- 28 يونيو 2009
- 13,806
- 111
- 63
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
.:||:.
إخوتى الأحباب , نلتقى على نور البدر , وهدوء البحر , وإهتزاز الأزهار , وهطول الأمطار , فأنتم الأسياد والأرباب , فالسلام على كل بنت وشاب , وبعد ....
كتب رجل إلى صالح بن عبد القدوس يقول :
الموت ُ باب ٌ وكل ُّ الناس ِ داخله ُ = فليت َ شعري بعد َ الباب ِ ما الدار ُ
فكتب إليه صالح جوابا يقول فيه :
الدار ُ جنة ُ عدن ٍ إن عملت َ بما = يرضي الأله َ وإن فرطت َ فالنار ُ
هما محلان ما للناس ِ غيرهما = فانظر لنفسك َ ماذا أنت َ مختار ُ
قلت ( لو قال : فانظر لنفسك ماذا أنت ( تختار ُ ) .. ما أختل الوزن .. )
ولكنها ( أقل بلاغة وفائدة ) .. لأن السائل لابد أنه سلك ( الخير أو شر ) .. أي : أنه أختار وسلك ومشى في أمره ( لذلك .. كلمة مختار أبلغ وأجود .. والله أعلم ) وهذا من إجتهادي .
وهذه تعد من بلاغة وأدب الشاعر صالح بن عبد القدوس .
قال بشار بن برد :
من راقب الناس لم يظفر بحاجته = وفاز بالطيبات الفاتك ُ اللهج ُ
ولم يكد يسمعه منه الشاعر سلم , حتى أعجب بمعناه وأخذ يفكر في صياغته صياغة جديدة أعذب وأرشق , وما زال يفكر حتى قال :
من راقب الناس مات غما = وفاز باللذة الجسور ُ
ونقل البيت إلى بشار , فحنق على ( سلم ) حنقا شديدا , ولم يكن مصدر هذا الحنق سوى تلك الكسوة اللفظية البديعة التى كسا بها سلم معناه . أو كما قال ( الدكتور شوقي ضيف ) .
قيل :
أن الشيخ الجليل محمد بن حفص بن عمر التميمي , وكان يتولى القضاء بالبصرة حينا من الدهر , رأى ذات يوم وهو خارج من المسجد فيما بين دار أبا اللاحقي ودار حمدان - فتى لبقا دمثا _ ( هو الشاعر أبو نواس ) , عليه ثياب بيض حسان , وعلى رأسه قلنسوة مصرية , واقفا مع ( امرأة يكلمها ) , فدنا الشيخ منه وقال له <<< يا هذا إن كانت هذه المرأة منك بسبب , ( فقد عرضتها للتهمة ) , ووقفتها موقف سوء , وإن كانت غربية عنك فحقيق عليك اتقاء الله , وألا ترضى لغيرك إلا بما رضيته لنفسك >>> , فقال الفتى على الفور :
القول ما قلت , وأنا قابل نصيحتك وغير عائد إن شاء الله تعالى , فانصرف القاضي يفكر في أمر الفتى , فلا يدري أي شمائله يستحسن , أسرعة جوابه , أم حسن مراجعته له بقلة الخلاف , أم ظرف لسانه ؟ ثم دخل القاضي في المسجد , وجلس ساعة للقضاء , فإذا برقعة بين يديه , وفيها ..
إن التـى أبصرتـهـا= سحرا تكلمني رسـول ُ
ليست هي القصد الذي = يومى إليه ولا السبيل ُ
أدت إلــي رسـالـة = كادت لها نفسي تسيل ُ
من ساحر العينين يجذب = خصـره ردف ثقيـل ُ
متقلـد قـوس الصبـا = يرمي وليس له رسيل ُ
فلـو ان أذنـك بيننـا = حتى تسمع ما نقـول ُ
لرأيت مـا استقبحتـه = من أمرنا وهو الجميل ُ
وعلمت أني في نعيـم = لا يحـول ولا يـزول
فلما قرأها , ضحك الشيخ وقال لابنه الذي حمل إليه الرسالة (( قل له إنى لا أتعرض للشعراء )) .
أهل النحاة ( تجرؤوا على تخطئة الشعراء وتلحينهم ) ...
مثل : .. الفرزدق ..
لذلك ضاق الشعراء ذرعا بجراءة النحاة فنظموا الأشعار في هجائهم والشكوى من غرورهم , لعل هجاءهم لهم تنفيس شيئا من كربهم , ومن أشهر تلك الأشعار الهاجية قول عمار الكلبي :
ماذا لقينا من المستعربيـن ومـن= قياس نحوهم هذا الـذي ابتدعـوا
إن قلت قافية بكـرا يكـون بهـا = بيت خلاف الذي قاسوه أو ذرعوا
( قالوا لحنت َ وهذا ليس منتصبـا = وذاك خفض وهذا ليس يرتفـع ُ )
وحرضوا بين عبدالله مـن حمـق = وبين زيد فطال الضرب والوجع ُ
كم بين قوم قد احتالـوا لمنطقهـم = وبين قوم على إعرابهـم طبعـوا
( ما كان قولي مشروحا لكم فخذوا = ما تعرفون وما لا تعرفوا فدعوا )
لأن أرضي أرض لا تشـب بهـا = نار المجوس ولا تبنى بها البيـع ُ
.:||:.
دعواتكم لي
وأرجو الفائدة والمتعة لكم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
.:||:.
إخوتى الأحباب , نلتقى على نور البدر , وهدوء البحر , وإهتزاز الأزهار , وهطول الأمطار , فأنتم الأسياد والأرباب , فالسلام على كل بنت وشاب , وبعد ....
كتب رجل إلى صالح بن عبد القدوس يقول :
الموت ُ باب ٌ وكل ُّ الناس ِ داخله ُ = فليت َ شعري بعد َ الباب ِ ما الدار ُ
فكتب إليه صالح جوابا يقول فيه :
الدار ُ جنة ُ عدن ٍ إن عملت َ بما = يرضي الأله َ وإن فرطت َ فالنار ُ
هما محلان ما للناس ِ غيرهما = فانظر لنفسك َ ماذا أنت َ مختار ُ
قلت ( لو قال : فانظر لنفسك ماذا أنت ( تختار ُ ) .. ما أختل الوزن .. )
ولكنها ( أقل بلاغة وفائدة ) .. لأن السائل لابد أنه سلك ( الخير أو شر ) .. أي : أنه أختار وسلك ومشى في أمره ( لذلك .. كلمة مختار أبلغ وأجود .. والله أعلم ) وهذا من إجتهادي .
وهذه تعد من بلاغة وأدب الشاعر صالح بن عبد القدوس .
قال بشار بن برد :
من راقب الناس لم يظفر بحاجته = وفاز بالطيبات الفاتك ُ اللهج ُ
ولم يكد يسمعه منه الشاعر سلم , حتى أعجب بمعناه وأخذ يفكر في صياغته صياغة جديدة أعذب وأرشق , وما زال يفكر حتى قال :
من راقب الناس مات غما = وفاز باللذة الجسور ُ
ونقل البيت إلى بشار , فحنق على ( سلم ) حنقا شديدا , ولم يكن مصدر هذا الحنق سوى تلك الكسوة اللفظية البديعة التى كسا بها سلم معناه . أو كما قال ( الدكتور شوقي ضيف ) .
قيل :
أن الشيخ الجليل محمد بن حفص بن عمر التميمي , وكان يتولى القضاء بالبصرة حينا من الدهر , رأى ذات يوم وهو خارج من المسجد فيما بين دار أبا اللاحقي ودار حمدان - فتى لبقا دمثا _ ( هو الشاعر أبو نواس ) , عليه ثياب بيض حسان , وعلى رأسه قلنسوة مصرية , واقفا مع ( امرأة يكلمها ) , فدنا الشيخ منه وقال له <<< يا هذا إن كانت هذه المرأة منك بسبب , ( فقد عرضتها للتهمة ) , ووقفتها موقف سوء , وإن كانت غربية عنك فحقيق عليك اتقاء الله , وألا ترضى لغيرك إلا بما رضيته لنفسك >>> , فقال الفتى على الفور :
القول ما قلت , وأنا قابل نصيحتك وغير عائد إن شاء الله تعالى , فانصرف القاضي يفكر في أمر الفتى , فلا يدري أي شمائله يستحسن , أسرعة جوابه , أم حسن مراجعته له بقلة الخلاف , أم ظرف لسانه ؟ ثم دخل القاضي في المسجد , وجلس ساعة للقضاء , فإذا برقعة بين يديه , وفيها ..
إن التـى أبصرتـهـا= سحرا تكلمني رسـول ُ
ليست هي القصد الذي = يومى إليه ولا السبيل ُ
أدت إلــي رسـالـة = كادت لها نفسي تسيل ُ
من ساحر العينين يجذب = خصـره ردف ثقيـل ُ
متقلـد قـوس الصبـا = يرمي وليس له رسيل ُ
فلـو ان أذنـك بيننـا = حتى تسمع ما نقـول ُ
لرأيت مـا استقبحتـه = من أمرنا وهو الجميل ُ
وعلمت أني في نعيـم = لا يحـول ولا يـزول
فلما قرأها , ضحك الشيخ وقال لابنه الذي حمل إليه الرسالة (( قل له إنى لا أتعرض للشعراء )) .
أهل النحاة ( تجرؤوا على تخطئة الشعراء وتلحينهم ) ...
مثل : .. الفرزدق ..
لذلك ضاق الشعراء ذرعا بجراءة النحاة فنظموا الأشعار في هجائهم والشكوى من غرورهم , لعل هجاءهم لهم تنفيس شيئا من كربهم , ومن أشهر تلك الأشعار الهاجية قول عمار الكلبي :
ماذا لقينا من المستعربيـن ومـن= قياس نحوهم هذا الـذي ابتدعـوا
إن قلت قافية بكـرا يكـون بهـا = بيت خلاف الذي قاسوه أو ذرعوا
( قالوا لحنت َ وهذا ليس منتصبـا = وذاك خفض وهذا ليس يرتفـع ُ )
وحرضوا بين عبدالله مـن حمـق = وبين زيد فطال الضرب والوجع ُ
كم بين قوم قد احتالـوا لمنطقهـم = وبين قوم على إعرابهـم طبعـوا
( ما كان قولي مشروحا لكم فخذوا = ما تعرفون وما لا تعرفوا فدعوا )
لأن أرضي أرض لا تشـب بهـا = نار المجوس ولا تبنى بها البيـع ُ
.:||:.
دعواتكم لي
وأرجو الفائدة والمتعة لكم ..