- 9 نوفمبر 2009
- 1,243
- 25
- 0
جزاء معجل
بعد أن أمر الله بصيام رمضان في آيات الصيام بسورة البقرة، نجد لفتة عجيبة إلى أعماق النفس وخفايا السريرة. نجد العوض الكامل الحبيب المرغوب عن مشقة الصوم، والجزاء المعجل على الاستجابة لله . . نجد ذلك العوض وهذا الجزاء في القرب من الله , وفي استجابته للدعاء . . تصوره الفاظ رفافة شفافة تكاد تنير:
(وإذا سألك عبادي عني , فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان . فليستجيبوا لي ,وليؤمنوا بي , لعلهم يرشدون) [البقرة:186].
فإني قريب . . أجيب دعوة الداع إذا دعان . . أية رقة ؟ وأي انعطاف ؟ وأية شفافية ؟ وأي إيناس ? وأين تقع مشقة الصوم ومشقة أي تكليف في ظل هذا الود , وظل هذا القرب , وظل هذا الإيناس ?
وفي كل لفظ في التعبير في الآية كلها تلك النداوة الحبيبة:
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب . أجيب دعوة الداع إذا دعان). .
إضافة العباد إليه , والرد المباشر عليهم منه . . لم يقل: فقل لهم: إني قريب . .إنما تولى بذاته العلية الجواب على عباده بمجرد السؤال . . قريب . . ولم يقل اسمع الدعاء . . إنما عجل بإجابة الدعاء: (أجيب دعوة الداع إذا دعان).
إنها آية عجيبة . . آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة , والود المؤنس ,والرضى المطمئن , والثقة واليقين .
وفي ظل هذا الأنس الحبيب , وهذا القرب الودود , وهذه الاستجابة الوحية . . يوجه الله عباده إلى الاستجابة له , والإيمان به , لعل هذا أن يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح .
(فليستجيبوا لي , وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
فالثمرة الأخيرة من الاستجابة والإيمان هي لهم كذلك . . وهي الرشد والهدى والصلاح . فالله غني عن العالمين .
والرشد الذي ينشئه الإيمان وتنشئه الاستجابة لله هو الرشد . فالمنهج الإلهي الذي اختاره الله للبشر هو المنهج الوحيد الراشد القاصد ; وما عداه جاهلية وسفه لا يرضاه راشد , ولا ينتهي إلى رشاد . واستجابة الله للعباد مرجوة حين يستجيبون له هم ويرشدون .
وعليهم أن يدعوه ولا يستعجلوه . فهو يقدر الاستجابة في وقتها بتقديره الحكيم .
أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث ابن ميمون - بإسناده - عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أنه قال:" إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبين " .
وفي الصحيحين: أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال:" يستجاب لأحدكم ما لم يعجل . يقول: دعوت فلم يستجب لي ! " .
[المصدر: كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب-ج1/ص172-173]
بعد أن أمر الله بصيام رمضان في آيات الصيام بسورة البقرة، نجد لفتة عجيبة إلى أعماق النفس وخفايا السريرة. نجد العوض الكامل الحبيب المرغوب عن مشقة الصوم، والجزاء المعجل على الاستجابة لله . . نجد ذلك العوض وهذا الجزاء في القرب من الله , وفي استجابته للدعاء . . تصوره الفاظ رفافة شفافة تكاد تنير:
(وإذا سألك عبادي عني , فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان . فليستجيبوا لي ,وليؤمنوا بي , لعلهم يرشدون) [البقرة:186].
فإني قريب . . أجيب دعوة الداع إذا دعان . . أية رقة ؟ وأي انعطاف ؟ وأية شفافية ؟ وأي إيناس ? وأين تقع مشقة الصوم ومشقة أي تكليف في ظل هذا الود , وظل هذا القرب , وظل هذا الإيناس ?
وفي كل لفظ في التعبير في الآية كلها تلك النداوة الحبيبة:
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب . أجيب دعوة الداع إذا دعان). .
إضافة العباد إليه , والرد المباشر عليهم منه . . لم يقل: فقل لهم: إني قريب . .إنما تولى بذاته العلية الجواب على عباده بمجرد السؤال . . قريب . . ولم يقل اسمع الدعاء . . إنما عجل بإجابة الدعاء: (أجيب دعوة الداع إذا دعان).
إنها آية عجيبة . . آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة , والود المؤنس ,والرضى المطمئن , والثقة واليقين .
وفي ظل هذا الأنس الحبيب , وهذا القرب الودود , وهذه الاستجابة الوحية . . يوجه الله عباده إلى الاستجابة له , والإيمان به , لعل هذا أن يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح .
(فليستجيبوا لي , وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
فالثمرة الأخيرة من الاستجابة والإيمان هي لهم كذلك . . وهي الرشد والهدى والصلاح . فالله غني عن العالمين .
والرشد الذي ينشئه الإيمان وتنشئه الاستجابة لله هو الرشد . فالمنهج الإلهي الذي اختاره الله للبشر هو المنهج الوحيد الراشد القاصد ; وما عداه جاهلية وسفه لا يرضاه راشد , ولا ينتهي إلى رشاد . واستجابة الله للعباد مرجوة حين يستجيبون له هم ويرشدون .
وعليهم أن يدعوه ولا يستعجلوه . فهو يقدر الاستجابة في وقتها بتقديره الحكيم .
أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث ابن ميمون - بإسناده - عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أنه قال:" إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبين " .
وفي الصحيحين: أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال:" يستجاب لأحدكم ما لم يعجل . يقول: دعوت فلم يستجب لي ! " .
[المصدر: كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب-ج1/ص172-173]