- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
حفص بن سليمان الأسدي القارئ ـ رحمه الله تعالى ـ والذي يقرأ المسلمون
في معظم البلدان بروايته عن عاصم بن أبي النجود ـ رحمه الله تعالى ـ
يأخذك العجب حينما تجد من رجال الحديث والجرح والتعديل من يصفه بأنه: ضعيف، أو متروك الحديث!!
وقد حاول بعض العلماء كالإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء : 5/560 وفي ميزان الاعتدال: 2/ 319 من تخفيف الوطأة بقوله: ( إن العالم قد يكون إماماً في فن مقصراً في فنون).
بل إن بعض العلماء ـ كما جاء في كتاب الضعفاء والمتروكين: 1 / 221 ـ تجاوزوا في ذلك إلى الطعن في عدالته واتهمه بالكذب!!
فكيف يكون الرجل مؤتمناً على القرآن الكريم وهو بهذه الصفة؟؟
تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث انبنى على وَهْمٍ وقع فيه بعض كبار علماء الحديث الأوائل كشعبة بن الحجاج ويحيى بن معين، ثم اعتمد عليهما اللاحقون، وانتشر عند من جاء بعدهم، حتى صار كأنه حقيقة.في معظم البلدان بروايته عن عاصم بن أبي النجود ـ رحمه الله تعالى ـ
يأخذك العجب حينما تجد من رجال الحديث والجرح والتعديل من يصفه بأنه: ضعيف، أو متروك الحديث!!
وقد حاول بعض العلماء كالإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء : 5/560 وفي ميزان الاعتدال: 2/ 319 من تخفيف الوطأة بقوله: ( إن العالم قد يكون إماماً في فن مقصراً في فنون).
بل إن بعض العلماء ـ كما جاء في كتاب الضعفاء والمتروكين: 1 / 221 ـ تجاوزوا في ذلك إلى الطعن في عدالته واتهمه بالكذب!!
فكيف يكون الرجل مؤتمناً على القرآن الكريم وهو بهذه الصفة؟؟
" حفص بن سليمان مولى لبني مِنْقَر، ويكنى أبا الحسن، وكان أعلمهم بقول الحسن، قال يحيى بن سعيد، قال شعبة: أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ عليَّ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها " (انظر: الطبقات الكبرى: 7/256).
" حدثني أبي، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: عطاء بن أبي ميمون مات بعد الطاعون، وكان يرى القَدَرَ، وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل، فأخبرني شعبة قال: أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يَرُدَّهُ، وكان يأخذ كتب الناس فينسخها" (انظر: العلل ومعرفة الرجال: 2/503).
ولا تخلو كتب التراجم وكتب الجرح والتعديل من أقوال في توثيق حفص بن سليمان القارئ، لكنها قليلة، لأن الجرح إذا كان مبين السبب مقدم على التعديل كما هو مقرر عند علماء هذا الفن.
الكاتب - د.محمد كالو
( ملخص من كلام للشيخ غانم قدوري الحمد حفظه الله تعالى).
علماء الجرح والتعديل نسبوا حفص بن سليمان القارئ إلى الضعف في الحديث، مستندين إلى قول شعبة : إنه كان يستعير كتب الناس فينسخها، ولا يردها.
واستندوا أيضاً إلى قول أيوب المتوكل: أبو بكر أوثق من أبي عمر.
وكلا الأمرين لا يصلح أن يكون علة لتضعيفه.
أما الأول: فقد بان أنه وَهْمٌ.
وأما الثاني: فإن قول أيوب لا يعني أن حفصاً غير ثقة، بل يعني أن حفصاً ثقة لكن شعبة أوثق منه.
وبناء على ذلك ينبغي تغليب أقوال المعدِّلين له، لأن التعديل يُقبل من غير ذكر سببه، على الصحيح المشهور، ولا يُقبل الجرح إلا مُبَيَّن السبب، ولما كان السبب في تضعيف حفص يتطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
لقد كان حفص القارئ إماماً في القراءة، ضابطاً لها، أفنى عمره في تعليمها، بدءاً ببلدته الكوفة التي نشأ فيها، ومروراً ببغداد التي صارت عاصمة الخلافة، وانتهاء بمكة المكرمة مجاوراً بيت الله الحرام فيها، وهو في أثناء ذلك أبدى اهتماماً برواية الحديث النبوي الشريف، لكنه لم يتفرغ له تفرغه لقراءة القرآن، وذلك لا يقلل من شأنه أويكون سبباً للطعن في عدالته.
وابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ كغيره من علماء الجرح والتعديل لم يجرح حفصاً من تلقاء نفسه، فهو لم يلتق بحفص، وإنما نقل ذلك عمن سبقوه.
وهذا الخلط والوهم ليس هو الوحيد بل لقد وقع مثل هذا الخلط بين الحفصين في تاريخ وفاتهما، على نحو ما فعل ابن النديم حين ذكر حفص بن سليمان القارئ، وقال :
" مات حفص قبل الطاعون، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة "
(انظر: الفهرست : 31).
وقد نبَّه ابن الجزري إلى ذلك فقال في وفاة حفص القارئ:
" تُوُفِّيَ سنة ثمانين ومئة على الصحيح، وقيل بين الثمانين والتسعين، فأما ما ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم [ عبد الواحد بن عمر ت 349هـ ] وغيره من أنه توفي قبل الطاعون بقليل، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومئة، فذاك حفص المنقري بصري، من أقران أيوب السختياني، قديم الوفاة، فكأنه تصحف عليهم، والله أعلم ".
( انظر: غاية النهاية: 1/255).
التعديل الأخير: