- 22 مارس 2007
- 37
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
[align=center](بسم الل) [/align]
:
:
[align=center]هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر (*)
وقفة عند العتبة الأولى لديوان الدكتور عبد الغني التميمي
قراءة في أبجديات " رسالة من المسجد الأقصى " [/align]
[align=left]الأستاذ عبد الرزاق المساوي[/align]
[align=justify]على سبيل التقديم:
لقد قيد الله سبحانه وتعالى للأدب عامة وللشعر خاصة رجالا ونساء لهم قلوب وأفئدة تفقه فقه اليقين قوله تعالى من أواخر سورة الشعراء
(( .. إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا.. ))) (الآية:226).. ولهم عقول ووجدانات تضبط وتعقل أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "("إن من البيان لسحرا")"(البخاري وأبو داود والترمذي ومالك) و"(" وإن من الشعر حكمة")"(البخاري وأبو داود والترمذي والدارمي وابن حبان).. ولهم أنفس وأرواح تدرك أحسن الإدراك قوله صلى الله عليه وسلم : "(" إن الله كتب الإحسان على كل شيء")"(مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ).. ولهم ألسنة وقرائح تصدق وتعيش في أكناف قوله صلى الله عليه وسلم: "(" إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده فكأنما ترمونهم نضح النبل")"(صحيح ابن حبان ومسند أحمد والبيهقي والترمذي والنسائي وغيرهم بألفاظ متقاربة).. فأفرغ هؤلاء البواسل على هذا الأدب من فقه قلوبهم وأفئدتهم، وأطروه بمدركات عقولهم ووجداناتهم، وأفرغوا عليه عبقا من أنفاسهم وأرواحهم، وأطلقوه مدويا من صدق ألسنتهم وقرائحهم، وأصبغوا عليه تصورهم للكون والحياة والإنسان والوجود والأشياء ما ظهر وما بطن، ما خفي وما تجلى، ذلك التصور المنبثق عن دين الله عز وجل تحت شعار "(" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ")" (البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة ومالك وغيرهم)، والمنطلق في أساسه وعمقه من قوله تعالى
(( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ))) (الأنعام:165).. ليصل في ركبه المبارك إلى قوله تعالى: ((( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ))) (آل عمران:110)
من هنا وانطلاقا من قوله تعالى
(( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثــابت وفرعها في السماء توتي أكلها كل حين بإذن ربها))) (إبراهيم:27).. جعل هؤلاء الرجال والنساء أصحاب الكلمة الأدبية الطيبة ذلك النشاط الإنساني المتميز الذي هو الأدب/الإبداع يتصف بصفة من أعلى الصفات وأسماها، وينعت بأفضل النعوت وأعلاها، ويتزين بأحلى الكلمات وأرقاها، ويسكن بجانب أغلى الألفاظ وأغناها.. فقيل له "الأدب الإسلامي"(1)..
كما قيد عز وجل لهذا الأدب الإسلامي فرسانا أشاوس في كل زمان وفي كل مكان يذودون عن حماه، ويحفظونه من الملمات، ويدفعون عنه النائبات، وينفضون عنه غبار الزمن كلما طال وتحقق منه النسيان، فلا تكاد تجد فترة من فترات التاريخ بدون أدب إسلامي.. منذ إشراقة الشمس الربانية بالرسالة المحمدية، ومن يوم أن نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم للشاعر العظيم حسان بن ثـــابت رضي الله عنه منبرا في المسجد الشريف(2) إلى يومنا هذا.. حيث فتح هؤلاء الفرسان باب الاجتهاد والجهاد بالسنان واللسان والأقلام، شفهيا وورقيا وبصريا وإلكترونيا، أو في كلمة موجزة فتحوا الأبواب على مستوى إعلامي عالمي متنوع.. وإن سعى كثير من الناقمين أو المغرضين – قدامى ومحدثين مستشرقين أو مستغربين أو مقلدين أو منفتحين...- إلى محاولة طمس معالم هذا الأدب العظيم، وإزاحته عن الواقع المعيش، وطرده من عالم الأدب والفن والثقافة، إما بالتحريض على مقته وذمه تحت ذريعة الفهم غير السوي لقوله تعالى
(( .. والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون ))) (الشعراء:226).. وقوله صلى الله عليه وسلم"(" لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا")"(مسلم والترمذي وابن ماجة وابن حبان وأحمد والبيهقي والبخاري في الأدب المفرد).. وإما بالتركيز على الهفوات الأدبية التي انتشرت على أرضيته وطغت على ساحته لفترة من التاريخ، وإبرازها بشكل مثير وتسليط الأضواء عليها واعتبارها هي المعبر الحقيقي والوحيد على الحقيقة الأدبية لفترة أو فترات من حياة المسلمين، والترويج لهذا السم الشعوبي قديمه وحديثه بشكل غريب في الكتابات والندوات.. وإما بالغض من قيمة ما جادت به القرائح المسلمة عبر التاريخ، أو التهوين من شأنها تحت شعار قديم اكتسب مشروعيته من ترويجه والدفاع عنه بفهم معتم "أعذب الشعر أكذبه".. وكذلك خلف اللافتة العريضة التي كتب عليها ظلما وعدوانا إن:" الشعر نكد بابه الشر"(3) " إذا أدخلته في باب الخير لان "(4).. وإما باستئصاله وادعاء أنه بدون جذور وأنه لا علاقة للدين بالأدب، وأنى لهذه العلاقة أن تتحقق ولكل منهما عالمه الخاص به مصدرا وأسلوبا وطريقة ومنهجا وأهدافا.. (5)..
لقد جاء زمان هؤلاء الفرسان الذين نلحظهم على الساحة المعاصرة.. فهاهم يصولون ويجولون ويتقنون ويتفننون ويحسنون إبداعا ونقدا وتنظيرا.. برابطة عالمية ولجن إقليمية وأندية ومطبوعات ورقية وإلكترونية ومجلات وصحف وملحقات وندوات وأبحاث جامعية.. إنهم يدفعون بسواعد الشعر والقصة والرواية والمسرحية والأنشودة والنقد والتنظير والتسطير.. وبكل الأجناس والأنواع الفنية السمعية والمرئية والمقروءة.. يدفعون مركبة الأدب الإسلامي نحو العالمية التي خطها الإسلام الحنيف منذ بداية الدعوة لأهله على خلفية قوله عز وجل
(( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ))) (الأنبياء:106) .. يدفعون المركبة المباركة في زمن أصبح فيه الأدب بضاعة مزجاة تستغل على جميع الجبهات وتحتكر في كل المجالات..
ومن هؤلاء الفرسان الذين ملأت الدنيا أسماؤهم بأدبهم وشعرهم الذي تبنى قضاياهم : قضايا الإسلام والمسلمين.. وقضايا الإنسانية والمستضعفين.. وقضايا الأرض والمشردين.. نجد شاعرنا الدكتور عبد الغني بن أحمد جبر التميمي الذي جمع بين ثقل الإبداع الذي لذعه، وغم الأمة الذي أرقه، وهمّ الأرض الذي لدغه.. يقول فارسنا الذي جعل أدبه رديفا للقضية بل جعل شعره يرقى إلى مستوى وحجم القضية، وكيف لا وهو نفسه من أهل القضية.. يعيش معاناته الذاتية والجماعية، ويقوم بتسجيل تلك المعاناة في جمالية إبداعية شعرية بعفوية وتلقائية تامتين، لا تكلف فيها لأنها معاناة معيشة.. وبذلك فهو يعبر عن الالتزام بمفهومه الإسلامي وينأى بنفسه عما يسمى الإلزام، ويعبر بلا طلاسم ولا غموض يحجبها عن متلقيها لأنها بكل بساطة معاناة تصور القضية التي يحياها على أنها قضية فرد وشعب وأمة وإنسانية.. وبذلك يقف بكل ثقة أدبية شاعرية أمام ما يستجد على الساحة الأدبية من حداثات منحرفة موغلة في "اللامفهوم"..
إذن يقول فارسنا راسما أهم الأدوار التي يجب أن تناط بالأدب الإسلامي عموما والشعر منه على الخصوص بل والتي قام بها فعلا كما سبقت الإشارة وبكل امتياز: "((للأدب الإسلامي - وأعني الشعر بالذات لأنه سيف الأدب الأمضى- دور جيد وحضور لا بأس به في التعبير عن هموم الأمة وقضاياها وخاصة قضية فلسطين))" كما يعتبر شاعرنا الفارس - وهو يتحدث عن موهبته وكيف تتفتق ومتى تتفجر - أن "((من مفجرات الشعر عنده آلام الأمة ومعاناتها التي تفجر الصخر ألما))"(6).. [/align]
[align=left]وللحديث بقية إن شاء الله تعالى..[/align]
:

[align=center]هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر (*)
وقفة عند العتبة الأولى لديوان الدكتور عبد الغني التميمي
قراءة في أبجديات " رسالة من المسجد الأقصى " [/align]
[align=left]الأستاذ عبد الرزاق المساوي[/align]
[align=justify]على سبيل التقديم:
لقد قيد الله سبحانه وتعالى للأدب عامة وللشعر خاصة رجالا ونساء لهم قلوب وأفئدة تفقه فقه اليقين قوله تعالى من أواخر سورة الشعراء
من هنا وانطلاقا من قوله تعالى
كما قيد عز وجل لهذا الأدب الإسلامي فرسانا أشاوس في كل زمان وفي كل مكان يذودون عن حماه، ويحفظونه من الملمات، ويدفعون عنه النائبات، وينفضون عنه غبار الزمن كلما طال وتحقق منه النسيان، فلا تكاد تجد فترة من فترات التاريخ بدون أدب إسلامي.. منذ إشراقة الشمس الربانية بالرسالة المحمدية، ومن يوم أن نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم للشاعر العظيم حسان بن ثـــابت رضي الله عنه منبرا في المسجد الشريف(2) إلى يومنا هذا.. حيث فتح هؤلاء الفرسان باب الاجتهاد والجهاد بالسنان واللسان والأقلام، شفهيا وورقيا وبصريا وإلكترونيا، أو في كلمة موجزة فتحوا الأبواب على مستوى إعلامي عالمي متنوع.. وإن سعى كثير من الناقمين أو المغرضين – قدامى ومحدثين مستشرقين أو مستغربين أو مقلدين أو منفتحين...- إلى محاولة طمس معالم هذا الأدب العظيم، وإزاحته عن الواقع المعيش، وطرده من عالم الأدب والفن والثقافة، إما بالتحريض على مقته وذمه تحت ذريعة الفهم غير السوي لقوله تعالى
لقد جاء زمان هؤلاء الفرسان الذين نلحظهم على الساحة المعاصرة.. فهاهم يصولون ويجولون ويتقنون ويتفننون ويحسنون إبداعا ونقدا وتنظيرا.. برابطة عالمية ولجن إقليمية وأندية ومطبوعات ورقية وإلكترونية ومجلات وصحف وملحقات وندوات وأبحاث جامعية.. إنهم يدفعون بسواعد الشعر والقصة والرواية والمسرحية والأنشودة والنقد والتنظير والتسطير.. وبكل الأجناس والأنواع الفنية السمعية والمرئية والمقروءة.. يدفعون مركبة الأدب الإسلامي نحو العالمية التي خطها الإسلام الحنيف منذ بداية الدعوة لأهله على خلفية قوله عز وجل
ومن هؤلاء الفرسان الذين ملأت الدنيا أسماؤهم بأدبهم وشعرهم الذي تبنى قضاياهم : قضايا الإسلام والمسلمين.. وقضايا الإنسانية والمستضعفين.. وقضايا الأرض والمشردين.. نجد شاعرنا الدكتور عبد الغني بن أحمد جبر التميمي الذي جمع بين ثقل الإبداع الذي لذعه، وغم الأمة الذي أرقه، وهمّ الأرض الذي لدغه.. يقول فارسنا الذي جعل أدبه رديفا للقضية بل جعل شعره يرقى إلى مستوى وحجم القضية، وكيف لا وهو نفسه من أهل القضية.. يعيش معاناته الذاتية والجماعية، ويقوم بتسجيل تلك المعاناة في جمالية إبداعية شعرية بعفوية وتلقائية تامتين، لا تكلف فيها لأنها معاناة معيشة.. وبذلك فهو يعبر عن الالتزام بمفهومه الإسلامي وينأى بنفسه عما يسمى الإلزام، ويعبر بلا طلاسم ولا غموض يحجبها عن متلقيها لأنها بكل بساطة معاناة تصور القضية التي يحياها على أنها قضية فرد وشعب وأمة وإنسانية.. وبذلك يقف بكل ثقة أدبية شاعرية أمام ما يستجد على الساحة الأدبية من حداثات منحرفة موغلة في "اللامفهوم"..
إذن يقول فارسنا راسما أهم الأدوار التي يجب أن تناط بالأدب الإسلامي عموما والشعر منه على الخصوص بل والتي قام بها فعلا كما سبقت الإشارة وبكل امتياز: "((للأدب الإسلامي - وأعني الشعر بالذات لأنه سيف الأدب الأمضى- دور جيد وحضور لا بأس به في التعبير عن هموم الأمة وقضاياها وخاصة قضية فلسطين))" كما يعتبر شاعرنا الفارس - وهو يتحدث عن موهبته وكيف تتفتق ومتى تتفجر - أن "((من مفجرات الشعر عنده آلام الأمة ومعاناتها التي تفجر الصخر ألما))"(6).. [/align]
[align=left]وللحديث بقية إن شاء الله تعالى..[/align]
التعديل الأخير: