إعلانات المنتدى


ما وراءك يا عصام

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

محمد أبو يوسف

عضو شرف
عضو شرف
28 نوفمبر 2005
2,415
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مصطفى إسماعيل
[align=center]ما وراءك يا عصام
قال المفضل: أول من قال ذلك الحرث بن عمرو ملك كندة. وذلك أنه لما بلغه جمال ابنة
عوف بن محلم الشيباني وكمالها وقوة عقلها، دعا امرأة من كندة، يقال له عصام، ذات عقل
ولسان وأدب وبيان، وقال لها: اذهبي حتى تعلمي لي علم ابنة عوف. فمضت حتى انتهت
إلى أمها، وهي أمامة ابنة الحرث، فأعلمتها ما قدمت له، فأرسلت أمامة إلى ابنتها وقالت:
أي بنية، هذه خالتك أتتك لتنظر إليك فلا تستري عنها شيئاً إن أرادت النظر من وجه أو
خلق، وناطقيها إن استنطقتك. فدخلت إليها فنظرت إلى ما لم تر قط مثله، فخرجت من
عندها وهي تقول: ترك الخداع من كشف القناع. فأرسلتها مثلاً. ثم انطلقت إلى الحرث،
فلما رآها مقبلة، قال لها: ما رواءك يا عصام؟ قالت: صرح المخض عن الزبد، رأيت
جبهة كالمرآة المصقولة، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل، إن أرسلته خلته السلاسل، وإن
مشطته قلت: عناقيد جلاها الوابل؛ وحاجبين كأنما خطا بقلم، أو سودا بحمم، تقوسا
على مثل عين ظبية عبهرة، بينهما أنف كحد السيف الصنيع، حفت به وجنتان
كالأرجوان، في بياض كالجمان، شق فيه فم كالخاتم، لذيذ المبسم، فيه ثنايا غر ذات أشر،
تقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان، بعقل وافر، وجواب حاضر، تلتقي فيه شفتان حمراوان،
تحلبان ريقاً كالشهد إذا دلك، في رقبة بيضاء كالفضة، ركبت في صدر كصدر تمثال دمية؛
وعضدان مدمجان يتصل بهما ذراعان ليس فيهما عظم يمس ولا عرق يجس، ركبت فيهما
عندها وهي تقول: ترك الخداع من كشف القناع. فأرسلتها مثلاً. ثم انطلقت إلى الحرث،
فلما رآها مقبلة، قال لها: ما رواءك يا عصام؟ قالت: صرح المخض عن الزبد، رأيت
جبهة كالمرآة المصقولة، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل، إن أرسلته خلته السلاسل، وإن
مشطته قلت: عناقيد جلاها الوابل؛ وحاجبين كأنما خطا بقلم، أو سودا بحمم، تقوسا
على مثل عين ظبية عبهرة، بينهما أنف كحد السيف الصنيع، حفت به وجنتان
كالأرجوان، في بياض كالجمان، شق فيه فم كالخاتم، لذيذ المبسم، فيه ثنايا غر ذات أشر،
تقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان، بعقل وافر، وجواب حاضر، تلتقي فيه شفتان حمراوان،
تحلبان ريقاً كالشهد إذا دلك، في رقبة بيضاء كالفضة، ركبت في صدر كصدر تمثال دمية؛
وعضدان مدمجان يتصل بهما ذراعان ليس فيهما عظم يمس ولا عرق يجس، ركبت فيهما
النابغة عن حال النعمان فقال: ما وراءك يا عصام؟ ومعناه ما خلفت من أمر العليل، أو ما
أمامك من حاله. ووراء من الأضداد "قلت": يجوز أن يكون أصل المثل ما ذكرت، ثم
اتفق الاسمان، فخوطب كل بما استحق من التذكير والتأنيث.

مجمع الأمثال للميداني
[/align]
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع