- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
نملة تطلب تأشيرة مرور
(وديعة عمراني )
حقيقة، لقد استوقفتني هذه الصورة كثيراً لما تحمل من دلالات ومعانٍ عظيمة، فمن يطالع عالم النمل يجد فيه من الغرائب والعجائب والصور والآيات التي تشهد لوحدانية الخالق وعظمته، فهو عالم ومجتمع غنيّ منظم وشديد الذكاء، بارع في برمجة مملكته وتقسيم مهام كل فرد داخلها، وتنظيم الاتصالات، وحماية المملكة والتفكير في الخطط والمبادرات إزاء كل موقف أو حدث طارئ!!
والصورة التي نراها هي من ضمن الصور والآيات التي تشهد لحقيقة ما ذهبنا إليه، وهي من فئة Dorymyrmex insanus ؛ فهذه النملة الصغيرة من فصيلة الحرّاس، وظيفتها الوقوف عند الحدود تراقب كل من يحاول الاقتراب من محيط المملكة أو الهجوم عليها، فما إن رأت نملة (أكبر حجماً) من فصيلة أخرى تقترب من المملكة حتى استوقفتها!!
والغريب الذي نود الإشارة والتنويه إليه – في هذه الصورة – هي الطريقة التي استوقفتها بها: فهو (استوقاف إجباري )، تماماً كما نرى، فكأنها شرطيٌّ عند الحدود يحاول استوقاف الدخلاء مطالباً إياهم بجواز المرور، وكذلك هذه النملة، فلقد وجّهت خطاباً (بلُغتها الخاصة) إلى النملة الأخرى الدخيلة ما معناه: (قِفي.. مَنْ سَمح لكِ بالمرور؟ أين جواز سفرك..؟!)،
فهل رأيتم مرة نملة تطلب تأشيرة مرور؟!
فها أنتم ترونها.. فسبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، يقول الحق تعالى في محكم آياته: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه:50]، وفي هذا يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي: "ربنا الذي خلق جميع المخلوقات، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به، على حسن صنعه من خلقه، من كبر الجسم وصغره وتوسّطه، وجميع صفاته. {ثُمَّ هَدَى} كل مخلوق إلى ما خلقه له، وهذه الهداية الكاملة المشاهَدة في جميع المخلوقات. فكل مخلوق تجده يسعى لما خلق له من المنافع، وفي دفع المضار عنه. حتى إن الله أعطى الحيوان البهيم من العقل، ما يتمكّن به من ذلك. وهذا كقوله تعالى: {الَّذِى أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة:7]".
نملة تطلب تأشيرة مرور
(وديعة عمراني )

حقيقة، لقد استوقفتني هذه الصورة كثيراً لما تحمل من دلالات ومعانٍ عظيمة، فمن يطالع عالم النمل يجد فيه من الغرائب والعجائب والصور والآيات التي تشهد لوحدانية الخالق وعظمته، فهو عالم ومجتمع غنيّ منظم وشديد الذكاء، بارع في برمجة مملكته وتقسيم مهام كل فرد داخلها، وتنظيم الاتصالات، وحماية المملكة والتفكير في الخطط والمبادرات إزاء كل موقف أو حدث طارئ!!
والصورة التي نراها هي من ضمن الصور والآيات التي تشهد لحقيقة ما ذهبنا إليه، وهي من فئة Dorymyrmex insanus ؛ فهذه النملة الصغيرة من فصيلة الحرّاس، وظيفتها الوقوف عند الحدود تراقب كل من يحاول الاقتراب من محيط المملكة أو الهجوم عليها، فما إن رأت نملة (أكبر حجماً) من فصيلة أخرى تقترب من المملكة حتى استوقفتها!!
والغريب الذي نود الإشارة والتنويه إليه – في هذه الصورة – هي الطريقة التي استوقفتها بها: فهو (استوقاف إجباري )، تماماً كما نرى، فكأنها شرطيٌّ عند الحدود يحاول استوقاف الدخلاء مطالباً إياهم بجواز المرور، وكذلك هذه النملة، فلقد وجّهت خطاباً (بلُغتها الخاصة) إلى النملة الأخرى الدخيلة ما معناه: (قِفي.. مَنْ سَمح لكِ بالمرور؟ أين جواز سفرك..؟!)،
فهل رأيتم مرة نملة تطلب تأشيرة مرور؟!
فها أنتم ترونها.. فسبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، يقول الحق تعالى في محكم آياته: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه:50]، وفي هذا يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي: "ربنا الذي خلق جميع المخلوقات، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به، على حسن صنعه من خلقه، من كبر الجسم وصغره وتوسّطه، وجميع صفاته. {ثُمَّ هَدَى} كل مخلوق إلى ما خلقه له، وهذه الهداية الكاملة المشاهَدة في جميع المخلوقات. فكل مخلوق تجده يسعى لما خلق له من المنافع، وفي دفع المضار عنه. حتى إن الله أعطى الحيوان البهيم من العقل، ما يتمكّن به من ذلك. وهذا كقوله تعالى: {الَّذِى أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة:7]".