- 23 مايو 2008
- 192
- 12
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
((
الذكرى تنفع المؤمنين))
إنَّ الـحـيــاة مـسـلـســلٌ وتـــــزولُ
فــي وَمْـضَـةٍ فسـتـارُهـا مـســدولُ
كـــم مـيــتٍ شَيَّـعْـتَـهُ وحَـمَـلـتَـه ُ
لا بُــدَّ نَعْـشُـكَ فــي غــدٍ مَـحـمـولُ
لو كنتَ تعلمُ أنّ موتك قد دنا
ماذا بربك فاعلٌ وَتقولُ؟
لا بُدّ تَضْرَعُ مسرعاً متوسلا ً
يارب تُبْتُ فهل اليك سبيلُ؟
ألانَ تُبتَ وقبل ذلك غافلٌ
عجباً لِمَ التسويفُ والتأجيلُ؟
كم أنت تعصي ما سَمِعْتَ لناصح ٍ
مــــاذا تــظــن أفِـعْـلُـكُـمْ مـقـبــولُ؟
ذو الدين يُصْغي للنصيحة عاملا ً
أمّــــا الـشـقــي فـلـلـعـنـاد يـمــيــلُ
كم من دروس فـي الحيـاة مضيئـة
لـكــنّ عـشــاق الــــدروس قـلـيــلُ
كم شاعرا فَهِـمَ الحيـاة بشعـره ِ؟
فالشعـر فـي بـحـر النـسـاء يـجـولُ
كـم حاكـمـا فـهـم الحـيـاة بحكـمـهِ؟
فالحـكـم فــي هــذا الـزمـان علـيـلُ
انـظــر نـســاء أو رجـــالا هَـمُّـهُـمْ
مُـتَــع الـحـيـاة فَفَهْـمُـهُـمْ مـشـلـولُ
إنَّ الـحـيــاة تــعــاون ومـحـبــة ٌ
وتـعـامـل ٌ وتـسـامــحٌ وأصــــولُ
وتنافـسٌ فــي الخـيـر دون تحـاسـدٍ
إنَّ الـحــســود بِــغِــلِّــهِ مــقــتــولُ
والحـكـم بالـقـرآن فـيـهـا زيـنــة ٌ
أحـكــامُــهُ الـتـحـريــمُ والـتـحـلـيـلُ
والعيش فـي هـذي الحيـاة بعـزَّة ٍ
فــالــذل فـيــهــا مــؤلـــم وثـقــيــلُ
مـن عـاش فـي الدنيـا جميـلا فِعْلُـهُ
فَمَـقـامُـهُ يـــوم الـحـسـاب جـمـيــلُ
الحكـم بالإسـلام هـا هــو مقـبـل ٌ
الـنـصـر فــيــه وَبِــــرُّهُ مـشـمــولُ
فـيـه اقتـصـادٌ لا يُـضـاهـى خـيــرُهُ
مـــالُ الــحــلال مــبــارك وجـلـيــلُ
أيـن الـذي فَهِـمَ الحيـاة َأصولـهـا
هــذا هـــو المـطـلـوب والـمـأمـولُ
قد عـاش فيهـا بالعبـادة مخلصـا ً
يـرجــو الإلـــه وسـيـفُـهُ مـسـلــولُ
لا ينـحـنـي إلا يـكــون مُـصـلـيـا ً
لـولا الـصـلاة فلـيـس مـنـه نُــزولُ
الخـيـر والإصـــلاح هـــذا زرعُـــهُ
ورضــا الإلــه وحـبـه المـحـصـولُ
طيـبُ الحـيـاة لمـؤمـن وكـرامـة ٌ
وَعَـــدَ الإلـــهُ ووعْــــدُهُ مـفـعــولُ
إنِّــي أذَكّــرُ مــن يـريــد تـذكــرا ً
إن الــحــيــاة تَــــــزَوُّدٌ ورحـــيـــلُ
هل كنتَ ترضـى أنْ تكـون مسافـراً
لا مــالَ تمـلـكُ والطـريـقُ طـويــلُ؟
يـا طائعـاً للنـفـس ِمُتَّـبِـعَ الـهـوى
تنـسـى القيـامـة بالـدُّنـى مشـغـولُ؟
هــل هــذه الـدنـيـا تـــدوم لـواحــدٍ
فـاغْـنَـمْ حـيـاتـك فـالـحـيـاة أفــــولُ
فــغــدا تــلاقـــي الله دون تَـــــزَوُّدٍ
تـبـكـي هـنــاك ولا يُـفـيـدُ عــويــلُ
إنّـــي أذكِّـــرُ أمَّـتــي فـــي ديـنـهــا
الــديــن نــــور والــظــلام بــديـــلُ
ان كـان لا شمـسٌ ولا قـمـرٌ يُــرى
كـيـف الحـيـاة ولا يُـــرى قـنـديـلُ؟
حـرب ُالصليـب تَجَـدَّدَتْ أحداثـهـا
قُـــــمْ لـلـشـهــادةِ إنــهـــا إكـلــيــلُ
الدين أغْلـى بـل أسـاس ُوجودنـا
إن غـــاب عـنــا فالجـمـيـع ذلــيــلُ
والقـدس نذكـرهـا بـكـل مــرارة ٍ
مـسـرى الحـبـيـبِ دلـيـلُـهُ جـبـريـلُ
خـيـر الـبـلاد وشـــر مـحـتـل بـهــا
هـــو قـاتــل هـــو ظـالــم ودخـيــلُ
وتـقـول للملـيـار هــل مــن مـنـجـدٍ
أولـيــس فـيـكـم قـائــد مــســؤولُ؟
أنـتـم كثـيـر لـيـس فيـكـم نـخـوة ٌ
هُــمْ قِـلــة ٌ مـنـبـوذة ٌ وفـلــولُ
من كان ذا سَقَمَ ٍأيقعـدُ يائسـا ً؟
الــيـــأس داء مُـحــبــط وَوَبـــيـــلُ
هــذا هــو الـقـرآن فـيـه عـلاجـكـم
مـهـمـا سـألْـتُـمْ سُـؤْلُـكُـمْ مـحـلــولُ
يـا قـدس صبـراً إنَّ جـنـد َمحـمـدٍ
آتــون لـكــنَّ الجـمـيـعَ عَـجــول ُ
لـن يخلـف الله العظيـم ُ قدومَـهُـمْ
الـوعــد مـنــه كــذلــك التـسـهـيـلُ
فَلْتُفْـتَـحْ الأبــواب ُعـنـد دخولـهـمْ
وَلْـيُـسْـمَــعْ الـتـكـبـيـرُ والـتـهـلـيـلُ