- 9 نوفمبر 2009
- 1,243
- 25
- 0
نواحي بلاغية من سورة فصلت
ممكية نزلت بعد غافر وآياتها أربع وخمسون آية
بين يدي السورة
هذه السورة الكريمة مكية ، وهي تتناول جوانب العقيدة الإسلامية (الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء) وهي الأهداف الأساسية لسائر السور المكية التي تهتم بأركان الإيمان
بين يدي السورة
هذه السورة الكريمة مكية ، وهي تتناول جوانب العقيدة الإسلامية (الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء) وهي الأهداف الأساسية لسائر السور المكية التي تهتم بأركان الإيمان
* ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن القرآن ، المنزل من عند الرحمن ، بالحجج الواضحة ، والبراهين الساطعة ، الدالة على صدق محمد عليه الصلاة والسلام ، فهو المعجزة الدائمة الخالدة للنبي الكريم .
* وتحدثت السورة عن أمر "الوحي والرسالة" فقررت حقيقة الرسول (ص) وأنه بشر خصه الله تعالى بالوحي ، وأكرمه بالنبوة ، وإختاره من بين سائر الخلق ليكون داعيا إلى الله ، مرشدا إلى دينه المستقيم .
* ثم انتقلت السورة للحديث عن مشهد الخلق الأول للحياة، خلق السموات والأرض ، بذلك الشكل الدقيق المحكم ، الذي يلفت أنظار المعرضين عن آيات الله ، للنظر والتفكر والتدبر، ولكن ظلمات الكفر هي التي تحول بينهم وبين الإيمان ، فالكون كله ناطق بعظمة الله ، شاهد بوحدانيته جل وعلا .
* وعرضت السورة للتذكير بمصارع المكذبين ، وضربت على ذلك الأمثلة بأقوى الأمم وأعتاها ، قوم "عاد" الذين بلغ من جبروتهم أن يقولوا [من أشد منا قوة] ؟ وذكرت ما حل بهم وبثمود من الدمار الشامل ، والهلاك المبين ، حين تمادوا في الطغيان وكذبوا رسل الله .
* وبعد الحديث عن المجرمين يأتي الحديث عن المؤمنين المتقين ، الذين استقاموا على شريعة الله ودينه ، فأكرمهم الله بالأمن والأمان في دار الجنان ، مع النبيين والصديقين ، والشهداء والصالحين .
* ثم تحدثت السورة عن الآيات الكونية المعروضة للأنظار، في هذا الكون الفسيح ، الزاخر بالحكم والعجائب ، وموقف الملحدين بآيات الله ، المتعامين عن كل تلك الآيات الظاهرة الباهرة .
* وختمت السورة بوعد الله للبشرية، بأن يطلعهم على بعض أسرار هذا الكون في آخر الزمان ، ليستدلوا على صدق ما أخبر عنه القرآن [سنريهم آياتنا في الآفاق ، وفي أنفسهم ، حتى يتبين لهم أنه الحق ، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد].
التسمية :
سميت "سورة فصلت " لأن الله تعالى فصل فيها الآيات ، ووضح فيها الدلائل على قدرته ووحدانيته ، وأقام البراهين القاطعة على وجوده وعظمته ، وخلقه لهذا الكون البديع ، الذي ينطق بجلال الله وعظيم سلطانه ! !
سميت "سورة فصلت " لأن الله تعالى فصل فيها الآيات ، ووضح فيها الدلائل على قدرته ووحدانيته ، وأقام البراهين القاطعة على وجوده وعظمته ، وخلقه لهذا الكون البديع ، الذي ينطق بجلال الله وعظيم سلطانه ! !
البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
1 - الطباق بين [بشيرا . . ونذيرا] وبين [طوعا . . وكرها] وبين [ما بين أيديهم . . وما خلفهم ] وبين [ الحسنة . . والسيئة] وبين [مغفرة . . وعقاب ] وبين [ أعجمي . . وعربي ] وبين [تحمل . . وتضع ] وبين [ الخير . . والشر] .
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
1 - الطباق بين [بشيرا . . ونذيرا] وبين [طوعا . . وكرها] وبين [ما بين أيديهم . . وما خلفهم ] وبين [ الحسنة . . والسيئة] وبين [مغفرة . . وعقاب ] وبين [ أعجمي . . وعربي ] وبين [تحمل . . وتضع ] وبين [ الخير . . والشر] .
2 - طباق السلب [لا تسجدوا للشمس . . واسجدوا لله ] وكذلك [ آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون ] .
3 - الإلتفات [فإن أعرضوا] بعد قوله [قل أئنكم لتكفرون ] وهو إلتفات من الخطاب إلى الغيبة ، وناسب الإعراض عن مخاطبتهم لكونهم أعرضوا عن الحق ، وهو تناسب حسن .
4 - الإستعارة التمثيلية [فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها] مثل تأثير قدرته تعالى في السموات والأرض ، بأمر السلطان لأحد رعيته أو عبيده بأمر من الأمور ، وإمتثال الأمر سريعا ، فالسموات والأرض منقادة لحكمه ، لا تخرج عن طوعه وإرادته .
5 - الإستعارة التصريحية [وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر] ليس هناك على الحقيقة شىء مما قالوه ، وإنما أخرجوا هذا الكلام مخرج الدلالة على إستثقالهم ما يسمعونه من قوارع القرآن ، وجوامع البيان ، فكأنهم من شدة الكراهية له ، قد صمت أسماعهم عن فهمه ، وقلوبهم عن علمه .
6 - الإستعارة التمثيلية اللطيفة [أولئك ينادون من مكان بعيد] شبه حالهم في عدم قبول المواعظ ، وإعراضهم عن القرآن وما فيه ، بحال من ينادى من مكان بعيد، فلا يسمع ولا يفهم ما ينادى به ، والجامع عدم الفهم في كل ، بطريق الإستعارة التمثيلية .
8 - الأمر التهديدي [اعملوا ما شئتم ] خرج الأمر عن صيغته الأصلية إلى معنى الوعيد والتهديد .
9 - التشبيه المرسل المجمل [كأنه ولي حميم ] ذكرت أداة التشبيه وحذف وجه الشبه فهو مرسل مجمل .
10 - إن اللسان عاجز عن تصوير البلاغة في جمال الإسلوب القرآني ، فتأمل الروعة البيانية في قوله تعالى [ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ، إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير] وتصور التناسق الفني في التعبير والأداء ، وتأمل لفظ الخشوع والإهتزاز والإنتفاخ للأرض الميتة، يبعثها الله كما يبعث الموتى من القبور، إنه جو بعث وإخراج وإحياء ، ويا له من تصوير رائع يأخذ بالألباب .
المصدر: صفوة التفاسير