- 28 نوفمبر 2005
- 2,415
- 11
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- مصطفى إسماعيل
[align=center]الحمد لله ولي الصالحين و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيد الورى و خير خلق الله أجمعين و على آله و صحبه و من اقثفى أثره و ستن بسنته إلى يوم البعث و الدين
أما بعد
قال تعالى : (( وأنه هو أضحك وأبكى ))
فإن البكاء سر عظيم من أسرار الخلق التي فطر الله تعالى الناس عليها و هو أيضا نعمة عظيمة من نعم الله علينا و لا يعرف قدرها إلى المحبون القائمون المستغفرون بالأسحار هذا لأن العبد المؤمن بالله جلا و علا يتذكر دائما عظم ذنوبه و يعرف جيدا أن خالقه و بارئه يبتليه بها حتى يلجأ إليه وحتى يتضرع إليه وحتى يبكي بين يديه بكاء النادم المفرط فيكون ذلك تكفيرًا لذنوبه وإعلاء لمنزلته وزيادة لإيمانه وإحياء لقلبه
وأعظم من بكى و خشع لله جل و علا هو رسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليه
يقول ابن القيم عن بكاء النبي صلى الله عليه وسلم (( لم يكن بشهيق ولا رفع صوت، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم تارة رحمة للميت وتارة خوفًا لأمته وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية .
ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون . . وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة (( النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) .
نعم و كان العنوان البارز لهذه القصة هو
حسبك حسبك
ففي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اقرأ عليَّ القرآن" فقال ابن مسعود: أقرأ عليك وعليك نزل! فقال: اقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري، فتلا ابن مسعود من أول النساء، حتى بلغ قول الله جل وعلا من سورة النساء: "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا * يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثًا"، فقال صلى الله عليه وسلم: "حسبك حسبك"، قال ابن مسعود فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا عيناه تذرفان بالدموع.
لقد عاش نبينا الكريم صلوات الله و سلامه عليه مع الآيات وتصور هذا المشهد العظيم الذي تكون الخلائق كلها محشورة بين يدي الله سبحانه وتعالى ناظرة إليه صلى الله عليه وسلم وهو شفيع الخلق يوم القيامة فبكى عليه الصلاة والسلام لعظيم منَّة الله عليه ولعظيم تذكر هول ذلك اليوم وهول ذلك المطلع .
نعم أحبتي في الله تعالى
فهذا هو نوع البكاء الذي نريده
بكاء سني سلفي
تحس فيه أنك تتأسى بخير من بكى خشية لله جل و علا و هوالقائل عليه الصلاة و السلام (( عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله )) رواه الترمذي و صححه الألباني وقال : (( لا يلج النار أحد بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع )) رواه الترمذي و صححه الألباني .
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين .[/align]
أما بعد
قال تعالى : (( وأنه هو أضحك وأبكى ))
فإن البكاء سر عظيم من أسرار الخلق التي فطر الله تعالى الناس عليها و هو أيضا نعمة عظيمة من نعم الله علينا و لا يعرف قدرها إلى المحبون القائمون المستغفرون بالأسحار هذا لأن العبد المؤمن بالله جلا و علا يتذكر دائما عظم ذنوبه و يعرف جيدا أن خالقه و بارئه يبتليه بها حتى يلجأ إليه وحتى يتضرع إليه وحتى يبكي بين يديه بكاء النادم المفرط فيكون ذلك تكفيرًا لذنوبه وإعلاء لمنزلته وزيادة لإيمانه وإحياء لقلبه
وأعظم من بكى و خشع لله جل و علا هو رسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليه
يقول ابن القيم عن بكاء النبي صلى الله عليه وسلم (( لم يكن بشهيق ولا رفع صوت، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا، ويسمع لصدره أزيز وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم تارة رحمة للميت وتارة خوفًا لأمته وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية .
ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون . . وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة (( النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )) .
نعم و كان العنوان البارز لهذه القصة هو
حسبك حسبك
ففي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اقرأ عليَّ القرآن" فقال ابن مسعود: أقرأ عليك وعليك نزل! فقال: اقرأ فإني أحب أن أسمعه من غيري، فتلا ابن مسعود من أول النساء، حتى بلغ قول الله جل وعلا من سورة النساء: "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا * يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثًا"، فقال صلى الله عليه وسلم: "حسبك حسبك"، قال ابن مسعود فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا عيناه تذرفان بالدموع.
لقد عاش نبينا الكريم صلوات الله و سلامه عليه مع الآيات وتصور هذا المشهد العظيم الذي تكون الخلائق كلها محشورة بين يدي الله سبحانه وتعالى ناظرة إليه صلى الله عليه وسلم وهو شفيع الخلق يوم القيامة فبكى عليه الصلاة والسلام لعظيم منَّة الله عليه ولعظيم تذكر هول ذلك اليوم وهول ذلك المطلع .
نعم أحبتي في الله تعالى
فهذا هو نوع البكاء الذي نريده
بكاء سني سلفي
تحس فيه أنك تتأسى بخير من بكى خشية لله جل و علا و هوالقائل عليه الصلاة و السلام (( عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله )) رواه الترمذي و صححه الألباني وقال : (( لا يلج النار أحد بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع )) رواه الترمذي و صححه الألباني .
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين .[/align]