إعلانات المنتدى


الامثال في القرأن الكريم

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

احمد امام المصري

عضو كالشعلة
18 أغسطس 2010
396
9
0
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الأمثال في القرآن الكريم ..
1- الأمثال :
جمع مثل ، والمثَلُ والمِثْلُ كالشَّبه والشّبْه والشّبيه لفظا ومعنى .
تعريفه لغة :
عبارة عن قول في شيء يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره .
المثل القرآني اصطلاحا:
نظم من التنزيل يعرض نمطا واضحا معروفا من الكائنات أو الحوادث الكونية أو التاريخية ، عرضا لافتا للأنظار، ليشبه أو يقارن به سلوك بشري، أو فكرة مجردة، أو أي معنى من المعاني، بقصد التوضيح أو الإقناع أو البرهان أو التأثير، أو لمجرد الإقتداء به، أو التنفير منه والابتعاد عنه أو بقصد بيان الفارق بين أمرين متناقضين للأخذ بأحدهما والابتعاد عن الآخر أو للبرهان على صحة أحدهما، وبطلان الآخر .
والتمثيل :
هو القالب الذي يبرز المعاني في صورة حيّة تستقرُّ في الأذهان، بتشبيه الغائب بالحاضر والمعقول بالمحسوس ، وقياس النظير على النظير ..
وكم من معنى جميل أكسبه التمثيل روعة وجمالا ، فكان ذلك أدعى لتقبل النفس له واقتناع العقل به ، وهو من أساليب القرآن الكريم في ضروب بيانه ونواحي إعجازه .

وقال تعالى : " وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون "
ويطلق المثل على الحال والقصة العجيبة الشأن ، وبهذا فسر لفظ المثل في كثير من الآيات كقوله تعالى : " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من مآء غير آسن " .. أي قصتها وصفتها التي يتعجب منها .


2- الفرق بين المثل في الأدب والمثل في القرآن :
المثل في الأدب :
قول محكيّ سائر يقصد به تشبيه حال الذي حكي فيه بحال الذي قيل لأجله ، أي يشبه ضربه بمورده مثل : ( ربَّ رمية من غير رامٍ ) .
وأول من قال ذلك ، الحكم بن عبد يغوث النقري ، وكان أرمى أهل زمانه .
وعلى هذا فلابد للمثل في الأدب من مورد يشبه مضربه به .

أما المثل في القرآن الكريم :
فهو إبراز المعنى في صورة موجزة لها وقعها في النفس ، سواء أكانت تشبيها أم قولا مرسلا ، ومن أمثال القرآن مالم يشتمل على تشبيه ولا استعارة كقوله تعالى : " يا أيها الناس ضرب مثل " .

قال ابن القيّم رحمه الله في أمثال القرآن :
هي تشبيه شيء بشيء في حكمه ، وتقريب المعقول من المحسوس أو أحد المحسوسين من الآخر واعتبار أحدهما بالآخر .


3- أنواع الأمثال بعامة :
1. المثل الموجز السائر: وهو إما شعبي لا تعلُّم فيه، ولا تكلف ولا تقيد بقواعد النحو، وإما كتابي، صادر عن ذوي الثقافة العالمية كالشعراء والخطباء كقولهم : كالمستجير من الرمضاء بالنار.
2. المثل القياسي: هو سرد وصفي أو قصصي أو صورة بيانية لتوضيح فكرة ما عن طريق التشبيه والتمثيل ويسميه البلاغيون التمثيل المركب أو اعتبار أحدهما بالآخر لغرض التأديب والتهذيب أو التوضيح والتصوير وهذا النوع فيه إطناب إذا قورن بسابقه ويجمع بين عمق الفكرة وجمال التصوير.
3. المثل الخرافي: وهي حكاية ذات مغزى على لسان غير الإنسان لغرض تعليمي أو فكاهي وما أشبه ذلك كقولهم : أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض .


4- أنواع الأمثال في القرآن الكريم :
1- الأمثال المصرّحة .
2- الأمثال الكامنة .
3- الأمثال المرسلة .

النوع الأول : الأمثال المصرحة :

وهي ما صرّح فيها بلفظ المثل أو ما يدل على التشبيه وهي كثيرة في القرآن .. ومنها قوله تعالى : قال الله تعالى:﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ *صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ *أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ (البقرة:17- 20)


فيصور هنا حال المنافقين وأنهم بمنزلة من استوقد نارًا للإضاءة والنفع حيث انتفعوا ماديا من الدخول في الإسلام ، ولكن لم يكن له أثر نوريّ في قلوبهم ، فذهب الله بما في النار من الإضاءة (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ) وأبقى ما فيها من الإحراق ..



النوع الثاني وهي الأمثال الكامنة :
وهي التي لم يصرح فيها بلفظ التمثيل ، ولكنها تدلّ على معان رائعة في إيجاز .. يكون لها وقعها إذا نقلت إلى ما يشبهها مثل :


1- ما في معنى قولهم ( خير الأمور الوسط ) :
§(لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك)
§(ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولاتبسطها كل البسط)
§(ولا تجهر بصلاتك ولاتخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا).

2- ما في معنى قولهم : ( من جهل شيئا عاداه)
*(بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه)
*(وإذا لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم)

3-ما في معنى قولهم : ( اتق شر من أحسنت إليه ) .
§ (وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ الله وَرَسُولَهُ مِنْ فَضْلِه )

4-ما في معنى قولهم : (ليس المُخبَر كالمعاين)
§(أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)

5- ما في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟
§(هَلْ آمَنُكُمْ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْل)

7-ما في معنى قولهم : "قد وضح الصبح لذي عينين"
§﴿الآن حَصْحَصَ الحَقّ﴾

8-ما في معنى قولهم : "سبق السيف العذل"
§﴿قُضِيَ الاََمْرُ الّذِي فِيهِ تَسْتَفْتيان﴾


النوع الثالث : الأمثال المرسلة في القرآن ..
وهي جُمَلٌ أرسلت إرسالا من غير تصريح بلفظ التشبيه ؛ وهي آيات جارية مجرى الأمثال مثل قوله تعالى :
(ولاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ )
مثّل سبحانه لاستحالة دخول الكافر الجنّة ، بأنّهم يدخلون لو دخل الجمل في ثقب الإبرة، ففي الآية تمثيل وليس لها من لفظ المثل وحرف التشبيه أثر.

5- آيات قرآنية تجري مجرى المثل :
· ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَة﴾
· ﴿لا يُكَلّفُ اللهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها﴾
· ﴿لَنْ تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّون﴾
· ﴿ما عَلى الرَّسُولِ إِلا البَلاغُ﴾
· ﴿قُلْ لا يَسْتَوي الْخَبيثُ وَالطَّيّب﴾
· ﴿لِكُلّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٍ﴾
· ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيراً لأسمعهم﴾
· ﴿ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيل﴾
· ﴿أَلَيْسَ الصُّبحُ بِقَرِيب﴾
· ﴿قُلْ كُلّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِه﴾
· ﴿ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداك﴾
· ﴿ضَعُفَ الطّالِبُ وَالْمَطْلُوب﴾
· ﴿كُلُّ حِزبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُون﴾
· ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَة﴾
· ﴿لَكُمْ دِينُـكُمْ وََلِي دِين﴾
· ﴿هَلْ جَزاء الإحسان إِلاّ الإحسان﴾


6- الفرق بين المثل والحكمة
يظهر الفرق بين المثل والحكمة في ثلاثة أمور:
أولًا: أن الحكمة عامة في الأقوال والأفعال والمثل خاص بالأقوال.
ثانيًا: أن المثل وقع فيه التشبيه والحكمة قد يقع فيها التشبيه وقد لا يقع فإذا وقع فيها التشبيه اجتمعت مع المثل وإلا اختلفت عنه.
ثالثًا: أن المقصود من المثل الاحتجاج ومن الحكمة التنبيه والإعلام والوعظ ولا يبعد أن يقال بعد ذلك إن المثل هو من الحكمة فهي تعمه وتعم غيره ومن هنا قرر الإمام أبو هلال العسكري صاحب كتاب جمهرة الأمثال أن كل حكمة سائرة تسمى مثلا .


7- أهم من ألف في أمثال القرآن:
1- الأمثال من الكتاب والسنة تأليف أبي عبد الله محمد بن علي ابن الحسن المعروف بالحكيم الترمذي المتوفى سنة 320 هـ.
2- أمثال القرآن تأليف إبراهيم بن محمد بن نفطويه المتوفى سنة 323 هـ.
3- الأمثال الكامنة في القرآن تأليف الحسن بن الفضل.
4- الأمثال الكامنة في القرآن تأليف أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق القضاعي.
5- أمثال القرآن تأليف أبي علي محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي المتوفى سنة 381 هـ.
6- أمثال القرآن لأبي عبد الرحمن بن حسين السلمي النيسابوري المتوفى سنة 406 هـ.
7- أمثال القرآن لأبي الحسن علي بن محمد المعروف بالماوردي الفقيه الشافعي المتوفى سنة 450 هـ.
8- درر الأمثال لابن أبي الأصبع العدواني المتوفى سنة 654 هـ.
9- أمثال القرآن لابن القيم المتوفى سنة 751 هـ.
10- أمثال القرآن للأستاذ محمود بن الشريف .




.......................
1- دراسات في علوم القرآن ، ط3 - تأليف : زاهر بن عواض الألمعي .
2- بحث .. من أسرار ابيان في أمثال القرآن ، بقلم أ/ محمد إسماعيل عتوك .
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الامثال في القرأن الكريم

موضوع رائع
فيه تفصيل وتوضيح وشرح وافى
جزاك الله خيرًا أخى أحمد على هذا الانتقاء الرائع والمفيد
 

¤ أبن حنبل ¤

مزمار فضي
24 أكتوبر 2010
506
0
0
الجنس
ذكر
رد: الامثال في القرأن الكريم

موضوع قيم جدا ،،
~ أخي الكريم ~
بارك الله فيك ، ونفع بك .
 

حفيد المؤدن

مزمار كرواني
15 نوفمبر 2010
2,121
10
38
الجنس
ذكر
رد: الامثال في القرأن الكريم

بوركت اخي
 

حارث زيود

مزمار داوُدي
5 فبراير 2008
4,564
66
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
علي عبد الرحمن الحذيفي
علم البلد
رد: الامثال في القرأن الكريم

رائع
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع