- 26 أكتوبر 2006
- 2,323
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
قال الإمام الرَّباني شيخ الإسلام الثاني ابن قيم الجوزية – رحمه الله – في «مدارج السالكين» (3/200):«فإذا أراد المؤمنُ الذي قد رزقه اللهُ بصيرةً في دينه، وفقهاً في سنَّة رسولِه، وفهماً في كتابه، وأراه ما النَّاسُ فيه من الأهواء والبدع والضلالات، وتنكُّبهم عن الصراط المستقيم، الذي كان عليه رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؛ فإذا أراد أن يسلكَ هذا الصِّراط؛ فَلْيُوَطِّن نفسَه على قدح الجهالِ وأهلِ البدعِ به، وطعنِهم عليه، وإزرائهم به، وتنفير النَّاس عنه، وتحذيرهم منه؛ كما كان سلفُهم من الكبار يفعلون مع متبوعه وإمامه –صلى الله عليه وسلم-، فأما إذا دعاهم إلى ذلك، وقَدَحَ فيما هم عليه، فهنالك تقومُ قيامتُهم، ويبغون له الغوائلَ وينصِبُون له الحبائل، ويجلِبون عليه بخيل كبيرِهم وَرَجْلِه؛ فهو: غريبٌ في دينه؛ لفساد دينهم غريبٌ في تمسكه بالسُّنَّة؛ لتمسكهم بالبدع. غريبٌ في اعتقاده؛ لفساد عقائدهم. غريبٌ في صلاته؛ لفساد صلاتهم. غريبٌ في طريقه؛ لضلال وفساد طرقهم. غريبٌ في نسبته؛ لمخالفة نسبتهم. غريبٌ في معاشرته لهم؛ لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم. وبالجملة؛ فهو غريبٌ في أمور دنياه وآخرته، لا يجد من العامة مساعداً ولا معيناً. فهو: عالمٌ بين جهال. صاحبُ سنَّة بين أهل البدع. داعٍ إلى الله ورسوله بين دعاة الأهواء والبدع. آمِرٌ بالمعروف وناهٍ عن المنكر بين قومٍ المعروفُ لديهم منكرٌ والمنكر معروفٌ». إه