إعلانات المنتدى


[قراءة في سجل الحوادث] و [بَيْن الهوى والعقل ...] رائعتين للشاعر د.[ عبد الرحمن العشماوي ]

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

البدر !

مشرف سابق
28 يونيو 2009
13,806
111
63
الجنس
ذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

أقدم رائعتين شعريتين للشاعر الدكتور [ عبد الرحمن العشماوي ] حفظه الله ,,

أولًا: قراءة في سجل الحوادث

مَنْ لَمْ يَكنْ بالحادثاتِ بَصِيرَا *** فلسوفَ يَلقى الوَيلَ والتَتْبِيرا

مَا ضَيّع البَاغِينَ إلا غَفلةٌ *** أَمسى بِهَا الإثمُ الكبيرُ صغيرَا

تتَكلمُ الأحداثُ وهْيَ فَصِيحةٌ *** ونَرَى المُكابرَ يُخْطِئُ التَّقْدِيرَا

كَمْ نَامَ عَن جيشِ الحوادثِ ظَالمٌ *** فَأَتَى يُعفِّرُ وجهَهُ تَعفيرَا

للظُّلمِ مَهْمَا طالَ عاقبةٌ بِهَا *** يغدُو جليلُ الظَّالمينَ حَقِيرَا

لا تَغبِطِ القصرَ المَنِيفَ وأهلَهُ *** فلقدْ مضَى مَنْ يَملكونَ قُصُورَا

كُلُّ الَّذينَ تَطَاولُوا وتَنافسوا *** في الأرضِ باتُوا يَسكنونَ قُبورَا

رَحلُوا بِأكفانٍ هِيَ الثَّوبُ الَّذِي *** يَطوي غَنياً مُترَفاً وفَقِيرا

إسأَلْ عَنِ الأَحداثِ تُونسَ إِنَّها *** خَلَعتْ رَئِيساً جَاثِماً وَوَزِيرَا

مرَّتْ بهِ السَّنواتُ لَمْ يفهمْ كمَا *** مَرَّت بِسَائِمَةٍ تَلُوكُ شَعِيرَا

حتَّى إِذَا فاتَ الأوانُ وأقبَلَتْ *** ريحُ الحوادثِ جمرةً وسعيرَا

فَهِمَ الحِكايةَ كُلَّهَا لكنَّهُ *** فَهمُ الغَريقِ بِمَوجِهَا مغمورا

واسْألْ بِلادَ النِّيلِ مِصْرَ فِإِنَّهَا *** صَنَعتْ لَنَا حَدَثَاً هُناكَ مُثِيرَا

حَفَرَ المُكَابِرُ حفرةً مَشؤُمَةً *** فَرمَتْهُ في أعماقِها مَطمُورَا

هِيَ حفرةُ السُّوءِ الشهيرةُ أصبَحَتْ *** مَثَلاً لكلِّ العَارفينَ شَهِيرَا

وانْظُرْ إِلَى الشَّعبِ الجَريحِ مُجاهداً *** فِي لِيْبِيَا يَلقى البُغاةَ صَبورَا

وَتأمَّلِ الذِّئبَ الَّذِي لمَ يَنتَبِهْ *** إِلا عَلى مَأسَاتِهِ مَبْهُورَا

فَضَحَتْهُ بَلْ أَلقَتْهُ دونَ ثِيابِهِ *** مُتَرَنِّحاً مُتلعثِماً مَحصورَا

مُتخفياً إلا على شَاشاتِه *** يَهذي ويشتُم تَائها مَذعُورا

ما بين ( زنقتِه ) و ( زنقةِ ) جندِه *** تجري دماءُ الأبرياءِ بحورا

وانظرْ إلى اليمنِ السعيدِ وقد أَبَى *** إلا وقوفاً صامداً وحضورا

سالت على أرض الإباء دماؤه *** فمضى يحطم في الطريق صخورا

كان الأسيرَ فهزَّ راية عزمِهِ *** فإذا بآسرهِ يعودُ أسيرا

وكذلكَ العدلُ الإلهيُّ الذي *** يُرضي الحزينَ ويُحزنُ المسرورا

عَدْلٌ تقوم به الحياة كريمةً *** ويحطِّم المتكبِّرَ المغرورا

هذا هو اليمنُ الغنيُّ بأهلِه ِ*** مهما بدا للنَّاظرين فقيرا

إنَّ الفقيرَ هو الفقيرُ فؤادُه *** مهما بدا في عيشه ميسورا

انظُرْ إلى هذي النَّوازلِ إنها *** حملت إلينا الوعظَ والتَّذكيرا

وانظُرْ إلى القرآنِ في آياتِه *** متدبراً وتأمَّلِ التَّفسيرا

فلسوفَ تبصرُ سنَّةَ اللهِ الَّتي *** لا تقبلُ التَّبديلَ والتَّغييرا

مَنْ حارب الرَّحمنَ أهلك نفسه *** ودَعا ثُبورَاً في الحياةِ كثيرا

وجميعُ من سَلبوا الحقوقَ وأسرفوا *** سَيَروْنَ يوماً للعقابِ عسيرا

إني أقول ورُبَّ قولٍ صادقٍ *** يُحيي فؤاداً غافلاً وضميرا

طوبى لمن قَرأ الحوادثَ واعياً *** وَجَثَا على بابِ الإله كَسيرا

فاللهُ يرفعُ من يلوذُ ببابهِ *** واللهُ يبقى للتَّقيِّ نَصِيرا
 

البدر !

مشرف سابق
28 يونيو 2009
13,806
111
63
الجنس
ذكر
رد: [قراءة في سجل الحوادث] و [بَيْن الهوى والعقل ...] رائعتين للشاعر د.[ عبد الرحمن العشما

ثانيًا: بَيْن الهوى والعقل ...

قالت : أيسمو الشّعر في دنياك عن أوصافنا؟
ويعزّ يا من تنسج الأشـ ـواق عن أشواقنا؟
يا شاعر الآهات لم نسمـ ـمع حديث غرامنا؟!
تشدو به فيذيب بالأ لحان مُرّ جراحنا
أنسيتَ أيام الرضى؟ ونسيتَ عذب كلامنا؟
أنسيتَ ترنيم القصا ئد في ربوع صفائنا؟
فأجبتها – متلطفاً - حقاً ذكرتِ ولا عليك
فلكم ركضتُ وراء أحلامي لألمح مقلتيك
فلقد أرى في الهُدْبِ رسم بشائر مما لديك
والقلبُ – يا من تعتبين عليّ- كم يرنو إليك
ويغار - لا تستنكري ما قلتُ – حتى من يديك
لمّا تلامس يا فتاةَ الحُسنِ وردة وجنتيك
لكنني بشريعتي أحيا على درب اليقين
أنا لا أدافـع حين أنشد عن قلوب الوالهين
فقلوبِ أهل الشعر لا تخشى الصبابة والأنين
والقلب حين تناله الأشـ ـواق يحرقه الحنين
أنا عاشق للقمة الشمـ ـاء للحبل المتين
لكتابي السامي ويكفيـ ـني به شرفاً ودين
فتراجعت والأدمع الخجلى على وجناتها
وعيونها الكحلاء تنظـ ـرُ في سجلِّ حياتها
رسمت أمـــامي صـــورة الآلام من زفراتها
وتكلَّمت والصدق يسبقـ ـها إلى كلماتها:
أنْعِم بقصــــدك فاسمُ للعلياء من طرقاتها
وارحم مشاعر أمة تبكي على فلذاتها
...إنا سنُعلِنها فما نهـوى الشباب التائهين
نهوى شباباً أريحياً يرتدي ثوب اليقين
ويردُّ عن أوطانه بالعـ ـزم كيد الخائنين
نهوى شباباً شاعريّ الحـ ـس موفور الحنين
متوقِّد العزمات ذا شــر فٍ وذا خلق ودين
يعلو بدينِ الله في صفِّ الرِّجال الخالدين
ومضت وفي عينيّ أشتـ ـات من الصور العجيبه
قلبي يهيم بها وعقلي قد سما عن كل ريبه
وظلًلْتُ يصرع فكري السامي أمانيَّ الغريبه
ومشاعر الإيمان تسقي أرض أحلامي الخصيبه
فمضيت أدعو أمتي لتردَّ أوطاني السليبه
يا أمتي ... سيري ، فكـأسُ النَّصر دانيةٌ، قريبه


======

المصدر: صفحة الشاعر عبد الرحمن العشماوي على الفيس بوك :)
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: [قراءة في سجل الحوادث] و [بَيْن الهوى والعقل ...] رائعتين للشاعر د.[ عبد الرحمن العشما

طوبى لمن قَرأ الحوادثَ واعياً *** وَجَثَا على بابِ الإله كَسيرا

فاللهُ يرفعُ من يلوذُ ببابهِ *** واللهُ يبقى للتَّقيِّ نَصِيرا

حقًا هما رائعتان من روائع الدكتور عبد الرحمن العشماوي
جزاك الله خيرًا على حُسن الاختيار أخي بدر
وتستحقان النجوم
spin1.gif
spin1.gif
spin1.gif
spin1.gif
spin1.gif


 

طالب المعالي

مراقب قدير سابق
12 أكتوبر 2008
5,350
40
0
الجنس
ذكر
رد: [قراءة في سجل الحوادث] و [بَيْن الهوى والعقل ...] رائعتين للشاعر د.[ عبد الرحمن العشما

ما شاء الله .. تبارك الله
قمة الإبداع و هذا ما تعودناه من شاعرنا المحبوب
الله يعطيك العافية أخوي بدر
 

البدر !

مشرف سابق
28 يونيو 2009
13,806
111
63
الجنس
ذكر
رد: [قراءة في سجل الحوادث] و [بَيْن الهوى والعقل ...] رائعتين للشاعر د.[ عبد الرحمن العشما

طوبى لمن قَرأ الحوادثَ واعياً *** وَجَثَا على بابِ الإله كَسيرا

فاللهُ يرفعُ من يلوذُ ببابهِ *** واللهُ يبقى للتَّقيِّ نَصِيرا

حقًا هما رائعتان من روائع الدكتور عبد الرحمن العشماوي
جزاك الله خيرًا على حُسن الاختيار أخي بدر
وتستحقان النجوم
spin1.gif
spin1.gif
spin1.gif
spin1.gif
spin1.gif


بارك الله فيكِ على هذا المرور الجميل :)
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع