- 24 فبراير 2006
- 9,482
- 60
- 48
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
[align=center]أولاً : تعريفٌ بالإمامِ ورشٍ[/align]
هو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم , مولى لآل الزبير بن العوام وكنيته أبو سعيد , ولقبه ورش .
ولد سنة عشر ومائة " بقِفْط " بلد من بلاد صعيد مصر , وأصله من القيروان , رحل إلي الإمام نافع بالمدينة , فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة خمس وخمسين ومائة , وكان ورش أشقر , أزرق العينين , أبيض اللون قصيرا , وكان إلى الِسمَنِ أقرب منه إلى النحافة .
قيل : إن نافعاً لقبة بالورشان - وهو طائر يشبه الحمامة - , وذلك لخفة حركته , وكان نافع يقول : هات يا ورشان , اقرأ يا ورشان , أين الورشان , ثم خفف فقيل ورش ,
وقيل : إن الورش شيء يصنع من اللبن , لقب به لبياضه , وهذا اللقب لزمه حتى صار لا يعرف إلا به , ولم يكن شيء أحب إليه منه , فيقول : أستاذي سماني به .
انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه , لا ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية , ومعرفته بالتجويد , وكان حَسَنَ الصوتِ , جيدَ القراءة لا يمله سامعه .
يقال إنه قرأ على نافع أربع ختمات في شهر ثم رجع إلى بلده .
وتوفى ورش بمصر في أيام المأمون سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنه , رحمه الله ورضي عنه .
وحيث إن ورشا من أشهر من قرأ على الإمام " نافع المدني " , وقد ترجمنا له هذه الترجمة الموجزة , يجمل بنا أن نترجم لشيخه الإمام " نافع المدني " ترجمة موجزة فنقول :
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم , وكنيته أبو رويم , وقيل : أبو الحسن , وقيل أبو عبد الرحمن وهو مولى " جَعْوَنَة " وهو في الأصل الرجل القصير ثم سمي به الرجل وإن لم يكن قصيرا , وكان " جَعْوَنَة " حليف حمزة بن عبد المطلب , ونافع أحد القراء السبعة , وأصله من أصبهان وكان حسن الخلق وسيم الوجه , وفيه دعابة , تلقى القراءة عن سبعين من التابعين , منهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع , وشيبة بن نصاح , وعن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج , وقرأ أبو جعفر على مولاه عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة المخزومي , وعَلَى عبد الله بن عباس , وعَلَى أبى هريرة , وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبي بن كعب , وقرأ أبو هريرة وابن عباسٍ أيضا على زيد بن مثبت , وقرأ زيدٌ وأُبيٌّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وقراءة نافعٍ متواترة , وليس أدل على تواترها من أنه تلقاها عن سبعين من التابعين وهى متواترة في جميع الطبقات .
وكان نافع إمام الناس في القراءة بالمدينة , انتهت إليه رياسة الإقراء بها , وأجمع الناس على قراءته واختياره بعد التابعين .
روى أنه كان إذا تكلم يُشَمُّ من فيه رائحةُ المسك فقيل له : أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس ؟ فقال إني لا أقرب الطيب ولا أمسه , ولكني رأيت فيما يرى النائم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ القرآن في فِيّ , فمن ذلك الوقت يشم من فمي هذه الرائحة , وقيل له : ما أصبح وجهك وأحسن خلقك فقال : كيف لا أكون كما ذكرتم وقد صافحني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه قرأت القرآن في النوم , وكان زاهداً , جوَّاداً , صلى في مسجد رسول الله صلى الله علية وسلم ستين سنة .
قيل: لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه : أوصنا , فقال لهم : " اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين " .
وكان مولده في حدود سنة سبعين من الهجرة , وكانت وفاته سنة تسع وستين ومائة على الصحيح .
وروى القراءة عنه سماعاً وعرضاً طوائف لا يأتي عليها العد من المدينة والشام ومصر وغيرها من بلاد الإسلام .
وممن تلقوا عنه الإمامان مالك بن أنس , والليث بن سعد ومنهم أيضا أبو عمرو بن العلاء وأشهر الرواة عنه اثنان هما : قالون وورش .... رحمه الله ورضي عنه .
[align=center]ثانياً : منهجُ " ورشٍ " في القراءةِ[/align]1- له بين كل سورتين ثلاثة أوجه : الأول : البسملة , والثاني : السكت , والثالث : الوصل , والسكت والوصل يكونا بلا بسملة .
وله بين الأنفال وبراءة ثلاثة أوجه : الأول : القطع , والثاني : السكت , والثالث : الوصل , والثلاثة من غير بسملة .
2- يضم ميم الجمع ويصلها بواوٍ إذا كان بعدها همزة قطعٍ مثل : " ءأنتم أشد خلقا " .
3- وله في المَدَّينِ المتصلِ والمنفصلِ الإشباعُ بقدر ست حركات , وله في مد البدل ثلاثة أوجه : الأول : القصر بمقدار حركتين , والثاني : التوسط بمقدار أربع حركات , والثالث : المد بمقدار ست حركات وذلك نحو : " آمنوا - إيمانا - أوتوا " , وله في حرف اللين الواقع قبل الهمزة التوسط والمد مثل : " شيئاً - سوء " .
4- يقرأ الهمزتين المتجمعتين في كلمة بتسهيل الثانية منهما بين بينْ , من غير إدخال ألف بينهما . كما يقرأ بإبدال الثانية منهما حرف مد ألفا إذا كانت مفتوحة نحو : " ءأنذرتهم " أما إذا كانت مكسورة أو مضمومة فليس له فيها إلا التسهيل .
5- يُسَهِّلُ الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وله إبدالها حرف مد مثل : " جاء أمرنا " أما الهمزتان المجتمعتان في كلمتين المختلفتان في الحركة فيقرأ الثانية منهما بالتسهيل بين بينْ , إذا كانت مكسورة والأولى مفتوحة نحو : " وجاءَ إِخوة يوسف " أو كانت مضمومة والأولى مفتوحة نحو : " كلما جاءَ أُمة رسولها " , ويبدلها ياءً خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مكسورة نحو : " من السماء آية " , ويبدلها واواً خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مضمومة نحو : " أن لو نشاء أصبناهم " , ويسهلها بين بينْ أو يبدلها واواً خالصة إذا كانت مكسورة والأولى مضمومة نحو : " يا زكرياء إنا بنشرك بغلام " لقراءته بالهمزة في زكرياء , ونحو : " ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم " , وليس له في الهمزة الأولى من المختلفتين في الأنواع المذكورة إلا التحقيق .
6- يبدل الهمزة الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها إذا كانت فاء للكلمة نحو : " يؤمن – فأتوا " واستثنى من الإبدال كل ما يتصرف أو يشتق من جملة " الإيواء " وهى سبعة ألفاظ : " مأواه , مأواهم , مأواكم , فأووا , تؤوى , تؤويه , المأوى " , فلا إبدال له فيها , كما يبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واواً إذا كانت فاءً للكلمة نحو : " مُؤَجَّلاً " .
7- ينقل حركة الهمزة إلى الساكن الصحيح قبلها ويحذف الهمزة إذا كان هذا الساكن غير حرف مد ولين وكان آخر الكلمة التي هو فيها وكانت الهمزة همزة قطع أول الكلمة الأخرى نحو : " قد أفلح – من أجر – ذَواتَىْ أُكلٍ " , ومثل لام التعريف وإن كانت اللام متصلة في الرسم نحو : " الآخرة - الإنسان - الأمين " .
8- يدغم دال " قد " في الضاد نحو : " فقد ضل " وفى الظاء نحو : " فقد ظلم " , ويدغم تاء التأنيث في الظاء نحو : " كانت ظالمة " , كما يدغم الذال في التاء في : " أخذتم - اتخذتم - أخذت - لاتخذت " ونحو ذلك .
9- يقرأ بتقليل الألفات من ذوات الياء بخلف عنه نحو : " الهدى - الهوى " ويقللها قولاً واحداً إذا وقعت بعد راءٍ نحو : " اشترى - النصارى " كما يقلل الألفات الواقعة قبل راء مكسورة متطرفة نحو : " الأبرار - الأشرار- قرار - أبصارهم " .
10- يقرأ بترقيق الراء المفتوحة نحو : " خيراً " , والمضمومة نحو : " خير " وذلك بوجود شرط من الشرطين الآتيين .
أ- أن تُسْبَقَ بياءٍ ساكنةٍ مديةٍ أو لينةٍ متصلة بها في كلمتها وذلك نحو : " ميراث – خيرات " .
ب- أن تكون بعد كسر لازم في كلمتها نحو : " قردةً - مراءً ظاهراً – يبشرهم " , حتى لو فصل بين الراء والكسر بحرف ساكن بشرط ألا يكون طاءً أو صاداً أو قافاً فلا يعتد به ولا يمنع الترقيق نحو : " وِزْرَك – ذكرك – المحراب - سدرة " .
11- يقرأ بتغليظ اللام المفتوحة إذا وقعت بعد الصاد المفتوحة مثل : " الصَّلاة " , أو الصاد الساكنة مثل : " يصْـلى " , أو وقعت بعد الطاء المفتوحة مثل : " وبطَل " , أو الطاء الساكنة مثل : " مطْـلَعِ الفجر " , أو وقعت بعد الظاء المفتوحة مثل : " ظَلَم " , أو الظاء الساكنة مثل : " يُظْلَمون " , وليس من القراء من يرفق الراء ويغلظ اللام إلا ورشاً .
12- يقرأ بفتح ياء الإضافة إذا كان بعدها همزة مفتوحة نحو : " إنيَ أَعلم " أو مكسورة نحو : " فتقبل منىَ إِنك " أو مضمومة نحو : " إنيَ أُريد " , أو كان بعدها أداة التعريف نحو : " لا ينال عهديَ الظَّالمين " إلا ما استثناه .
13- يقرأ بإثبات بعض الياءات الزائدة في الوصل نحو : " يوم يأتي لا تكلَّم نفس إلا بإذنه " , ونحو " ذلك ما كنا نبغي فارتدا على ءاثارهما قصصاً " , إلا مواضع استثناها .
* هذا مختصر بسيط عن منهج " ورش " في القراءة , وهذه قواعده العامة وضوابطه الكلية التي تندرج تحتها جزئيات كثيرة , وقلما تخلو قاعدة من هذه القواعد من إجمال يحتاج إلى تفصيل وإيجاز يحتاج إلى إسهاب , وكلمات خرجت عن هذه القواعد واستُـثْـنِـيَـتْ منها .
هذا .. وقد اصطلح علماء القراءات على تسمية هذا المنهج أو هذه القواعد بـ " الأصول " أو " أصول القارئ " .
وفى القرآن الكريم كلمات منثورة في سوره مختلف فيها بين القراء لا تندرج تحت قاعدة عامة ولا تخضع لضابط كلى , وتخالف قراءةُ ورش فيها قراءةَ حفص فيجب ألا تذكر إلا في مواضعها في سور القرآن الكريم , وعلماء القراءات يعنونون لهذه الكلمات بـ " فرش الحروف " ... والله تعالى أعلى وأعلم ...
والله نسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم , وأن ينفع به جميع المسلمين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .. والحمد لله رب العالمين .
أهم المراجع للتوسع في الرواية
المؤلف........................ المرجع
للعلامة الشيخ : عبد الفتاح القاضي 1- تاريخ القراء العشرة ورواتهم وتواتر قراءاتهم ومنهج كلٍ في القراءة
للعلامة الشيخ : محمود خليل الحصري 2- رواية ورش عن الإمام نافع المدني
للعلامة الشيخ : علي محمد الضباع 3- إرشاد المريد إلى مقصود القصيد
للعلامة الشيخ : عبد الفتاح القاضي 4- الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع
لفضيلة الشيخ : محمد عبد الدايم خميس 5- النفحات الإلهية في شرح متن الشاطبية
[align=center]أولاً : تعريفٌ بالإمامِ ورشٍ[/align]
هو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم , مولى لآل الزبير بن العوام وكنيته أبو سعيد , ولقبه ورش .
ولد سنة عشر ومائة " بقِفْط " بلد من بلاد صعيد مصر , وأصله من القيروان , رحل إلي الإمام نافع بالمدينة , فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة خمس وخمسين ومائة , وكان ورش أشقر , أزرق العينين , أبيض اللون قصيرا , وكان إلى الِسمَنِ أقرب منه إلى النحافة .
قيل : إن نافعاً لقبة بالورشان - وهو طائر يشبه الحمامة - , وذلك لخفة حركته , وكان نافع يقول : هات يا ورشان , اقرأ يا ورشان , أين الورشان , ثم خفف فقيل ورش ,
وقيل : إن الورش شيء يصنع من اللبن , لقب به لبياضه , وهذا اللقب لزمه حتى صار لا يعرف إلا به , ولم يكن شيء أحب إليه منه , فيقول : أستاذي سماني به .
انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه , لا ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية , ومعرفته بالتجويد , وكان حَسَنَ الصوتِ , جيدَ القراءة لا يمله سامعه .
يقال إنه قرأ على نافع أربع ختمات في شهر ثم رجع إلى بلده .
وتوفى ورش بمصر في أيام المأمون سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنه , رحمه الله ورضي عنه .
وحيث إن ورشا من أشهر من قرأ على الإمام " نافع المدني " , وقد ترجمنا له هذه الترجمة الموجزة , يجمل بنا أن نترجم لشيخه الإمام " نافع المدني " ترجمة موجزة فنقول :
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم , وكنيته أبو رويم , وقيل : أبو الحسن , وقيل أبو عبد الرحمن وهو مولى " جَعْوَنَة " وهو في الأصل الرجل القصير ثم سمي به الرجل وإن لم يكن قصيرا , وكان " جَعْوَنَة " حليف حمزة بن عبد المطلب , ونافع أحد القراء السبعة , وأصله من أصبهان وكان حسن الخلق وسيم الوجه , وفيه دعابة , تلقى القراءة عن سبعين من التابعين , منهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع , وشيبة بن نصاح , وعن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج , وقرأ أبو جعفر على مولاه عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة المخزومي , وعَلَى عبد الله بن عباس , وعَلَى أبى هريرة , وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبي بن كعب , وقرأ أبو هريرة وابن عباسٍ أيضا على زيد بن مثبت , وقرأ زيدٌ وأُبيٌّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وقراءة نافعٍ متواترة , وليس أدل على تواترها من أنه تلقاها عن سبعين من التابعين وهى متواترة في جميع الطبقات .
وكان نافع إمام الناس في القراءة بالمدينة , انتهت إليه رياسة الإقراء بها , وأجمع الناس على قراءته واختياره بعد التابعين .
روى أنه كان إذا تكلم يُشَمُّ من فيه رائحةُ المسك فقيل له : أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس ؟ فقال إني لا أقرب الطيب ولا أمسه , ولكني رأيت فيما يرى النائم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ القرآن في فِيّ , فمن ذلك الوقت يشم من فمي هذه الرائحة , وقيل له : ما أصبح وجهك وأحسن خلقك فقال : كيف لا أكون كما ذكرتم وقد صافحني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه قرأت القرآن في النوم , وكان زاهداً , جوَّاداً , صلى في مسجد رسول الله صلى الله علية وسلم ستين سنة .
قيل: لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه : أوصنا , فقال لهم : " اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين " .
وكان مولده في حدود سنة سبعين من الهجرة , وكانت وفاته سنة تسع وستين ومائة على الصحيح .
وروى القراءة عنه سماعاً وعرضاً طوائف لا يأتي عليها العد من المدينة والشام ومصر وغيرها من بلاد الإسلام .
وممن تلقوا عنه الإمامان مالك بن أنس , والليث بن سعد ومنهم أيضا أبو عمرو بن العلاء وأشهر الرواة عنه اثنان هما : قالون وورش .... رحمه الله ورضي عنه .
[align=center]ثانياً : منهجُ " ورشٍ " في القراءةِ[/align]1- له بين كل سورتين ثلاثة أوجه : الأول : البسملة , والثاني : السكت , والثالث : الوصل , والسكت والوصل يكونا بلا بسملة .
وله بين الأنفال وبراءة ثلاثة أوجه : الأول : القطع , والثاني : السكت , والثالث : الوصل , والثلاثة من غير بسملة .
2- يضم ميم الجمع ويصلها بواوٍ إذا كان بعدها همزة قطعٍ مثل : " ءأنتم أشد خلقا " .
3- وله في المَدَّينِ المتصلِ والمنفصلِ الإشباعُ بقدر ست حركات , وله في مد البدل ثلاثة أوجه : الأول : القصر بمقدار حركتين , والثاني : التوسط بمقدار أربع حركات , والثالث : المد بمقدار ست حركات وذلك نحو : " آمنوا - إيمانا - أوتوا " , وله في حرف اللين الواقع قبل الهمزة التوسط والمد مثل : " شيئاً - سوء " .
4- يقرأ الهمزتين المتجمعتين في كلمة بتسهيل الثانية منهما بين بينْ , من غير إدخال ألف بينهما . كما يقرأ بإبدال الثانية منهما حرف مد ألفا إذا كانت مفتوحة نحو : " ءأنذرتهم " أما إذا كانت مكسورة أو مضمومة فليس له فيها إلا التسهيل .
5- يُسَهِّلُ الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وله إبدالها حرف مد مثل : " جاء أمرنا " أما الهمزتان المجتمعتان في كلمتين المختلفتان في الحركة فيقرأ الثانية منهما بالتسهيل بين بينْ , إذا كانت مكسورة والأولى مفتوحة نحو : " وجاءَ إِخوة يوسف " أو كانت مضمومة والأولى مفتوحة نحو : " كلما جاءَ أُمة رسولها " , ويبدلها ياءً خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مكسورة نحو : " من السماء آية " , ويبدلها واواً خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مضمومة نحو : " أن لو نشاء أصبناهم " , ويسهلها بين بينْ أو يبدلها واواً خالصة إذا كانت مكسورة والأولى مضمومة نحو : " يا زكرياء إنا بنشرك بغلام " لقراءته بالهمزة في زكرياء , ونحو : " ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم " , وليس له في الهمزة الأولى من المختلفتين في الأنواع المذكورة إلا التحقيق .
6- يبدل الهمزة الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها إذا كانت فاء للكلمة نحو : " يؤمن – فأتوا " واستثنى من الإبدال كل ما يتصرف أو يشتق من جملة " الإيواء " وهى سبعة ألفاظ : " مأواه , مأواهم , مأواكم , فأووا , تؤوى , تؤويه , المأوى " , فلا إبدال له فيها , كما يبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واواً إذا كانت فاءً للكلمة نحو : " مُؤَجَّلاً " .
7- ينقل حركة الهمزة إلى الساكن الصحيح قبلها ويحذف الهمزة إذا كان هذا الساكن غير حرف مد ولين وكان آخر الكلمة التي هو فيها وكانت الهمزة همزة قطع أول الكلمة الأخرى نحو : " قد أفلح – من أجر – ذَواتَىْ أُكلٍ " , ومثل لام التعريف وإن كانت اللام متصلة في الرسم نحو : " الآخرة - الإنسان - الأمين " .
8- يدغم دال " قد " في الضاد نحو : " فقد ضل " وفى الظاء نحو : " فقد ظلم " , ويدغم تاء التأنيث في الظاء نحو : " كانت ظالمة " , كما يدغم الذال في التاء في : " أخذتم - اتخذتم - أخذت - لاتخذت " ونحو ذلك .
9- يقرأ بتقليل الألفات من ذوات الياء بخلف عنه نحو : " الهدى - الهوى " ويقللها قولاً واحداً إذا وقعت بعد راءٍ نحو : " اشترى - النصارى " كما يقلل الألفات الواقعة قبل راء مكسورة متطرفة نحو : " الأبرار - الأشرار- قرار - أبصارهم " .
10- يقرأ بترقيق الراء المفتوحة نحو : " خيراً " , والمضمومة نحو : " خير " وذلك بوجود شرط من الشرطين الآتيين .
أ- أن تُسْبَقَ بياءٍ ساكنةٍ مديةٍ أو لينةٍ متصلة بها في كلمتها وذلك نحو : " ميراث – خيرات " .
ب- أن تكون بعد كسر لازم في كلمتها نحو : " قردةً - مراءً ظاهراً – يبشرهم " , حتى لو فصل بين الراء والكسر بحرف ساكن بشرط ألا يكون طاءً أو صاداً أو قافاً فلا يعتد به ولا يمنع الترقيق نحو : " وِزْرَك – ذكرك – المحراب - سدرة " .
11- يقرأ بتغليظ اللام المفتوحة إذا وقعت بعد الصاد المفتوحة مثل : " الصَّلاة " , أو الصاد الساكنة مثل : " يصْـلى " , أو وقعت بعد الطاء المفتوحة مثل : " وبطَل " , أو الطاء الساكنة مثل : " مطْـلَعِ الفجر " , أو وقعت بعد الظاء المفتوحة مثل : " ظَلَم " , أو الظاء الساكنة مثل : " يُظْلَمون " , وليس من القراء من يرفق الراء ويغلظ اللام إلا ورشاً .
12- يقرأ بفتح ياء الإضافة إذا كان بعدها همزة مفتوحة نحو : " إنيَ أَعلم " أو مكسورة نحو : " فتقبل منىَ إِنك " أو مضمومة نحو : " إنيَ أُريد " , أو كان بعدها أداة التعريف نحو : " لا ينال عهديَ الظَّالمين " إلا ما استثناه .
13- يقرأ بإثبات بعض الياءات الزائدة في الوصل نحو : " يوم يأتي لا تكلَّم نفس إلا بإذنه " , ونحو " ذلك ما كنا نبغي فارتدا على ءاثارهما قصصاً " , إلا مواضع استثناها .
* هذا مختصر بسيط عن منهج " ورش " في القراءة , وهذه قواعده العامة وضوابطه الكلية التي تندرج تحتها جزئيات كثيرة , وقلما تخلو قاعدة من هذه القواعد من إجمال يحتاج إلى تفصيل وإيجاز يحتاج إلى إسهاب , وكلمات خرجت عن هذه القواعد واستُـثْـنِـيَـتْ منها .
هذا .. وقد اصطلح علماء القراءات على تسمية هذا المنهج أو هذه القواعد بـ " الأصول " أو " أصول القارئ " .
وفى القرآن الكريم كلمات منثورة في سوره مختلف فيها بين القراء لا تندرج تحت قاعدة عامة ولا تخضع لضابط كلى , وتخالف قراءةُ ورش فيها قراءةَ حفص فيجب ألا تذكر إلا في مواضعها في سور القرآن الكريم , وعلماء القراءات يعنونون لهذه الكلمات بـ " فرش الحروف " ... والله تعالى أعلى وأعلم ...
والله نسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم , وأن ينفع به جميع المسلمين .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .. والحمد لله رب العالمين .
أهم المراجع للتوسع في الرواية
المؤلف........................ المرجع
للعلامة الشيخ : عبد الفتاح القاضي 1- تاريخ القراء العشرة ورواتهم وتواتر قراءاتهم ومنهج كلٍ في القراءة
للعلامة الشيخ : محمود خليل الحصري 2- رواية ورش عن الإمام نافع المدني
للعلامة الشيخ : علي محمد الضباع 3- إرشاد المريد إلى مقصود القصيد
للعلامة الشيخ : عبد الفتاح القاضي 4- الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع
لفضيلة الشيخ : محمد عبد الدايم خميس 5- النفحات الإلهية في شرح متن الشاطبية