السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اولا اريد ان انبه الاخ ابن تاشفين اني كنت استدرجه لمعرفة نظرته للمنهج السلفي .. ثم اني
لمسرور جدا إخواني الكرام أن أشارككم هذا النقاش في الموضوع المذكور وأن أطرح مجموعة من الاشكالات المحيطة بمفهوم السلفية, فيما أرى والله أعلم أن السلفية من أكثر المفاهيم إلتباسا في عصرنا وذلك راجع برأيي إلى اختلاف الناس في نظرتهم لها, فمنهم من لا يرى انطباق هذا الوصف إلا عليه وعلى اتباعه أو المنتسبين إليه خاصة, ومنهم من يرى أن المسلم لا يكون سلفيا حتى يوافقك فيما تذهب إليه حتى في الفروع والخلافيات الفقهية فينزل الفروع منزلة الاصول والمتغيرات محل الثوابت والظنيات مكان القطعيات, ولو نوقش في أمر يسير من أمور الدين لكان المخالف له ضالا مبتدعا مخالفا لمنهج السلف الصالح, ومن الناس من يعتقد أن السلفية مرتبطة بشخص أو شخصين هما المرجع في كل دقيق وجليل إذن لماتت السلفية بموت أولئك الاشخاص كمن يرى أن لا علماء بعد الالباني أو ابن باز رحمة الله عليهما, برأيي أنه إن لم يتدخل العقلاء وأهل الحكمة والبصيرة لإصلاح ما علق بمفهوم السلفية من شوائب فسيترك المجال لمن هب ودب ممن رق دينه وقل علمه فقصر السلفية على نفسه وأنصاره فالعدل من عدلوه والمجروح من جرحوه, ومن تدخل لإصلاح ذات البين أو جمع الكلمة رموه بقاموس خاص بهم من الشتائم والتهم فتارة قطبي وتارة حزبي واللبيب يفهم من أقصد.. وقد آل أمر كثير منهم في الاخير أن انقلبوا على بعضهم وساروا يبدع بعضهم بعضا ويخرجه ويدخله في المنهج متى شاء وكأن المنهج ملك له, اسمحوا لي ان أسمي -على سبيل المثال لا الحصر- بعض من أعتقد أنهم من أكثر الناس اعتدلا ومنهجهم أقرب للقبول وأنسب للعصر وأجدر بالتوفيق والسداد على رأسهم الشيخ سلمان العودة حفظه الله الذي أدرك مكامن الخلل في هذا المنهج وبدأ بتدارك ما يمكن تداركه ونال وابلا من النقد والتجريح بسبب ذلك, وأيضا أذكر هنا أن من أكثر الغلاة المنفرين ليس فقط عن السلفية بل عن الاسلام برمته ربيع من لف لفه وأعلم أنه سثتثور ثائرة البعض, لذلك أذكرهم بأن منهج السلف في مناقشة الآراء تلك القاعدة الذهبية نصحح ولا نجرح, وننصح ولانفضح. والتي جسدها بحق الحافظ الذهبي رحمه الله في سيره ونقده للرجال والكتب والطوائف, فأين هذا من ذاك. وعذرا للإطالة والخلاف كما ذكر بعض اخواننا الفضلاء من قريب لا يفسد للود قضية, وإني لأوافق أخانا الخزاعي الذي تحدث بإسهاب فأجاد وأفاد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.