- 1 مارس 2009
- 888
- 7
- 18
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- ناصر القطامي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المره الأولى التي اجرب فيها الكتابه عن سوره من سور القرآن الكريم
وايضاً سوف استمر في كتابة شرح وتأمل في اسماء الله الحسنى .. حيث اني قد بدأت ذلك سابقاً في هذا الموضوع وكان الاسم حينها – الجبار
::
بسم الله نبدأ
في البدايه الملاحظ بأن سورة العنكبوت هي سورة الفتن .. فالملاحظ من خلال قرائتها من اولها الى آخر محورها يدور حول الفتن والصبر ومجاهدة النفس
وهدف السورة يظهر واضحاً من بدايتها
(الم * احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون)
الفتن هي قاعدة وحكمه ربانيه وضعها الله سبحانه في هذه لحياة الدنيا
وقد يسأل البعض
اليس كان من الافضل ان نعيش بهدوء نصلي ونصوم ونعبد الله دون فتن ؟
بلا شك الذي يسأل هذا السؤال فإنه لم يفهم حكمة الله ومراده من الدنيا بأن جعلها دار امتحان للآخره
فبدون فتن ﻻ نستطيع ان نميز من يستحق الفردوس الاعلى ومن يستحق ادنى درجات الجنه ومن يستحق ان يحق عليه العذاب
فإن من مقتضيات عدل الله ان يعرض عباده على الفتن ليميز الخبيث من الطيب .
الان لو تابعنا قراءة الايات
(احسب الناس ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون)
اي هل من المعقول ان تعتقدوا انكم مؤمنون لمجرد ان انكم قلتم آمنا ؟
حتى وان كنتم صادقين في قولها .. ﻻبد من الامتحان
(ولقد فتنا الذين من قبلهم)
هنا تقرر هذه الايه ان الفتنه سنه كونيه
لماذا ؟
(فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
هذه هي الاجابه
هنا قد يسأل سائل
اليس الله سبحانه في علم الغيب يعلم من هو الصادق من الكاذب ؟
ﻻ اخفيكم لقد بحثت كثيراً في هذا الموضوع وسوف اضع لكم بسطرين ملخص صفحات قرأتها
الجواب بإختصار
لكي يكون الانسان حجه على نفسه ..
ولهذا نتأمل بأن اصعب انواع الشهاده هي عندما تأتي من نفسك – عندما تشهد عليك عينك – يدك – قدمك -
فالله سبحانه يعلم من اهل الجنه من اهل النار ويعلم انك سوف تفعل كذا وكذا بالساعه الفلانيه .. ولكن من عدله سبحانه انه انه يرسل لك الاحتبارات ويحاسبك على اعمالك الحقيقيه في الآخره
..
(من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم)
وهنا يجب ان ننبع الى امر مهم جداً
وهو ان لا يجب يتبادر الى اذهاننا وسط هذه الفتن ان الله سبحانه محتاج الى مجاهدتنا
بل جهادنا وصبرنا هو ﻷنفسنا والله سبحانه غني عنا وعن اعمالنا .. ونحن الفقراء المحتاجون اليه
(ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين)
ومن ثم تعرض السوره نوع من اخطر انواع الفتن وهي فتنة الدين
وذلك بأن يتعرض المسلم للأذى بهدف إبعاده عن دين الله والسورة تؤكد أنه اذى وليس عذاباً لكن الموازين عندما تختل يظن العبد الضعيف ان ايذاء الناس له هو العذاب بعينه
لذا تأتي هذه السوره لكي تؤكد بأن هذا غير صحيح والعذاب لا يملكه الا الله سبحانه
(ومن الناس من يقول ءامنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين)
..
ومن ثم تستمر الايات وتستعرض الفتن التي ستكشف ايمان الناس وتختبر معادنهم وصدقهم
لذا تأتي الان فتنه أخرى وهي ان يضغط الوالدان على ابنهما حتى يبعداه عن طاعة الله
(ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما الى مرجعكم فأنبئكم بما كنت تعملون)
فهذه فتنه شديده وصعبه .. فهل سوف نثبت حينها ؟
هل سوف تطيع الفتاه والدتها اذا امرتها بأن لن تتحجب ؟
هل سوف يعطيع الابن والده اذا امره بعد الذهاب للمسجد او بحلق لحيته مثلا ؟
هل سوف ييبقى على بر والديه ام ﻻ ؟
..
احب ان اذكر ايضاً انه من لطائف السوره انها بدأت بهذه الايه
(الم * احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون)
ومن ثم تنتهي السوره بآيه جميله تثبت ان الفتنه سهله وان الله سيهدينا ويساعدنا في اجتيازها ان جاهدنا انفسنا
(والذين جاهدوا فينا انفسهم لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)
والباحث اكثر في هذه الايه يجد انها نزلت في مكه حين لم يكن الجهاد قد فرض وكأنها تقول لنا جاهدوا أنفسكم وانتصروا عليها حتى تنتصروا على العدو الداخلي والخارجي .
…
ثم تستعرض السوره كيف واجه انبياء الله تعالى – نوح وابراهيم ولوط وشعيب ومسوى – الفتن وجاهدوها
فهذه السوره هي السوره الوحيده التي ذكرت فيها مدة دعوة سيجنا نوح لقومه
(فلبث فيهم الف سنه الا خمسين عاما)
ثم تذكر الايه سيدنا ابراهيم وصبره
(اقتلوه او حرقوه فأنجاه الله من النار)
الآن لو طرح سؤال لماذا سميت هذه السورة بسورة العنكبوت ؟
بعد البحث والقراءه اضع لكم ملخص ما وصلت اليه
سبب التسميه يعود الى ان الفتن شبيه بيوط العنكبوت في تشابكها وتداخلها فلا تستطيع تميز فتنه من سواها ولكن اذا استعنت بالله في مواجهتها فالله سبحانه قال
(وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعملون)
والانسان عادة اذا اصيب بفتنه انقلب على وجهه يبحث ويستعين بغير الله مع الاسف يلجأ الى البشر
لذا تقول لنا السوره انكم اذا لجأتم الى البشر هرباً من الفتن فستكونون كمن هرب ولجأ الى بيت العنكبوت – البيت الهش الذي لا يقي صاحبه ولا يحميه
(مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)
وهنا نلاحظ ان من اشد الفتن واخطرها ان ترضى الناس على حساب دينك او ان تستعين بغير الله لحل او تتوكل على غيره.
كما اكتب لكم هذا البحث العلمي حول اسرة العنكبوت
الانثى أكبر حجما" من الذكور .. بعد مرحلة التزاوج يقوم الذكر في الغالب هجر عش الانثى خوفا" من أن تقوم بقتله .. وحادثة قتل الذكر مشهوره لدى الارملة السوداء (نوع من العناكب ) حيث تقوم بقتل الذكر عند انتهاء عملية التلقيح ..لذا سميت بهذا الاسم ( الارملة السوداء ) ...
عند بعض الانواع تترك الانثى الذكر ليعيش حتى يتمكن الابناء من قتله بعد أن يخرجوا من البيض .
أنواع أخرى .. تقوم الاناث بتغذية صغارها حتى اذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها
فأي اسره مشتته هذه .. بيت عجيب من اوهن وأسوأ البيوت على الاطلاق
::
لذلك ضربت لنا السورة مثل العنكبوت لتعلمنا ان خيوط العنكبوت الكثيفه وان كانت معقده فهي تشبه الفتن في انها واهنه ولتصور لنا استعانتنا عند الفتن بغير الله هي تماماً كمن يلجأ لهذا البيت الضعيف الواهن.
وجزاكم الله خير على حسن القراءه