- 24 ديسمبر 2007
- 1,145
- 3
- 0
- الجنس
- أنثى
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
وبعد:
فإن المفسر ـ لكثرة ممارسته لعلمه ـ يجره بحثه ـ أحياناً ـ للتتبع والاستقراء ،فيعطي بذلك القارئ فائدة قيمة ،وغنيمة باردة ،القارئ يقرؤها في ثوانٍ معدودة ،والمفسر قد يكون أمضى شهوراً أو نحوها في إثباتها .
وممن أوردوا خلاصة استقصاءاتهم في تفاسيرهم، الشيخ الطاهر بن عاشور- رحمه الله...
فمنها قوله - رحمه الله تعالى:
وقد استقريت بجهدي عادات كثيرة في اصطلاح القرآن سأذكرها في مواضعها ، ومنها أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم ، فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة ، كقوله تعالى: ( بل متعت هؤلاء وآباءهم ) وقوله ( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ) وقد استوعب أبو البقاء الكفوي في كتاب الكليات في أوائل أبوابه كليات مما ورد في القرآن من معاني الكلمات ، وفي الإتقان للسيوطي شيء من ذلك .
ويقول الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسير الآية 27 من سورة الإنسان :
و(هؤلاء) إشارة إلى حاضرين في ذهن المخاطب لكثرة الحديث عنهم.
وقد استقريْتُ من القرآن أنه إذا أطلق { هؤلاء } دون سبْقِ ما يكون مشاراً إليه فالمقصود به المشركون ، وقد ذكرتُ ذلك في تفسير قوله تعالى : { فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكَّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين } في سورة الأنعام ( 89 ) وقوله تعالى : { فلا تكُ في مرية مما يعبد هؤلاء } في سورة هود ( 109 ).
وقال رحمه الله في تفسير الاية 89 من الأنعام :
وقد تقصيت مواقع آي القرآن فوجدته يعبّر عن مشركي قريش كثيراً بكلمة ( هؤلاء ) ، كقوله { بل متّعت هؤلاء وآباءهم } [ الزخرف : 29 ] ولم أر من نبّه عليه من قبل .
وفي تفسير الآية 109 من سورة هود ،قال رحمه الله :
وقد تتبعتُ اصطلاح القرآن فوجدته عَنَاهُمْ باسم الإشارة هذا في نحو أحد عشر موضعاً ،وهو ممّا ألهمت إليه ونبّهتُ عليه عند قوله تعالى : { وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } في سورة [ النساء : 41 ] .
وقال عند تفسير الآية 41 من النساء :
و { هؤلاء } إشارة إلى الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لحضورهم في ذهن السامع عند سماعه اسم الإشارة ، وأصل الإشارة يكون إلى مشاهد في الوجود أو منزّل منزلتَه ، وقد اصطلح القرآن على إطلاق إشارة ( هؤلاء ) مراداً بها
المشركون ، وهذا معنى ألهمنا إليه ، استقريْناه فكان مطابقاً .
وقال في موضع آخر:
وقد استقريت أنا من أساليب القرآن أنه إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف ، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى ، انظر قوله تعالى: ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ) إلى قوله ( أنبئهم بأسمائهم ) .
منقول بتصرف من ملتقى أهل التفسير.
وبعد:
فإن المفسر ـ لكثرة ممارسته لعلمه ـ يجره بحثه ـ أحياناً ـ للتتبع والاستقراء ،فيعطي بذلك القارئ فائدة قيمة ،وغنيمة باردة ،القارئ يقرؤها في ثوانٍ معدودة ،والمفسر قد يكون أمضى شهوراً أو نحوها في إثباتها .
وممن أوردوا خلاصة استقصاءاتهم في تفاسيرهم، الشيخ الطاهر بن عاشور- رحمه الله...
فمنها قوله - رحمه الله تعالى:
وقد استقريت بجهدي عادات كثيرة في اصطلاح القرآن سأذكرها في مواضعها ، ومنها أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم ، فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة ، كقوله تعالى: ( بل متعت هؤلاء وآباءهم ) وقوله ( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ) وقد استوعب أبو البقاء الكفوي في كتاب الكليات في أوائل أبوابه كليات مما ورد في القرآن من معاني الكلمات ، وفي الإتقان للسيوطي شيء من ذلك .
ويقول الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسير الآية 27 من سورة الإنسان :
و(هؤلاء) إشارة إلى حاضرين في ذهن المخاطب لكثرة الحديث عنهم.
وقد استقريْتُ من القرآن أنه إذا أطلق { هؤلاء } دون سبْقِ ما يكون مشاراً إليه فالمقصود به المشركون ، وقد ذكرتُ ذلك في تفسير قوله تعالى : { فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكَّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين } في سورة الأنعام ( 89 ) وقوله تعالى : { فلا تكُ في مرية مما يعبد هؤلاء } في سورة هود ( 109 ).
وقال رحمه الله في تفسير الاية 89 من الأنعام :
وقد تقصيت مواقع آي القرآن فوجدته يعبّر عن مشركي قريش كثيراً بكلمة ( هؤلاء ) ، كقوله { بل متّعت هؤلاء وآباءهم } [ الزخرف : 29 ] ولم أر من نبّه عليه من قبل .
وفي تفسير الآية 109 من سورة هود ،قال رحمه الله :
وقد تتبعتُ اصطلاح القرآن فوجدته عَنَاهُمْ باسم الإشارة هذا في نحو أحد عشر موضعاً ،وهو ممّا ألهمت إليه ونبّهتُ عليه عند قوله تعالى : { وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } في سورة [ النساء : 41 ] .
وقال عند تفسير الآية 41 من النساء :
و { هؤلاء } إشارة إلى الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لحضورهم في ذهن السامع عند سماعه اسم الإشارة ، وأصل الإشارة يكون إلى مشاهد في الوجود أو منزّل منزلتَه ، وقد اصطلح القرآن على إطلاق إشارة ( هؤلاء ) مراداً بها
المشركون ، وهذا معنى ألهمنا إليه ، استقريْناه فكان مطابقاً .
وقال في موضع آخر:
وقد استقريت أنا من أساليب القرآن أنه إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف ، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى ، انظر قوله تعالى: ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ) إلى قوله ( أنبئهم بأسمائهم ) .
منقول بتصرف من ملتقى أهل التفسير.