- 26 أبريل 2008
- 3,836
- 27
- 48
- الجنس
- ذكر
** كاهن قديم **
" الكاهن ، لا يُدارى و لا يداهن ، كلامه رمز ، ليس فيه لمز ، عاذ غيره بالتصريح فعاد بالتجريح ؛ و لاذ هو بالكهانة ، فأمِن المهانة. كان ... فكان الزّاجرَ الرّادِع ، للفاجر الخادع ، و كان ... فكان نذير السارق و المارق ، و الخاتل و القاتل ، و المحتال و المغتال ، و القاذف و الحاذف ، و المبتهر و المبتئر (1) . تجف قلوبهم إذا نوفروا إليه ، و تجفّ لهَوَاتهم إذا وقفوا بين يديه ، لاستتارهم بالعيب ، و استهتارهم بالغيب ، فلما جاء " محمد " بالحق فاء الناس إلى ضمائرهم ، و حكموا هدَيه في سرائرهم ، و ردُّوا الغيب إلى عالمه فاستراحوا ؛ و لكنهم اليوم عادوا إلى الجاهليَّة ، و تقلّبوا في أرحام حنظليّة و أصلاب باهليّة ، فماذا نصنع ؟ أنتقدّم منذرين ، أم نتأخّر معتذرين ؟ بل نُحي الاسم ، و نُميت- كما أمات الإسلام- الرسم" .
** كاهن عصري **
" كلام الكاهن ليس بالواهي و لا الواهن ، كأنما وخزه الماء ، أو لمستْه السماء ، ففيه من الماء إيراق ، و فيه من السماء إشراق . شارف مكامنَ الغيوب و لَمَّا .... و ورد معين العربية فورد جمًّا. عمر صحائف من ديوان العرب ، و كان من شعرهم كالكرب من القَرَب (2) ، بل كان هو الشعر في أول أدواره ، و كان قارعَ باب البيان و فارعَ أسواره ... اصطنع الكهان السجع ليروقوا السامع و يروعُوه ، و ليسهل على الناس فيحفظوه و يَعُوه. و لهم في حوْك الكلام مقامات حِسان ، أخذ منها ابن دريد و الهمذاني في تلك المقامات الحسان. سبقوا في السجع فما سبقتهم إلا الحمائم ، و أخذوه طبعًا فما لحقهم فيه صنعًا إلا " بعض ذوي العمائم" . و ما عدا هذا من الأسجاع ، فهي غُصص تتبَعُها أوجاع " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الابتهار ادعاء الفاجر الفجور كاذبا، و الابتئار ادعاؤه صادقا .
( 2 ) حبل يشد في عراقي القربة .
..
" الكاهن ، لا يُدارى و لا يداهن ، كلامه رمز ، ليس فيه لمز ، عاذ غيره بالتصريح فعاد بالتجريح ؛ و لاذ هو بالكهانة ، فأمِن المهانة. كان ... فكان الزّاجرَ الرّادِع ، للفاجر الخادع ، و كان ... فكان نذير السارق و المارق ، و الخاتل و القاتل ، و المحتال و المغتال ، و القاذف و الحاذف ، و المبتهر و المبتئر (1) . تجف قلوبهم إذا نوفروا إليه ، و تجفّ لهَوَاتهم إذا وقفوا بين يديه ، لاستتارهم بالعيب ، و استهتارهم بالغيب ، فلما جاء " محمد " بالحق فاء الناس إلى ضمائرهم ، و حكموا هدَيه في سرائرهم ، و ردُّوا الغيب إلى عالمه فاستراحوا ؛ و لكنهم اليوم عادوا إلى الجاهليَّة ، و تقلّبوا في أرحام حنظليّة و أصلاب باهليّة ، فماذا نصنع ؟ أنتقدّم منذرين ، أم نتأخّر معتذرين ؟ بل نُحي الاسم ، و نُميت- كما أمات الإسلام- الرسم" .
** كاهن عصري **
" كلام الكاهن ليس بالواهي و لا الواهن ، كأنما وخزه الماء ، أو لمستْه السماء ، ففيه من الماء إيراق ، و فيه من السماء إشراق . شارف مكامنَ الغيوب و لَمَّا .... و ورد معين العربية فورد جمًّا. عمر صحائف من ديوان العرب ، و كان من شعرهم كالكرب من القَرَب (2) ، بل كان هو الشعر في أول أدواره ، و كان قارعَ باب البيان و فارعَ أسواره ... اصطنع الكهان السجع ليروقوا السامع و يروعُوه ، و ليسهل على الناس فيحفظوه و يَعُوه. و لهم في حوْك الكلام مقامات حِسان ، أخذ منها ابن دريد و الهمذاني في تلك المقامات الحسان. سبقوا في السجع فما سبقتهم إلا الحمائم ، و أخذوه طبعًا فما لحقهم فيه صنعًا إلا " بعض ذوي العمائم" . و ما عدا هذا من الأسجاع ، فهي غُصص تتبَعُها أوجاع " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الابتهار ادعاء الفاجر الفجور كاذبا، و الابتئار ادعاؤه صادقا .
( 2 ) حبل يشد في عراقي القربة .
..