بارك الله فيك أخي بن تاشفين...
فالسعادة الحقيقية هي أن يلتجأ العبد الفقير إلى سيّده و مولاه, و يكون مجرّد مناداته له في الصلاة " مجدني عبدي, أثنى عليّ عبدي" خير ممّا طلعت عليه الشمس...
و والله, لولا سحاب الشهوات, و كدر الشبهات على القلوب, لاستطارت هذه القلوب شوقاً و فرحاً, و لما تلذذت بالهجيع بالليل قبل لقاء الودود الجليل..... و إنا لله و إنا إليه راجعون....
...... يا سبحان ربّي..... يتودد إلينا بالنعم..... و نتبغّض إليه بالمعاصي..... و هو الغنيّ عنّا....المتفضّل علينا..... و نحن الفقراء إليه.... لا نستغني عنه طرفة عين....
لو يعلم الملوك, و أبناء الملوك ما نحن عليه من السعادة في مناجاة ربّنا, و صحبة إخواننا, و برّ والدينا لجالدونا على هذه السعادة التي بحثوا عنها دهراً و لم يجدوها....
فكم سمعنا بثريّ, ثراءاً فاحشاً, أقدم على وضع حدّ لحياته بسبب الكآبة و التعاسة التي يكابدها...
....... و يا ليت قومي يعلمون....