- 3 فبراير 2009
- 5,375
- 74
- 48
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم ..
[frame="7 90"] أولاً : تفسير قولِهِ تعالى : (( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ..[/frame]
يقول ابن القيّم رحمهُ الله تعالى :
(( وكذلك أسماء الرب تعالى كلها أسماء مدح؛ فلو كانت ألفاظًا مجردةً لا
معانيَ لها لم تدل على المدح. وقد وصفها الله سبحانه بأنها حسنى كلها.
فقال: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي
أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فهي لم تكن حسنى لمجرد اللفظ
بل لدلالتها على أوصاف الكمال )) .. [ بدائع التفسير 2 / 317 ] ..
ويقول في موطن آخر: (( قال الله تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا } [الأعراف: 180].
والدعاء بها يتناول دعاء المسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبد وهو سبحانه
يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها ويأخذوا
بحظهم من عبوديتها. وهو سبحانه يحب موجب أسمائه وصفاته فهو
عليم يحب كل عليم، جواد يحب كل جواد، وتر يحب الوتر، جميل يحب
الجمال، عفو يحب العفو وأهله ، حيي يحب الحياء وأهله، بر يحب الأبرار،
شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، حليم يحب أهل الحلم؛
فلمحبته سبحانه للتوبة والمغفرة والعفو والصفح خلق من يغفر له،
ويتوب عليه ويعفو عنه وقدر عليه ما يقتضي وقوع المكروه والمبغوض له
ليترتب عليه المحبوب له المرضي له فتوسطه كتوسط الأسباب
المكروهة المفضية إلى المحبوب )) . [ بدائع التفسير 2 / 316 ] .
ويقول الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - عند تفسير آية الأعراف: ((
هذا بيان، لعظيم جلاله، وسعة أوصافه، بأن له الأسماء الحسنى، أي:
له كل اسم حسن.
وضابطه: أنه كل اسم دال على صفة كمال عظيمة، وبذلك كانت حسنى؛
فإنها لو دلت على غير صفة، بل كانت علمًا محضًا، لم تكن حسنى،
وكذلك لو دلت على صفة، ليست بصفة كمال، بل إما صفة نقص أو صفة
منقسمة إلى المدح والقدح، لم تكن حسنى. فكل اسم من أسمائه، دال
على جميع الصفة، التي اشتق منها، مستغرق لجميع معناها. وذلك نحو:
"العليم" الدال على أن له علمًا محيطًا عامًا لجميع الأشياء فلا يخرج عن
علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء. و"الرحيم" الدال على أن له
رحمة عظيمة، واسعة لكل شيء. و"القدير" الدال على أن له قدرة عامة،
لا يعجزها شيء، ونحو ذلك.
ومن تمام كونها: "حسنى" أنه لا يدعى إلا بها، ولذلك قال: { فَادْعُوهُ بِهَا }
، وهذا شامل لدعاء العبادة، ودعاء المسألة. فيدعى في كل مطلوب، بما
يناسب ذلك المطلوب. فيقول الداعي مثلاً: اللَّهم اغفر لي وارحمني، إنك
أنت الغفور الرحيم، وتب عَلَىَّ يا تواب، وارزقني يا رزاق، والطف بي يا
لطيف، ونحو ذلك.
وقوله: { وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي:
عقوبة وعذابًا على إلحادهم في أسمائه. وحقيقة الإلحاد: الميل بها عما
جعلت له. إما بأن يسمي بها من لا يستحقها؛ كتسمية المشركين بها
لآلهتهم. وإما بنفي معانيها وتحريفها، وأن يجعل لها معنى، ما أراده الله ولا
رسوله. وإما أن يشبه بها غيرها. فالواجب أن يحذر الإلحاد فيها، ويحذر
الملحدون فيها )) . ( تفسير السعدي سورة الأعراف آية 180 ) .
انتهى تفسيرُ الآيةِ باختصار .. من كلام ابن القيم و الشيخ السعدي
رحمهما اللهُ تعالى رحمةً و اسعة ..
و آآآسف على الإطالة ، لكن بعد تفسير الآية و شرح
الحديث سنأتي على الأسماء الحسنى و كلها مختصرة بإذن الله تعالى
حتى لا يملَّ القارئ و هذا هو هدفي الأساااااسي ..
وفق الله الجميع لما يحبُّ و يرضى ..