لاستماعه وتدبره والخشوع فيه إلى جانب الطرب والتذوق السمعي وصدق من قال
ومما لا شك فيه أن النفوس تميل لسماع القران بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم لأن للتطريب أثرا في ترقيق القلب وإجراء الدموع وإثارة الخشية وإقبال النفوس على استماعه كما يقول العسقلاني ولكن بشرط أن لا يحيد القارئ بشيء من الحروف عن مخارجها وصفاتها.
يقول الحافظ ابن حجر في وجوب تحسين الصوت أثناء التلاوة[font="]
مشروعية علم المقامات:[font="][/font]
نكتفي هنا بإيراد بعض الأحاديث النبوية وبعض آثار السلف الصالح لبيان مشروعية علم المقامات
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» رواه مسلم
وقال عليه الصلاة والسلام «زينو القرآن بأصواتكم» أخرجه أبوداوود والنسائي
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم: « ما أذن الله لشيء؛ ما أذن لنبيٍّ حسنِ الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به », وأَذِنَ هنا بمعنى استمع, وفيه بيان على أن الله تعالى يستمع لمن حَسُن صوتُه بالقرآن لأنه يحب الصوت الحسن, وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بأبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن فاستمع إليه؛ فلما جاءه قال له: « لو رأيتني وأنا استمع لقراءتك البارحة, لقد أوتيتَ مزماراً من مزامير آل داود »؛ يعني: لقد أُعْطِيت صوتاً حسناً كصوت آل داود, لأنَّ داود عليه السلام كان حسنَ الصوت؛ فإذا قرأ جاوبته الجبال والطير ورجَّعت معه كما قال تعالى: ( يا جبالُ أوّبي معه والطيرُ ) ولذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: « لو رأيتني وأنا استمع لقراءتك البارحة؛ قال أبو موسى: لو علمتُ مكانكَ لحبَّرتُ لك تحبيراً »؛ أي: لحسنته وزينته أحسن ما يكون.
وجاء في الأثر الذي أخرجه ابن أبي داوود من طريق أبي عثمان النهدي قال
وسأتطرق في المرة القادمة الى أنواع المقامات الرئيسية وفروعهاان شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته