- 28 يونيو 2009
- 13,806
- 111
- 63
- الجنس
- ذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
أقدم رائعتين شعريتين للشاعر الدكتور [ عبد الرحمن العشماوي ] حفظه الله ,,
أولًا: قراءة في سجل الحوادث
مَنْ لَمْ يَكنْ بالحادثاتِ بَصِيرَا *** فلسوفَ يَلقى الوَيلَ والتَتْبِيرا
مَا ضَيّع البَاغِينَ إلا غَفلةٌ *** أَمسى بِهَا الإثمُ الكبيرُ صغيرَا
تتَكلمُ الأحداثُ وهْيَ فَصِيحةٌ *** ونَرَى المُكابرَ يُخْطِئُ التَّقْدِيرَا
كَمْ نَامَ عَن جيشِ الحوادثِ ظَالمٌ *** فَأَتَى يُعفِّرُ وجهَهُ تَعفيرَا
للظُّلمِ مَهْمَا طالَ عاقبةٌ بِهَا *** يغدُو جليلُ الظَّالمينَ حَقِيرَا
لا تَغبِطِ القصرَ المَنِيفَ وأهلَهُ *** فلقدْ مضَى مَنْ يَملكونَ قُصُورَا
كُلُّ الَّذينَ تَطَاولُوا وتَنافسوا *** في الأرضِ باتُوا يَسكنونَ قُبورَا
رَحلُوا بِأكفانٍ هِيَ الثَّوبُ الَّذِي *** يَطوي غَنياً مُترَفاً وفَقِيرا
إسأَلْ عَنِ الأَحداثِ تُونسَ إِنَّها *** خَلَعتْ رَئِيساً جَاثِماً وَوَزِيرَا
مرَّتْ بهِ السَّنواتُ لَمْ يفهمْ كمَا *** مَرَّت بِسَائِمَةٍ تَلُوكُ شَعِيرَا
حتَّى إِذَا فاتَ الأوانُ وأقبَلَتْ *** ريحُ الحوادثِ جمرةً وسعيرَا
فَهِمَ الحِكايةَ كُلَّهَا لكنَّهُ *** فَهمُ الغَريقِ بِمَوجِهَا مغمورا
واسْألْ بِلادَ النِّيلِ مِصْرَ فِإِنَّهَا *** صَنَعتْ لَنَا حَدَثَاً هُناكَ مُثِيرَا
حَفَرَ المُكَابِرُ حفرةً مَشؤُمَةً *** فَرمَتْهُ في أعماقِها مَطمُورَا
هِيَ حفرةُ السُّوءِ الشهيرةُ أصبَحَتْ *** مَثَلاً لكلِّ العَارفينَ شَهِيرَا
وانْظُرْ إِلَى الشَّعبِ الجَريحِ مُجاهداً *** فِي لِيْبِيَا يَلقى البُغاةَ صَبورَا
وَتأمَّلِ الذِّئبَ الَّذِي لمَ يَنتَبِهْ *** إِلا عَلى مَأسَاتِهِ مَبْهُورَا
فَضَحَتْهُ بَلْ أَلقَتْهُ دونَ ثِيابِهِ *** مُتَرَنِّحاً مُتلعثِماً مَحصورَا
مُتخفياً إلا على شَاشاتِه *** يَهذي ويشتُم تَائها مَذعُورا
ما بين ( زنقتِه ) و ( زنقةِ ) جندِه *** تجري دماءُ الأبرياءِ بحورا
وانظرْ إلى اليمنِ السعيدِ وقد أَبَى *** إلا وقوفاً صامداً وحضورا
سالت على أرض الإباء دماؤه *** فمضى يحطم في الطريق صخورا
كان الأسيرَ فهزَّ راية عزمِهِ *** فإذا بآسرهِ يعودُ أسيرا
وكذلكَ العدلُ الإلهيُّ الذي *** يُرضي الحزينَ ويُحزنُ المسرورا
عَدْلٌ تقوم به الحياة كريمةً *** ويحطِّم المتكبِّرَ المغرورا
هذا هو اليمنُ الغنيُّ بأهلِه ِ*** مهما بدا للنَّاظرين فقيرا
إنَّ الفقيرَ هو الفقيرُ فؤادُه *** مهما بدا في عيشه ميسورا
انظُرْ إلى هذي النَّوازلِ إنها *** حملت إلينا الوعظَ والتَّذكيرا
وانظُرْ إلى القرآنِ في آياتِه *** متدبراً وتأمَّلِ التَّفسيرا
فلسوفَ تبصرُ سنَّةَ اللهِ الَّتي *** لا تقبلُ التَّبديلَ والتَّغييرا
مَنْ حارب الرَّحمنَ أهلك نفسه *** ودَعا ثُبورَاً في الحياةِ كثيرا
وجميعُ من سَلبوا الحقوقَ وأسرفوا *** سَيَروْنَ يوماً للعقابِ عسيرا
إني أقول ورُبَّ قولٍ صادقٍ *** يُحيي فؤاداً غافلاً وضميرا
طوبى لمن قَرأ الحوادثَ واعياً *** وَجَثَا على بابِ الإله كَسيرا
فاللهُ يرفعُ من يلوذُ ببابهِ *** واللهُ يبقى للتَّقيِّ نَصِيرا
أقدم رائعتين شعريتين للشاعر الدكتور [ عبد الرحمن العشماوي ] حفظه الله ,,
أولًا: قراءة في سجل الحوادث
مَنْ لَمْ يَكنْ بالحادثاتِ بَصِيرَا *** فلسوفَ يَلقى الوَيلَ والتَتْبِيرا
مَا ضَيّع البَاغِينَ إلا غَفلةٌ *** أَمسى بِهَا الإثمُ الكبيرُ صغيرَا
تتَكلمُ الأحداثُ وهْيَ فَصِيحةٌ *** ونَرَى المُكابرَ يُخْطِئُ التَّقْدِيرَا
كَمْ نَامَ عَن جيشِ الحوادثِ ظَالمٌ *** فَأَتَى يُعفِّرُ وجهَهُ تَعفيرَا
للظُّلمِ مَهْمَا طالَ عاقبةٌ بِهَا *** يغدُو جليلُ الظَّالمينَ حَقِيرَا
لا تَغبِطِ القصرَ المَنِيفَ وأهلَهُ *** فلقدْ مضَى مَنْ يَملكونَ قُصُورَا
كُلُّ الَّذينَ تَطَاولُوا وتَنافسوا *** في الأرضِ باتُوا يَسكنونَ قُبورَا
رَحلُوا بِأكفانٍ هِيَ الثَّوبُ الَّذِي *** يَطوي غَنياً مُترَفاً وفَقِيرا
إسأَلْ عَنِ الأَحداثِ تُونسَ إِنَّها *** خَلَعتْ رَئِيساً جَاثِماً وَوَزِيرَا
مرَّتْ بهِ السَّنواتُ لَمْ يفهمْ كمَا *** مَرَّت بِسَائِمَةٍ تَلُوكُ شَعِيرَا
حتَّى إِذَا فاتَ الأوانُ وأقبَلَتْ *** ريحُ الحوادثِ جمرةً وسعيرَا
فَهِمَ الحِكايةَ كُلَّهَا لكنَّهُ *** فَهمُ الغَريقِ بِمَوجِهَا مغمورا
واسْألْ بِلادَ النِّيلِ مِصْرَ فِإِنَّهَا *** صَنَعتْ لَنَا حَدَثَاً هُناكَ مُثِيرَا
حَفَرَ المُكَابِرُ حفرةً مَشؤُمَةً *** فَرمَتْهُ في أعماقِها مَطمُورَا
هِيَ حفرةُ السُّوءِ الشهيرةُ أصبَحَتْ *** مَثَلاً لكلِّ العَارفينَ شَهِيرَا
وانْظُرْ إِلَى الشَّعبِ الجَريحِ مُجاهداً *** فِي لِيْبِيَا يَلقى البُغاةَ صَبورَا
وَتأمَّلِ الذِّئبَ الَّذِي لمَ يَنتَبِهْ *** إِلا عَلى مَأسَاتِهِ مَبْهُورَا
فَضَحَتْهُ بَلْ أَلقَتْهُ دونَ ثِيابِهِ *** مُتَرَنِّحاً مُتلعثِماً مَحصورَا
مُتخفياً إلا على شَاشاتِه *** يَهذي ويشتُم تَائها مَذعُورا
ما بين ( زنقتِه ) و ( زنقةِ ) جندِه *** تجري دماءُ الأبرياءِ بحورا
وانظرْ إلى اليمنِ السعيدِ وقد أَبَى *** إلا وقوفاً صامداً وحضورا
سالت على أرض الإباء دماؤه *** فمضى يحطم في الطريق صخورا
كان الأسيرَ فهزَّ راية عزمِهِ *** فإذا بآسرهِ يعودُ أسيرا
وكذلكَ العدلُ الإلهيُّ الذي *** يُرضي الحزينَ ويُحزنُ المسرورا
عَدْلٌ تقوم به الحياة كريمةً *** ويحطِّم المتكبِّرَ المغرورا
هذا هو اليمنُ الغنيُّ بأهلِه ِ*** مهما بدا للنَّاظرين فقيرا
إنَّ الفقيرَ هو الفقيرُ فؤادُه *** مهما بدا في عيشه ميسورا
انظُرْ إلى هذي النَّوازلِ إنها *** حملت إلينا الوعظَ والتَّذكيرا
وانظُرْ إلى القرآنِ في آياتِه *** متدبراً وتأمَّلِ التَّفسيرا
فلسوفَ تبصرُ سنَّةَ اللهِ الَّتي *** لا تقبلُ التَّبديلَ والتَّغييرا
مَنْ حارب الرَّحمنَ أهلك نفسه *** ودَعا ثُبورَاً في الحياةِ كثيرا
وجميعُ من سَلبوا الحقوقَ وأسرفوا *** سَيَروْنَ يوماً للعقابِ عسيرا
إني أقول ورُبَّ قولٍ صادقٍ *** يُحيي فؤاداً غافلاً وضميرا
طوبى لمن قَرأ الحوادثَ واعياً *** وَجَثَا على بابِ الإله كَسيرا
فاللهُ يرفعُ من يلوذُ ببابهِ *** واللهُ يبقى للتَّقيِّ نَصِيرا