إعلانات المنتدى


..في ظلال قوله تعالى »يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا»..

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فتاة صادقة

مزمار داوُدي
8 أكتوبر 2009
7,553
310
0
الجنس
أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى [ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ] الروم آية (7)

فينظرون إلى الأسباب ويجزمون بوقوع الأمر الذي في رأيهم انعقدت أسباب وجوده ويتيقنون عدم الأمر الذي لم يشاهدوا له من الأسباب المقتضية لوجوده شيئا، فهم واقفون مع الأسباب غير ناظرين إلى مسببها المتصرف فيها.

{ وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} قد توجهت قلوبهم وأهواؤهم وإراداتهم إلى الدنيا وشهواتها وحطامها فعملت لها وسعت وأقبلت بها وأدبرت وغفلت عن الآخرة، فلا الجنة تشتاق إليها ولا النار تخافها وتخشاها ولا المقام بين يدي اللّه ولقائه يروعها ويزعجها وهذا علامة الشقاء وعنوان الغفلة عن الآخرة.

ومن العجب أن هذا القسم من الناس قد بلغت بكثير منهم الفطنة والذكاء في ظاهر الدنيا إلى أمر يحير العقول ويدهش الألباب.

وأظهروا من العجائب الذرية والكهربائية والمراكب البرية والبحرية والهوائية ما فاقوا به وبرزوا وأعجبوا بعقولهم ورأوا غيرهم عاجزا عما أقدرهم اللّه عليه، فنظروا إليهم بعين الاحتقار والازدراء وهم مع ذلك أبلد الناس في أمر دينهم وأشدهم غفلة عن آخرتهم وأقلهم معرفة بالعواقب، قد رآهم أهل البصائر النافذة في جهلهم يتخبطون وفي ضلالهم يعمهون وفي باطلهم يترددون نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون.

ثم نظروا إلى ما أعطاهم اللّه وأقدرهم عليه من الأفكار الدقيقة في الدنيا وظاهرها و[ما] حرموا من العقل العالي فعرفوا أن الأمر للّه والحكم له في عباده وإن هو إلا توفيقه وخذلانه فخافوا ربهم وسألوه أن يتم لهم ما وهبهم من نور العقول والإيمان حتى يصلوا إليه، ويحلوا بساحته [وهذه الأمور لو قارنها الإيمان وبنيت عليه لأثمرت الرُّقِيَّ العالي والحياة الطيبة، ولكنها لما بني كثير منها على الإلحاد لم تثمر إلا هبوط الأخلاق وأسباب الفناء والتدمير.

تفسير ابن السعدي
..منـــقول..



 

*ريتاج*

مزمار ألماسي
9 نوفمبر 2009
1,243
25
0
رد: ..في ظلال قوله تعالى »يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا»..

اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و لا تجعلنا من الغافلين
جزاك الله خيرا أختي الغالية و زادك علما
 

مادي 15

مشرفة الركن العام
المشرفون
16 مايو 2008
12,244
855
113
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
عبد الله المطرود
علم البلد
رد: ..في ظلال قوله تعالى »يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا»..


وعليكم السـلام ورحمـة الله وبركـاته
اللهـم لا تجعـل الدنيـا أكبر همنـا ولا مبلغ علمنـا
وارزقنـا علماً نافعـاً وعمـلاً صالحاً.
بـارك الله فيـك غاليتي وجزاك خـيراً ونفع بـك.
 

أمّ ورقة الشّهيدة

مزمار ذهبي
24 ديسمبر 2007
1,145
3
0
الجنس
أنثى
رد: ..في ظلال قوله تعالى »يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا»..

جزاك الله خيرا أختنا الفتاة الصادقة...جعلنا الله وإياك من الصّادقين وحشرنا مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين...

مررت بموضوع شبيه بما نقلته لنا فأحببت أن أضيفه هنا...


قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في أوائل تفسيره لسورة الروم ،وتحديداً عند الآية (6) ،وهي قوله تعالى :
(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) [الروم/6، 7])

قال رحمه الله ـ في الأضواء 6/477 ـ

اعلم أنه يجب على كل مسلم في هذا القرآن : أن يتدبر آية الروم تدبراً كثيراً ، ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس .

وإيضاح ذلك :
أن من أعظم فتن آخر الزمان التي ابتلى ضعاف العقول من المسلمين شدة إتقان الإفرنج ، لأعمال الحياة الدنيا ومهارتهم فيها على كثرتها ، واختلاف أنواعها مع عجز المسلمين عن ذلك ، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال أنه على الحق ، وأن من عجز عنها متخلف وليس على الحق ، وهذا جهل فاحش ، وغلط فادح . وفي هذه الآية الكريمة إيضاح لهذه الفتنة وتخفيف لشأنها أنزله الله في كتابه قبل وقوعها بأزمان كثيرلة ، فسبحان الحكيم الخبير ما أعلمه ، وما أعظمه ، وما أحسن تعليمه .

فقد أوضح جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن أكثر الناس لا يعلمون ، ويدخل فيهم أصحاب هذه العلوم الدنيوية دخولاً أولياً ، فقد نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل ، لأنهم لا يعلمون شيئاً عمن خلقهم ، فأبرزهم من العدم إلى الوجود ، وزرقهم ، وسوف يميتهم ، ثم يحييهم ، ثم يجازيهم على أعمالهم ، ولم يعلموا شيئاً عن مصيرهم الأخير الذي يقيمون فيه إقامة أبدية في عذاب فظيع دائم : ومن غفل عن جميع هذا فليس معدوداً من جنس من يعلم كما دلت عليه الآيات القرآنية المذكورة ، ثم لما نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل أثبت لهم نوعاً من العلم في غاية الحقارة بالنسبة إلى غيره .
وعاب ذلك النوع من العلم بعيبين عظيمين :

أحدهما :
قلته وضيق مجاله ، لأنه لا يجاوز ظاهراً من الحياة الدنيا ، والعلم المقصور على ظاهر من الحياة الدنيا في غاية الحقارة ، وضيق المجال بالنسبة إلى العلم بخالق السماوات والأرض جل وعلا ، والعلم بأوامره ونواهيه ، وبما يقرب عبده منه ، وما يبعده منه ، وما يخلد في النعيم الأبدي من أعمال الخير والشر .


والثاني منهما :
هو دناءة هدف ذلك العلم ، وعدم نيل غايته ، لأنه لا يتجاوز الحياة الدنيا ، وهي سريعة الانقطاع والزوال ويكفيك من تحقير هذا العلم الدنيوي أن أجود أوجه الإعراب في قوله : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً } أنه بدل من قوله قبله لا يعلمون ، فهذا العلم كلا علم لحقارته .
قال الزمخشري في الكشاف ، وقوله : يعلمون بدل من قوله : لا يعلمون ، وفي هذا الإبدال من النكته أنه أبدله منه وجعله بحيث يقوم مقامه ، ويسد مسده ليعلمك أنه لا فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل ، وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا ..

وقوله : { ظَاهِرا مِّنَ الحياة الدنيا } يفيد أن الدنيا ظاهراً وباطناً فظاهرها ما يعرفه الجهال من التمتع بزخارفها ، والتنعيم بملاذها وباطنها ، وحقيتها أنها مجاز إلى الآخرة ، يتزود منها إليها بالطاعة والأعمال الصالحة ، وفي تنكير الظاهر أنه ملا يعلمون إلا ظاهراً واحداً من ظواهرها . وهم الثانية يجوز أن يكون مبتدأ ، وغافلون خبره ، والجملة خبر ، هم الأولى ، وأن يكون تكريراً للأولى ، وغافلون : خبر الأولى ، وأية كانت فذكرها مناد على أنهم معدن الغفلة عن الآخرة ، ومقرها ، ومحلها وأنها منهم تنبع وإليهم ترجع . انتهى كلام صاحب الكشاف .

وقال غيره : وفي تنكير قوله : ظاهراً تقليل لمعلومهم ، وتقليله يقربه من النفي ، حتى يطابق المبدل منه . اه . ووجهه ظاهر .

واعلم أن المسلمين يجب عليهم تعلم هذه العلوم الدنيوية ، كما أوضحنا ذلك غاية الإيضاح في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى : { أَطَّلَعَ الغيب أَمِ اتخذ عِندَ الرحمن عَهْداً } [ مريم : 78 ] وهذه العلوم الدنيوية التي بينا حقارتها بالنسبة إلى ما غفل عنه أصحابها الكفار ، إذا تعلمها المسلمون ، وكان كل من تعليمها واستعمالها مطابقاً لما أمر الله به ، على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : كانت من أشرف العلوم وأنفعها ، لأنها يستعان بها على إعلاء كلمة الله ومرضاته جل وعلا ، وإصلاح الدنيا والآخرة ، فلا عيب فيها إذن كما قال تعالى : { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ } [ الأنفال : 60 ] فالعمل في إعداد المستطاع من القوة امتثالاً لأمر الله تعالى وسعياً في مرضاته ، وإعلاء كلمته ليس من جنس علم الكفار الغافلين عن الآخرة ، كما ترى الآيات بمثل ذلك كثيرة . والعلم عند الله تعالى .)

 

ورشان1

عضو كالشعلة
5 نوفمبر 2009
464
4
0
الجنس
ذكر
رد: ..في ظلال قوله تعالى »يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا»..

جزاكما الله خيراً -أختيّ الكريمتين- على هذين النقلين الرائعين ..
ولا يخفى على أهل العلم أنّ المنقول عن الإمام الشنقيطي أعلاه ينبىء بوضوح على أنّه فحل لا يجارى في صناعة التفسير وعلم التأويل ، فلله دره على ذلك
لكن يبنبغي إيضاح شيء ، وهو أنّ جلّ المكتشفات العلميّة الحديثة ، إن لم نقل كلّها ، وكما هي مقررات علم (البايوفيزيكس= الفيزياء الحيويّة) قد أتت على هذه الحياة وجاءت بالدمار على هذه البشريّة المسكينة ..
لم يكن لمرض السرطان من وجود قبل الاختبار النووي الأمريكي الأول في صحراء نيفادا ..
لم يكن لاتساع فتحة الأوزون من ذكر قبل اكتشاف البنزين ..
لم يكن لمرض الربو من وجود إلاّ بعد القضاء على السلّ الرئوي ، والربو أخطر من السل بمراتب باجماع الأطباء ..
لم يكن لنقصان المناعة الذاتية موجوداً في التاريخ إلاّ بعد اكتشاف البنسلين ومشتقاته ، وهي الأموكسيسيلين ، والتتراسايكلين ، والكفلكس وغيرها ..
تقهقر الذكاء البشري بسبب الاتكال على الالكترونيات وغيرها ؛ فاليوم لا تجد أحداً يمتلك عبقرية جابر بن حيان أو الحسن بن الهيثم ، أو ابن رشد أو غيرهم من العمالقة
وهكذا إلى ما شاء الله ، وهذا هو السبب ،أو بعض السبب الذي دعا الأنبياء وأوصيائهم إلى عدم بثّ هذه العلوم الدّائرة مدار ظاهر الحياة الدنيا وجوداً وعدماً ..
ولا بأس بالإشارة إلى أنّ كثيراً من علماء البايوفزكس الأمريكان وغيرهم ، ممن لهم غيرة على الإنسانيّة ، قد اغتيلوا من قبل المخابرات الأمريكيّة وغيرها ؛ لأنّهم أنذروا بحلول الكارثة الإ‘نسانيّة والطبيعيّة بسرعة البرق إذا لم تتروّ الشركات في هذه المكتشفات ..
بوركتم والله
 

فتاة صادقة

مزمار داوُدي
8 أكتوبر 2009
7,553
310
0
الجنس
أنثى
رد: ..في ظلال قوله تعالى »يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا»..

جعلني الله وإياكم من أهل القرآن الكريم..
جزيل الشكر والتقدير لمروركم الرائع الذي أسعدني..
 

(مبارك العازمي)

زائر
رد: ..في ظلال قوله تعالى »يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا»..

بارك الله فيكي على ما تقدمينه
تقبلي مروري
 

فتاة صادقة

مزمار داوُدي
8 أكتوبر 2009
7,553
310
0
الجنس
أنثى
رد: ..في ظلال قوله تعالى »يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا»..

وفيك بارك الله أخي مبارك..
أشكرك على المرور..
 

فتاةالمطر

مزمار فعّال
11 يناير 2010
255
1
0
رد: ..في ظلال قوله تعالى »يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا»..

بارك الله فيك ووفقك لكل خير
 

فتاة صادقة

مزمار داوُدي
8 أكتوبر 2009
7,553
310
0
الجنس
أنثى
رد: ..في ظلال قوله تعالى »يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا»..

وفيكِ بارك الله يالغالية..
جزيل الشكر لكِ..
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع