إعلانات المنتدى


قصيدة الشاعر أبى القاسم الشابى

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فجرالنور

مراقبة سابقة
10 مايو 2008
3,406
112
0
الجنس
أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم





أقدم لكم إخوتى الأفاضل هذه القصيدة الرائعة للشاعر التونسى
أبى القاسم الشابى


فكثيراً أقرأها وأعيد قراءتها وأراها جميلة كعهدى بها
فأتمنى أن تسعدوا بهذا الشعر العذب....


عـذبـة أنـت ؛ كـالـطـفـولـة


عذْبة ٌ أنتِ كالطّفولة ِ، كالأحلامِ كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ


كالسَّماء الضَّحُوكِ كالليلة ِ القمراءِ كالورد، كابتسام الوليدِ



يا لها من وَداعة ٍ وجمالٍ وشبابٍ مُنَعَّم أمْلُودِ!



يا لها من طهارة ٍ، تبعثُ التقديـ ـسَ في مهجة الشَّقيِّ العنيدِ!..




يالها رقَّة ً تكادُ يَرفُّ الوَرْ دُ منها في الصخْرة ِ الجُلْمُودِ!



أيُّ شيء تُراكِ؟ هلى أنتِ "فينيسُ" تَهادتْ بين الورى مِنْ جديدِ



لتُعيدَ الشَّبابَ والفرحَ المعسولَ للْعالم التعيسِ العميدِ!



أنتِ..، ما أنتِ؟ أنتِ رسمٌ جميلٌ عبقريٌّ من فنِّ هذا الوجودِ



أنتِ.. ما أنتِ؟ أنتِ فَجْرٌ من السّحرِ تجلّى لقلبيَ المعمودِ



فأراه الحياة َ في مونِق الحسن وجلّى له خفايا الخلودِ



أنتِ روحُ الرَّبيعِ، تختالُ فـ الدنيا فتهتزُّ رائعاتُ الورودِ



وتهبُّ الحياة سكرى من العِطْر، ـر، ويدْوي الوجودُ بالتَّغْريدِ



كلما أبْصَرَتْكِ عينايَ تمشين بخطوٍ موقَّعٍ كالنشيدِ



خَفَقَ القلبُ للحياة ، ورفّ الزّهـ رُ في حقل عمريَ المجرودِ



وانتشتْ روحي الكئيبة ُ بالحبِّ وغنتْ كالبلبل الغرِّيدِ



أنتِ تُحِيينَ في فؤادي ما قد ماتَ في أمسي السعيدِ الفقيدِ



وَتُشِيدينَ في خرائبِ روحي ما تلاشى في عهديَ المجدودِ



من طموحِ إلى الجمالِ إلى الفنِّ، إلى ذلك الفضاءِ البعيدِ



وتَبُثِّين رقّة َ الشوق، والأحلامِ والشّدوِ، والهوى ، في نشيدي



بعد أن عانقت كآبة أيَّامي فؤادي، وألجمتْ تغريدي



فيكِ شبّ الشَّبابُ، وشَّحهُ السِّحْرُ وشدوُ الهوى ، وَعِطْرُ الورودِ



وتراءى الجمالُ، يَرْقُصَ رقصاً قُدُسيَّا، على أغاني الوجودِ



وتهادتْ في لإُفْقِ روحِكِ أوْزانُ الأغَاني، وَرِقّة ُ التّغريدِ



فَتَمايلتِ في الوجود، كلحنٍ عبقريِّ الخيالِ حلوِ النشيدِ:



خطواتٌ، سكرانة ُ بالأناشيد، وصوتٌ، كرجْع ناي بعيدِ



أنتِ..أنتِ الحياةٌ في قدْسها السامى وفي سحرها الشجيِّ الفريد



أنتِ..، أنتِ الحياة ُ، في رقَّة ِ الفجر في رونق الرَّبيعِ الوليدِ



أنتِ..، أنتِ الحياة ً كلَّ أوانٍ في رُواءِ من الشباب جديد



أنتِ دنيا من الأناشيد والأحْلام والسِّحْرِ والخيال المديدِ



أنتِ فوقَ الخيال، والشِّعرِ، والفنِّ وفوْقَ النُّهَى وفوقَ الحُدودِ



يا ابنة َ النُّور، إنّني أنا وَحْدي من رأى فيكِ رَوْعَة َ المَعْبُودِ



وأماشي الورَى ونفسيَ كالقبرِ، ـرِ، وقلبي كالعالم المهدودِ



ظُلْمَة ٌ، ما لها ختامٌ، وهولٌ شائعٌ في شكونا الممدودِ



وإذا ما اسْتخفّني عَبَثُ النَّاس تبسَّمتُ في أسَى ً وجُمُودِ



بسمة ً مُرَّة ً، كأنِّيَ أستلُّ من الشَّوْك ذابلاتِ الورودِ



فالصباحُ الجميلُ يُنعشُ بالدِّفءْ حياة َ المحطَّمِ المكدودِ



وشموسٌ وضَّاءة ٌ ونجومٌ تَنْثُرُ النُّورَ في فَضَاءٍ مديدِ



وربيعٌ كأنّه حُلُمُ الشّاعرِ في سَكرة الشّباب السعيدِ



ورياضٌ لا تعرف الحَلَك الدَّاجي ولا ثورة َ الخَريفِ العتيدِ



وَطُيورٌ سِحْرِيَّة ٌ تتناغَى بأناشيدَ حلوة ِ التغريدِ



وقصورٌ كأَنَّها الشَّفَقُ المخضُوبُ أو طلعة ُ الصباحِ الوليدِ



وغيومٌ رقيقة تَتَادَى كأَباديدَ من نُثَارِ الورودِ



وحرامٌ عليكِ أن تَهْدمي ما شَادهُ الحُسْنُ في الفؤاد العميدِ



وحرامٌ عليكِ أن تسْحَقي آمـ ـالَ نفسٍ تصْبو لعيشٍ رغيدِ



منكِ ترجو سَعَادَة ً لم تجدْهَا في حياة ِ الوَرَى وسحرِ الوجودِ



فالإلهُ العظيمُ لا يَرْجُمُ العَبْدَ إذا كانَ في جَلالِ السّجودِ




.........
اختيار الأبيات
فجر النور
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: قصيدة الشاعر أبى القاسم الشابى

جزاكِ الله خيراً أختى فجر النور على حُسن الانتقاء
وكلنا يحفظ له هذا البيت ضمن النشيد الوطنى لتونس
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بدّ أن يستجيب القدر
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: قصيدة الشاعر أبى القاسم الشابى

الســــــــــلام عليكــــــــــم ورحمــة الله وبركـاتـــــــه
بارك الله فيكِ أختي الكريمة وجزاكِ خيرًا..
ولقد لُقّب أبو القاسم الشابّي بشاعر الحب ، والألم ، والجمال.. والبيتين الذي ذكرتي أختي ابنة اليّم هم من قصيدته الشهيرة ـ إرادة الحياة ـ
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع