ترجمة الإمام ابن كثير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد, فهذه ترجمة الإمام الفقيه الحافظ المفسر/ أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر ابن كثير –رحمه الله وجزاه عنا كل خير-.
نسبه وميلاده وشيوخه ونشأته:
هو أبو الفداء عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع القرشي, الـبُصروي الأصل, الدمشقي النشأة والتربية والتعليم والوفاة.
وقد اشتهر باسم جده (أي: بابن كثير).
ولد بقرية مجدل من أعمال مدينة بصرى شرق دمشق سنة إحدى وسبعمائة, وهي موطن أمه, انتقل إليها أبوه في آخر حياته, وكان خطيبًا فيها إلى أن توفي فيها سنة 703, وكان الإمام أبو الفداء حينذاك في الرابعة من عمره, فرباه أخوه الشيخ عبد الوهاب, وبه تفقه في مبدأ أمره.
ثم انتقل إلى دمشق سنة 706 في الخامسة من عمره, وتفقه بالشيخ أبي إسحاق برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن الفزاري الشهير بابن الفركاح المتوفى سنة 729.
وسمع بمشق من عيسى بن المطعم, ومن أحمد بن أبي طالب المعمر أكثر من مائة سنة الشهير بابن الشحنة وبالحجار المتوفى سنة 730, ومن القاسم بن عساكر, وابن الشيرازي, وإسحاق الآمدي, ومحمد بن زراد.
ولازم الحافظ الكبير جمال الدين أبا الحجاج يوسف بن الزكي الْمِزِّي صاحب "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" و"أطراف الكتب الستة" المتوفى سنة 742, وبه انتفع وتخرج, وسمع عليه أكثر تصانيفه, وتزوج ابنته زينب.
وصحِبَ شيخَ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية المتوفى سنة 728, ولازمه من صغره, وقرأ عليه فأكثر, وأحبه وانتفع بعلومه, ووافقه في كثير من أقواله فامتحن كشيخه وأوذي.
وقرأ على الإمام الحافظ مؤرخ الإسلام/ أبي عبد الله شمس الدين محمد بن عثمان بن قايماز الذهبي, المتوفى سنة 748, وانتفع منه, وولي بعده مشيخة "أم صالح" و"التنكزية".
وقرأ على الإمام محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الشهير بـ(ابن قيم الجوزية) المتوفى سنة 751.
وأجاز له من مصر: أبو موسى القرافي, والحسيني, وعلى بن عمر الواني, ويوسف الحتني, وغير واحد.
وقال الحافظ الذهبي في "المعجم المختص": الإمام المفتي، المحدث البارع، فقيه متفنن, ومفسر نقاد, وله تصانيف مفيدة.
وقال الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في "الدرر الكامنة": اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله, وكان كثير الاستحضار, حسن المفاكهة, سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع الناس بها بعد وفاته، ولم يكن على طريق المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنونهم، وإنما هو من محدثي الفقهاء.
وأجاب الحافظ السيوطي عن ذلك فقال: قلت: العمدة في علم الحديث معرفة صحيح الحديث وسقيمه، وعلله، واختلاف طرقه, ورجاله جرحا وتعديلا، وأما العالي والنازل ونحو ذلك، فهو من الفضلات([1]) لا من الأصول المهمة.
وقال المؤرخ الشهير أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن سيف الدين المعروف بـ"ابن تغري بردي" الحنفي في كتابه "المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي": الشيخ الإمام العلامة عماد الدين أبو الفداء ....., لازم الاشتغال, ودأب وحصل وكتب, وبرع في الفقه والتفسير والحديث, وجمع وصنف, ودرس وحدث وألف, وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والفقه والعربية وغير ذلك, وأفتى ودرس إلى أن توفي.
واشتهر بالضبط والتحرير, وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير.
وقال العلامة ابن ناصر الدين الدمشقي: الشيخ العلامة الحافظ عماد الدين, ثقة المحدثين, عمدة المؤرخين, علم المفسرين.
وتلامذته كثيرون, منهم أبو العباس أحمد بن العلاء بن حجي السعدي المتوفى سنة 716, وقال فيه: أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث, وأعرَفهم بجرحها ورجالها, وصحيحها وسقيمها, وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك, وكان يستحضر كثيرًا في التفسير والتأريخ, قليل النسيان, وكان فقيهاً جيد الفهم, صحيح الذهن, يحفظ "التنبيه" إلى آخر الوقف, ويشارك في العربية مشاركة جيدة, وينظم الشعر([2]), وما أعرف أني اجتمعت به –على كثرة ترددي إليه- إلا واستفدت منه, وقد لازمته ست سنين.
ومن تلامذته أيضًا:
الحافظ أبو المحاسن محمد بن علي المشهور بالحسيني, المتوفى سنة 765.
العلامة محمد بن علي بن محمد بن أبي العز الحنفي, شارح الطحاوية, المتوفى سنة 792.
الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي, المتوفى سنة 794.
الحافظ زين الدين أبو الحسين عبد الرحيم بن الحسين العراقي, المتوفى سنة 806.
المقرئ الكبير الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري, المتوفى سنة 832 .
وقال ابن العماد الحنبلي في كتابه "شذرات الذهب": الحافظ الكبير عماد الدين حفظ "التنبيه" و"مختصر ابن الحاجب", وكان كثير الاستحضار, قليل النسيان, جيد الفهم, يشارك في العربية, وينظم نظمًا وسطًا.
وقال فيه ابن حبيب: "سمع وجمع وصنف, وأطرب الأسماع بالفتوى وشنَّف, وحدث وأفاد, وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد, واشتهر بالضبط والتحرير, وانتهت إليه رياسة العلم في التأريخ والحديث والتفسير".
عقيدته:
كانت عقيدته سلفية نقية.
ولذا كان مما تميز به تفسيره: أن فيه العقيدة الْحَقَّة.
مؤلفاته:
له مؤلفات عديدة, منها:
1. "تفسير القرآن العظيم", وهو من أفيد كتب التفسير بالرواية, يفسر القرآن بالقرآن, وبالأحاديث المشهورة في دواوين المحدثين بأسانيدها, ويتكلم على أسانيدها جرحًا وتعديلًا, فبين ما فيها من غرابة أو نكارة أو شذوذ غالبًا, ثم يذكر آثار الصحابة والتابعين.
قال السيوطي فيه: لم يؤلَّف على نمطه مثله.
وقال الشوكاني فيه: من أحسن التفاسير –إن لم يكن أحسنها-.
2. التاريخ الكبير المسمى بـ"البداية والنهاية", ذكر فيه قصص الأنبياء والأمم الماضية على ما جاء في القرآن الكريم والأخبار الصحيحة, وبيَّن الغرائب والمناكير والإسرائيليات, ثم يحقق السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي إلى زمنه, ثم ينتقل إلى الفتن وأشراط الساعة والملاحم وأحوال الآخرة.
وهو من أعظم التواريخ وأوثقِها وأقربِها إلى الصحة.
قال فيه ابن تغري بردي: وهو غاية في الجودة.
3-فضائل القرآن.
4-"شرح صحيح البخاري", شرع فيه ولم يتمه.
5-"التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل", جمع فيه كتابيْ شيخيه المزي والذهبي, وهما "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" و"ميزان الاعتدال في نقد الرجال", مع زيادات مفيدة ومهمة.
6-"اختصار علوم الحديث", قد اختصر فيه كتاب "علوم الحديث" للحافظ أبي عمرو عثمان بن الصلاح المتوفى سنة 643 بعبارة سهلة وفصيحة, وجمل مفهومة مليحة, واستدرك على ابن الصلاح استدراكات مفيدة, يبدؤها بقوله : "قلت", فسهل على طالب الفن تناوله في رسالة وسط لم يختصرها اختصارًا مضغوطًا مختلًّا, ولا أطالها تطويلًا منتشرًا مشوشًا, فكانت خطوة أولى ومرحلة ابتدائية يدرسها الطالب فيرتقي منها إلى دراسة أصلها وما بعدها من كتب الأئمة, حتى ينتهي إلى التحقيق, فيدلي بدلوه مع الدلاء.
7-"الهدي والسنن في أحاديث المسانيد والسنن", وهو المعروف بـ(جامع المسانيد), جمع فيه بين الكتب الستة ومسند كل من أحمد والبزار وأبي يعلى وابن أبي شيبة, ورتبه على الأبواب.
8-"مسند الشيخين" يعني: أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب –رضي الله عنهما-.
9- "السيرة النبوية" مطولة ومختصرة.
10-تخريج أحاديث أدلة "التنبيه" في فقه الشافعية.
11-تخريج أحاديث "مختصر ابن الحاجب".
12-مختصر كتاب "المدخل إلى كتاب السنن" للبيهقي.
13-"الأحكام الكبير" ولم يكمله.
14-المقدمات في أصول الفقه.
15-"طبقات الشافعية", ومعه "مناقب الشافعي".
وفاته:
كان قد فقد بصره في آخر حياته بسبب كثرة اشتغاله بالليل وهو في أثناء تأليفه لكتابه "جامع المسانيد", وتوفي توم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة عن أربع وستين سنة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد, فهذه ترجمة الإمام الفقيه الحافظ المفسر/ أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر ابن كثير –رحمه الله وجزاه عنا كل خير-.
نسبه وميلاده وشيوخه ونشأته:
هو أبو الفداء عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع القرشي, الـبُصروي الأصل, الدمشقي النشأة والتربية والتعليم والوفاة.
وقد اشتهر باسم جده (أي: بابن كثير).
ولد بقرية مجدل من أعمال مدينة بصرى شرق دمشق سنة إحدى وسبعمائة, وهي موطن أمه, انتقل إليها أبوه في آخر حياته, وكان خطيبًا فيها إلى أن توفي فيها سنة 703, وكان الإمام أبو الفداء حينذاك في الرابعة من عمره, فرباه أخوه الشيخ عبد الوهاب, وبه تفقه في مبدأ أمره.
ثم انتقل إلى دمشق سنة 706 في الخامسة من عمره, وتفقه بالشيخ أبي إسحاق برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحمن الفزاري الشهير بابن الفركاح المتوفى سنة 729.
وسمع بمشق من عيسى بن المطعم, ومن أحمد بن أبي طالب المعمر أكثر من مائة سنة الشهير بابن الشحنة وبالحجار المتوفى سنة 730, ومن القاسم بن عساكر, وابن الشيرازي, وإسحاق الآمدي, ومحمد بن زراد.
ولازم الحافظ الكبير جمال الدين أبا الحجاج يوسف بن الزكي الْمِزِّي صاحب "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" و"أطراف الكتب الستة" المتوفى سنة 742, وبه انتفع وتخرج, وسمع عليه أكثر تصانيفه, وتزوج ابنته زينب.
وصحِبَ شيخَ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية المتوفى سنة 728, ولازمه من صغره, وقرأ عليه فأكثر, وأحبه وانتفع بعلومه, ووافقه في كثير من أقواله فامتحن كشيخه وأوذي.
وقرأ على الإمام الحافظ مؤرخ الإسلام/ أبي عبد الله شمس الدين محمد بن عثمان بن قايماز الذهبي, المتوفى سنة 748, وانتفع منه, وولي بعده مشيخة "أم صالح" و"التنكزية".
وقرأ على الإمام محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الشهير بـ(ابن قيم الجوزية) المتوفى سنة 751.
وأجاز له من مصر: أبو موسى القرافي, والحسيني, وعلى بن عمر الواني, ويوسف الحتني, وغير واحد.
وقال الحافظ الذهبي في "المعجم المختص": الإمام المفتي، المحدث البارع، فقيه متفنن, ومفسر نقاد, وله تصانيف مفيدة.
وقال الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في "الدرر الكامنة": اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله, وكان كثير الاستحضار, حسن المفاكهة, سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع الناس بها بعد وفاته، ولم يكن على طريق المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنونهم، وإنما هو من محدثي الفقهاء.
وأجاب الحافظ السيوطي عن ذلك فقال: قلت: العمدة في علم الحديث معرفة صحيح الحديث وسقيمه، وعلله، واختلاف طرقه, ورجاله جرحا وتعديلا، وأما العالي والنازل ونحو ذلك، فهو من الفضلات([1]) لا من الأصول المهمة.
وقال المؤرخ الشهير أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن سيف الدين المعروف بـ"ابن تغري بردي" الحنفي في كتابه "المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي": الشيخ الإمام العلامة عماد الدين أبو الفداء ....., لازم الاشتغال, ودأب وحصل وكتب, وبرع في الفقه والتفسير والحديث, وجمع وصنف, ودرس وحدث وألف, وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والفقه والعربية وغير ذلك, وأفتى ودرس إلى أن توفي.
واشتهر بالضبط والتحرير, وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير.
وقال العلامة ابن ناصر الدين الدمشقي: الشيخ العلامة الحافظ عماد الدين, ثقة المحدثين, عمدة المؤرخين, علم المفسرين.
وتلامذته كثيرون, منهم أبو العباس أحمد بن العلاء بن حجي السعدي المتوفى سنة 716, وقال فيه: أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث, وأعرَفهم بجرحها ورجالها, وصحيحها وسقيمها, وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك, وكان يستحضر كثيرًا في التفسير والتأريخ, قليل النسيان, وكان فقيهاً جيد الفهم, صحيح الذهن, يحفظ "التنبيه" إلى آخر الوقف, ويشارك في العربية مشاركة جيدة, وينظم الشعر([2]), وما أعرف أني اجتمعت به –على كثرة ترددي إليه- إلا واستفدت منه, وقد لازمته ست سنين.
ومن تلامذته أيضًا:
الحافظ أبو المحاسن محمد بن علي المشهور بالحسيني, المتوفى سنة 765.
العلامة محمد بن علي بن محمد بن أبي العز الحنفي, شارح الطحاوية, المتوفى سنة 792.
الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي, المتوفى سنة 794.
الحافظ زين الدين أبو الحسين عبد الرحيم بن الحسين العراقي, المتوفى سنة 806.
المقرئ الكبير الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري, المتوفى سنة 832 .
وقال ابن العماد الحنبلي في كتابه "شذرات الذهب": الحافظ الكبير عماد الدين حفظ "التنبيه" و"مختصر ابن الحاجب", وكان كثير الاستحضار, قليل النسيان, جيد الفهم, يشارك في العربية, وينظم نظمًا وسطًا.
وقال فيه ابن حبيب: "سمع وجمع وصنف, وأطرب الأسماع بالفتوى وشنَّف, وحدث وأفاد, وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد, واشتهر بالضبط والتحرير, وانتهت إليه رياسة العلم في التأريخ والحديث والتفسير".
عقيدته:
كانت عقيدته سلفية نقية.
ولذا كان مما تميز به تفسيره: أن فيه العقيدة الْحَقَّة.
مؤلفاته:
له مؤلفات عديدة, منها:
1. "تفسير القرآن العظيم", وهو من أفيد كتب التفسير بالرواية, يفسر القرآن بالقرآن, وبالأحاديث المشهورة في دواوين المحدثين بأسانيدها, ويتكلم على أسانيدها جرحًا وتعديلًا, فبين ما فيها من غرابة أو نكارة أو شذوذ غالبًا, ثم يذكر آثار الصحابة والتابعين.
قال السيوطي فيه: لم يؤلَّف على نمطه مثله.
وقال الشوكاني فيه: من أحسن التفاسير –إن لم يكن أحسنها-.
2. التاريخ الكبير المسمى بـ"البداية والنهاية", ذكر فيه قصص الأنبياء والأمم الماضية على ما جاء في القرآن الكريم والأخبار الصحيحة, وبيَّن الغرائب والمناكير والإسرائيليات, ثم يحقق السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي إلى زمنه, ثم ينتقل إلى الفتن وأشراط الساعة والملاحم وأحوال الآخرة.
وهو من أعظم التواريخ وأوثقِها وأقربِها إلى الصحة.
قال فيه ابن تغري بردي: وهو غاية في الجودة.
3-فضائل القرآن.
4-"شرح صحيح البخاري", شرع فيه ولم يتمه.
5-"التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل", جمع فيه كتابيْ شيخيه المزي والذهبي, وهما "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" و"ميزان الاعتدال في نقد الرجال", مع زيادات مفيدة ومهمة.
6-"اختصار علوم الحديث", قد اختصر فيه كتاب "علوم الحديث" للحافظ أبي عمرو عثمان بن الصلاح المتوفى سنة 643 بعبارة سهلة وفصيحة, وجمل مفهومة مليحة, واستدرك على ابن الصلاح استدراكات مفيدة, يبدؤها بقوله : "قلت", فسهل على طالب الفن تناوله في رسالة وسط لم يختصرها اختصارًا مضغوطًا مختلًّا, ولا أطالها تطويلًا منتشرًا مشوشًا, فكانت خطوة أولى ومرحلة ابتدائية يدرسها الطالب فيرتقي منها إلى دراسة أصلها وما بعدها من كتب الأئمة, حتى ينتهي إلى التحقيق, فيدلي بدلوه مع الدلاء.
7-"الهدي والسنن في أحاديث المسانيد والسنن", وهو المعروف بـ(جامع المسانيد), جمع فيه بين الكتب الستة ومسند كل من أحمد والبزار وأبي يعلى وابن أبي شيبة, ورتبه على الأبواب.
8-"مسند الشيخين" يعني: أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب –رضي الله عنهما-.
9- "السيرة النبوية" مطولة ومختصرة.
10-تخريج أحاديث أدلة "التنبيه" في فقه الشافعية.
11-تخريج أحاديث "مختصر ابن الحاجب".
12-مختصر كتاب "المدخل إلى كتاب السنن" للبيهقي.
13-"الأحكام الكبير" ولم يكمله.
14-المقدمات في أصول الفقه.
15-"طبقات الشافعية", ومعه "مناقب الشافعي".
وفاته:
كان قد فقد بصره في آخر حياته بسبب كثرة اشتغاله بالليل وهو في أثناء تأليفه لكتابه "جامع المسانيد", وتوفي توم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة عن أربع وستين سنة.
رحمه الله رحمة واسعة, وجزاه عن أمة محمد خير الجزاء.
(1) قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- تعليقًا على هذا الكلام: كلا، بل هذه الأمور من الفضائل والكمالات والمميزات، ومن حين تساهل الناس في هذه الأمور أدى ذلك بكثير من الناس إلى الجهل بالحديث وعلومه، ألم يقرر العلماء أن الرحلة في طلب العلو من سنة السلف ؟ وكم وكم من ألوف المحدثين كانوا يرحلون في طلب الحديث، ومن أعظم أهدافهم طلب العلو في الحديث, فهو من مطالب المحدثين لا من الفضلات – سامح الله السيوطي -.
([2]) ومن شعره:
تمر بنا الأيام تترى وإنما *** نساق إلى الآجال والعين تَنظُرُ
فلا عائدٌ ذاكَ الشباب الذي مضى *** ولا زائلٌ هذا المشيب المكدَّرُ
([2]) ومن شعره:
تمر بنا الأيام تترى وإنما *** نساق إلى الآجال والعين تَنظُرُ
فلا عائدٌ ذاكَ الشباب الذي مضى *** ولا زائلٌ هذا المشيب المكدَّرُ
