- 9 نوفمبر 2009
- 1,243
- 25
- 0
خطاب المصالحة في القرآن الكريم و أبعاده المقاصدية
يبين القرآن الكريم أساس الاختلاف بين البشر ومنشأه وطرق تجاوزه في الكثير من الآيات، ويخصص آيات كثيرة للدعوة إلى المصالحة بين الناس بما يجعلها تحتل مكانة مرموقة ضمن مقاصده النبيلة، ويعطيها فقها خاصا ومتكاملا، ويبين معناها ويوضح مظاهرها المختلفة ومجالاتها المتعددة التي تستغرق الناس جميعا وتشمل جوانب الحياة كلها.
ويضع القرآن الكريم التشريعات والأخلاق والأجزية اللازمة لتحقيقها من جانبي الوجود والعدم، ويعطي الأمثلة والنماذج من سير الأنبياء والمرسلين الداعية إلى العمل من أجل تحقيق أهداف مقاصدية كبرى.
ويضع القرآن الكريم التشريعات والأخلاق والأجزية اللازمة لتحقيقها من جانبي الوجود والعدم، ويعطي الأمثلة والنماذج من سير الأنبياء والمرسلين الداعية إلى العمل من أجل تحقيق أهداف مقاصدية كبرى.
أولا: أساس الاختلاف بين البشر في الخطاب القرآني
الحديث عن المصالحة في القرآن الكريم, يفرض أولا الحديث عن الاختلاف بين البشر, ذلك أن المصالحة لا تكون إلا بعد اختلاف وخصام, والخطاب القرآني تناول إشكالية الاختلاف بين البشر، وبين تاريخه وقانونه، وسببه وغايته، وكيفية رفعه في الكثير من الآيات, وهذا يظهر من خلال النقاط الآتية:
طبيعة الاختلاف بين البشر في القرآن الكريم:
بين الخطاب القرآني أن الاختلاف ظاهرة كونية ونظام إلهي قدري لا مجال للاعتراض عليه أو القضاء عليه, قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم﴾ [المائدة: 48]، وقال أيضا: ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 93].
بين الخطاب القرآني أن الاختلاف ظاهرة كونية ونظام إلهي قدري لا مجال للاعتراض عليه أو القضاء عليه, قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم﴾ [المائدة: 48]، وقال أيضا: ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 93].
رفع الاختلاف من وظائف الدين:
لقد بين الخطاب القرآني أن الله عز وجل إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع لإدارة الاختلاف وإيجاد المخارج المناسبة منه حتى يبقى مصدرا للتنوع والثراء وإنتاج الحضارة ولا يتحول إلى معول للهدم ووسيلة للردم الاجتماعي والسياسي والحضاري. قال تعالى: ﴿فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ﴾ [البقرة: 213].
لقد بين الخطاب القرآني أن الله عز وجل إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع لإدارة الاختلاف وإيجاد المخارج المناسبة منه حتى يبقى مصدرا للتنوع والثراء وإنتاج الحضارة ولا يتحول إلى معول للهدم ووسيلة للردم الاجتماعي والسياسي والحضاري. قال تعالى: ﴿فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ﴾ [البقرة: 213].
ثانيا: الدعوة إلى المصالحة في الخطاب القرآني
وإلى جانب اهتمامه بالاختلاف بين البشر وتبيان تاريخه وقانونه وسببه وغايته, اهتم الخطاب القرآني بوصف ما يزيل ذلك الاختلاف ويعيد العلاقات الإنسانية والاجتماعية إلى سابق عهدها وسالف طبيعتها من التصافي والمودة والمحبة فاهتم بالدعوة إلى المصالحة وخصص لها مجالا واسعا من مساحته الكريمة بجعلها تحتل مكانة متقدمة ضمن مقاصده وما يميز هذه الدعوة إلى المصالحة شيئان أو أمران هما:
فائدتها وأهميتها العظيمة:
إن الخطاب القرآني أعطاها أهمية بالغة وطلبها طلبا ملحا جازما, وقد جاء هذا الطلب بأشكال كثيرة وبصيغ متعددة بغرض إقناع الناس بها وحملهم عليها, فقد جاء طلبها والحث عليها باعتبارها الحل الأمثل والأنفع للناس. قال تعالى: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [النساء: 128].
وجاء طلبها والحث عليها باعتبارها من فضائل الأعمال, قال تعالى: ﴿إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء: 114]. وقال أيضا: ﴿فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: 1]. وقال تعالى أيضا: ﴿أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [البقرة: 224], وجاء طلبها والحث عليها باعتبارها من واجبات الأخوة الإيمانية, قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ [الحجرات: 10], وجاء طلبها بصيغ وأشكال أخرى لا مجال لذكرها كلها.
فائدتها وأهميتها العظيمة:
إن الخطاب القرآني أعطاها أهمية بالغة وطلبها طلبا ملحا جازما, وقد جاء هذا الطلب بأشكال كثيرة وبصيغ متعددة بغرض إقناع الناس بها وحملهم عليها, فقد جاء طلبها والحث عليها باعتبارها الحل الأمثل والأنفع للناس. قال تعالى: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [النساء: 128].
وجاء طلبها والحث عليها باعتبارها من فضائل الأعمال, قال تعالى: ﴿إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء: 114]. وقال أيضا: ﴿فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: 1]. وقال تعالى أيضا: ﴿أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [البقرة: 224], وجاء طلبها والحث عليها باعتبارها من واجبات الأخوة الإيمانية, قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ [الحجرات: 10], وجاء طلبها بصيغ وأشكال أخرى لا مجال لذكرها كلها.
شموليتها:
لقد جاء خطاب المصالحة في القرآن الكريم شاملا ومستغرقا للبشر جميعا وللموضوعات كلها, فالمصالحة في الخطاب القرآني مطلوبة من البشر جميعا وبين البشر جميعا وفي مختلف روابطهم النسبية والاجتماعية والإنسانية.
فالمصالحة مطلوبة داخل الأسرة بين الزوج والزوجة, قال تعالى: ﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [النساء: 128]. ويقول أيضا: ﴿إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء: 35]. وقال أيضا: ﴿وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا﴾ [البقرة: 228]. وهي مطلوبة بين أفراد المجتمع المسلم وشرائحه المختلفة وتياراته المتعددة, قال تعالى: ﴿فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: 1].
والمصالحة مطلوبة بين المسلمين وغيرهم من الشعوب والمجتمعات المغايرة لهم في الدين والثقافة والحضارة, قال تعالى: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾ [الأنفال: 61].
كما أن المصالحة في الخطاب القرآن مطلوبة في الموضوعات كلها وفي المجالات كلها, ذكر الخطاب القرآني البعض منها على سبيل المثال لا الحصر, منها: مجال المعاملات مثل البيع والشراء والوصية, قال تعالى: ﴿فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: 182]. ومنها مجال الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة, قال تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [الحجرات: 9].
لقد جاء خطاب المصالحة في القرآن الكريم شاملا ومستغرقا للبشر جميعا وللموضوعات كلها, فالمصالحة في الخطاب القرآني مطلوبة من البشر جميعا وبين البشر جميعا وفي مختلف روابطهم النسبية والاجتماعية والإنسانية.
فالمصالحة مطلوبة داخل الأسرة بين الزوج والزوجة, قال تعالى: ﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [النساء: 128]. ويقول أيضا: ﴿إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء: 35]. وقال أيضا: ﴿وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا﴾ [البقرة: 228]. وهي مطلوبة بين أفراد المجتمع المسلم وشرائحه المختلفة وتياراته المتعددة, قال تعالى: ﴿فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: 1].
والمصالحة مطلوبة بين المسلمين وغيرهم من الشعوب والمجتمعات المغايرة لهم في الدين والثقافة والحضارة, قال تعالى: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾ [الأنفال: 61].
كما أن المصالحة في الخطاب القرآن مطلوبة في الموضوعات كلها وفي المجالات كلها, ذكر الخطاب القرآني البعض منها على سبيل المثال لا الحصر, منها: مجال المعاملات مثل البيع والشراء والوصية, قال تعالى: ﴿فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: 182]. ومنها مجال الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة, قال تعالى: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾ [الحجرات: 9].
ثالثا: كيفية تحقيق المصالحة في الخطاب القرآني:
لم تأت الدعوة إلى المصالحة في القرآن الكريم بخطاب نظري مجرد, بل اعتمدت على الجمع بين النظرية والتطبيق, إن القرآن الكريم وضع المبادئ والتشريعات والأخلاق والآداب والأجزية اللازمة لتحقيقها من جانبي الوجود والعدم.
1- كيفية تحقيق المصالحة من جانب الوجود:
لتحقيق المصالحة من جانب الوجود, دعا الشارع الحكيم إلى الكثير من المبادئ والأخلاق والتشريعات نكتفي بذكر أهمها:
التسامح:
يعتبر التسامح في الخطاب القرآني الوسيلة المثلى لتحقيق المصالحة, قال تعالى: ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]. وقال أيضا: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: 63].
لتحقيق المصالحة من جانب الوجود, دعا الشارع الحكيم إلى الكثير من المبادئ والأخلاق والتشريعات نكتفي بذكر أهمها:
التسامح:
يعتبر التسامح في الخطاب القرآني الوسيلة المثلى لتحقيق المصالحة, قال تعالى: ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]. وقال أيضا: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: 63].
العفو والصفح:
فإنهما من أهم الطرق المفضية إلى تحقيق المصالحة. وقد جاء الحث عليهما في الكثير من الآيات منها:
قوله تعالى: ﴿وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237].
قوله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 134].
قوله تعالى: ﴿فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ﴾ [البقرة: 109].
قوله تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [النور: 22].
فإنهما من أهم الطرق المفضية إلى تحقيق المصالحة. وقد جاء الحث عليهما في الكثير من الآيات منها:
قوله تعالى: ﴿وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237].
قوله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 134].
قوله تعالى: ﴿فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ﴾ [البقرة: 109].
قوله تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [النور: 22].
العدل والإحسان:
قال تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾ [البقرة: 83]. وقال أيضا: ﴿وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]، أما العدل فيقول عز وجل: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ [النحل: 90].
قال تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾ [البقرة: 83]. وقال أيضا: ﴿وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]، أما العدل فيقول عز وجل: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ [النحل: 90].
الشورى:
يقول عز وجل: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ [الشورى: 38].
يقول عز وجل: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ [الشورى: 38].
الأخوة الإيمانية:
إنها من أهم طرق تحقيق المصالحة قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10]. فالمصالحة كما يقول أحد العلماء: "....اصطلح بها المتخاصمون واجتمع عليها المتفرقون فليست عداوات الجاهلية... وأصبح المرء يجلس آمنا مطمئنا في ملإ أو خلوة مع من قتل أباه أو أخاه وهو لا يخشى انتقامه ولا يتوقع أذاه"
إنها من أهم طرق تحقيق المصالحة قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10]. فالمصالحة كما يقول أحد العلماء: "....اصطلح بها المتخاصمون واجتمع عليها المتفرقون فليست عداوات الجاهلية... وأصبح المرء يجلس آمنا مطمئنا في ملإ أو خلوة مع من قتل أباه أو أخاه وهو لا يخشى انتقامه ولا يتوقع أذاه"
الوحدة الإنسانية:
إن الله عز وجل جعل الناس سواسية في إنسانيتهم وكرم جميعهم بالعقل فهم من أب واحد وأم واحدة, كلهم لآدم وآدم من تراب, وهذه من المبادئ التي تخدم المصالحة بين الناس وتجعلهم يقبلون على حب بعضهم بعضا, مؤمنين بأن رابطة الإنسانية تشدهم إلى بعضهم بعضا, قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13].
إن الله عز وجل جعل الناس سواسية في إنسانيتهم وكرم جميعهم بالعقل فهم من أب واحد وأم واحدة, كلهم لآدم وآدم من تراب, وهذه من المبادئ التي تخدم المصالحة بين الناس وتجعلهم يقبلون على حب بعضهم بعضا, مؤمنين بأن رابطة الإنسانية تشدهم إلى بعضهم بعضا, قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13].
الاعتراف بالآخر والتواصل وقبول الحوار معه:
لتحقيق المصالحة مع غير المسلمين دعا الخطاب القرآني إلى الاعتراف بالآخر والتواصل معه, قال تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]. وقال أيضا: ﴿أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 99]. وقال أيضا: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الممتحنة: 8-9].
لتحقيق المصالحة مع غير المسلمين دعا الخطاب القرآني إلى الاعتراف بالآخر والتواصل معه, قال تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]. وقال أيضا: ﴿أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 99]. وقال أيضا: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الممتحنة: 8-9].
نماذج المصالحة في الخطاب القرآني
لقد نقل الخطاب القرآني العديد من المشاهد والوقائع عن المصالحة من سير الأنبياء والمرسلين حتى يقرب للناس صورتها ويشجعهم على الاقتداء بها. ومن هذه النماذج:
1- عفو الله تعالى عن آدم عليه السلام:
أول مثال يسوقه الخطاب القرآني للناس عن المصالحة هو عفو الله تعالى عن أبي البشر آدم عليه السلام, فإن آدم عصى ربه وأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها, ثم عاد عن ذنبه واستغفر ربه فتاب, قال عز وجل: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 37]. فكانت هذه المعاملة الإلهية الرحيمة درسا بليغا لآدم ولذريته من بعده حتى يجعلوا العفو والمصالحة عملة يتداولونها بينهم في الحياة.
أول مثال يسوقه الخطاب القرآني للناس عن المصالحة هو عفو الله تعالى عن أبي البشر آدم عليه السلام, فإن آدم عصى ربه وأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها, ثم عاد عن ذنبه واستغفر ربه فتاب, قال عز وجل: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 37]. فكانت هذه المعاملة الإلهية الرحيمة درسا بليغا لآدم ولذريته من بعده حتى يجعلوا العفو والمصالحة عملة يتداولونها بينهم في الحياة.
2- المصالحة بين يوسف وإخوته:
إن من أعظم قصص المصالحة والعفو في الخطاب القرآني قصة المصالحة بين يوسف عليه السلام وإخوته, هذه القصة التي مرت بفصول تراجيدية تمثلت في تآمر إخوة يوسف عليه السلام ورميهم إياه في البئر وتسببهم له في ألوان من الأذى النفسي والمادي, ثم عرفت نهاية سعيدة بين الإخوة حيث اعترف الظالم بذنبه في حق المظلوم.
إن من أعظم قصص المصالحة والعفو في الخطاب القرآني قصة المصالحة بين يوسف عليه السلام وإخوته, هذه القصة التي مرت بفصول تراجيدية تمثلت في تآمر إخوة يوسف عليه السلام ورميهم إياه في البئر وتسببهم له في ألوان من الأذى النفسي والمادي, ثم عرفت نهاية سعيدة بين الإخوة حيث اعترف الظالم بذنبه في حق المظلوم.
قال تعالى: ﴿قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾ [يوسف: 91]. وتنازل المظلوم عن حقه في القصاص من ظالمه وعفا عنه, قال تعالى: ﴿قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: 92]. وهكذا طوى الإخوة صفحة الماضي الأليمة وعاد إليهم التصافي والوداد والوئام والمحبة, وبقيت قصتهم مثالا يُحتذى ويُقتدى.
3- سياسة المصالحة عند النبي صلى الله عليه وسلم:
من نماذج المصالحة في الخطاب القرآني تسجيله لسياسة المصالحة التي كانت خيارا استراتيجيا للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ودعوته والتي تجلت في عدة مواقف منها:
من نماذج المصالحة في الخطاب القرآني تسجيله لسياسة المصالحة التي كانت خيارا استراتيجيا للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ودعوته والتي تجلت في عدة مواقف منها:
المصالحة التاريخية التي أنجزها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعد الهجرة بين المسلمين فيما بينهم وبين المسلمين وغيرهم من خلال كتابة الوثيقة (الدستور), ومن خلال المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار التي أشاد الله سبحانه وتعالى بها وبأطرافها, فقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾َ [الحشر: 9]. وقال أيضا: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].
ومنها هدنة الصلح التي وقعها النبي صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش في الحديبية رغم الشروط القاسية، وتلك الهدنة التي أشاد بها الخطاب القرآني واعتبرها فتحا مبينا حيث أنزل فيها قوله تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا﴾ [الفتح: 1-3].
ومنها العفو العام الذي أصدره النبي صلى الله عليه وسلم في حق قريش يوم فتح مكة والذي أشاد به الخطاب القرآني, فقال عز وجل: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [سورة النصر].
الأبعاد المقاصدية لخطاب المصالحة في القرآن الكريم
قبل أن نتكلم عن الأبعاد المقاصدية لخطاب المصالحة في القرآن الكريم ينبغي طرح التساؤل الآتي: ما هو سر اهتمام الخطاب القرآني بالدعوة إلى المصالحة؟
والجواب يأتي سريعا: هو أن الخطاب القرآني اهتم بالدعوة إلى المصالحة من أجل تحقيق أهداف وأبعاد مقاصدية وحضارية كبرى تتمثل فيما يلي:
1- البعد الديني:
ويتمثل في حفظ الدين والتمكين له, فإن الدين إنما يتمكن وينتشر وتُقام أحكامه بين الناس في الأجواء السلمية, أجواء الصلح, وإنما تهتز مكانته وينحسر مده وسلطانه وتضيع أحكامه في أجواء الفتن والقلاقل, ويبين النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين هذه الحقيقة, فيقول: "ألا أدلكم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟!", قالوا: بلى يا رسول الله, فقال: إصلاح ذات البين, فإن فساد ذات البين هي الحالقة, لا أقول تحلق الشعر وإنما تحلق الدين"
ويتمثل في حفظ الدين والتمكين له, فإن الدين إنما يتمكن وينتشر وتُقام أحكامه بين الناس في الأجواء السلمية, أجواء الصلح, وإنما تهتز مكانته وينحسر مده وسلطانه وتضيع أحكامه في أجواء الفتن والقلاقل, ويبين النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين هذه الحقيقة, فيقول: "ألا أدلكم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟!", قالوا: بلى يا رسول الله, فقال: إصلاح ذات البين, فإن فساد ذات البين هي الحالقة, لا أقول تحلق الشعر وإنما تحلق الدين"
2- البعد الاجتماعي:
ويتمثل في حفظ النسل والحفاظ على كيان المجتمع وبناء علاقات ودية أساسها الأخوة والتعاون والتراحم مما يجعل جهد الناس يتوجه إلى البناء والإعمار وليس إلى التخريب والدمار.
ويتمثل في حفظ النسل والحفاظ على كيان المجتمع وبناء علاقات ودية أساسها الأخوة والتعاون والتراحم مما يجعل جهد الناس يتوجه إلى البناء والإعمار وليس إلى التخريب والدمار.
3- البعد الاقتصادي:
ويتمثل في حفظ المال من التلف والضياع وتنميته بالحركة والعمل والإنجاز والاستثمار, فإن الذي يؤكده الخبراء أن عجلة التنمية الاقتصادية لا تدور وأن الثروة لا تعرف النماء إلا في أجواء الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي.
ويتمثل في حفظ المال من التلف والضياع وتنميته بالحركة والعمل والإنجاز والاستثمار, فإن الذي يؤكده الخبراء أن عجلة التنمية الاقتصادية لا تدور وأن الثروة لا تعرف النماء إلا في أجواء الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي.
4- البعد السياسي:
ويتمثل في صيانة كرامة الأمة وكيانها السياسي, وحماية وحدتها وضمان استقرار مؤسساتها وفاعلية نشاطها مما يجعلها قوية مهابة بين الأمم.
ويتمثل في صيانة كرامة الأمة وكيانها السياسي, وحماية وحدتها وضمان استقرار مؤسساتها وفاعلية نشاطها مما يجعلها قوية مهابة بين الأمم.
5- البعد الثقافي:
ويتمثل في الحفاظ على العقل واستخدامه في التفكير السليم السوي وذلك بتوجيه اهتمام الناس إلى العلم والتعلم, وإلى البحث والإبداع العلمي والفكري والثقافي والفني والجمالي, فإن أجواء السلم والمصالحة تحرر العقول وتدفعها إلى العلم والبحث والتفكير في الأنفس والآفاق, وإن أجواء الفتن والقلاقل تكبل العقل وتشل حركته عن التفكير والبحث والتأمل.
ويتمثل في الحفاظ على العقل واستخدامه في التفكير السليم السوي وذلك بتوجيه اهتمام الناس إلى العلم والتعلم, وإلى البحث والإبداع العلمي والفكري والثقافي والفني والجمالي, فإن أجواء السلم والمصالحة تحرر العقول وتدفعها إلى العلم والبحث والتفكير في الأنفس والآفاق, وإن أجواء الفتن والقلاقل تكبل العقل وتشل حركته عن التفكير والبحث والتأمل.
الخلاصة:
نستنتج من خلال ما سبق؛ أن الخطاب القرآني يولي اهتماما وعناية قصوى للدعوة إلى المصالحة، ويرسم الطريق لتحقيقها، ويطلب من المؤمنين به أن يجعلوها العملة التي يتعاملون بها في حياتهم حتى يستقر لهم دينهم وتستقيم حياتهم وتعمر بالخير والصلاح.
نستنتج من خلال ما سبق؛ أن الخطاب القرآني يولي اهتماما وعناية قصوى للدعوة إلى المصالحة، ويرسم الطريق لتحقيقها، ويطلب من المؤمنين به أن يجعلوها العملة التي يتعاملون بها في حياتهم حتى يستقر لهم دينهم وتستقيم حياتهم وتعمر بالخير والصلاح.
المصدر:
الأستاذ نور الدين بوكرديد
أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية بالنيجر
مجلة إذاعة القرآن الكريم الدولية
الأستاذ نور الدين بوكرديد
أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية بالنيجر
مجلة إذاعة القرآن الكريم الدولية