- 27 مايو 2007
- 7,082
- 29
- 48
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
نسال الله في هذه الايام الطيبة واليالي المباركة
أن يعتقنا من النار وجميع أخواننا المسلمين اللهم آمين
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقهُ، وبدأ خلق الإنسان من طين ، والصلاة والسلام على أمام المتقين ، وسيد المرسلين ، وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين أما بعد:
أيها المباركون : هذا لقاءٌ متجدد من برنامجكم ( أهل البقيع ) حديثنا اليوم عن الشيخ الوالد
(عبد العزيز بن صالح ) غفر الله له ورحمه ، هذه المدينة المباركة في عصرنا هذا شهدت أعلاماً كثيرين من العلماء الربانين فيما نحسبهم ولا نزكي على الله أحداً . ونحن في هذه اللقاءات المباركة نقعُ في حرج . ذلكُم أننا نعلم أن هناك جماً غفيرا لا يمكن لهذه الحلقات أن تستوعب الحديث عنهم ، لكننا سنعرج قدر الإمكان على بعضٍ منهم ولا يعني ذلك الإقلاق بالآخرين لكن (حسبُك من القـلادة ما أحاط بالعُنق ) ويبقى لمن لم نذكرهم فضلهم وإمامتهم وعلو شأنهم في الدين .
عبد العزيز بن صالح -رحمه الله تعالى- هو إمام المسجد النبوي الشريف لأكثر من خمسين عاما ، وهذا كما يعلم كل منصف فضلٌ عظيم من الرب تبارك وتعالى عليه ، فهو المولود عام 1328 و المتوفى عام 1415 في هذه المدينة المباركة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وسأبدأ معك من وفاتهِ حتى تعلم كيف كان ذلك الرجل الإمام قريباً من الناس :
الشيخ رحمة الله كان له مجلس في بيتهِ منذُ أن كان بيتهُ بجوار الحرم إلى أن أحدثت هناك توسعات في الحرم وسكن الشيخ فيما يُعرف في المدينة بالحرة الشرقية ، كان الشيخ يفتح بيته لناس ما بين صلاتي المغرب والعشاء وقد تُوفي فجر يوم الاثنين ، في مساء يوم الأحد ليلة الاثنين كان جالساً لناس فغلبه المرض فاستأذن الناس ثم زاد المرض عليه حتى قُبضت روحهُ مع فجر يوم الاثنين من عام 1415 وذلكم الشهر كان شهر جمادى الأولى ، هذا الموقف يدل على قرب الشيخ الكبير من الناس .
أما الحديث عن الشيخ جملة : فهو شيخٌ كان محبوباً جداً من أهل المدينة وأنا واحدٌ من أولئك الذين كانوا يحبون الشيخ ، فنحن الآن لا نتحدث عن رجلٍ مرجعُنا في الحديث عنه الكتب وما قرأنها في السير والأخبار وأحاديث الرجال ، لكن نتحدث عن شخصيةٍ رأيناها صلينا ورائها حضرنا مجالسها فكان لها على حياتنا و حياة الكثير من أبناء جيلنا أكبر الأثر _ رحم الله الشيخ رحمةً واسعة_ .
الشيخ كان له صوتٌ شجي إذا قرأ القرآن ، فكان الناس يجدون لقرأتهِ في أنفسهم أثراً عجيباً وهم يصلون ورائهُ خاصةً في صلاة التراويح والتهجد في شهر رمضان المبارك ، وقد أُعطي جلداً في القراءة ، فكان في أيام حياتهِ رحمه الله يُصلي بالناس صلاة التراويح وصلاة التهجد ، والمشهور المتعامل عليه الآن في الناس أن الأئمة يصلون في صلاة التراويح كل يومٍ يقرؤون جزاء ويقرؤون في صلاة التهجد في مكة جزءً واحدَ وفي صلاة التهجد في المدينة يقرؤون جزءاً وربع الجزء . أما أيام الشيخ رحمه الله فكان يقرأ في صلاة التراويح جزء ويقرأ في صلاة التهجد بثلاثة أجزاء ، بمعنى أنه كانت هناك ختمتين للقرآن ختمه في صلاة التراويح وختمه في صلاة التهجد مما يعني أن الناس يقضون كثيراً من الليل في الصلاة ، ثم بعد مرض الشيخ ثم وفاته استقر عمل الناس على انه لا يكون إلا ختمه واحدة في التراويح وأما صلاة التهجد فلا تكون فيها ختمت ٌ مطلقا . هذا الدأب الذي كان عليه الشيخ رحمه الله تعالى في حياتهِ مع ذلك الصوت الشجي وكان يُعينهُ ويُساعدهُ بعض الأئمة على اختلاف العصور لأن خمسين عاماً عمراً مديدَ لكن كانت لقراءة الشيخ أثراٌ كبيراً كما بينا كان لقراءة الشيخ أثراٌ كبير في خشوع الناس ومعرفة ربهم تبارك وتعالى مما يجدونهُ من اثر في نفوسهم .
الشيخ رحمه الله كانت له رحلاته الدعوية : سافر إلى مالي ، إلى باكستان ، إلى الجمهورية العراقية ، إلى السنغال ، إلى نيجيريا ، عبر سنين متعددة كانت أعوام حفلت بزيارات الشيخ إلى عدة دول إسلامية كما حررنا آنفا ، كان خلالها يدعو إلى الله جل وعلا وكان بعض تلك الدعوات يأتيه من رؤساء الدول .
كان له أثره الكبير في المنبر : فجعل المنبر منبر الحرم النبوي يُعنى بقضايا الناس الاجتماعية رغم أن الشيخ لم يكن يُجيد القراءة ولا الكتابة ، لكنه تتلمذ في المجمعة على يد الشيخ العنقري رحمه الله فلضعف بصره كان لا يُجيد القراءة والكتابة لكنه كان خطيباً مفوهاً وما زال في الناس إلى اليوم تداول لتلكم الخطب التي سُجلت أيام حياتهِ رحمه الله تعالى رحمة واسعة .
كان الشيخ صادعاً بالحق وقوة شخصيتهِ غلبت عليه حتى من ترجم له كالعلامة البسام -رحمه الله- قال عنه :[ وهو رجلٌ غلبت شخصيتهُ على علمه ] أي أن معرفة الناس له غلب عليها معرفتهم بشخصيتهِ القوية التي تصدع بالحق غلب ذلك على معرفتهم بعلمهِ رغم أن الشيخ كان أحد أعضاء هيئة كبار العلماء وكان النظام في هيئة كبار العلماء الرئاسة فيها بالتداول ولم يستقر على أن يكون الرئيس ثابتاً إلا بأمر ملكي جاء بعد وفاة الشيخ رحمة الله تعالى فترأس الهيئة الشيخ ابن باز رحمة الله فترة حتى مات ثم يترأسها اليوم سماحة مفتي البلاد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ .
الذي يعنينا أن الشيخ كان ذا علم جم لكن كما قلت غلبت شخصيته القوية على علمهِ ، فكان له مواقف قد يصعب الحديث عنها لكن من خلال ملامستنا لها لأننا أبناء جيل نشأ واستمع ورأى وجلس مع الشيخ عبد العزيز بن صالح كثيراً فرأى كثيراً من صدعه بالحق وقوة شخصيته _رحمه الله تعالى رحمة واسعة_ .
أذكر أنه مات وكنت في جدة ثم عدت إلى المدينة لما بلغني خبر وفاته ولم أتمكن من حضور جنازته لكن أذكر أنني قلت فيه :
بـلد الرسـول قبائه وعقيقهُ == قبرٌ أبرُ على عظامك حاني
تبـكيك فـيهِ منائرٌ وأهـلةٌ == والمنبر الشرقيُ ذو الأركانِ
أنا لستُ أبكي فيك شخصاً غائبا == بل أبكي فيك معاقل الإيمانِ
أبـكي الإمامة والخطابة والتُقى == أبكي القضاء ونبرة القرآنِ
شهد الصلاة عليه الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى رحمة واسعة- آنذاك وشهدها جمعٌ غفيرٌ جداً من العلماء وعامة المؤمنين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صلاة مغرب وأمّ المسلمين فيها فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي وفقه الله جل وعلا وحفظه ، ثم حُملت جنازة الشيخ عبد العزيز بن صالح على القلوب لا على الأعناق والناس يبكون بعد أن فقدوا إماماً صلى بهم في خير بقعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسين عاماً ، ثم على مقربة من قبر الإمام مالك ونافعٍ مولى ابن عمر دُفن فضيلتهُ غفر الله له ورحمة فبكته العيون بكته القلوب وفقد أهل المدينة إماماً طالما صلوا ورائهُ ، فقد عُين عبد العزيز بن صالح رحمه الله إماماً في المسجد النبوي عام 1372هـ بأمرٍ من الملك عبد العزيز ثم عاصر الكثير من ملوك هذه الدولة المباركة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمة الله تعالى عليهم جميعاً- ورحمة الله على الشيخ .
ما قُلناه نزٌ يسير غلبت عليه العاطفة أكثر مما يغلب عليه النهج العلمي لكنه شيخٌ لمسنا حياتهُ عن قٌرب فلذلك تحدثنا عنه بكل عفوية جاعلين المناهج العلمية الأكاديمية وراء ظهورنا .
هذا أيها المباركون ما تيسر إيراده وتهيأ إعداده حول حياة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن صالح غفر الله له ورحمه ونسأل الله أن يُلحقنا به في الصالحين بعد عمرٍ مديد وعملٍ صالح ، والحمد لله رب العالمين ..
الحلقة (19) : (عبد العزيز بن صالح
برنامج : أهل البقيع
للشيخ صالح المغامسي
امام وخطيب مسجد قباء
ونسال الله أن يبلغنا ليلة القدر
وبارك الله فكم
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
نسال الله في هذه الايام الطيبة واليالي المباركة
أن يعتقنا من النار وجميع أخواننا المسلمين اللهم آمين
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقهُ، وبدأ خلق الإنسان من طين ، والصلاة والسلام على أمام المتقين ، وسيد المرسلين ، وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين أما بعد:
أيها المباركون : هذا لقاءٌ متجدد من برنامجكم ( أهل البقيع ) حديثنا اليوم عن الشيخ الوالد
(عبد العزيز بن صالح ) غفر الله له ورحمه ، هذه المدينة المباركة في عصرنا هذا شهدت أعلاماً كثيرين من العلماء الربانين فيما نحسبهم ولا نزكي على الله أحداً . ونحن في هذه اللقاءات المباركة نقعُ في حرج . ذلكُم أننا نعلم أن هناك جماً غفيرا لا يمكن لهذه الحلقات أن تستوعب الحديث عنهم ، لكننا سنعرج قدر الإمكان على بعضٍ منهم ولا يعني ذلك الإقلاق بالآخرين لكن (حسبُك من القـلادة ما أحاط بالعُنق ) ويبقى لمن لم نذكرهم فضلهم وإمامتهم وعلو شأنهم في الدين .
عبد العزيز بن صالح -رحمه الله تعالى- هو إمام المسجد النبوي الشريف لأكثر من خمسين عاما ، وهذا كما يعلم كل منصف فضلٌ عظيم من الرب تبارك وتعالى عليه ، فهو المولود عام 1328 و المتوفى عام 1415 في هذه المدينة المباركة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وسأبدأ معك من وفاتهِ حتى تعلم كيف كان ذلك الرجل الإمام قريباً من الناس :
الشيخ رحمة الله كان له مجلس في بيتهِ منذُ أن كان بيتهُ بجوار الحرم إلى أن أحدثت هناك توسعات في الحرم وسكن الشيخ فيما يُعرف في المدينة بالحرة الشرقية ، كان الشيخ يفتح بيته لناس ما بين صلاتي المغرب والعشاء وقد تُوفي فجر يوم الاثنين ، في مساء يوم الأحد ليلة الاثنين كان جالساً لناس فغلبه المرض فاستأذن الناس ثم زاد المرض عليه حتى قُبضت روحهُ مع فجر يوم الاثنين من عام 1415 وذلكم الشهر كان شهر جمادى الأولى ، هذا الموقف يدل على قرب الشيخ الكبير من الناس .
أما الحديث عن الشيخ جملة : فهو شيخٌ كان محبوباً جداً من أهل المدينة وأنا واحدٌ من أولئك الذين كانوا يحبون الشيخ ، فنحن الآن لا نتحدث عن رجلٍ مرجعُنا في الحديث عنه الكتب وما قرأنها في السير والأخبار وأحاديث الرجال ، لكن نتحدث عن شخصيةٍ رأيناها صلينا ورائها حضرنا مجالسها فكان لها على حياتنا و حياة الكثير من أبناء جيلنا أكبر الأثر _ رحم الله الشيخ رحمةً واسعة_ .
الشيخ كان له صوتٌ شجي إذا قرأ القرآن ، فكان الناس يجدون لقرأتهِ في أنفسهم أثراً عجيباً وهم يصلون ورائهُ خاصةً في صلاة التراويح والتهجد في شهر رمضان المبارك ، وقد أُعطي جلداً في القراءة ، فكان في أيام حياتهِ رحمه الله يُصلي بالناس صلاة التراويح وصلاة التهجد ، والمشهور المتعامل عليه الآن في الناس أن الأئمة يصلون في صلاة التراويح كل يومٍ يقرؤون جزاء ويقرؤون في صلاة التهجد في مكة جزءً واحدَ وفي صلاة التهجد في المدينة يقرؤون جزءاً وربع الجزء . أما أيام الشيخ رحمه الله فكان يقرأ في صلاة التراويح جزء ويقرأ في صلاة التهجد بثلاثة أجزاء ، بمعنى أنه كانت هناك ختمتين للقرآن ختمه في صلاة التراويح وختمه في صلاة التهجد مما يعني أن الناس يقضون كثيراً من الليل في الصلاة ، ثم بعد مرض الشيخ ثم وفاته استقر عمل الناس على انه لا يكون إلا ختمه واحدة في التراويح وأما صلاة التهجد فلا تكون فيها ختمت ٌ مطلقا . هذا الدأب الذي كان عليه الشيخ رحمه الله تعالى في حياتهِ مع ذلك الصوت الشجي وكان يُعينهُ ويُساعدهُ بعض الأئمة على اختلاف العصور لأن خمسين عاماً عمراً مديدَ لكن كانت لقراءة الشيخ أثراٌ كبيراً كما بينا كان لقراءة الشيخ أثراٌ كبير في خشوع الناس ومعرفة ربهم تبارك وتعالى مما يجدونهُ من اثر في نفوسهم .
الشيخ رحمه الله كانت له رحلاته الدعوية : سافر إلى مالي ، إلى باكستان ، إلى الجمهورية العراقية ، إلى السنغال ، إلى نيجيريا ، عبر سنين متعددة كانت أعوام حفلت بزيارات الشيخ إلى عدة دول إسلامية كما حررنا آنفا ، كان خلالها يدعو إلى الله جل وعلا وكان بعض تلك الدعوات يأتيه من رؤساء الدول .
كان له أثره الكبير في المنبر : فجعل المنبر منبر الحرم النبوي يُعنى بقضايا الناس الاجتماعية رغم أن الشيخ لم يكن يُجيد القراءة ولا الكتابة ، لكنه تتلمذ في المجمعة على يد الشيخ العنقري رحمه الله فلضعف بصره كان لا يُجيد القراءة والكتابة لكنه كان خطيباً مفوهاً وما زال في الناس إلى اليوم تداول لتلكم الخطب التي سُجلت أيام حياتهِ رحمه الله تعالى رحمة واسعة .
كان الشيخ صادعاً بالحق وقوة شخصيتهِ غلبت عليه حتى من ترجم له كالعلامة البسام -رحمه الله- قال عنه :[ وهو رجلٌ غلبت شخصيتهُ على علمه ] أي أن معرفة الناس له غلب عليها معرفتهم بشخصيتهِ القوية التي تصدع بالحق غلب ذلك على معرفتهم بعلمهِ رغم أن الشيخ كان أحد أعضاء هيئة كبار العلماء وكان النظام في هيئة كبار العلماء الرئاسة فيها بالتداول ولم يستقر على أن يكون الرئيس ثابتاً إلا بأمر ملكي جاء بعد وفاة الشيخ رحمة الله تعالى فترأس الهيئة الشيخ ابن باز رحمة الله فترة حتى مات ثم يترأسها اليوم سماحة مفتي البلاد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ .
الذي يعنينا أن الشيخ كان ذا علم جم لكن كما قلت غلبت شخصيته القوية على علمهِ ، فكان له مواقف قد يصعب الحديث عنها لكن من خلال ملامستنا لها لأننا أبناء جيل نشأ واستمع ورأى وجلس مع الشيخ عبد العزيز بن صالح كثيراً فرأى كثيراً من صدعه بالحق وقوة شخصيته _رحمه الله تعالى رحمة واسعة_ .
أذكر أنه مات وكنت في جدة ثم عدت إلى المدينة لما بلغني خبر وفاته ولم أتمكن من حضور جنازته لكن أذكر أنني قلت فيه :
بـلد الرسـول قبائه وعقيقهُ == قبرٌ أبرُ على عظامك حاني
تبـكيك فـيهِ منائرٌ وأهـلةٌ == والمنبر الشرقيُ ذو الأركانِ
أنا لستُ أبكي فيك شخصاً غائبا == بل أبكي فيك معاقل الإيمانِ
أبـكي الإمامة والخطابة والتُقى == أبكي القضاء ونبرة القرآنِ
شهد الصلاة عليه الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى رحمة واسعة- آنذاك وشهدها جمعٌ غفيرٌ جداً من العلماء وعامة المؤمنين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صلاة مغرب وأمّ المسلمين فيها فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي وفقه الله جل وعلا وحفظه ، ثم حُملت جنازة الشيخ عبد العزيز بن صالح على القلوب لا على الأعناق والناس يبكون بعد أن فقدوا إماماً صلى بهم في خير بقعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسين عاماً ، ثم على مقربة من قبر الإمام مالك ونافعٍ مولى ابن عمر دُفن فضيلتهُ غفر الله له ورحمة فبكته العيون بكته القلوب وفقد أهل المدينة إماماً طالما صلوا ورائهُ ، فقد عُين عبد العزيز بن صالح رحمه الله إماماً في المسجد النبوي عام 1372هـ بأمرٍ من الملك عبد العزيز ثم عاصر الكثير من ملوك هذه الدولة المباركة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمة الله تعالى عليهم جميعاً- ورحمة الله على الشيخ .
ما قُلناه نزٌ يسير غلبت عليه العاطفة أكثر مما يغلب عليه النهج العلمي لكنه شيخٌ لمسنا حياتهُ عن قٌرب فلذلك تحدثنا عنه بكل عفوية جاعلين المناهج العلمية الأكاديمية وراء ظهورنا .
هذا أيها المباركون ما تيسر إيراده وتهيأ إعداده حول حياة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن صالح غفر الله له ورحمه ونسأل الله أن يُلحقنا به في الصالحين بعد عمرٍ مديد وعملٍ صالح ، والحمد لله رب العالمين ..
الحلقة (19) : (عبد العزيز بن صالح
برنامج : أهل البقيع
للشيخ صالح المغامسي
امام وخطيب مسجد قباء
ونسال الله أن يبلغنا ليلة القدر
وبارك الله فكم