- 5 يناير 2007
- 548
- 11
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- صلاح محمد البدير
[align=center] وهذه القصيدة من التراث المحفوظ
وقد جمعت بين الحسن و اللطافة ، وبين الفكاهة و الطرافة ..
قصيدة الاصمعي ، التي بعنوان صوت صفير البلبل ..
ومع احداث هذه القصيدة الشيقة الطريفة ....[/align]
يروى ان امير المؤمنين ابو جعفر المنصور رحمه الله كان يحفظ الشعر من اول مرة يسمعه فيها , وله مملوك يحفظه من مرتين , وله جارية تحفظه من ثلاث مرات , وكان ابو جعفر اذا جاءه شاعر بقصيدة قال له : ان كانت هذه القصيدة لم تسمع من قبل نعطيك زنة ماكتبت عليه ذهبا , اما اذا كانت قد سمعت فليس لك شيئ , فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامع الخليفة , فيحفظها الخليفة ويلقيها على الشاعر وكانها قد سمعت من قبل ,
فيقول الشاعر : انها من بنات افكاري يا امير المؤمنين ,
فيقول له الامير : لا , ولدي عبد يحفظها ايضا فياتي بالعبد فيلقيها عليه , ثم ينادي على الجارية اللتي عنده كي يزيد من تاكيد كلامه ان القصيدة قد سمع الناس بها من قبل , فتاتي الجارية وتلقيها على مسامعه , حتى يشك الشاعر في نفسه .. !
وهكذا كان يفعل امير المؤمنين مع كل الشعراء ( حرصا منه على اموال المسلمين حتى لايذهب اكثرها للشعراء ) حتى سمع الاصمعي بما يفعله الامير بالشعراء وقد اسف على حالهم , وهم الاصمعي الى امير المؤمنين وقد تنكر بلباس اعرابي وجعل له جدائل وارتدى جلد شاة , فلما قدم على الامير
قال : السلام عليكم يامير المؤمنين , انا اعرابي اتيت اليك ولدي قصيدة اود ان اقولها لك ,
فقال الامير : اتعرف شرطنا ايها الاعرابي
فقال الاصمعي : نعم يا امير المؤمنين اعرفه , فاذن له الامير
فقال الاصمعي : ...
صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي
المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي
فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي
فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي
والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي
فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي
وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي
ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي
يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي
اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي
أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي
فلم يستطيع امير المؤمنين ان يحفظها لصعوبة كلماتها فنادى على المملوك الذي عنده فساله ان كان قد سمع بهذه القصيدة
( بمعنى هل حفظتها ) ولكن العبد اشار الى انه لم يسمع بها من قبل , فنادى على الجارية وسالها نفس السؤال ولكن جوابها لم يكن افضل من جواب المملوك .
حينها قال الامير : احضر ماكتبت عليه القصيدة
وكان الاصمعي قد كتب القصيدة على عمود من الرخام قد ورثه اباه عن جده فاتى به بمساعدة اربعة من الرجال بسبب ضخامة هذا العمود , وحينما شاهده امير المؤمنين اندهش تماما فامر بوزن العمود واذا به يزن ثلاثة ارباع بيت المال فاعطاه بوزنه ذهبا كما كان يعد بذلك فاخذ الاصمعي الذهب الذي منحه اياه امير المؤمنين واراد الخروج من مجلسه فمنعه الوزير وقال : يا امير المؤمنين ما اظن هذا الا الاصمعي
حينها التفت اليه الامير وقال : امط اللثام عن وجهك ايها الاعرابي
فا ازال اللثام واذا هو الاصمعي فغضب الامير
وقال : اتفعل هذا با امير المؤمنين
فرد الاصمعي : نعم يا امير , بذاكرتك قطعت ارزاق الشعراء
فامره الامير ان يرد المال الذي اخذه ولكن الاصمعي رفض ان يرده الا بشرط , فساله الامير ماهو الشرط ؟
فقال الاصمعي : ان تعطي الشعراء جوائز على قصائدهم سواء كانت من نقلهم او من نظمهم
فقال الامير : لاباس نجيزهم , فرد الاصمعي المال الذي كان قد اخذه .
هذه هي القصة وهذه هي القصيدة
فهل يستطع احد منكم قرأتها ... ؟ ـ اي القصيدة ـ
ثم حفظها للتنذر بها .. ؟
حاولوا ..... !
وقد جمعت بين الحسن و اللطافة ، وبين الفكاهة و الطرافة ..
قصيدة الاصمعي ، التي بعنوان صوت صفير البلبل ..
ومع احداث هذه القصيدة الشيقة الطريفة ....[/align]
يروى ان امير المؤمنين ابو جعفر المنصور رحمه الله كان يحفظ الشعر من اول مرة يسمعه فيها , وله مملوك يحفظه من مرتين , وله جارية تحفظه من ثلاث مرات , وكان ابو جعفر اذا جاءه شاعر بقصيدة قال له : ان كانت هذه القصيدة لم تسمع من قبل نعطيك زنة ماكتبت عليه ذهبا , اما اذا كانت قد سمعت فليس لك شيئ , فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامع الخليفة , فيحفظها الخليفة ويلقيها على الشاعر وكانها قد سمعت من قبل ,
فيقول الشاعر : انها من بنات افكاري يا امير المؤمنين ,
فيقول له الامير : لا , ولدي عبد يحفظها ايضا فياتي بالعبد فيلقيها عليه , ثم ينادي على الجارية اللتي عنده كي يزيد من تاكيد كلامه ان القصيدة قد سمع الناس بها من قبل , فتاتي الجارية وتلقيها على مسامعه , حتى يشك الشاعر في نفسه .. !
وهكذا كان يفعل امير المؤمنين مع كل الشعراء ( حرصا منه على اموال المسلمين حتى لايذهب اكثرها للشعراء ) حتى سمع الاصمعي بما يفعله الامير بالشعراء وقد اسف على حالهم , وهم الاصمعي الى امير المؤمنين وقد تنكر بلباس اعرابي وجعل له جدائل وارتدى جلد شاة , فلما قدم على الامير
قال : السلام عليكم يامير المؤمنين , انا اعرابي اتيت اليك ولدي قصيدة اود ان اقولها لك ,
فقال الامير : اتعرف شرطنا ايها الاعرابي
فقال الاصمعي : نعم يا امير المؤمنين اعرفه , فاذن له الامير
فقال الاصمعي : ...
صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي
المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي
فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي
فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي
والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي
فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي
وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي
ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي
يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي
اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي
أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي
فلم يستطيع امير المؤمنين ان يحفظها لصعوبة كلماتها فنادى على المملوك الذي عنده فساله ان كان قد سمع بهذه القصيدة
( بمعنى هل حفظتها ) ولكن العبد اشار الى انه لم يسمع بها من قبل , فنادى على الجارية وسالها نفس السؤال ولكن جوابها لم يكن افضل من جواب المملوك .
حينها قال الامير : احضر ماكتبت عليه القصيدة
وكان الاصمعي قد كتب القصيدة على عمود من الرخام قد ورثه اباه عن جده فاتى به بمساعدة اربعة من الرجال بسبب ضخامة هذا العمود , وحينما شاهده امير المؤمنين اندهش تماما فامر بوزن العمود واذا به يزن ثلاثة ارباع بيت المال فاعطاه بوزنه ذهبا كما كان يعد بذلك فاخذ الاصمعي الذهب الذي منحه اياه امير المؤمنين واراد الخروج من مجلسه فمنعه الوزير وقال : يا امير المؤمنين ما اظن هذا الا الاصمعي
حينها التفت اليه الامير وقال : امط اللثام عن وجهك ايها الاعرابي
فا ازال اللثام واذا هو الاصمعي فغضب الامير
وقال : اتفعل هذا با امير المؤمنين
فرد الاصمعي : نعم يا امير , بذاكرتك قطعت ارزاق الشعراء
فامره الامير ان يرد المال الذي اخذه ولكن الاصمعي رفض ان يرده الا بشرط , فساله الامير ماهو الشرط ؟
فقال الاصمعي : ان تعطي الشعراء جوائز على قصائدهم سواء كانت من نقلهم او من نظمهم
فقال الامير : لاباس نجيزهم , فرد الاصمعي المال الذي كان قد اخذه .
هذه هي القصة وهذه هي القصيدة
فهل يستطع احد منكم قرأتها ... ؟ ـ اي القصيدة ـ
ثم حفظها للتنذر بها .. ؟
حاولوا ..... !
التعديل الأخير: