إعلانات المنتدى


قمر في بغداد - ابن زريق البغدادي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الطيّبة

مزمار داوُدي
7 مارس 2006
5,489
17
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابن زريق البغدادي
? - 420 هـ / ? - 1029 م
أبو الحسن علي (أبو عبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي.
انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفي فيها.
وله قصيدة عينية أسماها قمر في بغداد ، مطلعها:
لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه

شاعر مقل كان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا, ولكن أصابته الفاقة وضيق العيش, فأراد أن يغادر بغداد إلي الأندلس طلبًا لسعة الرزق, وذلك بمدح أمرائها ولكن ابنة عمه تشبثت به, ودعته إلي البقاء حبا له, وخوفًا عليه من الأخطار, فلم ينصت لها, ونفذ ما عزم عليه. وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس, ومدحه بقصيدة بليغة, فأعطاه عطاء قليلاً. " وبعد ان عاد الى الخان الذي نزل به تذكر ما اقترفه في حق ابنة عمه من فراقها, وما تحمّله من مشاق ومتاعب, مع فقره, وضيق ذات اليد, فاعتل واصابه الغم والهم ثم لفظ انفاسه ومات رحمه الله. وقال بعض من كتب عنه إن عبد الرحمن الأندلسي أراد أن يختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين, فلما تبينت له الأولي سأل عنه ليجزل له العطاء, فتفقدوه في الخان الذي نزل به, فوجدوه ميتًا ,وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية وقد اطلق على هذه القصيدة أسماء ثلاثة: عينية ابن زريق, وفراقية ابن زريق - ويتيمة ابن زريق. ولكل تسمية سبب: - فهي العينية لأن قافيتها هي العين المضمومة, وكان من عادة العرب إطلاق اسم القافية علي القصيدة: فيقولون «سينية البحتري», و«بائية أبي تمام», و«ميمية» البوصيري. - وهي القصيدة الفراقية: لأن موضوعها «الفراق» - وهي القصيدة اليتيمة : ( لان مؤرخي الأدب لم يذكروا له غير هذه القصيدة




1- لا تعذليه فإن العذل يولعه *** قد قلتِ حقاً ولكن ليس يسمعه

2- جاوزت في لومه حداً أضرَّ به *** من حيث قدَّرتِ أن اللوم ينفعه

3- فاستعلمي الرفق في تأنيبه بدلاً *** من عنفه، فهو مَضنى القلب موجعه

4- قد كان مُضطلعا بالخطب يحمله *** فضيقت بخطوب الدهر أضلعه

5- يكفيه من لوعة التشتيت أن له *** من النوى كل يوم ما يروعه

6- ما آب من سفر إلا وأزعجه *** عزم إلى سفر بالرغم يزمعه

7- يأبى المطالب إلا أن تكلفه *** للرزق سعياً ولكن ليس يجمعه

8- كأنما هو في حل ومرتحل *** مُوكلٌ بفضاء الله يذرعه

9- إن الزمان أراه في الرحيل غنى ***ولو إلى السند أضحى وهو يقطعه

10- وما مجاهدة الإنسان توصله ***رزقاً، ولادعة الإنسان تقطعه

11- قد وزع الله بين الناس رزقهم *** لا يخلق الله من خلق يضيعه

12- لكنهم كلفوا حرصاً، فلست ترى*** مسترزقاً وسوى الغايات يقنعه

13- والحرص في الرزق، والأرزاق قد قسمت*** بغي، ألا إن بغي المرء يصرعه

14- والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه*** إرثاً، ويمنعه من حيث يطمعه

15- استودع الله في بغداد لي قمراً ***«بالكرخ» من فلك الأزرار مطلعه

16- ودعته وبودي لو يودعني ***صفو الحياة وأني لا أودعه

17- وكم تَشفَّع بي ألا أفارقه ***وللضرورات حال لا تُشفعِّه

18- وكم تشبث بي يوم الرحيل ضُحى ***وأدمعي مستهلاتٌ وأدمعه

19- لا أكذب الله، ثوب الصبر منخرق *** مني بفرقته، لكن أرقعه

20- إني أوسِّع عذري في جنايته ***بالبين عنه وجُرمي لا يوسعه

21- رزقت ملكاً فلم أحسن سياسته ***وكل من لا يسوس الملك يخلعه

22- ومن غدا لابسًا ثوب النعيم بلا *** شكر عليه فإن الله ينزعه

23- اعتضت من وجه خلي بعد فرقته *** كأسا أُجرع منها ما أجرعه

24- كم قائل لي ذقت البين: قلت له: *** الذنب والله ذنبي لست أدفعه

25- هلا أقمت فكان الرشد أجمعه *** لو أنني حين بان الرشد أتبعه

26- لو أنني لم تقع عيني على بلد *** في سفرتي هذه إلا وأقطعه

27- إني لأقُطِّع أيامي وأنفدهُا *** بحسرة منه، في قلبي تقطعه

28- لا يطمئن بجنبي مضجع، وكذا ***لا يطمئن به مذ بنت مضجعه

29- ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني *** به، ولا أن بي الأيام تفجعه

30- حتى جرى البين فيما بيننا بيدٍ *** عسراء تمنعني حظي وتمنعه

31- قد كنت من ريب دهري جازعاً فزعا *** فلم أوقَّ الذي قد كنت أجزعه

32- بالله يا منزل العيش الذي درست ***آثاره وعفت مذ بنت أربعه

33- هل الزمان مُعيد فيك لذتنا؟ *** أم الليالي التي أمضته ترجعه؟

34- في ذمة الله من أصبحت منزله ***وجاد غيثٌ على مغناك يمرعه

35- من عنده لي عهدٌ لا يضيعه، *** كما له عهد صدق لا أضيعه

36- ومن يصدع قلبي ذكره وإذا *** جرى على قلبه ذكرى يصدعه

37- لأصبرن لدهر لا يمتعني ***به، ولا بي في حال يمتعه

38- علماً بأن اصطباري معقب فرجاً *** فأضيق الأمر إن فكرت أوسعه

39- علَّ الليالي التي أضنت بفرقتنا *** جسمى، ستجمعني يوماً وتجمعه

40- وإن تغل أحداً منا منيته *** لابد في غده الثاني سيتبعه

41- وإن يدم أبداً هذا الفراق لنا *** فما الذي بقضاء الله نصنعه؟
 

الكاسر

مزمار داوُدي
27 فبراير 2006
4,050
12
0
الجنس
ذكر

الطيّبة

مزمار داوُدي
7 مارس 2006
5,489
17
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: قمر في بغداد - ابن زريق البغدادي

جزيتم الجنة أخي الكاسر

وشكرا جزيلا على القصيدة السمعيّة

 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: قمر في بغداد - ابن زريق البغدادي

وعليكــــــــــم الســــــــــلام ورحمــة الله وبركـاتـــــــه
جميل وحزين ومؤثر ورائع في نفس الوقت، أحسنتي الانتقاء أختي الطيّبة، بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرا..
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع