- 4 مارس 2007
- 111
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمان الرحيم
اعلم ايها الأخ الحبيب،وأيتها الأخت الفاضلة أن عمرك هو كنزك الحقيقي فلا تفرط فيه ولا تشغله الا بما يصلح دينك ودنياك .
يقول صاحب مختصر منهاج القاصدين " واعلم يا أخي الحبيب أن التاجر كما يستعين بشريكه في التجارة طلبا للربح ويشارطه ويحاسبه. كذلك العقل يحتاج الى مشاركة النفس وأن يوظف عليها الوظائف ويشرط عليها الشروط ، ويرشدها الى طريق الفلاح ثم لا يغفل عن مراقبتها فانه لا يامن خيانتها وتضييعها رأس المال.... ثم بعد الفراغ ينبغي أن يحاسبها ويطالبها بالوفاء بما شرط عليها ، فان هذه التجارة ربحها الفردوس الاعلى فتدقيق الحساب في هذا مع النفس أهم من تدقيقه بكثير من أرباح الدنيا فحتم على كل ذي عزم أمن بالله واليوم الاخر ان لا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها ، وسكناتها ، وخطراتها ، فان كل نفس من انفاس العمر جوهرة نفيسة لا عوض لها .فاذا فرغ العبد من فريضة الصبح ينبغي ان يفرغ قلبه ساعة لمشارطة نفسه فيقول للنفس "ما لي بضاعة الا العمر فاذا فني مني راس المال ، وقع الياس من التجارة وطلب الربح.... وهذا اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه وأخر أجلي فأنعم علي به ولو توفاني لكنت أتمنى أن يرجعني الى الدنيا حتى أعمل فيها صالحا فاحسبي يا نفسي أنك توفيت ثم رددت ، فاياك ان تضيعي هذا اليوم واعلمي ان اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة وأن العبد ينشر له بكل يوم أربع وعشرون خزانة مصفوفة فيفتح له منها خزانة فيراها مملوءة نورا من حسناته التي عملها في تلك الساعة ،فيحصل له من السرور و السعادة بمشاهدة تلك الانوار ما لو وزع على أهل النار عن الاحساس بألم النار. ويفتح له خزانة أخرى سوداء مظلمة يفوح ريحها ويغشاه ظلامها وهي الساعة التي عصى الله تعالى فيها فيحصل له من الفزع والخزي ما لو قسم على اهل الجنة لنغص عليهم نعيمهم ....ويفتح له خزانة أخرى فارغة ليس فيها ما يسوؤه ولا ما يسره وهي الساعة التي نام فيها أو غفل أو اشتغل بشيئ من المباح ويتحسر على خلوها ويناله ما نال القادر على الربح الكثير اذا اهمله حتى فاته وعلى هذا تعرض عليه خزائن أوقاته طول عمره فيقول لنفسه اجتهدي اليوم في ان تعمري خزائنك ولا تدعيها فارغة ولا تميلي الى الكسل والدعة والاستراحة فيفوتك من درجات عليين ما يدركه غيرك .
قال عمر رضي الله عنه " حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا " فانه أخف عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} الحاقة
قال الحسن " رحم الله عبدا وقف عند همه ، فان كان لله مضى ، وان كان لغيره تأخر"
منقول
اعلم ايها الأخ الحبيب،وأيتها الأخت الفاضلة أن عمرك هو كنزك الحقيقي فلا تفرط فيه ولا تشغله الا بما يصلح دينك ودنياك .
يقول صاحب مختصر منهاج القاصدين " واعلم يا أخي الحبيب أن التاجر كما يستعين بشريكه في التجارة طلبا للربح ويشارطه ويحاسبه. كذلك العقل يحتاج الى مشاركة النفس وأن يوظف عليها الوظائف ويشرط عليها الشروط ، ويرشدها الى طريق الفلاح ثم لا يغفل عن مراقبتها فانه لا يامن خيانتها وتضييعها رأس المال.... ثم بعد الفراغ ينبغي أن يحاسبها ويطالبها بالوفاء بما شرط عليها ، فان هذه التجارة ربحها الفردوس الاعلى فتدقيق الحساب في هذا مع النفس أهم من تدقيقه بكثير من أرباح الدنيا فحتم على كل ذي عزم أمن بالله واليوم الاخر ان لا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها ، وسكناتها ، وخطراتها ، فان كل نفس من انفاس العمر جوهرة نفيسة لا عوض لها .فاذا فرغ العبد من فريضة الصبح ينبغي ان يفرغ قلبه ساعة لمشارطة نفسه فيقول للنفس "ما لي بضاعة الا العمر فاذا فني مني راس المال ، وقع الياس من التجارة وطلب الربح.... وهذا اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه وأخر أجلي فأنعم علي به ولو توفاني لكنت أتمنى أن يرجعني الى الدنيا حتى أعمل فيها صالحا فاحسبي يا نفسي أنك توفيت ثم رددت ، فاياك ان تضيعي هذا اليوم واعلمي ان اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة وأن العبد ينشر له بكل يوم أربع وعشرون خزانة مصفوفة فيفتح له منها خزانة فيراها مملوءة نورا من حسناته التي عملها في تلك الساعة ،فيحصل له من السرور و السعادة بمشاهدة تلك الانوار ما لو وزع على أهل النار عن الاحساس بألم النار. ويفتح له خزانة أخرى سوداء مظلمة يفوح ريحها ويغشاه ظلامها وهي الساعة التي عصى الله تعالى فيها فيحصل له من الفزع والخزي ما لو قسم على اهل الجنة لنغص عليهم نعيمهم ....ويفتح له خزانة أخرى فارغة ليس فيها ما يسوؤه ولا ما يسره وهي الساعة التي نام فيها أو غفل أو اشتغل بشيئ من المباح ويتحسر على خلوها ويناله ما نال القادر على الربح الكثير اذا اهمله حتى فاته وعلى هذا تعرض عليه خزائن أوقاته طول عمره فيقول لنفسه اجتهدي اليوم في ان تعمري خزائنك ولا تدعيها فارغة ولا تميلي الى الكسل والدعة والاستراحة فيفوتك من درجات عليين ما يدركه غيرك .
قال عمر رضي الله عنه " حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا " فانه أخف عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} الحاقة
قال الحسن " رحم الله عبدا وقف عند همه ، فان كان لله مضى ، وان كان لغيره تأخر"
منقول