رد: سؤال
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حيّاك الله أختي الفاضلة
هناك ثلاثة أقوال في معنى المكي و المدني
1 / اعتبار المكان : أي المكّي ما نزل بمكة ، و المدني ما نزل بالمدينة
و انتُقِدَ هذا القول بأنه غير ضابط و لا حاصر ، لأنّه لا يشمل ما نزل بغير مكّة و المدينة و ضاحيهما ، كقوله تعالى في سورة التوبة " لو كان عرضا قريبا و سفرا قاصدا لاتّبعوك " فإنها نزلت بتبوك ، و قوله تعالى " و سئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا " فإنها نزلت ببيت المقدس ليلة الاسراء
2 / اعتبار المخاطب ، فإذا كان الخطاب لأهل مكّة ، و مثّلوا له بما صُدّر بلفظ " يا أيها الناس " كان مكّيا ، و إذا كان الخطاب لأهل المدينة و مثّلوا له بما صُدّر بلفظ " يا أيها الذين آمنوا " كان مدنيا
و انتُقِد هذا التقسيم كسابقه بأنه غير ضابط و لا حاصر ، لأن في القرآن ما نزل غير مُصَدّر بأحدهما كقوله تعالى " يا أيّها النبي اتّق الله و لا تطع الكافرين و المنافقين "
و انتُقٍد أيضا بأنه غير مطّرد في جميع موارد الصيغتين المذكورتين ، بل إن هناك آيات مدنية صدّرت بـ " يا أيها الناس " و آيات مكيّة صدِّرت بـ " يا أيها الذين آمنوا "
3 / و هو المشهور : اعتبار الزمان ، فالمكّي ما نزل قبل الهجرة و إن نزل بغير مكّة ، و المدني ما نزل بعدها و إن نزل بمكّة
و هو تقسيم صحيح سليم لأنّه ضابط حاصر و مطّرد لا يختلف كسابقيه ، و لذلك اعتمده العلماء و اشتهر بينهم
نقلت لك الجواب - بتصرف يسير - من الكتاب الماتع " مناهل العرفان " لمؤلفه الإمام الكبير الزرقاني - رحمه الله -
أتمنّى تكون الصورة اتضحت لك
و لو فيه شيء تفضلي ، نحاول الإجابة بعد البحث و المراجعة
و الله الموفق للخير و الصواب