- 16 مايو 2008
- 12,244
- 855
- 113
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- عبد الله المطرود
- علم البلد
-
كان تميم بن جميل السدوسي قد أقام بشاطئ الفرات وجمع إليه كثير من الأعراب وعظم أمره,
فكتب المعتصم إلى مالك بن طوق في النهوض إليه.
فتبدد جمعه وجاء به إلى المعتصم موثقاً.
فتبدد جمعه وجاء به إلى المعتصم موثقاً.



فقال أحمد بن داود: مارأيت رجلاُ عاين الموت فما هاله ولا شغله عما
يجب عليه أن يفعله إلا تميم بن جميل, فإنه لما مثل بين يدي المعتصم
وأُحْضر السيف والنطع, ووقف بينهما تأمله المعتصم -وكان جميلاً وسيما-
يجب عليه أن يفعله إلا تميم بن جميل, فإنه لما مثل بين يدي المعتصم
وأُحْضر السيف والنطع, ووقف بينهما تأمله المعتصم -وكان جميلاً وسيما-
فأحب أن يعلم أين لسانه من منظره, فقال تكلم يا تميم, فقال :



أما إذ أذنت يا أمير المؤمنين فأنا أقول:
الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين,
ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين.
[ يا أمير المؤمنين جبر الله بك صدع الدين ولمّ بك شعث المسلمين,
وأوضح بك سبل الحق, وأخمد بك شهاب الباطل, إن الذنوب تخرس
الألسن الفصيحة, وتُعْيِي الأفئدة الصحيحة, وقد عظمت الجريرة,
وانقطعت الحجة,وساء الظن, فلم يبق إلا عفوك وانتقامك, وأرجو أن
يكون أقربهما مني وأسرعهما إليَّ أشبههما بك, وأولاهما بكرمك.]
ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين.
[ يا أمير المؤمنين جبر الله بك صدع الدين ولمّ بك شعث المسلمين,
وأوضح بك سبل الحق, وأخمد بك شهاب الباطل, إن الذنوب تخرس
الألسن الفصيحة, وتُعْيِي الأفئدة الصحيحة, وقد عظمت الجريرة,
وانقطعت الحجة,وساء الظن, فلم يبق إلا عفوك وانتقامك, وأرجو أن
يكون أقربهما مني وأسرعهما إليَّ أشبههما بك, وأولاهما بكرمك.]




ثم أنشـد قائلاً:
أرى الموت بين السيف والنطع كامنا **يـلاحظني من حيثما أتلفّت
وأكبر ظني أنك اليوم قاتلـي *** وأيّ امرئ مما قضى الله يفلـت
وأيّ امرئ يأتي بعذر وحجة *** وسيف المـنايا بين عينيه مصلت
وما جزعي من أن أموت وإننـي *** لأعلم أن المـوت شيء موقّتُ
ولكنّ خلفي صبية قـد تركتهم *** وأكبادهم من حسـرة تتفتت
فإن عشت عاشـوا سالمين بغبطة *** أذود الردى عنهـم وإن مت موَّتوا
وكم قائل لا يبعـد الله داره *** وآخــر جذلان يُسر ويشمتُ
وأكبر ظني أنك اليوم قاتلـي *** وأيّ امرئ مما قضى الله يفلـت
وأيّ امرئ يأتي بعذر وحجة *** وسيف المـنايا بين عينيه مصلت
وما جزعي من أن أموت وإننـي *** لأعلم أن المـوت شيء موقّتُ
ولكنّ خلفي صبية قـد تركتهم *** وأكبادهم من حسـرة تتفتت
فإن عشت عاشـوا سالمين بغبطة *** أذود الردى عنهـم وإن مت موَّتوا
وكم قائل لا يبعـد الله داره *** وآخــر جذلان يُسر ويشمتُ
فتبسم المعتصم وقال :
ياجميـل قد وهبتك للصبية وغفرت لك الصبوة , ثم أمر بفك قيوده,
وخلع عليه, وعقد له على شاطئ الفرات .
ياجميـل قد وهبتك للصبية وغفرت لك الصبوة , ثم أمر بفك قيوده,
وخلع عليه, وعقد له على شاطئ الفرات .
قصة قرأتها وأعجبتني
وأتمنى أن تروق لكم.
وأتمنى أن تروق لكم.