- 21 فبراير 2011
- 145
- 25
- 28
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- سعد سعيد الغامدي
- علم البلد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فهذه قصيدة أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس
لكل شيء إذا ما تم نقصان ******* فلا بغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهتها دول *********** من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لاتبقى على أحد ************ ولا يدوم على حال لها شان
وينتضي كل سيف للفناء ولو ***** كان بن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوي التيجان من يمن **** وأين منهم أكاليل وتيجان
وأين ماشاده شداد في إرم ***** وأين ماساسه في الفرس ساسان
وأين ماحازه قارون من ذهب ****** وأين عاد وشداد وقحطان
أتى على الكل أمر لامرد له ***** حتى قضوا فكأن القوم ماكانوا
وصار ماكان من ملك من ملك ***** كما حكى عن خيال الطيف وسنان
دار الزمان على دار وقاتله ***** وأم كسرى فما آواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سبب ***** يوما ولا ملك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة **** وللزمان مسرات وأحزان
وللحوادث سلوان يهونها ****** ومالم حل بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له ****** هوى له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فارتأت **** حتى خلت منه أقطار وبلدان
فسأل بلنسية ماشأن مرسية ***** وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم **** من عالم قد سما فيها له شآن
وأين حمص وما تحويه من نزه ***** ونهرها العذب فياض وملآن
قواعد كن أركان البلاد فما ***** عسى البقاء إذالم تبق أركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف ****** كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية ****** قدأقفرت ولها بالكفر عمرآن
حيث المساجد قد صارت كنائس ما ***** فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة ***** حتى المنابر تبكي وهي عيدان
ياغافلا وله في الدهر موعظة ***** إن كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشيا مرحا يلهيه موطنه ***** أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ماتقدمها ****** ومالها من طوال الدهر نسيان
ياأيها الملك البيضاء رآيته **** أدرك بسيفك أهل الكفر لاكانوا
ياراكبين عناق الخيل ضامرة **** كأنهافي مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة ***** كأنهافي ظلام النقع نيران
وراتعين وراء البحر في دعة **** لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأمن أهل أندلس *** فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستضعفون **** وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم **** وأنتم ياعباد الله إخوان
ألا نفوس أبيات لها همم ***** أماعلى الخير أنصار وأعوان
يامن لذلة قوم بعد عزتهم *** أحال حالهم كفر وطغيان
بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم *** عليهم من ثياب الذل ألوان
فلو ترآهم حيارى لادليل لهم **** واليوم هم في بلاد الكفر عبدان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم **** لهالك الأمر واستهوتك أحزان
يارب أم وطفل حيل بينهما ***** كما تفرق أرواح وأبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذبرزت ***** كأنما هي ياقوت ومرجان
يقودها العلج للمكروه مكره ***** والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يبكي القلب من كمد ***** أن كان في القلب إسلام وإيمان