- 4 ديسمبر 2009
- 3,244
- 45
- 48
- الجنس
- أنثى
[align=center][tabletext="width:70%;background-color:silver;border:3px groove skyblue;"][cell="filter:;"][align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكمل ماتبقى من الجزء الأول
_ الجزء الثاني _
لقد كانت حجتهم أنهم وجدوا آبائهم عابدين للأصنام فعبدوها اقتداءً بهم ,, وهذه حجه واهية لا تصلح دليلاً على صحة اعتقادهم ,, فبين إبراهيم لهم أنها لاتنفع عابديها ولا تضرهم ,, وأنه سوف يحطمها فإن كانت تملك من أمره شيئاً فلتدافع عن نفسها إن كانت تستطيع ذلك ثم أرشدهم أن الإله الحق هو الذي أوجد المخلوقات من العدم وهو الذي يمدها بالطعام والشراب وهو الشافي من الأسقام ,,
وهو الذي يحي ويميت ,,
{قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ *فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ } (82) سورة الشعراء
كان آزر والد إبراهيم يشارك قومه في عبادة الأصنام ,,
ولهذا بدأ إبراهيم بدعوة أبيه إلى الأيمان ,, لأنه أحق الناس بالنصيحة ,, فخاطبه في مودة ولين ,, وحاول
استمالة قلب والده عن طريق عاطفة الأبوة الكامنة في داخلة لينتقل بعدها إلى تقديم البرهان العقلي كي يترك
مجالاً واسعاً للتفكير السليم
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} (45) سورة مريم
فالمحاورة هنا تنم عن لطف وتأدب تجاه أبيه خاصة عندما رفض أبوه دعوته وقال له :
{يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} (46) سورة مريم
فقال إبراهيم لأبيه .. بحب واحترام :
{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا *وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا} (47/48) سورة مريم
وقد استغفر إبراهيم لأبيه كما وعدة ,, أملاً في أن يهديه
الله فلما تبين له أنه مصر على كفره وعبادته للأصنام
وأنه عدو لله تبرأ منه :
{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } (114) سورة التوبة
بعد إصرار أبيه وقومه على عبادة الأصنام ,, قرر إبراهيم تحطيمها ليعرفهم أنها ليست بآلهة كما يزعمون
{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} (57) سورة الأنبياء
وكان لقومه عيد يحتفلون فيه كل عام ,, فانتظر إبراهيم إلى أن جاء موعد الاحتفال ,, وخلت المدينة من الناس وخرج إبراهيم حذراً إلى المعبد حيث التماثيل التي يعبدونها ومعه قدوم حاد ( فأس ) نظر إبراهيم إلى التماثيل المنحوتة من الصخور ومن الخشب ,, ونظر إلى الطعام الذي وضعه الناس أمامها كنذور وهدايا ,, واقترب من التماثيل وقال لها على سبيل التهكم والسخرية :
{ أَلَا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ *فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} (91/93) سورة الصافات
فكسرها بقدومه ,, وحطمها تحطيماً ,, وترك تمثالاً واحداً ,, وهو كبيرهم علق في رقبته القدوم وانصرف إلى بيته بعد أن بر بقسمه
انتهى الاحتفال وعاد الناس ولم يكد القوم يدخلون معبدهم حتى هالهم ما رأوا ,, فقد وجدوا تماثيلهم وقد تهاوت على الأرض محطمه ماعدا واحداً ,, وتساءلوا فيما بينهم
من فعل هذا ؟ إنه لمن الظالمين
قال رجلً منهم لقد سمعت فتىً يذكر آلهتنا بسوء اسمه إبراهيم فقال حاكمهم :
أحضروا إبراهيم واسألوه
وحضر إبراهيم
{قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} (62) سورة الأنبياء
فقال لهم إبراهيم وهو يشير إلى الصنم الكبير الذي علق القدوم في رقبته
{قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} (63) سورة الأنبياء
قال القوم نسأل من ؟
اسألوا آلهتكم
أنت تعرف أن الآلهة لاتنطق
قال إبراهيم :
كيف تعبدون شيئاً لاينطق ,, ولاينفع ولايضر ,, ألا تفكرون قليلاً ؟ أين ذهبت عقولكم ؟ لقد تحطمت آلهتكم
وكبير الآلهة واقف ينظر ,, فلماذا لم يدافعوا عن أنفسهم
{فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} (64) سورة الأنبياء
أي فعادوا على أنفسهم بالملامة فقالوا :
إنكم أنتم الظالمون في تركها بدون حراسه
{ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ* قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ*
أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (65/67) سورة الأنبياء
ولما رأى القوم أن إبراهيم ماضٍ في تسفيه أحلامهم والسخرية من آلهتهم ,, أصدروا حكمهم الجائر علية ,,
وقرروا إحراقه ليكون عبرة لغيره ,, وحتى يدافعوا ما لحق بآلهتهم من إهانة ,, وفي هذا نصر للآلهة كما يزعمون :
{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} (68) سورة الأنبياء
* يتبع في الجزء الثالث *[/align][/cell][/tabletext][/align]
نكمل ماتبقى من الجزء الأول
_ الجزء الثاني _
لقد كانت حجتهم أنهم وجدوا آبائهم عابدين للأصنام فعبدوها اقتداءً بهم ,, وهذه حجه واهية لا تصلح دليلاً على صحة اعتقادهم ,, فبين إبراهيم لهم أنها لاتنفع عابديها ولا تضرهم ,, وأنه سوف يحطمها فإن كانت تملك من أمره شيئاً فلتدافع عن نفسها إن كانت تستطيع ذلك ثم أرشدهم أن الإله الحق هو الذي أوجد المخلوقات من العدم وهو الذي يمدها بالطعام والشراب وهو الشافي من الأسقام ,,
وهو الذي يحي ويميت ,,
{قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ *فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ } (82) سورة الشعراء
كان آزر والد إبراهيم يشارك قومه في عبادة الأصنام ,,
ولهذا بدأ إبراهيم بدعوة أبيه إلى الأيمان ,, لأنه أحق الناس بالنصيحة ,, فخاطبه في مودة ولين ,, وحاول
استمالة قلب والده عن طريق عاطفة الأبوة الكامنة في داخلة لينتقل بعدها إلى تقديم البرهان العقلي كي يترك
مجالاً واسعاً للتفكير السليم
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} (45) سورة مريم
فالمحاورة هنا تنم عن لطف وتأدب تجاه أبيه خاصة عندما رفض أبوه دعوته وقال له :
{يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} (46) سورة مريم
فقال إبراهيم لأبيه .. بحب واحترام :
{قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا *وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا} (47/48) سورة مريم
وقد استغفر إبراهيم لأبيه كما وعدة ,, أملاً في أن يهديه
الله فلما تبين له أنه مصر على كفره وعبادته للأصنام
وأنه عدو لله تبرأ منه :
{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } (114) سورة التوبة
بعد إصرار أبيه وقومه على عبادة الأصنام ,, قرر إبراهيم تحطيمها ليعرفهم أنها ليست بآلهة كما يزعمون
{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} (57) سورة الأنبياء
وكان لقومه عيد يحتفلون فيه كل عام ,, فانتظر إبراهيم إلى أن جاء موعد الاحتفال ,, وخلت المدينة من الناس وخرج إبراهيم حذراً إلى المعبد حيث التماثيل التي يعبدونها ومعه قدوم حاد ( فأس ) نظر إبراهيم إلى التماثيل المنحوتة من الصخور ومن الخشب ,, ونظر إلى الطعام الذي وضعه الناس أمامها كنذور وهدايا ,, واقترب من التماثيل وقال لها على سبيل التهكم والسخرية :
{ أَلَا تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ *فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} (91/93) سورة الصافات
فكسرها بقدومه ,, وحطمها تحطيماً ,, وترك تمثالاً واحداً ,, وهو كبيرهم علق في رقبته القدوم وانصرف إلى بيته بعد أن بر بقسمه
انتهى الاحتفال وعاد الناس ولم يكد القوم يدخلون معبدهم حتى هالهم ما رأوا ,, فقد وجدوا تماثيلهم وقد تهاوت على الأرض محطمه ماعدا واحداً ,, وتساءلوا فيما بينهم
من فعل هذا ؟ إنه لمن الظالمين
قال رجلً منهم لقد سمعت فتىً يذكر آلهتنا بسوء اسمه إبراهيم فقال حاكمهم :
أحضروا إبراهيم واسألوه
وحضر إبراهيم
{قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} (62) سورة الأنبياء
فقال لهم إبراهيم وهو يشير إلى الصنم الكبير الذي علق القدوم في رقبته
{قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} (63) سورة الأنبياء
قال القوم نسأل من ؟
اسألوا آلهتكم
أنت تعرف أن الآلهة لاتنطق
قال إبراهيم :
كيف تعبدون شيئاً لاينطق ,, ولاينفع ولايضر ,, ألا تفكرون قليلاً ؟ أين ذهبت عقولكم ؟ لقد تحطمت آلهتكم
وكبير الآلهة واقف ينظر ,, فلماذا لم يدافعوا عن أنفسهم
{فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} (64) سورة الأنبياء
أي فعادوا على أنفسهم بالملامة فقالوا :
إنكم أنتم الظالمون في تركها بدون حراسه
{ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ* قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ*
أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (65/67) سورة الأنبياء
ولما رأى القوم أن إبراهيم ماضٍ في تسفيه أحلامهم والسخرية من آلهتهم ,, أصدروا حكمهم الجائر علية ,,
وقرروا إحراقه ليكون عبرة لغيره ,, وحتى يدافعوا ما لحق بآلهتهم من إهانة ,, وفي هذا نصر للآلهة كما يزعمون :
{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} (68) سورة الأنبياء
* يتبع في الجزء الثالث *[/align][/cell][/tabletext][/align]