[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]الرياء يحبط العمل
كتب:عبدالله الهدلق
لفت نظري إعلانان في احدى الصحف المحلية، أحدهما يشغل ربع صفحة لشركة الاتصالات المتنقلة بالتعاون مع شركة ايوا جلف يدعو للاشتراك في خدمة معينة تتيح للمشترك الاستماع الى القرآن والحديث والأدعية والأذكار والقصائد والأقوال المأثورة، وتظهر في هذا الإعلان صورة شاب ذي لحية كثة ولباس وطني، اشار الإعلان الى ان اسمه مشاري العفاسي، اما الاعلان الآخر فهو في نفس الصحيفة وعلى الصفحة المقابلة للإعلان الأول، والاعلان الآخر جاء في صورة خبر يقول:
«فلاشات» العفاسي في مصر، والفلاشات المقصودة عبارة عن برامج تأخذ طابعاً سريعاً وتتضمن تسجيلات لآيات قرآنية وأدعية وابتهالات وقصائد وأذكار خاصة بقناة العفاسي الفضائية.
وبمجرد قراءتي للإعلان والخبر تبادر الى ذهنبي الحديث النبوي الشريف الذي يصف حال قارئ القرآن يوم القيامة عندما يسأله رب العالمين سبحانه وتعالى عن قصده وهدفه ونيته من قراءة القرآن، فيقول القارئ مجيباً ربه: قرأت القرآن يا رب رغبة في الاجر والثواب. ولكن رب العالمين - الذي لا تخفى عليه خافية، والمطلع على نيات العباد وسرائرهم والذي «يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور» - يقول لهذا القارئ: كذبت، ولكنك قرأت القرآن ليقال قارئ وقد قيل) ثم يحبط الله عمله، فيحرم الاجر والثواب.
ان الرياء يحبط العمل الصالح، والرياء معناه رغبة الشخص الذي يعمل عملاً في كسب ثناء الناس وإطرائهم له، والبحث عن الشهرة والانتشار، ومعنى يحبط العمل أي ان العمل لا قيمة له ولا ثواب ولا اجر عند الله يوم القيامة، لأن الاخلاص شرط لقبول الاعمال الصالحة، ولا يمكن ان يجتمع الاخلاص والرياء في قلب المؤمن أبداً.
وبعودة سريعة الى الاعلان والخبر اللذين ذكرتهما في اول المقال ندرك جميعاً ان صورة واسم مشاري العفاسي الظاهرتين لا يمكن ان توجدا إلا بأحد احتمالين اثنين:
إما ان يكون مشاري العفاسي يعلم بذلك مسبقاً وقد وافق عليه وقبل به ورضيه.
وإما ان تكون الشركة المعلنة قد استغلت الصورة والاسم دون علم صاحبهما ودون موافقته وفي كلتا الحالتين فإن مشاري العفاسي مسؤول أمام الله عن هذا الرياء المقصود أو غير المقصود، اذ كان بإمكانه ان يطلب من الشركة صاحبة الإعلان التوقف عن استغلال اسمه وصورته. وبما ان (الدين النصيحة) - كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فإنني انصح مشاري العفاسي بإخلاص عمله لله والبعد عن الرياء او طلب الشهرة او اللهث وراء المكاسب المادية والثراء، والتوقف عن نشر صوره وإعلاناته بهذا الشكل التجاري البحت الذي يسيء إليه في النهاية ويحبط عمله.
لقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرياء بالشرك الخفي، وحذر منه، لأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه بعيداً عن الرياء والمفاخرة وطلب الشهرة، وقد عاب سبحانه وتعالى على اقوام مرائين بقولة:
«وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً».
رابط الصفحة من جريده الوطن //
http://www.alwatan.com.kw/Default.as...6390&pageId=80[/grade]