- 6 فبراير 2007
- 76
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
[align=center](بسم الل) [/align]
[align=justify][align=center]حقوق الجار في الاسلام[/align]
إن المجتمع الفاضل الذي أقامه الإسلام بهدي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قائم على أعمدة قوية متماسك اللبنات متحد الأهداف، غايته الإستقرار والراحة النفسية لكل فرد من أفراده وأعظم استقرار ان يستقر الإنسان في داره مطمئنا يأمن فيه على أهله وأولاده ولا يتحقق ذلك إلا إذا أحسن المرء اختيار جيرانه، فانتقاء الجار أمر مهم جدا لأن المرء إذا كان له جار سوء عاش في ضيق وقلق وخوف، فلا هو يستطيع أن يأمن على أهل بيته وأولاده إذا خرجوا لينغمسوا في المجتمع المحيط بهم، ولاهو بالذي يأمنه عند سفره على بيته وأهله، ولا هو بالذي ينتظر منه وقوفا عند أزمات الدهر ومصائبه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من سعادة المرء المسلم: المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء) لذلك فقد أولى الإسلام للجار اهتماما منقطع النظير فأمر بحسن المعاملة بين المسلم وجيرانه وحدد لكل جار حقوقا حسب قربه وبعده من المسلم حتى غير المسلمين أحاطهم بعنايته يقول الله سبحانه وتعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب) فالجار هو القريب منك مطلع على أمورك وأحوالك أكثر من غيره وله حق كبير عليك، فإن كان قريبا مسلما فله ثلاثة حقوق حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام، وإن كان مسلما غير قريب فله حقان حق الجوار وحق الإسلام وكذلك إن كان قريبا غير مسلم فله حق الجوار وحق القرابة، وإن كان غير مسلم وليس بقريب فله حق واحد وهو حق الجوار.
ولأهمية الجار كانت وصية جبريل عليه السلام لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
وللجار حقوق عظيمة غفل عنها كثير من الناس لعل من أهمها وأعظمها أن يحسن المسلم إلى جاره بما إستطاع من مال وطعام حتى الزيارة والسؤال عن حاله يعد من الإحسان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم جاره) وفي رواية (فليحسن إلى جاره).
وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (مامن إمريء بات شبعانا وجاره طاو وعلم به ولم يطعمه إلا كان الله بريئا منه وأنا بريء منه) وعنه أيضا أنه قال: (ليس المؤمن من بات شبعانا وجاره جائعا).
ويروى عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (إذا طبخت قدرا فاكثر ماءها ثم انظر بعض أهل بيت في جيرانك فاغرف لهم).
وإن مما يجلب الألفة والمودة بين الجيران مشاركة المسلم جيرانه في أفراحهم بتقديم الهدايا والتهاني، وأن يواسيهم في مصائبهم وأحزانهم يفرح لما يفرحون ويحزن لما يحزنون.
ولا شك أن كف الأذى عنهم حق من حقوق الجار عظيم وخلق من أخلاق الإسلام رفيع حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من مغبة الوقوع فيه فقال مشددا على مرتكبه: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن) قيل من يا رسول الله لقد خاب وخسر قال: (الذي لا يأمن جاره بوائقه) قيل: وما بوائقه قال: (شره) وقد ذكر عند الرسول صلى الله عليه وسلم امرأة كثيرة الصلاة والصيام ولكنها تؤذي جيرانها فقال: (هي في النار).
ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) وأعظم من كف الأذى عن الجار الصبر على أذائه روي عن ابي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه جاره فقال له عليه الصلاة والسلام: (اصبر) ثلاث مرات، ثم قال له في الرابعة: (اطرح متاعك في الطريق) قال: ففعل فجعل الناس يمرون ويقولون: مالك فيقول: آذاني جاري فيقولون: لعنه الله فجاءه لي جاره فقال له: رد متاعك لا والله لا آذينك أبدا).
ويروى أن رجلا أتى ابن مسعود رضي الله عنه فقال له: إن جارا يؤذيني ويشتمني ويضيق علي فقال له: (اذهب فإن هو عصى الله فيك فأطع الله فيه) فهذه هي أهم الحقوق التي كفلها الإسلام للجار فلننتبه لها جميعا ولنعمل بها.
والحقيقة أن المسلم يتألم كثيرا عندما يلاحظ في المجتمع الإسلامي كثرة المشاكل والتدهور في العلاقات بين الجيران فتجد جارا يكيد بجاره المكائد والمصائب، وآخر لا يتكلم مع حاره لأيام طويلة، وآخر لا يعرف أن جاره يمر بمناسبة سعيدة فيهنيه أو جزينة فيواسيه ويعزيه، وأخطر من ذلك أن تجد جيرانا يعيشون في مجمع سكني لا يتعارفون وربما يقطنون في مبنى واحد وإن سألت أحدهم عن أقرب الجيران منه لا يعرفه وربما لايلتقون إلا صدفه إما على باب المبنى عند الخروج للعمل أول النهار أو عند العودة من العمل آخر النهار أو في المسجد فأين هؤلاء من الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملته مع جيرانه.
وهاكم أجمل هدية محمدية غالية تقوي أواصر المودة والتآلف بين الجيران إن اقتدوا بها وانتهجوا نهجها يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه لما كان بالمدينة المنورة كان له جار يهودي يؤذيه وكان عليه الصلاة والسلام يصبر ويحتسب فلما مرض اليهودي زاره فدخل الرعب في قلب اليهودي ظنا منه أن محمدا جاء لينتقم منه مستغلا مرضه، وإذا به يفاجأ أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليواسيه ويسأل عن حاله ويقدم له العون إن لزم الأمر عندئذ طأطأ اليهودي رأسه اعترافا له بالجميل وأعلن الشهادة وأصبح من المسلمين).
نسأل الله العظيم أن يوففتا في اختيار جيراننا ويعيننا على أداء حقوقهم.[/align]
[align=center]t7 [/align]
[align=justify][align=center]حقوق الجار في الاسلام[/align]
إن المجتمع الفاضل الذي أقامه الإسلام بهدي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قائم على أعمدة قوية متماسك اللبنات متحد الأهداف، غايته الإستقرار والراحة النفسية لكل فرد من أفراده وأعظم استقرار ان يستقر الإنسان في داره مطمئنا يأمن فيه على أهله وأولاده ولا يتحقق ذلك إلا إذا أحسن المرء اختيار جيرانه، فانتقاء الجار أمر مهم جدا لأن المرء إذا كان له جار سوء عاش في ضيق وقلق وخوف، فلا هو يستطيع أن يأمن على أهل بيته وأولاده إذا خرجوا لينغمسوا في المجتمع المحيط بهم، ولاهو بالذي يأمنه عند سفره على بيته وأهله، ولا هو بالذي ينتظر منه وقوفا عند أزمات الدهر ومصائبه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من سعادة المرء المسلم: المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء) لذلك فقد أولى الإسلام للجار اهتماما منقطع النظير فأمر بحسن المعاملة بين المسلم وجيرانه وحدد لكل جار حقوقا حسب قربه وبعده من المسلم حتى غير المسلمين أحاطهم بعنايته يقول الله سبحانه وتعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب) فالجار هو القريب منك مطلع على أمورك وأحوالك أكثر من غيره وله حق كبير عليك، فإن كان قريبا مسلما فله ثلاثة حقوق حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام، وإن كان مسلما غير قريب فله حقان حق الجوار وحق الإسلام وكذلك إن كان قريبا غير مسلم فله حق الجوار وحق القرابة، وإن كان غير مسلم وليس بقريب فله حق واحد وهو حق الجوار.
ولأهمية الجار كانت وصية جبريل عليه السلام لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
وللجار حقوق عظيمة غفل عنها كثير من الناس لعل من أهمها وأعظمها أن يحسن المسلم إلى جاره بما إستطاع من مال وطعام حتى الزيارة والسؤال عن حاله يعد من الإحسان يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم جاره) وفي رواية (فليحسن إلى جاره).
وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (مامن إمريء بات شبعانا وجاره طاو وعلم به ولم يطعمه إلا كان الله بريئا منه وأنا بريء منه) وعنه أيضا أنه قال: (ليس المؤمن من بات شبعانا وجاره جائعا).
ويروى عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (إذا طبخت قدرا فاكثر ماءها ثم انظر بعض أهل بيت في جيرانك فاغرف لهم).
وإن مما يجلب الألفة والمودة بين الجيران مشاركة المسلم جيرانه في أفراحهم بتقديم الهدايا والتهاني، وأن يواسيهم في مصائبهم وأحزانهم يفرح لما يفرحون ويحزن لما يحزنون.
ولا شك أن كف الأذى عنهم حق من حقوق الجار عظيم وخلق من أخلاق الإسلام رفيع حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من مغبة الوقوع فيه فقال مشددا على مرتكبه: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن) قيل من يا رسول الله لقد خاب وخسر قال: (الذي لا يأمن جاره بوائقه) قيل: وما بوائقه قال: (شره) وقد ذكر عند الرسول صلى الله عليه وسلم امرأة كثيرة الصلاة والصيام ولكنها تؤذي جيرانها فقال: (هي في النار).
ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) وأعظم من كف الأذى عن الجار الصبر على أذائه روي عن ابي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه جاره فقال له عليه الصلاة والسلام: (اصبر) ثلاث مرات، ثم قال له في الرابعة: (اطرح متاعك في الطريق) قال: ففعل فجعل الناس يمرون ويقولون: مالك فيقول: آذاني جاري فيقولون: لعنه الله فجاءه لي جاره فقال له: رد متاعك لا والله لا آذينك أبدا).
ويروى أن رجلا أتى ابن مسعود رضي الله عنه فقال له: إن جارا يؤذيني ويشتمني ويضيق علي فقال له: (اذهب فإن هو عصى الله فيك فأطع الله فيه) فهذه هي أهم الحقوق التي كفلها الإسلام للجار فلننتبه لها جميعا ولنعمل بها.
والحقيقة أن المسلم يتألم كثيرا عندما يلاحظ في المجتمع الإسلامي كثرة المشاكل والتدهور في العلاقات بين الجيران فتجد جارا يكيد بجاره المكائد والمصائب، وآخر لا يتكلم مع حاره لأيام طويلة، وآخر لا يعرف أن جاره يمر بمناسبة سعيدة فيهنيه أو جزينة فيواسيه ويعزيه، وأخطر من ذلك أن تجد جيرانا يعيشون في مجمع سكني لا يتعارفون وربما يقطنون في مبنى واحد وإن سألت أحدهم عن أقرب الجيران منه لا يعرفه وربما لايلتقون إلا صدفه إما على باب المبنى عند الخروج للعمل أول النهار أو عند العودة من العمل آخر النهار أو في المسجد فأين هؤلاء من الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملته مع جيرانه.
وهاكم أجمل هدية محمدية غالية تقوي أواصر المودة والتآلف بين الجيران إن اقتدوا بها وانتهجوا نهجها يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه لما كان بالمدينة المنورة كان له جار يهودي يؤذيه وكان عليه الصلاة والسلام يصبر ويحتسب فلما مرض اليهودي زاره فدخل الرعب في قلب اليهودي ظنا منه أن محمدا جاء لينتقم منه مستغلا مرضه، وإذا به يفاجأ أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليواسيه ويسأل عن حاله ويقدم له العون إن لزم الأمر عندئذ طأطأ اليهودي رأسه اعترافا له بالجميل وأعلن الشهادة وأصبح من المسلمين).
نسأل الله العظيم أن يوففتا في اختيار جيراننا ويعيننا على أداء حقوقهم.[/align]
[align=center]t7 [/align]