إعلانات المنتدى


ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

قانتة

مزمار نشيط
3 أكتوبر 2010
38
2
0
ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟ إن أول فرض فرضه الله علي

خلقه معرفته جل جلاله,فإذا عرفه الناس عبدوه حق عبادته ,قال

سبحانه و تعالي «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك»

فذكر الله بسعة الرحمة و موجب للرجاء,و بشدة النقمة موجب

للخوف,و بالتفرد بالإنعام موجب للشكر.

و المقصود بالتعبد بأسماء الله و صفاته :تحقيق العلم بها و فقه معانيها و العمل بها, فمن أسماء الله و صفاته ما يحمد علي الاتصاف به كالعلم و الرحمة و العدل ,و منها ما يذم العبد علي الاتصاف به كالإلهية و التجبر و التكبر,و للعبد صفات يحمد عليها و يؤمر بها كالعبودية و الافتقار و الحاجة و الذل و السؤال و نحو ذلك , و لكن يمتنع اتصاف الرب عز و جل بها . و أحب الخلق إلي الله من اتصف بالصفات التي يحبها ,و أبغضهم إليه من تصف بالصفات التي يكرهها .

يقول الله جل جلاله "و لله الأسماء الحسني فادعوه بها "و قد ثبت عن رسول الله صلي الله عليه و سلم أنه قال :" إن لله تعالي تسعة و تسعين اسما مائة الا واحد من أحصاها دخل الجنة" متفق عليه .


و إحصاؤها يعني : 1) إحصاء الفاظها و عددها. 2) فهم معانيها و مدلولها فإذا قال (الحكيم) سلم جميع أوامره لله ,لأن جميعها علي مقتضي حكمته , و إذا قال (القدوس) استحضر كون الله منزها عن جميع النقائص . 3) دعاؤه بها؛ و هو نوعين : أ) دعاء ثناء وعبادة . ب) دعاء طلب و مسألة .

و من تتبع القرآن و السنة الصحيحة استطاع جمعها ؛ و هي :

الله: ذو الألوهية و العبودية علي خلقه أجمعين , فهو المألوه المعبود الذي يذل له و يخضع , و يركع و يسجد , و له تصرف جميع أنواع العبادة .


الرحمنُ: اسم دال علي سعة رحمته و شمولها لجميع المخلوقات و هو اسم يختص باللع تعالي , و لا يجوز إطلاقه علي غيره .


الرحيم ُ: الراحم الغافر للمؤمنين في الدنيا و الآخرة فقد هداهم لعبادته ,و هو يكرمهم في الآخرة بجنته .


الرءوفُ :من الرأفة و هي ابلغ الرحمة و أشدها و هي عامة لجميع الخلق في الدنيا , و لبعضهم في الآخرة؛و هم أولياؤه المؤمنين .


الغنيُّ :هو الذي لا يحتاج أبداً إلي أحد من خلقه لكماله المطلق و كمال صفاته, و الخلق كلهم محتاجون إليه و فقراء لإنعامه و إعانته .

الكريمُ :كثير الخير عظيم المنِّ و العطاء ,يعطي ما يشاء لمن يشاء و كيف يشاء بسؤال و غير سؤال ,و يعفو عن الذنوب و يستر العيوب .


الأكرمُ :البالغ في الكرم غايته,فلا مثيل له في ذلك أبداً,فالخير كله منه ؛يجازي المؤمنين بفضله , و يمهل المعرضين و يحاسبهم بعدله .
الوهِّابُ:كثير المواهب يعطي بلا عوض , و يهب بلا غرض , و ينعم بغير سؤال .


الجََوَادُ:كثير العطايا و التفضل علي خلقه , و للمؤمنين به جوده و فضله النصيب الأكبر .

الوَاسِعُ: واسع الصفات فلا يُحصي أحدالثناء عليه , واسع العظمة و السلطان , واسع المغفرة والرحمة , واسع الفضل و الإحسان.
المَالِكُ:مَلَكَهُ عن أصالة و استحقاق , فالملك له عند إنشاء الخلق فلك يكن أحد سواه, و الملك له في المنتهي عند زوال الخلق .

المَلِكُ: الذي له الأمر و النهي و الغلبة ,و هو المتصرف في خلقه بأمره و فعله ؛فليس لأحد عليه فضل في قيام ملكه او رعايته .

المَلِيكُ: اسم يدل علي صفة الملك المطلق ؛ فهو أبلغ من الملك .

القُدُّوسُ: المنزه و المطهر عن كل نقص و عيب بأي وجه من الوجوه ,

و ذلك لأنه المنفرد بأوصاف الكمال المطلق فلا تضرب له الأمثال .


السَّلامُ: السالم من كل نقص و عيب , في ذاته , أو في صفاته و أسمائه و أفعاله . وكلسلام في الدنيا و الآخرة فهو منه سبحانه و تعالي .


المُؤْمِنُ: المصدق للرسل و أتباعه بشهادته لهم بالصدق , و بما يقيمه من البراهين علي صدقهم , و كل أمنِ في الدنيا و الآخرة فهو واهبه , و هو المُؤَمِّن للمؤمنين به من أن يظلمهم أو يعذبهم أو يصيبهم بفزع يوم القيامة .


المُهَيْمِنُ: القائم علي الشيء و الحافظ له و الشاهد عليه و المحيط به .

العزيزُ: له جميع معاني العزة ؛عزة القوة فلا غالب له , و عزة الإمتناع فلا يحتاج إالي أحد , و عزة القهر و الغلبة فلا يتحرك شيء إلا بإذنه .

الجبَّاَرُ: الذي له المشيئة النافذة , و كل المخلوقات مقهورة له , خاضعه لعظمته , منقادة لحكمه , و هو يجبر الكسير , و يغني الفقير, و ييسر العسير , و يجبر المريض و المصاب .

المُتَكَبِّرُ: هو العظيم , المتعاظم عن كل سوء و نقص , المتعالي عن ظلم عباده,القاهر لعتاة خلقه , و هو المتصف بالكبرياء , و من نازعه في ذلك قصمه و عذبه .

الكَبِيِرُ: هو العظيم في ذاته و في أوصافه و في أفعاله,و ليس شيء أكبر منه , بل كل ما سواه صغير أمام جلاله و عظمته .

المُتَعَالُ: هو الذي ذل امام علوه كل شيء, و ليس فوقه شيء علي الاطلاق , بل كل شيء تحته , و تحت قهره و سلطانه .

الرَّبُّ:هو الذي يربي خلقه بنعمه و ينشئهم شيئاً فشيئاً , وهو الذي يربي أولياءه بما يُصْلِح قلوبهم و هو الخالق المالك السيد .
العَظِيمُ: هو الذي له العظمة المطلقة في ذاته و أسمائه و صفاته, و لذلك وجب علي الخلق أن يعظموه و يجلُّوه , و أن يعظمو أمره و نهيه .
القًََادِرُ:هو القادر علي كل شيء , فلا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء ,و هو المقدّؤر لكل شيء .

القََدِيِرُ: هو بمعني القادر إلا أن القديرأبلغ في المدح لله تعالي .

المُقْتَدِرُ: اسم يدل علي المبالغة في قدرة الله تعالي في تنفيذ المقادير و خلقها علي ما جاء في سابق علم الله .

الخلاَّقُ: اسم يدل علي كثرة ما يخلق الله تعالي , فهو سبحانه و تعالي لم يزل يخلق و لايزال علي هذا الوصف العظيم .

الخالِقُ: هو المبدع لجميع الخلق علي غير مثال سابق .

الباريءُ: هو الذي أوجد ما قدَّره و قرّره من المخلوقات وأخرجها إلي الوجود .

المُصَوِّرُ: هو الذي جعل خلقه علي الصورة التي إختارها لهم بمقتضي حكمته و علمه و رحمته .

الأوَّلُ: هو الذي لم يكن شيء قبله , بل كل المخلوقات أنما حدثت بخلقه سبحانه لها , و أما هو سبحانه و تعالي فلا إبتداء لوجوده .

الآخرُ: هو الذي ليس بعده شيء فهو الباقي و كل من علي الأرض فانِ مرجعهم إليه, و لا إنتهاء لوجوده عز و جل .

الظَّاهرُ: هو العالي فوق كل شيء , فلا شيء أعلي منه , و هو القاهر لكل شيء و المحيط به .

الباطنُ: هو الذي ليس دونه شيء؛فهو القريب المحيط المحتجب عن أبصار الخلق في الدنيا .

السَّمِيعُ: هو الذي احاط سنعه بكل سر و نجوي , و كل جهر و إعلان , بل بكل الأصوات مهما دقت او عظمت , و هو المجيب لمن دعاه .

البصيرُ: هو الذي أحاط بصره بجميع الموجودات في عالم الغيب و الشهادة , مهما خفيت او ظهرت , و مهما دقت أو عظمت .

العَفُوُّ: هو الذي يمحو الذنب و يتجاوز عنه و لا يعاقب عليه مع استحقاق العبد للعقاب .

الغَفُورُ: هو الذي يستر الذنب علي صاحبه و لا يفضحه و لا يعاقبه عليه .

الغَفَّارُ: اسم دال علي كثرة مغفرة الله لعبده المذنب المستغفر .
السِّتيرُ: هو الذي يستر علي عبده , فلا يفضحه بين خلقه , و هو المحب من عبده أن يستر علي نفسه و علي غيره و أن يستر عورته كذلك.

الحليمُ: هو الذي لا يعجِّل العقوبة علس عباده مع قدرته علي عقابهم , بل يصفح عنهم و يغفر لهم إذا استغفروه.

اللَّطيفُ: هو العالم بدقائق الأمور , فلا تخفي عليه خافية , يوصل الخير و النفع إلي عباده من وجوه خفية من حيث لا يحتسبوا .

الوِتْرُ: هو الواحد الذي لا شريك له , و الفرد الذي لا نظير له.
الجميلُ: هو الجميل في ذاته و أسمائه صفاته و أفعاله جمالاً مطلقاً , و كل جمال في خلقه فهو منه سبحانه و تعالي .

العليُّ و الأعْلي: هو الذي له علو الشأن و علو القهر و علو الذات , و كل شيء تحت قهره و سلطانه و لا شيء فوقه ابداً.
الواحدُ و الأَحدُ: هو الذي توحَّد و تفرَّد بجميع الكمالات المطلقة لا يشاركه فيها مشارك , و ليس كمثله شيء . و هذا يستوجب إفراده وحده بالعبادة فلا شريك له .

الصََّمَدُ:هو السيد الذي كمُلَ في سؤدده, و هو الذي تقصده الخلائق في حوائجها كلها لعظيم إفتقارهم إليه و فهو الذي يُطعِم و لا يُطعَم .
السَّيِّدُ:هو الذي له السيادة المطلقة علي خلقه فهو مالكهم و ربّهم , و همم خلقه و عبيده.

القاهرُ : هو المذلّ عباده , و المستعبد خلقه , العالي عليهم , و هو الغالب الذي خضعت له الرقاب و عنت له الوجوه .

القهَّارُ: مبالغة من القاهر .

الحقُّ: هو الذي لا شك فيه و لا ريب , و لا في أسمائه و لا صفاته , و لا في ألوهيته؛ فهو المعبود بحق و لا معبود بحق سواه

المبينُ: هو البيّن أمره في وحدانيته و حكته و رحمته, و هو الموضح لعباده ليتبعوه و و سُبُل الغواية ليحذروها .

القويُّ: هو الذي له القدرة المطلقة مع كمال المشيئة .

المتينُ: هو الشديد في قدرته و قوته , و لا يلحقه في أفعاله مشقة و لا كلفة ولا تعب .

الحييُّ: هو الذي له الحياء الذي يليق بجلال و جهه و عظيم سلطانه , فحياء الله حياء كرم و بر و جود و جلال .

الحي : هو الذي له الحياة الدائمة الكاملة, و البقاء الذي لا أول له و لا آخر و و كل حياة في الوجود فإنما هي منه سبحانه و تعالي .

القََيُّومُ: هو القائم بنفسه .المستغني عن خلقه , و هو المقيم لكل من في السموات و الأرض فهم المفتقرون إليه.

الشَّاكِرُ: يمدح من أطاعه و يثني عليه و يجازي علي العمل و إن قلَّ , و يقابل شكر النعم بزيادتها في الدنيا , و الأجر في الآخرة .

الشَّكُورُ: يزكو عنده القليل من أعمال العباد و يضاعف لهم

الجزاء, فشُكر الله للعبد إمثبته علي الشكر و قبول الطاعة منه .

الفتَّاحُ: هو الذي يفتح من خزائن ملكه و رحمته و رزقه ما يشاء علي ما إقتضته حكمته و علمه .

العليمُ: هو الذي احاط علمه بالظواهر و البواطن و الإسرار و الإعلان , و الماضي و الحاضر و المستقبل , فلا يخفي عليه شيء من الأشياء .

الحكيمُ: هو الذي يضع الأشياء في مواضعها و لا يدخل تدبيره خلل و لا زلل .

الخبيرُ: هو الذي أحاط علمه ببواطن الأشياء و خفاياها كما أحاط بظواهرها .

ُالتَّوابُ: هو الذي يوفق من يشاء من عباده للتوبة , و يقبلها منهم.

القريبُ: قريب بعلمه و قدرته لعامة خلقه, و بلطفه و نصرته لعباده المؤمنين , و هو مع ذلك فوق عرشه لا تخالط ذاته المخلوقات.
المجيبُ: هو الذي يجيب دعوة الداعين و سؤال السائلين علي ما يقتضيه علمه و حكمته.

الوَدُودُ: يحب أولياءه و يتودد إليهم بالمغفرة و النعم فيرضي عنهم و يتقبل أعمالهم, و يجعل لهم القبول في الارض.

الوليُّ: هو القائم علي أمور خلقه و تدبير ملكه و هو النصير و الظهير لأوليائه,

الحميدُ: هو المحمود علي أسمائه و صفاته و أفعاله, و هو الذي يحمد في السراء و الضراء , و في الشدة و الرخاء , و هو المستحق للحمد و الثناء علي الإطلاق لأنه الموصوف بكل الكمال.

المَوْلَي: هو الرب و الملكو السيد و الناصر لأوليائه.

النَّصيرُ: هو الذي يؤيد بنصره من يشاء , فلا غالب لمن نصره و لا ناصر لمن خذله .

الحفيظُ: هو الذي يحفظ و يصون عباده المؤمنين و أعمالهم بفضله ,و يرعي و يحفظ المخلوقات كلها بقدرته .
المجيدُ: هو الذي له الفخر و العز و الكرم و الرفعه في السماوات و الأرض.

الشِّهيدُ : هو الرقيب علي خلقه, شهد لنفسه بالوحدانية و القيام بالقسط , و يشهد بصدق المؤمنين إذا وحدوه و لرسله و ملائكته.

المُقََدِّمُ: هو الذي يقدم الأشياء و يضعها في مواضِعها وفق مشيئته و حكمته , و يقدمبعض خلقه علي بعضه وفق علمه و فضله.

المُؤخِّرُ: هو الذي ينزل اأشياء منازلها يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء بحكمته, و يؤخر العذاب عن عباده لعلهم يتوبوا و يرجعوا إليه.

المُسَعِّرُ: هو الذي يزيد من قيمة الأشياء و مكانتها و تأثيرها أو ينقصها فتغلي الأشياء أو ترخص علي ما تقتضيه حكمته و علمه.

القابِضُ: هو الذي يقبض الارواح , و يمسك الأرزاق عن من شاء من خلقه بحكمته و قدرته .

الباسطُ: هو الذي يوسع الرزق لعباده بجوده و رحمته , فيبتليهم بذلك علي ما تقتضيه حكمته و يبسط يديه بالتوبه لمن أساء.
المُعطَي: يعطي من شاء من خلقه ما شاء من خزائنه , و لأوليائه النصيب الاوفر من عطائه, و هو الذي أعطي كل شيء خلقه و صورته.

الديَّانُ: هو الذي انقاد الخلق له و خضعوا , المُجازي عباده علي ما فعلوه ؛ فإن كان خيراً ضاعفه , وإن كان شراً عاقب عليه أو عفا عنه .

المنَّانُ: كثير العطاء , عظيم الإنعام , وافر الإحسان علي خلقه .
الرَّازِقُ: هو الذي يرزق الخلائق أجمعين و و قدر أرزاقهم قبل خلق العالمين , و تكفل باستكمالها و لو بعد حين .

الرَّزَّاقُ: اسم دال علي كثرة رزقه لخلقه , فهو سبحانه و تعالي يرزقهم قبل أن يسألوه, بل و يرزقهم حتي مع معصيتهم له.

الوَكيلُ: هو الذي توكل بالعالمين و تولاهم خلقا و تدبيراً , فهو المتوكل بخلقه إيجاداً و إمداداً , و هو وكيل المؤمنين الذين فوضوا إليه الأمر قبل سعيهم , واستعانوا به حال كسبهمو و حمدوه بالشكر بعد توقيفهم و و رضوا بالمقسوم بعد إبتلائهم .

الرَّقِيبُ: هو المطلع علي خلقه , و المحصي عليهم أعمالهم, فلا تفوته لفتة ناظر , و لا فلتة خاطر.

المُحْسِنُ: هو الذي له كمال الحسن في ذاته و في أسمائه و صفاته و أفعاله , و أحسن كل شيء خلقه , و أحسن إلي خلقه .

الحسيبُ: هو الكافي لعباده جميع ما اهمهم من امر دينهم و دنياهم , و للمؤمنين به النصيب الأكبر من كفايته . و هو سبحانه المحاسب لهم علي ما عملوه في الدنيا .

الشَّافِي : الذي يشفي القلوب و الأبدان من أمراضها. و ليس في يد العباد غير ما يسره الله لهم من الدواء , أمَّا الشفاء فبيده وحده .
الرَّفِيقُ: هو كثير الرفق في أفعاله , فهو سبحانه و تعالي يتأني و يتدرج في خلقه و أمره , و يعامل عباده بالرفق و اللين فلا يكلفهم مالا يطيقون , و هو سبحانه يحب عبده الرفيق .

المُقِيتُ: هو الذي خلق الأقوات و الأرزاق و تكفل بإيصالها إلي الخلق , هو حفيظ عليها و علي اعمال العباد بلا نقصان .

الطَّّيِّبُ: هو الطاهر و السالم من كل عيب و نقص , هو الذي له الحسن و الكمال المطلق , و هو كثير الخير علي خلقه و لا يقبل سبحانه من الأعمال و الصدقات إلا ما كان طيّباً حلالاً خالصاً له.

الحَكَمُ: هو الذي يحكم بين خلقه بالعدل , فلا يظلم أحداً منهم , و هو الذي أنزل كتابه العزيز ليكون حكماً بين الناس .

البَرُّ : هو الواسع في إحسانه لخلقه , يعطي فلا يستطيع أحدُّ عدَّ نعمته أو إحصاءها , و هو الصادق في وعده ؛ الذي يتجاوز عن عبده و ينصره و يحميه , و يقبل القليل منه و ينميه .

السَّبوحُ: هو المنزه عن كل عيب و نقص , لأنه الذي له أوصاف الكمال و الجمال المطلق .

الوارثُ: هو الباقي بعد فناء الخلق , و جميع الأشياء ترجع إليه بعد فناء أهلها , و كل ما في أيدينا هو أمانة ستعود يوماً إلي مالكها عز و جل

الإلهُ: هو المعبود بحق , المستحق للعبادة وحده دون غيره.


المصدر
كتاب بعنوان:
( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )
للشيخ عبدالعزيز الجليل​
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

الســــــــــلام عليكــــــــــم ورحمــة الله وبركـاتـــــــه
جزاكِ الله خير الجزاء والاحسان أختي الكريمة وأحسن إليكِ ومرحبا بكِ معنا..
 

قانتة

مزمار نشيط
3 أكتوبر 2010
38
2
0
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه :shokran:
 

ابواحمدالغالى

مزمار داوُدي
20 مايو 2008
9,458
16
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً
وأكرمكم
ونفع بكم
 

الجمـــانة

مزمار فضي
17 سبتمبر 2010
701
13
0
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

جـــزااااك الله خيــر أختي القانتة وحياك الله معنا

طلب صغير ماهو المرجع الذي أتيت منه بهذه المعاني القيمة
أبغى أنقل الموضوع في منتديات أخرى لكن يجب علي أن أذكر المرجع
 

واثق الخطوهـ

مزمار ألماسي
7 سبتمبر 2010
1,650
45
48
الجنس
ذكر
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

موضوع كامل شامل مفيد جديد رائع ممتع
يستحق النجوم الخمسة

جزيت خيراً
 

قانتة

مزمار نشيط
3 أكتوبر 2010
38
2
0
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

المصدر
كتاب بعنوان:
( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )
للشيخ عبدالعزيز الجليل

:mza:
 

سلام الدين

مزمار فعّال
6 أكتوبر 2010
101
0
0
الجنس
ذكر
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

:x18:
القريبُ: قريب بعلمه و قدرته لعامة خلقه, و بلطفه و نصرته لعباده المؤمنين , و هو مع ذلك فوق عرشه لا تخالط ذاته المخلوقات.
عفوا أختي من أين جئت بالقول أن الله تعالى فوق العرش هذه الفوقية من ذكرها من الأنبياء عليهم السلام ثم من الصحابة رضي الله عنهم!
ألم تقرأي منظومة بدء الأمالي في عقيدة أهل السنة والجماعة ؟
ومنها قوله:
نسمي الله شيئا لا كالاشيا ......... وذاتا عن جهات الست خال
والجهات الست هي: الفوق والتحت واليمين والشمال والأمام والخلف.
وقال حجة الإسلام, ومجدد القرن الخامس, الإمام المجتهد أبو حامد محمد بن محمد الغزالي المتوفى عام 505رحمه الله تعالى, لمن سأله عن بعض هذه المسائل :
وهو رب الأين لا أين له .......... وهو رب الكيف والكيف يحول
ويقول جل من قائل: (ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير)
ونحن المخلوقين لا بد لنا من جهة محددة تحصرنا لا انفكاك لنا عنها, فكيف يكون لخالق الجهات جهة تحصره, فإن كانت له جهة حاصرة كانت له قاهرة (وهو القاهر فوق عباده وهو اللطيف الخبير).
فاحذري أخية رحمك الله, وخذيها من ناقد بصير, ومشفق خبير.
وجزاك الله تعالى خيرا عظيما على ما قدمت وسعيت وأفدت.
أخوك الدمشقي غفر الله له ولكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
 

قانتة

مزمار نشيط
3 أكتوبر 2010
38
2
0
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

الرد على من أنكر علو الله على خلقه واستوائه على عرشه
العلم بالله هو أجل العلوم وأعلاها، وأرفعها عند الله وأزكاها، كيف لا وهو الذي يعرّف العباد بخالقهم، ويقربهم من رازقهم، ويضفي على حياتهم معنى، وعلى وجودهم فائدة وهدفاً.
ومن العلم بالله العلم بصفاته، حيث اتفق المسلمون على أن الله متصف بصفات الكمال، منزه عن صفات النقص، إلا أنهم اختلفوا في جملة من الصفات التي ورد بها الكتاب، ونطق بها الرسول - صلى الله عليه وسلم –، وفي مقدمة تلك الصفات التي خالف فيها البعض صفة علو الباري سبحانه واستواءه على خلقه . حيث أثبتها السلف ولم يروا في إثباتها ما يوجب نقصاً أو يخالف نصاً، ونفاها آخرون استنادا إلى أدلة سنأتي على شرحها ومناقشها .
أدلة السلف على إثبات علو الله على خلقه واستواءه على عرشه :
استدل السلف على إثبات علو الباري سبحانه بأدلة كثيرة، منها:
أولاً : أدلة الكتاب: وهي على أنواع، منها ما يصرح باستواء الله على عرشه كما في قوله تعالى:{ الرحمن على العرش استوى }(طه:5) والاستواء في الآية هو العلو والارتفاع، قال الإمام الطبري في تفسير الآية: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا . وحكى أبو عمر بن عبد البر عن أبي عبيدة في قوله تعالى: { الرحمن على العرش استوى } قال: علا . وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": " وأما تفسير { استوى } علا، فهو صحيح، وهو المذهب الحق، وقول أهل السنة، لأن الله سبحانه وصف نفسه بالعلي، وقال:{ سبحانه وتعالى عما يشركون } وهي صفة من صفات الذات ".
ومن أدلة الكتاب ما يصرح بالصعود والعروج إليه، والصعود لا يكون إلا لعلو، قال تعالى: { إليه يصعد الكلم الطيب }(فاطر: 10)، و{ الكلم الطيب } هو الذكر والدعاء . وقال تعالى: { تعرج الملائكة والروح إليه }(المعارج:4) والعروج الصعود .
ومنها ما يصرح بالرفع إليه، قال تعالى: { إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي }(آل عمران: 55 ) وقال تعالى: { بل رفعه الله إليه }(النساء: 157-158)، وقال - صلى الله عليه وسلم - عن شهر شعبان وقد سئل عن سبب صومه: ( شَهْرٌ ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) رواه النسائي .
ومن أدلة الكتاب أيضا التصريح بالفوقية: كما في قوله تعالى عن الملائكة: { يخافون ربهم من فوقهم }(النحل:50)، وكما في قوله:{ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:18).
ومنها التصريح بنزول الملائكة والكتب منه إلى عباده، والنزول لا يكون إلا من علو، قال تعالى: { قل نزله روح القدس }(النحل: 102) وقال تعالى:{ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم }(الزمر:1) .
ومنها التصريح بأنه في السماء، كما قال تعالى: { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير }(الملك:16-17) . ومعنى { في السماء } أي: على السماء لاستحالة أن تكون السماء ظرفا للخالق ومكانا له .
قال الإمام اللالكائي في "شرح اعتقاد أهل السنة" : " فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه . وروى ذلك من الصحابة : عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأم سلمة ومن التابعين : ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وسليمان التيمي، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل " .
ثانياً: أدلة السنة: وهي كثيرة، فمنها حديث معاوية بن الحكم السلمي وفيه أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - بجارية أراد تحريرها من العبودية، فسألها النبي: ( أين الله ) قالت: في السماء، قال: ( من أنا ؟ ) قالت : أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( أعتقها – حررها - فإنها مؤمنة ) رواه مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي و مالك في موطئه الشافعي في مسنده و ابن حبان وغيرهم ولم يؤول أي منهم الحديث فدل على قبولهم ظاهره.
ومنها حديث جابر - رضي الله عنه – في سرده حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه عندما خطب الناس في حجة الوداع واستشهدهم على البلاغ، فقالوا: " نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت " فقال: بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها – ويخفضها - إلى الناس، اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات ) رواه مسلم في صحيحه . وهو دليل صحيح صريح على علو الله على خلقه .
ومنها ما ورد في صحيح البخاري أن زينب – رضي الله عنها - كانت تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم – فتقول: " زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات " ومثل هذا القول من زينب لا يقال بالرأي، بل هو مما تلقته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما فهمته من نصوص القرآن .
ومنها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه الترمذي وصححه .
ومن الأحاديث التي تثبت صفة العلو لله ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها )
ومنها حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي ) متفق عليه .
ثالثاً: دليل الإجماع: يقول الإمام أبو عمر بن عبد البر في كتابه "الاستذكار الجامع لمذاهب الأمصار" تعليقا على حديث الجارية المتقدم" فعلى ذلك جماعة أهل السنة، وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه، وسائر نقلته، كلهم يقول ما قال الله تعالى في كتابه:{ الرحمن على العرش استوى }(طه:5)، وأن الله - عز وجل - في السماء وعلمه في كل مكان " . وقال الإمام البغوي : " أهل السنة يقولون الاستواء على العرش صفة الله بلا كيف يجب على الرجل الإيمان به ويكل العلم به إلى الله عز وجل ".
وقال أبو الحسن الأشعري - رحمه الله - كما في الإبانة(1/39)" إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له: نقول: إن الله - عز وجل - يستوي على عرشه استواء يليق به ".
وقال أبو مطيع البلخي في كتاب "الفقه الأكبر": سألت أبا حنيفة عمن يقول لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض، قال: كفر؛ لأن الله يقول: { الرحمن على العرش استوى }(طه:5)، وعرشه فوق سبع سمواته، فقلت: إنه يقول على العرش، ولكن لا أدرى العرش في السماء أو في الأرض، فقال: إنه إذا أنكر أنه في السماء كفر، لأنه تعالى في أعلى عليين، وأنه يُدعى من أعلى لا من أسفل ". وهذا النقول تؤكد صراحة أن السلف مجمعون على أن الله – كما أخبر – عال على خلقه مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وكماله .
رابعاً: دليل الفطرة: وملخصه أن النفوس بفطرتها تقبل على طلب العلو عند توجهها إلى ربها بالدعاء، ودليل فطرية هذا الإقبال استواء الناس فيه فيستوي فيه العالم والجاهل والذكر والأنثى إلا من تلوثت فطرته بكلام أهل الكلام، ذكر محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مجلس إمام الحرمين وهو يتكلم في نفي صفة العلو، ويقول: كان الله تعالى ولا عرش وهو الآن على ما كان، فقال الشيخ أبو جعفر : أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا فإنه ما قال عارف قط يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف تدفع هذه الضرورة عن أنفسنا ؟ قال: فلطم الإمام على رأسه ونزل .. وقال: حيرني الهمداني .
خامساً دليل العقل: وبيانه أن الله موجود ووجوده وجود حقيق لا ذهني، وعليه فهو إما أن يكون داخل العالم، أو خارجه، وهو قطعاً ليس داخل العالم لاستحالة أن يحل في الخلق أو يتحد بهم، فلم يبق إلا أن يكون خارج العالم، وما دام خارج العالم فإما أن يكون محيطاً بالعالم وهو باطل، لأنه يلزم منه أن يكون بعضه فوق وبعضه تحت متصفاً بالسفل، وإما أن يكون في أحد الجهات، وليس هناك جهة كمال في الجهات الست سوى جهة العلو، وبما أن الله متصف بالكمال المطلق فأكمل الجهات على الإطلاق هي جهة العلو فوجب وصف الله بها، وبهذا يظهر التوافق بين العقل والنقل في هذه المسألة، أما القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه لا متصل به ولا منفصل عنه فقول يخرج عن قول العقلاء فلا يلتفت إليه .
شبهات من أنكر استواء الله على عرشه واتصافه بالفوقية :
تلك كانت بعض أدلة أهل السنة، الذين أثبتوا استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه، أما شبهات من نفى صفة العلو والاستواء، فمردها جميعاً إلى قاعدة التنزيه، وهي القاعدة التي قضت بنفي مشابهة المخلوقين للخالق سبحانه، وتفرده في ذاته وصفاته وأفعاله، وهي قاعدة متفق عليها بين المسلمين إلا أن البعض غلا في استعمالها حتى نفى جميع أو بعض أسماء الله وصفاته .
حيث قالوا: إن الله - عز وجل - قد قال في كتابه: { ليس كمثله شيء } وهذا نفي بإطلاق لأي مشابهة بين الخالق والمخلوق، وإثبات أن الله مستو على عرشه عال على خلقه فيه تشبيه للخالق بالمخلوق من حيث أنه يلزم مثبت الاستواء أن يثبت أن الله جسم، وأنه في جهة، وأنه محدود محصور، والله منزه عن ذلك كله فلو كان جسماً لكان مركباً، ولو كان مركباً لكان بعضه محتاج إلى بعض، ولو كان في جهة ما لكان محصوراً، ولو كان محصوراً لاستوجب أن يكون هناك من حصره، وإذا كان مستو على عرشه لكان له مكان، ولو كان له مكان لكان محتاجا إليه، والله كان ولا مكان وهو الآن على ما كان عليه .
واستندوا في تأييد مذهبهم - زيادة على ما سبق - إلى بعض النقولات والآثار الواردة في هذا الباب من ذلك ما روي : " كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان؛ لم يتغير عما كان " ، وحديث : ( كان الله ولا شيء غيره وكان العرش على الماء ) رواه النسائي والحاكم وصححه .
وأتوا على ما استدل به المثبتون فأولوه، وقالوا: إن المراد من العلو والفوقية في تلك النصوص هو علو الشأن والرفعة والمكانة والشرف .
وجوابا على ما أوردوا، نقول: إننا وإياكم متفقون على وجوب نفي مشابهة الخالق للمخلوق، ولكننا مختلفون في حدود هذا النفي، ونرى أن الناس فيه طرفان ووسط، فأما الطرف الأول فاتخذ قاعدة التنزيه ذريعة لنفي كل أو أكثر الصفات الثابتة لله - عز وجل - حتى نفى الغلاة منهم أن يوصف الله بالوجود أو الحياة، فعندما يُسأل عن صفة الله لا يجد سوى النفي سبيلا لتعريف ربه، فيقول: لا هو موجود ولا معدوم، ولا عَرَضٌ ولا جَوْهَرٌ، ولا حي ولا ميت، ويظن بذلك أنه فر من التشبيه وما علم أنه وقع في التعطيل والتشبيه معاً؛ إذ نفى صفات الله التي أخبر الله بها، وشبه الله بالمحالات والممتنعات والمعدومات.
والطرف الثاني: ألغى قاعدة التنزيه فشبه الله بخلقه تشبيها مطلقا أو جزئياً، وهو مذهب لا شك في بطلانه وضلاله.
والمذهب الوسط هو المذهب الحق الذي أثبت الصفات ونفى المشابهة، وهو ما تنص عليه الآية الكريمة حيث صرّحت بالتنزيه { ليس كمثله شيء } وفي ذات الوقت صرّحت بالإثبات { وهو السميع البصير } فأخذ مذهب أهل الحق بجزئي الآية، أما المذهبان السابقان فأخذ كل منهم بأحد شطري الآية - وفق فهمه - ولم يأخذ بالآخر.
وعليه، فيجب الوقوف عند حدود النفي، وحدود الإثبات، فنثبت الصفة التي أخبر بها الله ورسوله، وننفي المماثلة، فنقول: لله علمٌ ليس كعلمنا، وسمعٌ ليس كسمعنا، واستواء ليس كاستوائنا، وهكذا . وهو المنهج الوسط الذي سار عليه الأئمة، يقول الإمام إسحاق بن راهويه :" إنما يكون التشبيه إذا قال: يد مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول: كيف ولا يقول: مثل، فهذا لا يكون تشبيهاً، قال تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }" ذكره الترمذي في جامعه . وأوضح هذا المنهج الوسط نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري حين قال: " من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه، ولا ما وصفه به رسوله تشبيها " فليس تشبيها أن تثبت لله علما يليق بجلاله، وقدرة تليق بجلاله، وإرادة تليق بجلاله، واستواء يليق بجلاله، وإنما التشبيه أن تقول: علماً كعلمنا، وقدرةً كقدرتنا، وسمعا كسمعنا، واستواءً كاستوائنا . وأما أن تثبت الصفة كما أثبتها الله مع إثبات الفارق أو نفي التشبيه، فليس تشبيهاً البتة .
أما ما ذكروه من لوازم القول بالعلو والاستواء فالجواب عنه من وجهين:
الوجه الأول: إجمالي وهو أن يقال: إن الله أخبرنا بأنه مستو على عرشه، عال على خلقه، ونحن نصدقه فيما قال، ونؤمن بما أخبر، ونسكت عما وراء ذلك، ولا نخوض في تلك اللوازم المدعاة ولا نتكلم فيها، فإنها من جملة المسكوت عنه في الشرع؛ إذ لم يرد في الشرع نفي أو إثبات أن يكون الله جسماً، أو محدوداً، أو محصوراً، فالسكوت فيه سلامة للمرء في دينه واعتقاده .
الوجه الثاني: تفصيلي وهو بأن نسأل عن تلك اللوازم، فنقول إن أردتم بالجسم ما هو قائم بذاته مستغن عن خلقه فذلك ما نثبته ونؤيده ونلتزم به مع عدم تسميتنا له جسماً لكونه لم يرد في الشرع وصفه بذلك، وإن أردتم بالجسم ما زعمتم أن كل طرف فيه محتاج للطرف الآخر فذلك مما نكره وننفيه، ولكننا لا نعتقد أن نفيه يلزم منه نفي العلو . بل نرى أن قولكم: أنه من لوازم القول بالعلو ما هو إلا بسبب تشبيهكم أولاً فأنتم شبهتم استواء الله على عرشه باستواء المخلوقين، فقلتم: كل مستو فهو جسم، والله ليس بجسم، فهو ليس بمستو والمقدمة باطلة وما ترتب عليها باطل، فالله ليس كمثله شيء، واستواؤه ليس كاستواء المخلوقين .
وأما القول بأن إثبات الاستواء يدل على إثبات الجهة وأنه محصور في جهة معينة فالجواب عنه أن لفظ الجهة لم يثبت في الكتاب والسنة، وعليه فيستفصل عن معناه، فإن أريد بالجهة المكان الوجودي المخلوق فالله ينزه عنه اتفاقاً، فالله لا يحل في شيء من مخلوقاته ولا يتحد بها، وإن أريد بالجهة المكان الاعتباري العدمي فهذا ما يثبته أهل السنة . ولا يعتقدون في إثباته ما يخالف حقاً ثابتاً، ولا ما يوجب نقصاً في حق الخالق سبحانه، بل إثبات الجهة بهذا المعنى ضرورة عقلية كما سبق بيانه في الأدلة العقلية.
أما الحدُّ فهو لم يرد – كذلك – نفيه أو إثباته في كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وعليه فيستفصل عن معناه فإن أريد بنفي الحدِّ أن الله لا تحصره المخلوقات، ولا يحلُّ فيها، فهذا المعنى صحيح، لا إشكال فيه، بل لا يجوز أن تكون فيه منازعة، وإن أريد بالحد أن العباد عاجزون عن إدراك حقيقته وحده، فهذا أيضا حق نثبته، وأما إن أريد بنفي الحد أنه ليس مبايناً للخلق، ولا منفصلاً عنهم، ولا داخل العالم ولا خارجه، فهذا هذيان ننكره ولا نثبته، بل نرى أن القول به يؤدي إلى نفي وجود الرب، ونفي حقيقته ووصفه بالعدم لا بالوجود . وقد سئل عبد الله بن المبارك بم نعرف ربنا ؟ فقال: بأنه على العرش، بائن من خلقه، قيل: بحد، قال: بحد . أي بحد يعلمه هو، ولا يحيط به أحد من خلقه .
أما الاستدلال بحديث ( كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء ) رواه النسائي . على نفي العلو، فلا دلالة فيه على ما ذهبوا إليه، وذلك أن الحديث يتكلم عن بدء الخلق، وأن الله كان ولا شيء معه من مخلوقاته، وأن أول خلقه كان العرش، بدليل ما رواه الحاكم في مستدركه عن بريدة الأسلمي قال: " دخل قوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلوا يسألونه، يقولون: أعطنا حتى ساءه ذلك، ودخل عليه آخرون، فقالوا: جئنا نسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونتفقه في الدين، ونسأله عن بدء هذا الأمر، فقال: ( كان الله ولا شيء غيره، وكان العرش على الماء ).
أما ما روي من قولهم: " كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما كان عليه". فهو أثر موضوع – كما قال العلماء - على أنه يمكن حمله على معنى صحيح، وهو أن يكون المكان المنفي هو المكان المخلوق – كما هو ظاهر النص - وأهل السنة يقولون بذلك، فهم لا يقولون أن الله متمكن في مكان مخلوق بل يقولون: إن الله مستو على العرش بمعنى أنه عال عليه لا أنه مماس له محتاج إليه .
فظهر بهذا أن لا تعارض بين العقل والنقل في إثبات علو الله – سبحانه - على خلقه واستواءه على عرشه بل هو مما اتفقا عليه، وتظافرت الأدلة على إثباته، وأن من أنكره إنما استند إلى بعض النقول التي بان وجه الحق فيها، أو إلى بعض الأدلة العقلية التي اتضح عدم صحتها . فعلى المسلم أن يثبت لله الصفات كما أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وأن يعلم أن الله لم يخبر عن نفسه بما هو محال أو ممتنع، وإنما أخبر بما هو جائز أو واجب في حقه، ليعرف العباد خالقهم فيتقربوا إليه، ويعبدوه عن علم ودراية .
 

۩ العضو النادر ۩

مشرف سابق
7 ديسمبر 2009
9,545
155
0
الجنس
ذكر
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طرح رائع وبه فوائد عظيمه
جعله الله من موازين حسناتك
 

قلب الربيع

عضو كالشعلة
4 أكتوبر 2010
372
2
0
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

السلام عليكم

بارك الله فيك ونفع بك

وجعله في موازين حسناتك
 

سلام الدين

مزمار فعّال
6 أكتوبر 2010
101
0
0
الجنس
ذكر
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

وفقنا الله تعالى وإياك أخيتي إلى الحق
وهل هناك من أنكر علو الله العلي الكبير أو استوائه على عرشه!
حتى تقولي شبهات من أنكر استواء الله على عرشه!
ثم إن المسلمين لم يختلفوا في جملة من صفات الله, وإنما اختلفوا في تأويلها, فكلهم مثبت علو الله واستوائه على عرشه ومنكر ذلك كافر بإجماع الأمة قاطبة!
ومعنى (يخافون ربهم من فوقهم) أي عقاب ربهم وعذابه، لان العذاب المهلك إنما ينزل من السماء.
وقيل: المعنى يخافون قدرة ربهم التى هي فوق قدرتهم، ففى الكلام حذف.
وقيل: معنى " يخافون ربهم من فوقهم " يعنى الملائكة، يخافون
ربهم وهى من فوق ما في الارض من دابة ومع ذلك يخافون، فلان يخاف من دونهم أولى، دليل هذا القول قوله تعالى: (ويفعلون ما يؤمرون) يعنى الملائكة, ذكره الإمام القرطبي.
وفي قوله : { من فوقهم } قولان ذكرهما ابن الأنباري .
أحدهما : أنه ثناءٌ على الله تعالى ، وتعظيم لشأنه ، وتلخيصه : يخافون ربهم عالياً رفيعاً عظيماً .
والثاني : أنه حال ، وتلخيصه : يخافون ربهم معظِّمين له عالِمين بعظيم سلطانه, ذكره ابن الجوزي في زاد المسير.وكذلك السمرقندي والجلالين والواحدي والبيضاوي والشوكاني والكثير .
وذكر الإمام الرازي في تفسيره ما نصه:
المسألة الثانية : قالت المشبهة قوله تعالى : { يخافون رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ } هذا يدل على أن الإله تعالى فوقهم بالذات .
واعلم أنا بالغنا في الجواب عن هذه الشبهة في تفسير قوله تعالى : { وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ } [ الأنعام : 18 ] والذي نزيده ههنا أن قوله : { يخافون رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ } معناه يخافون ربهم من أن ينزل عليهم العذاب من فوقهم ، وإذا كان اللفظ محتملاً لهذا المعنى سقط قولهم ، وأيضاً يجب حمل هذه الفوقية على الفوقية بالقدرة والقهر كقوله : { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهرون } [ الأعراف : 127 ] والذي يقوي هذا الوجه أنه تعالى لما قال : { يخافون رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ } وجب أن يكون المقتضى لهذا الخوف هو كون ربهم فوقهم لما ثبت في أصول الفقه أن الحكم المرتب على الوصف يشعر بكون الحكم معللاً بذلك الوصف .
إذا ثبت هذا فنقول : هذا التعطيل إنما يصح لو كان المراد بالفوقية الفوقية بالقهر والقدرة لأنها هي الموجبة للخوف ، أما الفوقية بالجهة والمكان فهي لا توجب الخوف بدليل أن حارس البيت فوق الملك بالمكان والجهة مع أنه أخس عبيده فسقطت هذه الشبهة .
قوله: " تعرج الملائكة والروح إليه " [ المعارج: 4 ].
والضمير في " إليه " يعود على السماء على لغة من يذكرها، أو على مكان الملك الذي يرجع إليه، أو على اسم الله تعالى، والمراد إلى الموضع الذي أقره فيه، وإذا رجعت إلى الله فقد رجعت إلى السماء، أي إلى سدرة المنتهى، فإنه إليها يرتفع ما يصعد به من الارض ومنها ينزل ما يهبط به إليها، ثبت معنى ذلك في صحيح مسلم.
وأراد سبحانه بقوله : { وَرَافِعُكَ إِلَىَّ } رافعك إلى سمائي ، وقيل : إلى كرامتي ، وعلى كل فالكلام على حذف مضاف إذ من المعلوم أن البارىء سبحانه ليس بمتحيز في جهة ، وفي رفعه إلى أي سماء خلاف ، والذي اختاره الكثير من العارفين أنه رفع إلى السماء الرابعة ، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه رفعه إلى السماء الدنيا فهو فيها يسبح مع الملائكة ثم يهبطه الله تعالى عند ظهور الدجال على صخرة بيت المقدس, ذكره الآلوسي.
وإنما قال:"فوق عباده"، لأنه وصف نفسه تعالى ذكره بقهره إياهم. ومن صفة كلّ قاهر شيئًا أن يكون مستعليًا عليه .
فمعنى الكلام إذًا: والله الغالب عبادَه، المذلِّلهم، العالي عليهم بتذليله لهم، وخلقه إياهم، فهو فوقهم بقهره إياهم، وهم دونه, ذكره الطبري.
قوله تعالى: ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الارض فإذا
هي تمور 16 قال ابن عباس: أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه.
وقيل: تقديره أأمنتم من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته.
وخص السماء وإن عم ملكه تنبيها على أن الاله الذي تنفذ قدرته في السماء لا من يعظمونه في الارض.
وقيل: هو إشارة إلى الملائكة.
وقيل: إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب.
قلت: ويحتمل أن يكون المعنى: أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الارض كما خسفها بقارون, ذكره القرطبي.
وأيضا كل ما شاكل هذا المعنى, ولا نريد أن نطيل.
وما نقل عن اللالكاني هو عدم فهم لعبارات علماء أهل السنة ومنطلقاتهم في تنزيه الله سبحانه.
بل قال محمد بن الحسن كما أخرجه عنه اللالكائي : اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالصفات من غير تفسير ولا تشبيه.
والذي ذكرناه كافي للدليل الثاني.
أما دليل الإجماع فقلنا أن الأمة قد أجمعت على إثبات علو الله واستوائه على عرشه بلا كيف ولا مثل لأنه غير معقول.
وأما دليل الفطرة: فالمعنى الدال على رفعة الله وعلوه وعزته، هو الذي يتملك قلب كل مؤمن موحِّد حالَ رفعه يديه إلى السماء، ودعاءه رب السماء والأرض سبحانه وتعالى .
وأما دليل العقل فيكف لعقل لا يعرف أين تكون روحه أن يعرف ربه أين يكون هذا تخبط, وهل كل أمر في الشريعة من السمعيات والمغيبات يرضاه العقل حتى يكون في ذلك حكما,
أم أننا صرنا كالمعتزلة نقول: كل ماقبله العقل قبلناه, وكل ما أنكره أنكرناه.
حسبنا الله ونعم الوكيل.


 

سلام الدين

مزمار فعّال
6 أكتوبر 2010
101
0
0
الجنس
ذكر
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

وهذا ما أنصح به أنقله مفصلا ووالله إن الله ليبشرني بالجنة على ماأؤمن به من هذا الاعتقاد وفي الحديث (الرؤيا الصالحة كلام من الرب يكلم به عبده المؤمن) رياض الصالحين, ولم أزل أكرم برؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤى تدل على الرضى والقبول, وردي هذا في يوم عرفة الذي قد أكرمت فيه برؤيا سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم, قال تعالى: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) فلله الحمد والمنة وله الثناء الحسن.......، والقصد أولا وأخيرا لم شمل المسلمين والنصح في الدين، وليس مقصدي الجدل والمراء والله على ما أقول شهيد.
فأقول:
ألم تقرأي منظومة بدء الأمالي في عقيدة أهل السنة والجماعة ؟
ومنها قوله:
نسمي الله شيئا لا كالاشيا ......... وذاتا عن جهات الست خال
والجهات الست هي: الفوق والتحت واليمين والشمال والأمام والخلف, وهي من عوارض الجسم, ففوق من عوارض عضو الرأس, وتحت من عوارض عضو الرجل, ويمين وشمال من عوارض الجنب الأيمن والأيسر, وأمام وخلف من عوارض البطن والظهر, ومن استحال عليه أن يكون جرما استحال عليه أن يتصف بهذه الأعضاء ولوازمها.
وقال الدسوقي(129): اعلم أن التقيد بالمكان من لوازم الجرم دون العرض, كالجهة فإنها إنما تكون للجرم دون العرض, أما التقيد بالزمان فهو من لوازم الجرم والعرض ا.ه.
ثم ألم تقرأي شرح منظومة جوهرة التوحيد للإمام الباجوري ومنها:
ويستحيل ضد ذي الصفات....في حقه كالكون في الجهات
فقال: ومنها المماثلة للحوادث وهو ضد المخالفة للحوادث, والمماثل مصورة:
-بأن يكون جرما, سواء كان مركبا ويسمى حينئذ جسما, أو غير مركب ويسمى حينئذ جوهرا فردا, لكن المجسمة لا يكفرون إلا إن قالوا:هو جسم كالأجسام.
- أو بأن يكون عرضا يقوم بالجرم.
- أو يكون في جهة للجرم, فليس فوق العرش ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله ونحو ذلك.
- أو له هو جهة, فليس له فوق ولا تحت, ولا يمين ولا شمال, ونحو ذلك.
- أو يحل في المكان, فالحلول هو المراد بالتقييد في عبارة من عبر به, والمراد بالمكان الفراغ الموهوم على رأي المتكلمين, والمحقق على رأي الحكماء.الخ
- ويستحيل عليه أيضا أن لا يكون قائما بنفسه, بأن يكون صفة يقوم بمحل, أو يحتاج إلى مخصص-أي مكان, فهو الصمد-, وهذا ضد القيام بالنفس.
وقال الإمام السبكي في كتابه إتحاف الكائنات: وقد قام إجماع السلف والخلف على أن من اعتقد أن الله تعالى في جهة فهو كافر كما صرح به العراقي, وبه قال أبو حنيفة ومالك والشافعي وأبو الحسن الأشعري والباقلاني ا.ه.
وقال القرطبي في التذكار(208): والصحيح القول بتكفيرهم-أي المجسمة, يا أختي فانتبهي وليس إياك أعني, حاشا أن نطعن مسلما بها- إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور, وإن إثبات الجهة لله تعالى كفرعند الأئمة الأربعة كما نقل عنهم العراقي في شرح المشكاة للإمام علي القاري ا.ه.
فمعتقد الجهة-أي جهة العلو لما فيها من الشرف والرفعة في الجملة- لا يكفر كما قاله العز بن عبد السلام, وقيده النووي بكونه من العامة, وابن أبي جمرة بعسر فهم نفيها ا.ه. وهذا لغير المجسمة حتما.
وأقول: ونحن المخلوقين لا بد لنا من جهة محددة تحصرنا لا انفكاك لنا عنها, فكيف يكون لخالق الجهات جهة تحصره, فإن كانت له جهة حاصرة كانت له قاهرة (وهو القاهر فوق عباده وهو اللطيف الخبير).
وقال حجة الإسلام, ومجدد القرن الخامس, الإمام المجتهد أبو حامد محمد بن محمد الغزالي المتوفى عام 505رحمه الله تعالى, لمن سأله عن بعض هذه المسائل :
وهو رب الأين لا أين له ...... وهو رب الكيف والكيف يحول
وقال:
الدعوى الثامنة: ندعي أن الله تعالى منزه عن أن يوصف بالاستقرار على العرش، فإن كل متمكن على جسم ومستقر عليه مقدر لا محالة فإنه أما أن يكون أكبر منه أو أصغر أو مساوياً وكل ذلك لا يخلو عن التقدير، وأنه لو جاز أن يماسه جسم من هذه الجهة لجاز أن يماسه من سائر الجهات فيصير محاطاً به والخصم لا يعتقد ذلك بحال وهو لازم على مذهبه بالضرورة، وعلى الجملة لا يستقر على الجسم إلا جسم ولا يحل فيه إلا عرض وقد بان أنه تعالى ليس بجسم ولا عرض، فلا يحتاج إلى إقران هذه الدعوى بإقامة البرهان. فإن قيل فما معنى قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " ؟ وما معنى قوله عليه السلام: " ينزل اللّه كل ليلة إلى السماء الدنيا " قلنا الكلام على الظواهر الواردة في هذا الباب طويل ولكن نذكر منهجاً في هذين الظاهرين يرشد إلى ما عداه وهو أنا نقول: الناس في هذا فريقان عوام وعلماء، والذي نراه اللائق بعوام الخلق أن لا يخاض بهم في هذه التأويلات بل ننزع عن عقائدهم كل ما يوجب التشبيه ويدل على الحدوث ونحقق عندهم أنه موجود ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، وإذا سألوا عن معاني هذه الآيات زجروا عنها، وقيل ليس هذا بعشكم فادرجوا فلكل علم رجال. ويجاب بما أجاب به مالك بن أنس رضي الله عنه، بعض السلف حيث سئل عن الاستواء، فقال: الاستواء معلوم والكيفية مجهولة، والسؤال عنه بدعة، والايمان به واجب، وهذا لأن عقول العوام لا تتسع لقبول المعقولات ولا إحاطتهم باللغات ولا تتسع لفهم توسيعات العرب في الاستعارات.

وأما العلماء فاللائق بهم تعريف ذلك وتفهمه، ولست أقول أن ذلك فرض عين إذ لم يرد به تكليف بل التكليف التنزيه عن كل ما تشبهه بغيره. فأما معاني القرآن، فلم يكلف الأعيان فهم جميعها أصلاً ولكن لسنا نرتضي قول من يقول، أن ذلك من المتشابهات كحروف أوائل السور، فإن حروف أوائل السور ليست موضوعة باصطلاح سابق للعرب للدلالة على المعاني، ومن نطق بحروف وهن كلمات لم يصطلح عليها، فواجب أن يكون معناه مجهولاً إلا أن يعرف ما أردته، فإذا ذكره صارت تلك الحروف كاللغة المخترعة من جهته.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " ينزل اللّه تعالى إلى السماء الدنيا " ، فلفظ مفهوم ذكر للتفهم وعلم أنه يسبق إلى الإفهام منه المعنى الذي وضع له أو المعنى الذي يستعار، فكيف يقال إنه متشابه بل هو مخيل معنى خطأ عند الجاهل ومفهم معنى صحيحاً عند العالم، وهو كقوله تعالى: " وهو معكم أينما كنتم " . فإنه يخيل عند الجاهل اجتماعاً مناقصاً لكونه على العرش، وعند العالم يفهم أنه مع الكل بالاحاطة والعلم، وكقوله صلى الله عليه وسلم: " قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن " ، فإنه عند الجاهل يخيل عضوين مركبين من اللحم والعظم والعصب مشتملين على الأنامل والأظفار، نابتين من الكف، وعند العالم يدل على المعنى المستعار له دون الموضوع له وهو ما كان الاصبع له، وكان سر الاصبع وروحه وحقيقته وهو القدرة على التقليب كما يشاء، كما دلت المعية عليه في قوله وهو معكم على ما تراد المعية له وهو العلم والاحاطة ولكن من شائع عبارات العرب العبارة بالسبب عن المسبب، واستعارة السبب للمستعار منه وكقوله تعالى: " من تقرَّب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن أتاني بمشي أتيته بهرولة " فإن الهرولة عند الجاهل تدل على نقل الأقدام وشدة العدو وكذا الاتيان يدل على القرب في المسافة.؟ وعند العاقل يدل على المعنى المطلوب من قرب المسافة بين الناس وهو قرب الكرامة والانعام وإن معناه أن رحمتي ونعمتي أشد انصباباً إلى عبادي من طاعتهم إلي وهو كما قال: " لقد طال شوق الأبرار إلى لقائي وأنا إلى لقائهم لأشد شوقاً " تعالى الله عما يفهم من معنى لفظ الشوق بالوضع الذي هو نوع ألم وحاجة إلى استراحة، وهو عين النقص ولكن الشوق سبب لقبول المشتاق إليه والإقبال عليه وإفاضة النعمة لديه فعبر به عن المسبب، وكما عبر بالغضب والرضى عن إرادة الثواب والعقاب الذين هما ثمرتا الغضب والرضى ومسبباه في العادة. وكذا لما قال في الحجر الأسود إنه يمين الله في الأرض يظن الجاهل انه أراد به اليمين المقابل للشمال التي هي عضو مركب من لحم ودم وعظم منقسم بخمسة أصابع، ثم إنه إن فتح بصيرته علم أنه كان على العرش ولا يكون يمينه في الكعبة ثم لا يكون حجراً أسود فيدرك بأدنى مسكة أنه استعير للمصافحة، فإنه يؤمر باستلام الحجر وتقبيله كما يؤمر بتقبيل يمين الملك، فاستعير اللفظ لذلك. والكامل العقل البصير لا تعظم عنده هذه الأمور، بل يفهم معانيها على البديهة، فلنرجع إلى معنى الاستواء والنزول؛ أما الاستواء فهو نسبه للعرش لا محالة، ولا يمكن أن يكون للعرش إليه نسبة إلا بكونه معلوماً، أو مراداً، أو مقدوراً عليه، أو محلاً مثل محل العرض، أو مكاناً مثل مستقر الجسم. ولكن بعض هذه النسبة تستحيل عقلاً وبعضها لا يصلح اللفظ للاستعارة به له، فإن كان في جملة هذه النسبة، مع أنه لا نسبة سواها، نسبة لا يخيلها العقل ولا ينبو عنها اللفظ، فليعلم أنها المراد إما كونه مكاناً أو محلاً، كما كان للجوهر والعرض، إذاً اللفظ يصلح له ولكن العقل يخيله كما سبق، وإما كونه معلوماً ومراداً فالعقل لا يخيله، ولكن اللفظ لا يصلح له، وإما كونه مقدوراً عليه وواقعاً في قبضة القدرة ومسخراً له مع أنه أعظم المقدورات ويصلح الاستيلاء عليه لأن يمتدح به وينبه به على غيره الذي هو دونه في العظم، فهذا مما لا يخيله العقل ويصلح له اللفظ، فأخلق بأن يكون هو المراد قطعاً، أما صلاح اللفظ له فظاهر عند الخبير بلسان العرب، وإنما ينبو عن فهم مثل هذا أفهام المتطفلين على لغة العرب الناظرين إليها من بعد الملتفتين إليها التفات العرب إلى لسان الترك حيث لم يتعلموا منها إلا أوائلها، فمن المستحسن في اللغة أن يقال استوى الأمير على مملكته، حتى قال الشاعر:
قد استوى بشير على العراق ... من غير سيف ودم مهراق
ولذلك قال بعض السلف رضي الله عنهم: يفهم من قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى " ما فهم من قوله تعالى " ثم استوى إلى السماء وهي دخان " . وأما قوله صلى الله عليه وسلم " ينزل اللّه تعالى إلى السماء الدنيا " فللتأويل فيه مجال من وجهين:
أحدهما، في اضافة النزول إليه وأنه مجاز، وبالحقيقة هو مضاف إلى ملك من الملائكة كما قال تعالى " واسأل القرية " والمسؤول بالحقيقة أهل القرية. وهذا أيضاً من المتداول في الألسنة، أعني إضافة أحوال التابع إلى المتبوع، فيقال: ترك الملك على باب البلد، ويراد عسكره، فإن المخبر بنزول الملك على باب البلد قد يقال له هلا خرجت لزيارته فيقول لا، لأنه عرج في طريقه على الصيد ولم ينزل بعد، فلا يقال له فلم نزل الملك والآن تقول لم ينزل بعد ؟ فيكون المفهوم من نزول الملك نزول العسكر، وهذا جلي واضح.
والثاني، أن لفظ النزول قد يستعمل للتلطف والتواضع في حق الخلق كما يستعمل الارتفاع للتكبر، يقال فلان رفع رأسه إلى عنان السماء، أي تكبر، ويقال ارتفع إلى أعلى عليين، أي تعظم؛ وإن علا أمره يقال: أمره في السماء السابعة؛ وفي معارضته إذا سقطت رتبته يقال: قد هوى به إلى أسفل السافلين؛ وإذا تواضع وتلطف له تطامن إلى الأرض ونزل إلى أدنى الدرجات. فإذا فهم هذا وعلم أن النزول عن الرتبة بتركها أو سقوطها وفي النزول عن الرتبة بطريق التلطف وترك العقل الذي يقتضيه علو الرتبة وكمال الاستغناء، فبالنظر إلى هذه المعاني الثلاثة التي يتردد اللفظ بينها ما الذي يجوزه العقل ؟ أما النزول بطريق الانتقال فقد أحاله العقل كما سبق، فإن ذلك لا يمكن إلا في متحيز، وأما سقوط الرتبة فهو محال لأنه سبحانه قديم بصفاته وجلاله ولا يمكن زوال علوه، وأما النزول بمعنى اللطف والرحمة وترك الفعل اللائق بالاستغناء وعدم المبالاة فهو ممكن، فيتعين التنزيل عليه، وقيل إنه لما نزل قوله تعالى: " رفيع الدرجات ذو العرش " استشعر الصحابة رضوان الله عليهم من مهابة عظيمة واستبعدوا الانبساط في السؤال والدعاء مع ذلك الجلال، فأخبروا أن الله سبحانه وتعالى مع عظمة جلاله وعلو شأنه متلطف بعباده رحيم بهم مستجيب لهم مع الاستغناء إذا دعوه، وكانت استجابة الدعوة نزولاً بالاضافة إلى ما يقتضيه ذلك الجلال من الاستغناء وعدم المبالاة، فعبر عن ذلك بالنزول تشجيعاً لقلوب العباد على المباسطة بالأدعية بل على الركوع والسجود، فإن من يستشعر بقدر طاقته مبادئ جلال الله تعالى استبعد سجوده وركوعه، فإن تقرب العباد كلهم بالاضافة إلى جلال الله سبحانه أحس من تحريك العبد أصبعاً من أصابعه على قصد التقرب إلى ملك من ملوك الأرض، ولو عظم به ملكاً من الملوك لاستحق به التوبيخ، بل من عادة الملوك زجر الأرزال عن الخدمة والسجود بين أيديهم والتقبيل لعتبة دورهم استحقاراً لهم عن الاستخدام وتعاظماً عن استخدام غير الأمراء والأكابر، كما جرت به عادة بعض الخلفاء. فلولا النزول عن مقتضى الجلال باللطف والرحمة والاستجابة لاقتضى ذلك الجلال أن يبهت القلوب عن الفكر، ويخرس الألسنة عن الذكر، ويخمد الجوارح عن الحركة، فمن لاحظ ذلك الجلال وهذا اللطف استبان له على القطع أن عبارة النزول مطابقة للجلال ومطلقة في موضوعها لا على ما فهمه الجهال؛ فإن قيل فلم خصص السماء الدنيا ؟ قلنا: هو عبارة عن الدرجة الأخيرة التي لا درجة بعدها، كما يقال سقط إلى الثرى وارتفع إلى الثريا، على تقدير أن الثريا أعلى الكواكب والثرى أسفل المواضع. فإن قيل: فلم خصص بالليالي، فقال ينزل كل ليلة ؟ قلنا: لأن الخلوات مظنة الدعوات والليالي أعدت لذلك، حيث يسكن الخلق وينمحي عن القلوب ذكرهم، ويصفوا لذكر الله تعالى قلب الداعي، فمثل هذا الدعاء هو المرجو الاستجابة لا ما يصدر عن غفلة القلوب عند تزاحم الاشتغال.انتهى.
وجزاك الله تعالى خيرا عظيما على ما قدمت وسعيت وأفدت.
أخوك الدمشقي غفر الله له ولكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
 

رفا

مزمار داوُدي
12 أغسطس 2010
4,771
67
0
الجنس
أنثى
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

جزاك الله خير و نفع بك ..
 

حفيدة عمر

مزمار داوُدي
1 سبتمبر 2010
4,580
77
0
الجنس
أنثى
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

جزاك الله خير وبارك الله فيك
 

ناطق العبيدي

مزمار فعّال
6 يونيو 2008
253
1
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: ما فائدة معرفة أسماء الله و صفاته؟

مشكورة اختي الكريمة على هذا الطرح الرائع والحضور المتميز
جزاكي الله كل خير وجعل ماكتبته يمناكي في ميزان اعمالكي
اثابكي الله الرضا والعافية على هذا الانتقاء الموفق للموضوع
جزاكي الله واثابكي الجنة والفردوس الاعلى
لاتحرمنا من جديدكي ونتظر قلمكي بكل شغف
لاعدمنا من تواجدكي ولامن حضوركي ولامن عطاء قلمكي
تقبلي مني مروري البسيط
ودمتم بكل الود والاحترام
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع