- 31 أكتوبر 2010
- 4,028
- 154
- 63
- الجنس
- أنثى
قال سبحانه ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)
لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)
سورة التوبه ..
في هذه الآيات فوائد عدة :
1- منها: ان اتخاذ المسجد الذي يُقصد به الضرار لمسجد اخر يقربه , انه محرم , وانه يجب هدم مسجد الضرار , الذي اطلع على مقصود اصحابه .
2- ومنها: ان العمل وان كان فاضلاً تغيــــره النيه , فينقلب منهيًّا عنه , كما قلبت نية اصحاب مسجد الضرار عملهم الى ماترى .
3- ومنها: ان كل حالة يحصل بها التفريق بين المؤمنين , فإنها من المعاصي التي يتعين تركها وازالتها , كما ان كل حالة يحصل بها جمع المؤمنين وائتلافهم , يتعين اتباعها والأمر بها والحث عليها , لأن الله علل اتخاذهم لمسجد الضرار بهذا المقصد الموجب للني عنه , كما يوجب ذلك الكفر والمحاربة لله ورسورله.
4- ومنها: النهي عن الصلاة في اماكن المعصية , والبعد عنها وعن قربها .
5- ومنها: ان المعصية ثؤثر في البقاع كما اثرت معصية المنافقين في مسجد الضرار, ونهي عن القيام به , وكذلك الطاعة تؤثر في الأماكن كما اثرت في مسجد <قباء> حتى قال الله فيه : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ)
. ولهذا كان لمسجد قباء من الفضل ما ليس لغيره , حتى كان صلى الله عليه وسلم كل سبت يصلي فيه , ويحث على الصلاة فيه .
6- ومنها انه يستفاد من هذه التعاليل المذكورة في الآيه, اربع قواعد مهمة, وهي :
© كل عمل فيه مضارة لمسلم , او فيه معصيه لله , فأن المعاصي من فروع الكفر ، او فيه تفريق بين المؤمنين , او فيه معاونه لمن عادى الله ورسوله , فأنه محرم ممنوع منه , والعكس بالعكس .
© ومنها: ان الأعمال الحسيه الناشئة عن معصيه الله لاتزال مبعدة لفاعلها عن الله بمنزلة الإصرار على المعصية حتى يزيلها ويتوب منها توبه تامة بحيث يتقطع قلبه من الندم والحسرات .
© ومنها :انه اذا كان مسجد قباء مسجد اسس على التقوى , فمسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي اسسه بيده المباركة وعمل فيه واختاره الله له من باب اولى واحرى .
© ومنها ان العمل المبني على الإخلاص والمتابعة , هو العمل المؤسس على التقوى , الموصل لعامله إلى جنات النعيم .
والعمل المبني على سوء القصد وعلى البدع والضلال , هو العمل المؤسس على شفا
جرف هار , فانهار به في نار جهنم , والله لا يهدي القوم الظالمين.
نقلته لكم من كتاب التفسير : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنانللمؤلف الشيخ / عبدالرحمن السعدي .
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)
لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)
سورة التوبه ..
في هذه الآيات فوائد عدة :
1- منها: ان اتخاذ المسجد الذي يُقصد به الضرار لمسجد اخر يقربه , انه محرم , وانه يجب هدم مسجد الضرار , الذي اطلع على مقصود اصحابه .
2- ومنها: ان العمل وان كان فاضلاً تغيــــره النيه , فينقلب منهيًّا عنه , كما قلبت نية اصحاب مسجد الضرار عملهم الى ماترى .
3- ومنها: ان كل حالة يحصل بها التفريق بين المؤمنين , فإنها من المعاصي التي يتعين تركها وازالتها , كما ان كل حالة يحصل بها جمع المؤمنين وائتلافهم , يتعين اتباعها والأمر بها والحث عليها , لأن الله علل اتخاذهم لمسجد الضرار بهذا المقصد الموجب للني عنه , كما يوجب ذلك الكفر والمحاربة لله ورسورله.
4- ومنها: النهي عن الصلاة في اماكن المعصية , والبعد عنها وعن قربها .
5- ومنها: ان المعصية ثؤثر في البقاع كما اثرت معصية المنافقين في مسجد الضرار, ونهي عن القيام به , وكذلك الطاعة تؤثر في الأماكن كما اثرت في مسجد <قباء> حتى قال الله فيه : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ)
. ولهذا كان لمسجد قباء من الفضل ما ليس لغيره , حتى كان صلى الله عليه وسلم كل سبت يصلي فيه , ويحث على الصلاة فيه .
6- ومنها انه يستفاد من هذه التعاليل المذكورة في الآيه, اربع قواعد مهمة, وهي :
© كل عمل فيه مضارة لمسلم , او فيه معصيه لله , فأن المعاصي من فروع الكفر ، او فيه تفريق بين المؤمنين , او فيه معاونه لمن عادى الله ورسوله , فأنه محرم ممنوع منه , والعكس بالعكس .
© ومنها: ان الأعمال الحسيه الناشئة عن معصيه الله لاتزال مبعدة لفاعلها عن الله بمنزلة الإصرار على المعصية حتى يزيلها ويتوب منها توبه تامة بحيث يتقطع قلبه من الندم والحسرات .
© ومنها :انه اذا كان مسجد قباء مسجد اسس على التقوى , فمسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي اسسه بيده المباركة وعمل فيه واختاره الله له من باب اولى واحرى .
© ومنها ان العمل المبني على الإخلاص والمتابعة , هو العمل المؤسس على التقوى , الموصل لعامله إلى جنات النعيم .
والعمل المبني على سوء القصد وعلى البدع والضلال , هو العمل المؤسس على شفا
جرف هار , فانهار به في نار جهنم , والله لا يهدي القوم الظالمين.
نقلته لكم من كتاب التفسير : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنانللمؤلف الشيخ / عبدالرحمن السعدي .